أصبحت أهم القضايا فى مصر تحت طائلة تهديد كل فئات الشعب المصرى بكل طوائفه ، واختلافاته ، ولهجاته ، وتكهناته ، ومناصبه ، بل ومكانه ،وزمانه ،ومع كل ما يحدث فى مصر من أزمات عديدة ومفتعلة ، وأفعال لا يرتضيها العقل ولا يقبلها المنطق .إلا أننا بتنا مصرين على الدمار والتشتت والضياع لهذا البلد . وأصبح لا يهمنا إلا المصلحة الشخصية التى تؤدى بنا إلى طريق المهالك التى لا رجعة منه ، فقد قرر تأسيس الدستور بلجنة تعبر عن كل طوائف الشعب المصرى ، فكان القرار أن يمثل لجنة تأسيسية للدستور مائة شخص من جميع فئات وطوائف الشعب المصرى ، وكان التقسيم كالأتى خمسون من أعضاء مجلس الشعب (البرلمان ) وخمسون من خارجه بكل الفئات والطوائف . إلا أن هذا القرار وهذه الاختيارات باتت مهددة من قبل نفس الفئات التى تم اختيارها وجاءت مخيبة للآمال للجميع ، وعدم رضا كافة الفئات والطوائف على الاختيارات المقررة ، بل وأصبحوا ينسحبون تدريجياً وصولاً إلى إنسحاب ربع المرشحين لتأسيس الدستور. وكأنها عدوى الانسحاب أنتشرت بينهم . ومع مراعاة انتخاب أعضاء مختلفين من جميع المجالات لكى يعبروا عن كافة طوائف الشعب ، إلا إن هذا القرار لم ينل استحسان الشعب ، ومع أنهم حاولوا جاهدين جمع شمل الآراء السياسية والدينية والاقتصادية وكل الآراء المعبرة عن وضعية الدستور وجمع كل هذه المجهودات وتأسيس دستور جامع لكل هذه الفئات والطوائف عملاً بمبدأ الديمقراطية كما يدعون . ولكننا فوجنئا بتعدد الآراء وسحب بعض الأعضاء من اللجنة ، وسحب ترشيح فئات معينة وأسماء بعينها فى اللجنة التأسيسية للدستور ، وكأنه سباق على الانسحاب من المسئولية والاهتمام بأشياء أخرى أكبر من الدستور فى نظر البعض منهم . ولكن لى تساؤل هام ...! هل هذا وقت كل ما يحدث فى ظل هذه الظروف التى تذهب بالبلد إلى الهاوية ؟! هل هذا ما نجرى ورائه ؟!، ونقول اسم فلان واسم علان، كيف تفكرون أنتم ؟! ألم تروا التشتت التى آلت إليه البلد من تخريب وتدمير ، ألم تروا الضياع المنتظر لنا من خلال أعمالكم التى لا تنظرون من خلالها إلا للمصلحة الشخصية وكأنكم فى سباق على جعل اسماؤكم رنانة فى شاشات التلفاز وتصبحون محفل اللقاءات المتنوعة بين هذا وذاك . هكذا هانت مصر عليكم ، هكذا أصبح اهتمامكم القيل والقال، والمكان والزمان ،وترك حال البلد أنتم أهم ؟ بلد ماذا التى تنظرون لها بعين الاعتبار، أنتم أولى من البلد وأهلها، ومصالحها وكل شىء أنتم ومصلحتكم الشخصية أحق بكل دقيقة من وقتكم ، وحل النزاعات والخلافات بينكم وبعضكم أهم ، فأنتم منشغلون بها . يعنى هل يوجد دستور أم لا يوجد ؟ ، ولا فرقكم الغضب وأصحبت كرامتكم أهم من وضع الدستور البلد تخرب مش مشكلة هى بلدنا ولا أحنا هناخد منها حاجة بلا دستور بلا يحزنون . فعذرا أيها الدستور نحن لا نستطيع أن نجتمع ولو لمرة فى حياتنا لكى نؤسسك ونضعك لبنة لهذه البلد المسكينة المقهورة من أعمالكم والحزينة على أولادها وشبابها الذى ضاع دمهم هباء منثورا ، وأنتم ما زلتم تتحدثون فى وضع الدستور وعدم وضعه ، لك الله يا مصر .