قال الشاعر التونسي الصغيّر أولاد أحمد : نساء بلادي نساءٌ ونصف ... أمّا النساء فقد عرفنا أنهنّ نساء ولكنّ النّصف الزائد قد يغيب عنّا وتصعب معرفته إلاّ إذا صادفنا في الطريق إمرأة ونِصف ، وهذا أيضا أمر صعب المنال لأنّ من سنصادفها في الطريق هي إمرأة أو إمرأتين أو ثلاث بمعنى الفرد والجمع ، إذ أنّ المرأة غير قابلة للقسمة فلا نقول نصف المرأة ورُبع المرأة وخُمُس المرأة لأننا حينها سوف نكون أغبياء ونصف ... وفي إعتقادي المتواضع أنّ النِّصف المقصود ليس شيئا ملموسا في الجمال أو في القِوام أو المفاتن وإنما هو شيء لا مرئي ليس له علاقة بالجسد ، يفهم ويعقل ويستنتج ولكنه غير قابل للشدّّ واللّمس ... مع الملاحظة أنّ ذلك النّصف غير المرئي وغير الملموس لا يشمل جميع النساء لأننا لو جعلناه شاملا لجميع النساء لكنّا أوّل من يخترق قاعدة النسبيّة وأوّل من يلعنهم ألبرت إينشتاين وهو في قبره ... إذن ... أيها السادة ، أين يمكن أن يكون ذلك النّصف ؟؟ وماذا يمكن أن يكون ذلك النّصف ؟؟ إنه بكلّ تأكيد في النّصف العُلوي من جسد المرأة ... في الرّأس وداخل الرأس ...أي في عقل المرأة ... إنه الذّكاء والمعرفة ... فالمرأة الذكيّة كما تقول الكاتبة أحلام مستغانمي :لا تثير الشفقة أبدا ، إنها دائما تثير الإعجاب ... كيف ؟؟؟ هنا تأتي الإجابة بالدّلالة والترميز والإيحاء والإشارة كما في قصّة الحوار القرآني الذي جمع بين رجلٍ وأمرأة في الطريق حيث مرَّت إمرأة فائقة الجمال برجل فقير معدم ولكنه معتدّ بنفسه ومعتقد أنه لاعبٌ ماهر بالكلمات والحروف والمعاني يعوّض بها فقره وقلّة ماله ، فنظر إليها وخاطبها بلغة القرآن قائلا : وزيّناها للناظرين. فأجابت المرأة : وحفظناها من كل شيطان رجيم فقال الرجل: بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون فأجابت المرأة: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأعلموا أن الله شديد العقاب فقال الرجل: نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا فأجابت المرأة: لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا فقال الرجل: وإن كان ذو عسرة فأجابت المرأة: حتى يغنيهم الله من فضله فقال الرجل: والذين لا يجدون ما ينفقون فأجابت المرأة: أولئك عنها مبعدون عندها إحمر وجه الرجل غيظا وقال:ألا لعنة الله على نساء الأرض أجمعين!! فأجابته المرأة: للذكر مثل حظ الأنثيين وكانت تقصد القول : ألا لعنة الله مضاعفة مرّتين على رجال الأرض أجمعين طبقا لقاعدة توزيع الإرث ...