• ينام الناس وينعسون ويبقى العشاق المغرمون يسهرون الليل , يتأوهون أشجانهم وآلامهم ويشكونها لظلمة الليل • ويناجون القمر ويحاكون النجوم يبكون ولا يسمعهم غيرهم , يتجرعون مرارة البعد والفراق , وهم أسارى لنبضات قلوبهم الموجعة الرنانة • التي لا يسمعها سوى آذانهم مزلزلة لوجدانهم يحرقون صدورهم بزفرات محرقه مضنية • لو أتت على هشيم لأحرقته…دائما ما يشتكي العشاق من الليل حيث تعود أسراب الهموم المهاجرة إلى وكناتها • وحيث تعود طيور العذاب الى أوكارها وتتفتح أزهار الأرق في حقول الشجن • وتمر قبال عينيه أطياف حبيبته تداعب ظنونه وتوقد الوهم في هشيم ذكرياته. • ولكن ليلتي …. تختلف عن ليالي العاشقين والمغرمين • حيث تهادى الحنين مع النسيم العليل المخضب بلون البنفسجي الذي يسر الناظرين • المعتق بعبير الوجدانية والمشبع بمنطق أولي الألباب • فحمل النسيم كل فراشات الأمل وبعثرها في ليلة قمراء • فحمل النسيم كل فراشات الأمل وبعثرها برسومات هندسية في ليلة قمراء • فحمل النسيم كل فراشات الأمل و بعثرها على أمواج البحار وعلى أوراق الأشجار • وراح الأمل يستقطب نجوم الليل كي لا تغيب • وهمسات الصمت تشجب وتدين كل أفكار سوداوية, وتوقظ أنفاس الصباح • ولكن أدركت الروح أن هذا الأمل الذي أرى قلبي يحياه • صدقاً و يقيناً مسيره يوم يتجسد و يتحقق • وأن الليل سوف يلملم أطرافه عند طلائع الصباح، وتهجر العصافير أوكارها وتتفتح الأزهار في بساتين قلبي الأسيف وتصبح الروح التي كنت أراها سنين طوال منزلقة في نفق التمزق والنفس التي كانت هاوية في بئر مظلم من الانقسام عامرة بالحب والتوحد والاحتواء والأمان.