لعل الأحلام طبقات ودرجات لها تفاضل وتفاوت بين هذا وذاك ولعل أعلى طبقة ومرتبة بإمكان الإنسان نيّلها في عالم الأحلام هي رؤية الانبياء عليهم السلام . والصحابة الكرام .وأولياء الله الصالحين .وكلها كرمات من الله تعالى يصطفي بها عباده الذين يختارهم لنيل هذه المكرمة العظيمة .ولادخل لنوعية الشخص إذا كان عابدا متنسكا ليلا نهار أم يؤدي عباداته بشكل طبيعي ودون زيادة أو نقصان !1 الأمر المتعلق برؤية الانبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة والصالحين هو النيّة التي وهبها صاحبها لله عزوجل بكل الأمور ليمتلك شفافية كبيرة يكاد يشعر أنه لاحاجز مابينه وبين خالقه عزوجل وأنه أقرب إليه من حبل الوريد .إلى جانب قراءته الدائمة لسيرتهم العطرة التي تولد عنده شوقه العارم ورغبته الجامحة لرؤيتهم بتفكير متواصل بهم وبدعاءه الله عزوجل بأن يراهم في المنام بإلحاح وتضرع وبتوسل .حينها تتجلى هبات المولى العلي القدير في أبهى صورها ليراهم ويملء روحه قبل ناظره في رؤياهم وبالذات الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام فلرؤياه رهبة مابعدها رهبة وفرحة مابعدها فرحة ونورا يظل يرافق الرائي أياما وشهورا رفيقه الخشوع والخضوع التام والتقرب الذي مابعده تقربا إلى الله عزوجل فيمتلك الرائي روحانيات عظيمة يكاد يزهد الدنيا ومن عليها فوالله لتظل صورته عليه الصلاة والسلام تتملكة سنوات لاتجرأ الذاكرة على محو ولو جزء بسيط من ملامحه الشريفة الطاهرة التي تمتلك حسنا مابعده حسنا . ونورا مابعده نورا . متملكة روحه وقلبه وعقله وناظريه وسمعه وبصره ولسانه الذي لايكف عن الصلاة والسلام عليه فيكون أمر الصلاة عليه ليس أمر لسانه بل الذي ينطق بها قلبه وروحه فهنيئا لمن زاره المصطفى عليه الصلاة والسلام في منامنه .فإن كان الرائي مديونا قضي دينه وإذا مريضا برأ من مرضه وإذا أسيرا فكّ قيده وإذا مفارقا جمع شمله وإذا مهموما فرّج كربته وهكذا يظل الرائي يجود المولى عزوجل له بالكرمات الإلهية ولما لا وقد منحه مكرمة مابعدها مكرمة حين جعل أعظم الخلق وأطهرهم وأحبهم إلى خالقه يزوره وكأنه يراه حقيقة فلما لاتحّل بعد هذه الزيارة تلك الهبات الربانّية يقول رسولنا العظيم محمد عيه الصلاة والسلام في حديثه الشريف ((من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي)) فمن الناس من يراه على هيئة نور ومنهم لايراه بكامل هيئته الشريفة ومنهم من يراه من منبت رأسه إلى أخمص قدمه .وهذه هي المكرمة الإلاهية العظيمة التي تطيب لها نفس الرائي وتقّر بها عيونه وتتكحل فيعيش سعيدا بهذه الرؤيا العظيمة مدى الحياة التي كلما ضاقت عليه بما رحبت لمجرد أن تعيد الذاكرة لذاك الحلم تهب نسائم عبقة تهتز لها المشاعر وتأنس لها الروح وتتجلى أبهى الصور لتخفف الآلآم وتسّكن الجراح وحسبك أن تحيا سعيدا مدى الحياة بذكريات هذه الرؤيا التي لاتجرؤ الذاكرة على طمس ولو جزء بسيط من ملامحها لأنه لأشرف الخلق وسيدهم أجمعين .فمن أحب رؤية الحبيب المصطفى أكثر من ذكره وتشوق لرؤياه ويخلص النية الصادقة لله تعالى ويدعو ه بتضرع لرؤياه فإن شاء الله تعالى له فلسوف يراه