جميل أن تنظر عيون الإنسان صور جمال يرتقي بمشاعر تأخذه يعيش ببريقها سعادة أوقات يتمنى دوامها دون فراق إلى سلطان عالم مادة تزج به في حيرة بين خيارات كبد الحياة بآلامها وشجونها وسعادتها .. والأجمل أن تشاهد الروح جمال أبهي هيمها سموا في سعادة فتحت نوافذ قلوب رأت ببصائرها حسن تُيهت فيه العقول وبهرت فيه الألباب وباتت أسيرة إبهار غاب عن نظر عيون حارت بين خيارات كبد الحياة .. في كبد حياة عالم الشهادة معروف عجز العين عن نظر أي صور في عالم الغيب وبالتالي تعجز الحواس عن وصف ما لم تراه .. أما في عالم الغيب فلا مانع للقلب أن يرى من نافذة الروح صور منه يدركها ويعرفها واسمائها في ذلك الغيب فهذه روضة من الجنة وهذا نوحا وهذا إبراهيم وهذا عيسى وهذا موسى .. ليميز الإنسان بين كل ما رآه سواء نبيا من الأنبياء عليهم السلام أو رسولا أو مَلَكأ أو عصر من العصور أو غير ذلك مما رآه من عالم غيب تستطيع حواسه وصفه في عالم شهادة عجزت العين عن نظره .. كليم الله موسى عليه السلام في عالم الشهادة قال لربه: ( رب أرني أنظر إليك ) .. فأجابه سبحانه عالم الغيب والشهادة: ( لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ) .. فلم تنظر عينه عليه السلام ربها .. وقال تعالى: ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) فقال محمد خير خلق الله: ( رأيت ربي عز وجل ) .. رآه في عالم الشهادة بقلبه كما قال ابن عباس في صحيح مسلم : ( رأى محمد ربه بقلبه ) .. رآه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الصورة التى أراد الله أن يأتيه فيها وتسطيع الحواس معرفتها من خلال قول النبي في نص آخر صحيح: ( رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء ) .. ففي عالم الشهادة لا ترى عيون الرأس ربها .. بينما تراه عيون القلب حقيقة ملموسة من عالم شهادة تستطيع الحواس وصف ما أبصره القلب من نافذة روح هامت في اتصالها بإله تنشد قربه فكان أقرب إليها من حبل الوريد :( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) .. ذلك القرب الأقرب من حبل الوريد يستطيع القلب إدراكه داخليا .. وإداركه خارجيا في محيط هواء فيه روح الله أو كما قال النبي: ( سبحان الذي في الهواء روحه ) .. ليدرك الإنسان أن هذا الهواء والذي فيه روح الله يستنشقه يتغلغل داخله فتحيا بالله ذرات تبرهن أن فيها ربنا أقرب إلينا من حبل الوريد .. فهو سبحانه قريب .. تقرب إليه تراه .. إن أردت أن تراه سبحانه تقرب إليه لذاتة يأتي إليك أسرع من تقربك إليه ولا مانع للقلب من رؤية ربه من نافذة الروح وهو ينبض في عالم المشاهدة يراه بعيون قلب في الصورة التى أراد الله أن يأتي فيها فندركه ونعرفه سبحانه .. ليكون الغيب والشهادة في قوله تعالى: ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) .. تضمن دليل ملموس يأتي به ربنا من عالم الغيب ونحن في عالم الشهادة برهن عليه قول النبي: ( أتاني ربي في أحسن صورة ) .. فإن كانت عين الرأس قد رأت البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير فذلك دليل حق في وجود الله في عالم الشهادة .. وإن كانت عين القلب رأت ببصيرتها ربها فذلك حق في رؤية الله ودليل ملموس تستطيع حواس الإنسان وصفه وينطق به اللسان ويكرر قول نبيه.. رأيت ربي عز وجل .. باحث إسلامي علاء أبوحقه