ابرزت الاتخابات الرئاسية في مصر حالة من الفرز السياسي حيث اوصلتنا الى ثلاثة تيارات واضحة المعالم وهي التيار الديني ممثل بالاخوان وحزبهم (العدالة والحرية) ومرشحه للرئاسة السيد مرسي ، والثاني هو التيار المحافظ ممثل باعضاء الوطني السابق وكبار موظفي النظام المخلوع ومرشحهم شفيق ، والتيار الثالث ما اصلح على تسميته مؤخرا بتيار الثورة ممثلا بقطاع واسع من الجماهير المصرية وشباب الثورة وعدد من المرشحين للرئاسة ابرزهم حمدين صباحي ، هكذا هو المشهد حاليا وللدخول في بحث من الرابح ومن الخاسر فهنالك مقياسين لذلك الاول هو الجانب الرسمي والذي يعتمد على نتائج لجنة الانتخابات وقرارها الفاصل بين المرشحين وعدد احرازهم للاصوات التي حاز كل واحد منهم عليها وهنا لا يختلف اثنين ان الاول مرسي والثاني شفيق والثالث حمدين . أما المقياس الثاني وهو الاكثر عمقا وتغلغل في في الحالة المصرية والاكثر تأثيرا على المستقبل .فبالتشخيص الآني للمشهد نلاحظ اننا لم نتفاجء من بروز وحجم التيار الديني بحكم وجوده القديم على الارض وامتلاكه للادوات والامكانيات والماكينة الحشدية وتنظيم صفوفه لخوض المعركة ، ولم يفاجئنا ايضا تراجع شعبية هذا التيار بحكم ثقتنا بالمواطن المصري انه سيغلب تفكيره على عاطفته الدينية واستخلاصه للعبر من التجربة القصيرة في مجلس الشعب والانتخابات التشريعية . اما ما كان مفاجئ هو كلا التيارين الاخرين فقد كنا امام حالة ان الثورة اصقطت النظام وخلعت رموزه وان بعد ماعاناه الشعب المصري من الماضي البغيض لن تقوم قائمة لما يسمونهم شباب مصر بالفلول وانهم لن يعودوا فاعلين في المشهد لدرجة اننا لم نتوقع ان يحصد السيد احمد شفيق هذا العدد من الاصوات امام تحمس الشباب المصري للثورة وبحكم انه موظف دولة سابق في عهد مبارك ... في المقابل فقد كنا في حالة ثورة قد تشتت وتشعبت لدرجة انها اتت بعشرات الحركات والاحزاب وجميعها تدعي انها صلب الثورة واصبحنا في ضياع وعدم وضوح للرؤيا ولم نرى جهة او حزم او شخص يمثل ويقود الثورة ووصلت حالة الاحباط الى الشعور بان الثورة اجهضت وخطفت و.... الخ . فبالمقياس النسبي والتناسب نجد ان نسبة اصوات التيار الديني الى ما يمتلكونه من آليات وامكانيات هي اقل بكثير من نسبة اصوات حمدين صباحي قياسا لمل يمتلكه من اليات تنظيمية ومالية وماكينة حشد . وكذلك الامر بالنسبة للتيار المحافظ الذي يحرص على محافظته لامتلاك مقدرات البلد و وموظفين رسميين واعضاء في الحزب الحاكم سابقا . من هنا نخرج باستخلاصات مفادها : ان الثورة عادت للتتجمع في تيار واضح المعالم واننا امام رؤية قيادة حقيقية للثورة . ان مجموع ماحصد تيار الثورة من اصوات على تعدد مرشحيه هو الاغلبية المريحة . ان المواطن المصري قد تخلص من حالة الاحباط والشعور ان صوته لن يؤخر ولا يقدم ن بل اصبح يدرك ان صوته مؤثر ويتمنى لو تعاد الانتخابات من جديد ليشارك في تقرير مصير بلده وهذا ما يطمح به تيار الثورة بدلا من طموح تيار آخر في تغييب دور المواطن . او تيار آخر يريد خنوع المواطن لتعليماته وفتاويه . ان مجموع مكاسب الثورة في الانتخابات كبير جدا لا مجال لحصرها هنا فلكم انت تضيفوا الكثير من النقاط والميزات . اخيرا ... ان حركة الشعوب لا تقاس بايا م وشهور وسنة وبضع سنوات ، وان على شباب مصر التروي والحكمة والتحلي بالصبر وعدم الاندفاع بحماسهم الى هفوات يتربص لها اعداء الثورة ... فبالتنظيم والانضباط وقيادة حكيمة للثوار ستتواصل الانتصارات خاصة وان شعب مصر لا يفتقر للقياداة الجكيمة والثورية (فحمدين صباحي ليس وحيدا بينهم بل يوجد ألاف الالاف من الحمديين صباحيين )