كتبت : هالة يوسف جاء في كتاب معجزات النبي صلي الله عليه وسلم, للإمام أبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي أن من معجزات الرسول قوله صلي الله عليه وسلم في الحسن رضي الله عنه: إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين المسلمين فإن الحسن رضي الله عنه لما بويع له بالخلافة يوم مات أبوه ظل في الخلافة سبعة أشهر, وقيل ستة أشهر. ولما سار إلي قتال معاوية كان معه أكثر من أربعين ألفا, فلما سار عدا عليه شخص وضربه بخنجر في فخذه ليقتله, فقال الحسن: قتلتم أبي بالأمس, ووثبتم علي اليوم, تريدون قتلي. فبينما هو يصلي إذ وثب عليه شخص فطعنه بخنجر وهو ساجد, ثم خطب الناس, فقال: يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم ونحن أهل البيت الذين قال الله فيهم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فمازال يقولها حتي ما بقي أحد من أهل المسجد إلا وهو يبكي. ثم كتب إلي معاوية رضي الله عنهما بتسليم الأمر: أي بعد أن أرسل إليه معاوية رضي الله عنه رجلين يكلمانه في الإصلاح, فإن عمرو بن العاص لما رأي الكتائب مع الحسن أمثال الجبال, قال لمعاوية: إني لأري هذه الكتائب لا تولي حتي تقتل أقرانها, فخلع الحسن رضي الله عنه نفسه وسلم الأمر إلي معاوية, تورعا وزهدا, وقطعا للشر, وإطفاء لثأر الفتنة, وتصديقا لرسول الله صلي الله عليه وسلم في قوله المتقدم, لما انبرم الصلح طلب منه معاوية رضي الله عنهما أن يتكلم بجمع من الناس ويعلمهم أنه سلم الأمر إلي معاوية, فأجابه إلي ذلك وصعد المنبر وحمد الله إلي أن قال في خطبته: أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دماؤكم بآخرنا, ألا إن أكيس الكيس التقي, واعجز العجز الفجور, وإن هذا الأمر الذي اختلفت أنا ومعاوية فيه إما أن يكون أحق به مني أو يكون حقي, فإن كان حقي فقد تركته لله ولصلاح أمة محمد صلي الله عليه وسلم وحقن دمائهم, ثم التفت رضي الله عنه إلي معاوية وقال: وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلي حين.