خلال العاميين الماضيين، سجلت البيتكوين هبوطًا حادًا في قيمتها الأمر الذي أثر في قيم العملات الرقمية الصغرى الأخرى وأدى إلى تراجعها، والجدير بالذكر هنا أن التراجع الأخير الذي حدث في سوق العملات الرقمية لم يظهر أي دلالات على التوقف. وفي سوق التداولات ووفقًا لأرقام الأسواق المالية، سجلت البيتكوين هبوطًا بنسبة 6.3% وصولًا إلى 20715.6 دولار أمريكي، وتعد هذه النسبة هي الأدنى منذ عامين ونصف، ويتم تداول البيتكوين اليوم عند نقطة 20 ألف وستمائة دولار أمريكي. ووفقًا لأرقام الأسواق المالية في تداولات يوم الجمعة المنصرم، فقدت عملة البيتكوين ما نسبته 28% من قيمتها، يذكر أن البيتكوين بعدما سجلت رقمًا قياسيًا ووصلت لحاجز ال 69 ألف دولار أمريكي، سجلت أنخفاضًا في القيمة بنسبة 70 بالمائة. بحسب تقارير موقع اراب فاينانشيال الإلكتروني المختص في تداول العملات الرقمية والفوركس وتداولات السلع فإن هناك العديد من الأسباب وراء انخفاض قيمة العملات الرقمية في الأسواق المالية، كما وينفرد الموقع في تقديم جميع البيانات والإحصائيات الفورية للمتداولين العرب في العملات الرقمية وأسواق الفوركس بكفاءة وجودة عالية؛ ليبقيهم على إطلاع بكل ما هو جديد في عالم التداول الرقمي، اراب فاينانشيال خيارك الأمثل لتداول مربح. السبب وراء هبوط عملة البيتكوين بحسب ما أشار إليه المحللين الاقتصاديين، يكمن السبب وراء هبوط عملة البيتكوين بعد أن تم تجميد مقرض العملات الرقمية المشفرة سيلسيوس، وإيقاف عمليات التحويلات بين الحسابات وسحب الأموال، الأمر الذي زاد من مخاوف المستثمرين في العملة الرقمية من حدوث تبعات واسعة في سوق الأصول الرقمية المشفرة، حيث أدت التوقعات إلى زيادة أسعار الفوائد الأمريكية من أجل الحد من عمليات التضخم المرتفعة في الولاياتالمتحدة التي تحوي أكبر اقتصاد عالمي، ونتيجة لذلك زاد الضغط على الأصول الخطرة من العملات الرقمية المشفرة وصولًا للأسهم. لم يقتصر الأمر فقط على عملة البيتكوين، حيث تأثرت باقي العملات الرقمية الأخرى الصغرى بهبوط عملاق العملات الرقمية، فشهدت عملية الإيثيريوم ثاني أكبر عملية رقمية في السوق بعد البيتكوين انخفاضًا في القيمة بنسبة 9.3% وصولًا إلى 1090 دولار أمريكي. أما بالنسبة للقيمة السوقية لعملة البيتكوين وصلت إلى 393.2 مليار دولار، ويبلغ الإجمالي نحو 19.066 مليون بيتكوين متداول من أصل 21 مليون بيتكوين مطروح في الأسواق المالية، كذلك الحال هبطت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية حول العالم يوم أمس بنحو 955.5 مليار دولار أمريكي، ويبلغ عدد العملات الافتراضية المتاحة للتداول حوالي 19.852 عملة، ويتم تداولها في أكثر من 500 منصة تداول، وفقًا لأرقام موقع كوين ماركت كاب، علمًا بأن خسائر العملات الرقمية الأسبوعية وصلت إلى أكثر من 263 مليار دولار أمريكي. العملات الرقمية: دوامة الموت نشرت الصحيفة الأمريكية NewYork Times تقريرًا خاصًا مطلع الشهر الماضي يتمحور حول العملات الرقمية، وأكد التقرير على أن العملات الرقمية المشفرة أصبحت تقود العالم نحو ما يعرف بدوامة الموت، في إشارة إلى أن العملات الرقمية تحمل في طياتها مخاطر عديدة، الأمر الذي أدى إلى تقلبات في حالة السوق المالي. ومن الجلي أن العملات الرقمية تفتقر إلى وجود أرقام متسلسلة وتحد من تتبع السلطات والبنوك والمؤسسات المالية إليها، حيث يتم التعامل مع العملات الرقمية المشفرة من خلال تقنية البلوك تشين وشبكة الإنترنت بشكل مباشر دون أي وجود حقيقي لتلك العملات، وأكد التقرير على أن الاستثمار في العملات الرقمية بغض النظر عن اسم العملة يعتبر مضاربة خطرة جدًا قد تؤدي إلى نتائج نهائية كارثية. البيتكوين يفقد بريقه بحسب ما صرح به الخبراء الاقتصاديين حول مستقبل العملات الرقمية، أكدوا على أن البيتكوين بدأ يفقد بريقه، رغم أن تلك العملة الرقمية تتميز بالسلاسة وتضمن للمستثمرين التمكين المالي بهدف تحرير سكان العالم من القيود التي تفرضها البنوك المركزية والحكومات على المواطنين، وعلى النقيض من ذلك، يعتقد المشككون في أراء الاقتصاديين بأن البيتكوين يتم استخدامها من قبل العصابات والفاسدين بهدف تهريب الأموال وغسلها أو تمويل الأنشطة الإرهابية، مؤكدين بأن هذا السوق سينهار عاجلًا أم أجلًا بسبب عدم قدرة المستثمرين على تحمل المخاسر المالية التي تحدث نتيجة لتقلب الأسعار في البورصات العالمية. مستقبل البيتكوين: هل هو مرتبط بالاقتصاد العالمي؟ يرى الخبراء الاقتصاديين أن مستقبل العملات الرقمية بشكل عام ومستقبل عملة البيتكوين بشكل خاص مرتبط وبشكل أساسي بالوضع الاقتصادي العالمي وتخفيض البنوك المركزية لنسبة أسعار الفوائد التي فرضتها مؤخرًا، وذلك لآن هذه الظروف ستسهم في جذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين للتداول في العملات الرقمية المشفرة والأصول الخطرة. وأضاف الخبراء بأن العالم في الوقت الحالي يعيش فترات ترتفع فيها أسعار الفوائد من البنوك المركزية، لذا يصبح من الصعب الحديث عن أي ارتفاع في قيمة العملات الرقمية المشفرة، وأكد المحللين الاقتصاديين بأن المستثمرين سيسارعون لاستثمار بعملة البيتكوين الرقمية بمجرد وصول قيمتها إلى أقل من 20 ألف دولار أمريكي، وذلك لأن القيمة المنخفضة للعملات الرقمية ستغري العديد من المستثمرين، ونتيجة لذلك سترتفع قيمة العملات الرقمية بعد فترة زمنية قصيرة، إضافة إلى أن سوق الأسهم الأمريكية سيشهد تحسنًا كبيرًا في قيمة الأسهم بعدما تسجل العملات الرقمية ارتفاعًا ملحوظًا في القيمة السعرية. ويتوقع الخبراء والاقتصاديين أن ترتفع قيمة العملات الرقمية بسرعة كبيرة، وذلك بناءً على الأرقام السابقة، فإن أي عملية هبوط في القيمة السعرية للعملات الرقمية تتبعها عملية ارتفاع سريعة للعملة، ومن المحتمل أن تعود العملات الرقمية لتسجل أرقام قياسية مطلع العام المقبل.