عندما تفكر ان تصبح كاتبا وتمسك القلم .تكون قد بعثت برسالة الى الكل بأني موجود، تبعث بها ،إلى الإنسانية جمعاء شرقا وغربا،الى الراعي والرعية،الى الغني والفقير،الى المثقف ولأميي .تحمل هم ذالك الكاتب الذي أصبحته ،وتبدأ في منغصات طرح الأسئلة ،لماذا فعلوا هذا؟ ولم يفعلوا ذاك؟ ومن لأجدر بهذا المنصب ،ومن لأجدر بذاك المنصب ،ولماذا اختاروا فلان،ولم يختاروا فلان،وتبدأ بالمفاضلة بين هذا وذاك .وتبدأ في سرد تاريخ هذا ،وتاريخ ذاك . وتضع كل منهم في ميزانك الذي أصبحته .تبرر لذاك الذي نجح في كل مهامه التي أوكلت له وتعدد مسؤولياته ومدى نجاحه فيها،الا انه رجل مغمور لم يكن يسعى لتشهير بشخصه بقدر مكان يخصص جل وقته للمهمة الموكلة اليه وبرغم سنوات العمل في الشأن العام الا انه لازال يدفع تقسيط الشقة التي ابتاعها منذ سنوات،اما هذا الآخر لم نعرف له انجازا لا يشرفنا ان نقدمه ثانية لمسؤولية أكبر . المجتمع يموج بالأحداث والغرائب أشياء تسمعها وأخرى تشاهدها بأم عينك .تستدرج جارك الهادئ صاحب لأخلاق النبيلة .وانت تعرف سبب غيابه ،لم أراك منذ مدة يتصبب العرق من جبينه يتلعثم ،يتردد، ثم يجيبك مرة واحدة ويتمنى ان تنشق لأرض لتبتلعه يجيبك :"كنت بسجن".تحمد الله على سلامته.ثم تعلم ،أنّ القضية لم تكن تخصه .أعطاه رب العمل الذي ارتكب المخالفة مقابل،لكي يعترف بأنه هو الذي قام بذاك العمل المدان .ليقضي مدة المحكومية.تمشي في الطريق تمد بصرك الى بناية بلغت عنان السماء،منقوش عند مدخلها،بالخط العربي الأصيل "هذا من فضل ربي " ثم بجانبه آية الكرسي ،وعلمك ان هذا المكان كان يسكنه شخص فقير في بيت كثير البساطة والتواضع.ثم تعلم انه انتخب رئيس بلدية فترة انتخابية .ورغم ان الكل يعلم!!؟؟ ،الا انه يجدد له فترة ثانية.تكتب عن هذا المثقف وعن ذاك ،كلهما بنفس الدرجة الا ان منهما من اصبح غنيا وتخصص له سيارة معد الحوافز والعلاوات!! .أما ذاك الآخر مازال يقطع الطريق بطوله وعرضه مشيا على الأقدام.تتحفز أكثر لتكتب عن ذاك الكاتب ،وعن ذاك ،عن ذاك الفنان،وعن ذاك ،وعن ذاك الشيخ ،وعن ذاك..عن ذاك الحزب الجديد الذي حصّل على مقرات في كل مكان ،والآخ الراسخ في القدم عمره بعمر النضال الوطني لزال يحاول ان يحصل عن مقر هنا ومقر هناك. ترتعش يداك وانت ممسكا بالقلم مخافة ان يُخْطَفُ منك ولا تكمل ما تحاول قوه.وتستمر في الأسئلة وتعاهد نفسك لتعد غدا بإذن الله .لتواصل في محراب الأسئلة وفك الشفرات . [email protected]