وحدها الأوراق تمقت ذلك التوقيت المحير من العام ..همزة وصل بين متناقضين .. دائما ما يذكرها بنصف حياة..ومصير غامض عالق بأيدي الرياح الثائرة.. لقد كانت الأشجار تراهن دائما بأن الخريف هو ريعانها..فإذا بالأوراق لتتساقط عنها .. ها هي الأشجار عراة..ووحدها الأرض قد تزينت..! فكانت الأوراق جذابة في أعين الخريف..خائنة متخاذلة في أعين الأشجار وأغصانها .. و كل الأعين كانت ترمقها ..ولا حتي ألقي أحدهم لومة واحدة في وجه الرياح..لقد كان ذنبها هي..! فبدا الخريف رساماً ساحراً بارعاً..يأخذ من الألوان قطفات ..لينسج لوحةَ خرافيةَ َجذابة تجمع من الألوان الشتي والشتيت..بينما كانت هي ذابلةَ شاحبةَ ملقاةََ في أرض قاحلة ..لتطأها أقدام الشتاء .. والجميع بالألوان منبهراً .. لا أحد قد لحظ سقمها ..ولا نزعها الأخير في معركة البقاء .. لقد وعدها الخريف بأن يبقي ربيعاً دائماً ..كاسراً حدة الصيف وغروره ..بينما لم يفي وعده ..! فقد تطايرت الأوراق بعيدا..وتلطخت اللوحة بأقدام الشتاء..وزال اللون الذهبي.. ليأتي الشتاء فيطفئ ما أضفاه الربيع ..سارقاً من العام نصفه ..فكان الخريف كاذباً متلوناً.. ! ومضيت الفصول ما مضيت ..وبقيت الأشجار بأوراقها عالقةََ في مأزق الفصول.. ولكنها لم تقل أهلاً ..فلم تكن الأشجار مدينةََ أبداً للخريف ولو بقليلٍ..! لقد كانت تتجاوز أسوأ اللحظات بمفردها... بينما كان يصدق دائماً بأنها بخير... ومن شتاء إلي صيف تنتظر ..وقد كان الصيف أصدق .. وبينهما الربيع هدنة.. فكأنما تحكي الأوراق حالنا نحن....! بقلمي: إيمان فايد