مصطفى الفقي: الصراع العربي الإسرائيلي استهلك العسكرية والدبلوماسية المصرية    خطر تحت أقدامنا    التموين: انخفاض 300 سلعة بالأسواق.. ونتجه إلى أسعار ما قبل الأزمات    مفاجأة بشأن سعر الدولار في 2024.. يزيد بمعدل جنيهين كل شهر    جهاز دمياط الجديدة يشُن حملات لضبط وصلات مياه الشرب المخالفة    شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنواصل بناء قوة عسكرية هائلة    مصطفى الفقي: كثيرون ظلموا جمال عبد الناصر في معالجة القضية الفلسطينية    مصرع شخصين .. تحطم طائرة شحن نادرة النوع في أمريكا    مدافع الزمالك السابق: الأهلي قادر على حسم لقاء مازيمبي من الشوط الأول    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    نتائج مباريات ربع نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    موعد مباراة ليفربول وإيفرتون في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأربعاء 24/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    من أمام مكتب (UN) بالمعادي.. اعتقال 16 ناشطا طالبوا بحماية نساء فلسطين والسودان    مسئول أمريكي: خطر المجاعة «شديد جدًا» في غزة خصوصًا بشمال القطاع    إعلام عبري: مخاوف من إصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال لمسؤولين بينهم نتنياهو    لازاريني: 160 مقار ل "الأونروا" بقطاع غزة دُمرت بشكل كامل    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان غزة يعانون من الجوع    ضابط بالجيش الأمريكي: حكومتنا لا تمتلك قلب أو ضمير.. وغزة تعيش إبادة جماعية    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    نشرة التوك شو| انخفاض جديد فى أسعار السلع الفترة المقبلة.. وهذا آخر موعد لمبادرة سيارات المصريين بالخارج    الدوري الإنجليزي.. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    مهيب عبد الهادي يكشف موقف إمام عاشور من الرحيل عن الأهلي    الارتفاع يسيطر.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024 بالمصانع والأسواق    أكبر قضية غسل أموال، حبس تشكيل عصابي لتجارة المخدرات    3 أشهر .. غلق طريق المحاجر لتنفيذ محور طلعت حرب بالقاهرة الجديدة    أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تحول الصور والمقاطع الصوتية إلى وجه ناطق    القبض على المتهمين بإشعال منزل بأسيوط بعد شائعة بناءه كنيسة دون ترخيص    مصرع سائق سقط أسفل عجلات قطار على محطة فرشوط بقنا    مصرع شاب غرقًا أثناء محاولته السباحة في أسوان    العثور على جثة شاب طافية على سطح نهر النيل في قنا    بعد 3 أيام من المقاطعة.. مفاجأة بشأن أسعار السمك في بورسعيد    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    أجبروا مصور على مشاهدتها، دعوى قضائية ضد ميجان ذا ستاليون بسبب علاقة آثمة    نشرة الفن: صدي البلد يكرم رنا سماحة .. إعتذار أحمد عبد العزيز لصاحب واقعة عزاء شيرين سيف النصر    فريد زهران: الثقافة تحتاج إلى أجواء منفتحة وتتعدد فيها الأفكار والرؤى    بالأبيض.. جيسي عبدو تستعرض أناقتها في أحدث ظهور لها    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    هل يجوز طلب الرقية الشرعية من الصالحين؟.. الإفتاء تحسم الجدل    حكم تنويع طبقة الصوت والترنيم في قراءة القرآن.. دار الإفتاء ترد    رغم فوائدها.. تناول الخضروات يكون مضرا في هذه الحالات    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024 (آخر تحديث)    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    عصام زكريا: الصوت الفلسطيني حاضر في المهرجانات المصرية    تنخفض 360 جنيهًا بالصاغة.. أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024    قد تشكل تهديدًا للبشرية.. اكتشاف بكتيريا جديدة على متن محطة الفضاء الدولية    طريقة عمل الجبنة القديمة في المنزل.. اعرفي سر الطعم    كم مرة يمكن إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية؟.. تساعد على نمو البكتيريا    بعد تأهل العين.. موعد نهائي دوري أبطال آسيا 2024    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    الخطيب يفتح ملف صفقات الأهلي الصيفية    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملوك الجن وأسباب اقتران الشيطان بالإنسان - ملف كامل


الجن
تعريف هذا العالم : يختلف عالم الجن اختلافا كليا عن عالم الملائكة و الانسان، فكل له مادته التي خلق منها ، وصفاته التي يختلف بها عن الأخر، الا أن عالم الجن يرتبط مع عالم الانس من حيث صفة الادراك وصفة العقل والقدرة على اختيار طريق الخير والشر.
وأبو الجن هو ابليس كما أن أبو الانسان آدم عليه السلام . أما طبيعة خلقتهم فقد أخبرنا الله عز وجل عنهم أنه خلقهم من نار، كما قال تعالى (والجان خلقناههم من قبل من نار السموم ) وقوله عز وجل ( وخلق الجان من ما رج من نار) .
وقد فسر أهل العلم من السلف الصالح قوله ( مارج من نار) هو طرف اللهب ومنهم ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحسن وغيره ، وقال النووي " المارج اللهب المختلط بسواد النار " . أما الانسان فقد خلق من طين كما أخبرنا عز وجل بقوله ( قال ما منعك ألا تسجد اذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) وفي قوله سبحانه (فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا انا خلقناهم من طين لازب ) وكذلك كما ورد في الحديث الذي أخرجه مسلم عن عائشة ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق أدم مما وصف لكم ". وقد خلق الجان قبل الانسان وسكن الأرض قبله ، بدليل قول الله عز وجل( ولقد خلقنا الانسان من حمأ مسنون *والجان خلقناه من قبل من نار السموم * ) .
أنواع الجن و أصنافهم :
وينقسم الجن الى ثلاثة أصناف كما صنفهم لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال : "الجن ثلاثة أصناف ، فصنف يطير في الهواء ، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويضعنون " رواه الطبراني ، والحاكم ، والبيهقي باسناد صحيح.
وقد أمرت الجن وكلفت كما كلف الانسان ، فهم مأمورون بالتوحيد و الأيمان والطاعة والعبادة ، وعدم المعصية والبعد عن الظلم وعدم تعي حدود الله ، فمسلمهم مسلم، ومؤمنهم مؤمن، وكافرهم كافر ، والمطيع منهم لله ورسوله، يدخل الجنة ومن أبى دخل النار سواء بسواء، مثلهم مثل الانسان والدليل من قوله عزوجل( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ). اذا هم خلق من خلق الله ومن ينكرهم فانه يكفر للأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة . وقد وجد من ينكرهم قديما
وحديثا . ولا يضيرنا ذلك منهم . والذي يهمنا أنهم حقيقة لاشك فيها ولا مرية لما سيترتب على ما سوف نسرد من أخبارهم وأحوالهم، وربنا وربهم الله .
هل الجن يأكلون ويشربون :
و حيث أن مثل هذه الأمور الغيبية في أحوال الجن الذين لا نراهم، توجب علينا كأمة مسلمة تؤمن بالغيب، أن نؤمن بكل المغيبات التي وردت في الجن وذلك لما يتصف به المؤمنون من الايمان بالغيب كما قال عز وجل وعلا شأنه ( آلم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك و بالأخرة هم يوقنون * ) . وموضوع الجن أمدنا فيه رسول الله بالخبر اليقين ، فاليك أخي المسلم المؤمن هذه الأدلة الصادقة من عند الذي لا ينطق عن الهوى .
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها ، وقال له: " ولا تأتيني بعظم ولا بروثة"
ولما سأل أبو هريرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد ذلك عن سر نهيه عن العظم و الروثة ، قال:"هما من طعام الجن ، وانه أتاني وفد نصيبين ، ونعم الجن ،فسألوني الزاد ، فدعوت الله لهم : ألا يمروا بعظم و لا روثة الا وجدوا عليها طعاما" . وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال " أتاني داعي الجن فذهبت معه ، فقرأت عليهم القرآن ، قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم ، فسألوه الزاد فقال : " لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم لحما، و كل بعرة علف لدوابكم" فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" فلا تستنجوا بهما
فانهما زاد اخوانكم " . و في سنن الترمذي باسناد صحيح : " لا تستنجوا بالروث ، ولا بالعظام ، فانه زاد اخوانكم من الجن" و قد أخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم ، أن الشيطان يأكل بشماله و أمرنا بمخالفته في ذلك . وقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" اذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، و اذا شرب فليشرب بيمينه، فان الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله".
و في مسند الامام أحمد " من أكل بشماله أكل معه الشيطان، و من شرب بشماله شرب معه الشيطان" . وكما أن الأنسان المسلم منهي عن أكل اللحم الذي لم يسمى عليه أسم الله ، فان الجن المسلم أيضا منهي عن أن يأكل لحم الميتتة لانه لم يذكر اسم الله عليها. لذا فقد ترك اللحم الذي لم يذكر اسم الله عليه يأكله المشركون ، و الذين يذبحون لغير الله و الشيطان على شاكلتهم. لذا نستنتج أن الميتتة أكل الشيطان. و قد استنبط ابن القيم رحمه الله من قوله تعالى( انما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان) أن المسكر من شراب الشيطان، فهو يشرب من الشراب الذي عمله أولياؤه بأمره ، وشاركهم في عمله ، فيشاركهم في شربه ، و اثمه و عقوبته.
أين يعيش الجن وأين يسكن :
كما أسلفنا فان الجن هي أمة من الأمم ، وطالما أن الله عز وجل هو خالقهم فانه عز وجل لم يخلق عباده عبثا، ولم يتركهم هملا، تماما ككل المخلوقات في السماء أو في الأرض أو في جوف البحر، فان لكل نظامه وحياته، فالسمك يعيش في الماء ولو أخرج منه لمات، و الانسان والطير وكثير من الحيوان الذي يعيش فوق الأرض لو أدخل في البحر لماتوا جميعا، لأن الخالق سبحانه جعل لكل نظام وغذاء و حياة تختلف عن الأخر. والجن لهم حياتهم ومعاشهم و أكلهم وشربهم ،ولهم أماكن يسكنون فيها أو مختصة بهم، وقد يشاركوننا في بعض الأماكن . فهم يسكنون في الأحراش والخرابات وبيوت الخلاء ، وفي مواضع النجاسات والمقابر. وكما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية ، (يأوي الى كثير من هذه الأماكن التي هي مأوى الشياطين، الشيوخ الذين تقترن بهم الشياطين، ويتواجدون في أماكن اللهو وفي الأسواق حيث يكثر تواجدهم لاضلال الناس وافسادهم،و قد أوصى الرسول صلي الله عليه وسلم أحد أصحابه قائلا :"لا تكونن ان استطعت أول من تدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها ، فأنها معركة الشيطان ، وبها ينصب رايته " رواه مسلم في صحيحه ).
فالجن أيضا تعيش في منازلنا ومعنا ولكن لا نراهم، وقد يأكلون معنا ويشربون معنا من حيث لا نراهم لاستتارهم عنا، لقوله عز وجل ( انه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم) . الا انه قد يتشكل في بعض الأحيان، وهذا ما سنتطرق اليه في حينه في قصته مع أبي هريرة رضي الله تعالي عنه، وكي لا يشكل هذا الأمر على البعض فأحيانا نذكر الجن و أحيانا أخرى نذكر الشيطان فما هي العلاقة بينهما ؟
هل الشيطان أصله من الجن :
كما تقدم فقد ذكرنا أن الشيطان أبو الجن كما أن آدم أبو الانس ، والظاهر من سياق القرآن أن الشيطان من الجن كما في قول الله عز وجل( و اذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الآ ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أ فتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) . فهذا دليل واضح جلي بأن الشيطان أو ابليس كان من الجن ، ففسقه وعدم تنفيذ أوامر الله وغروره، كان سببا في أبلسة الله له، كما أن شيطنته أبعدته من رحمة الله، فأختلف الناس في ذلك فمنهم من قال بهذا ومنهم من قال بغيره . وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية ، في مجموع الفتاوى ج/4 235ص346 (انه يذهب بالقول بأن الشيطان أصل الجن كما أن آدم أبو الانس) .
تشكل الجن أو الشيطان :
ان من رحمة الله سبحانه و تعالى بخلقه من الانس ، أن جعل الشيطان و حزبه من المردة و العفاريت و غيرهم فيما يدخل في مضمون الجن ،غير مرئيين لهم، لأنه سبحانه و تعالى يعلم بأن أشكالهم قبيحة ، و قد تكون أعين البشر و عقولهم لا تستوعب البشاعة التي خلق عليها الشياطين . و قد ذكر الله لنا ذلك في محكم التنزيل واصفا قبح الشيطان بأن شبه لنا شجرة الزقوم التي تنبت من أصل الجحيم برؤوس الشياطين لما علم من قبح صورهم و أشكالهم ، فقال عز و جل( انها شجرة تخرج في أصل الجحيم* طلعها كأنه رؤوس الشياطين *) .و قد ذكر لنا النبي صلى الله عليه و سلم " أن للشيطان قرون و أن الشمس تخرج بين قرني شيطان " و في البخاري و مسلم قوله صلى الله عليه و سلم "اذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ، و لا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس و لاغروبها، فانها تطلع بين قرني شيطان ". ومن هذا كله يتبين لنا أن منظر الشيطان أو الجن أو ابليس بشع لنا كبشر للنظر اليه، و لا يستطيع انسان كائن من كان من دون الرسل و الانبياء ، أن يرى الشيطان على حقيقة خلقته التي خلقه الله عليها كما يدعي البعض من الناس الجهلة و ذلك لقوله عز وجل (انه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم ) .أما الانبياء و الرسل فالله يريهم ما يريد و ما يشاء . و لكن الشيطان أو الجن يستطيع أن يتحول من خاصيته التي خلقه الله عليها الى خاصية أخرى كأن يكون في صورة كلب أو حية أو عقرب أو صورة انسان أو ما الى ذلك . كما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، اذ رأى الشيطان في أكثر من موضع و بصور لاشخاص معروفين و اشخاص غير معروفين و قد حدث ان كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث أصحابه فيدخل
عليهم رجل غريب ، نتن الريحة ، قبيح المنظر، مقطع الثياب فيخبرهم النبي صلى الله عليه و سلم انه الشيطان جاء يشككهم في أمر دينهم . و اليك أخي القارىء هذه القصة الطريفة التي جرت مع ابي هريرة رضي الله عنه و رواها البخاري ، قال أبو هريرة رضي الله عنه : وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحث من الطعام ، فأخذته ، و قلت : و الله لأرفعنك الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال: أني محتاج، و علي عيال ، و لي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه ، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه و سلم" يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك البارحة ؟" قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة و عيالا ، فرحمته، فخليت سبيله، قال " اما انه كذبك و سيعود "، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيعود ، فرصدته ، فجاء يحثو من الطعام فأخذته ، فقلت :لأرفعنك الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال: دعني فاني محتاج ،و علي عيال ، لا اعود ، فرحمته ، فخليت سبيله، فأصبحت ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" يا أبا هريرة ، ما فعل أسيرك؟" قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة و عيالا فرحمته . فخليت سبيله قال:" اما انه كذبك و سيعود" ، فرصدته الثالثة ، فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ، ثم تعود ! قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت ما هو؟ قال: اذا أويت الى فراشك فاقرأ آية الكرسي (الله لا اله الا هو الحي القيوم) حتى تختم الآية ، فانك لن يزال عليك من الله حافظ ، و لا يقربك شيطان حتى تصبح ، فخليت سبيله، فأصبحت ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ما فعل أسيرك البارحة ؟" قلت : يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله ، قال:" ما هي ؟ " قلت: قال لي : اذا أويت الى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم ( الله لا اله الا هو الحي القيوم )، و قال لي : لن يزال عليك من الله حافظ ، و لا يقربك شيطان حتى تصبح، و كانوا أحرص شيئا على الخير ، قال النبي:" أما انه صدقك و هو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليالي يا ابا هريرة ؟ " قال: لا ، قال: " ذاك شيطان " .
هل حقا دخول الجن في جسد الانسان :
بدأت العداوة بين الشيطان والانسان منذ اللحظة التي خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام، بل من قبل ذلك عندما كان آدم عبارة عن جسد، وقبل أن تنفخ فيه الروح، فقد كان جثة هامدة من طين أتى اليه الشيطان فرآه أجوفا ، فكان يدخل من فمه ويخرج من دبره ويدخل من أنفه ويخرج من أذنه وهو أجوف. و الشيء اذا كان أجوفا فانه يكون غير متماسكا لذا كان يقول له: ان لك لشأنا ولئن أمرت بك لأعصين ، ولئن سلطت عليك لأهلكنك. وقد ورد في صحيح مسلم عن أنس أن رسول الله عليه وسلم قال:" لما صور الله آدم في الجنة، تركه ما شاء الله أن يتركه ، فجعل ابليس يطيف به ،ينظر ما هو ،فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتماسك " . وعندما نفخ الله الروح في آدم وأسجد الملائكة له ، أبي واستكبر وفضل نفسه على آدم وهو الذي كان من أعبدهم لله ، فغرته نفسه فكيف يسجد لهذا الذي خلق من طين فتعالى على الله ولم ينفذ الأمر الذي صدر من الله له وللملائكة ، فاستجابت الملائكة وعاند هو ورفض ذلك و استحق أن يطرد من رحمة الله وأن يخرجه الله من الجنة لأنها لا يكون فيها متكبر متعال من خلق الله .فاذا علمنا هذا، علينا أن نعلم أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ،فحسب بل تعداه الى ما هو أبعد من ذلك،وهو توعده لآدم وذريته بالاغواء والاضلال و الاحتناك ، وانه سوف يأمرهم بتغيير خلق الله ، وقد أمهله الله عز وجل الي يوم البعث . ولله حكمة بالغة في ذلك ، و الا فان الله قادر على أن يهلكه في تلك اللحظة .لذا ذكر لنا الله سبحانه هذا التفصيل في قوله عز وجل( قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لان أخرتن الى يوم القيامة لأحتنكن ذريته الا قليلا) . وفي قوله( و لأضلنهم و لأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ) . والآيات في هذا كثيرة جدا، فالعداوة حاصلة وستستمر ببقاء الدنيا لأن الشيطان يعتقد أن سبب خروجه من
الجنة وطرده من رحمة الله انما كانت بسبب آدم وليس باستكباره واستعلاءه . فلذلك سوف يستمر بالانتقام من ذرية آدم بعد أن كان هو سببا في خروج أبينا من الجنة.
ولو نظرنا نظرة متأمل لوجدنا أن الله ابتلى آدم بالشيطان وابتلى الشيطان بآدم حتى تملأ الجنة بعباد الله المتقين وتملأ النار بالكفرة والمشركين والمنافقين والعاصين .
فلله في خلقه شؤون , وله الحكمة البالغة .
ولذلك نجد أن أول مسة يمس الشيطان فيها الانسان ساعة ولادته وهذا ثابت بالدليل ففي البخاري ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه باصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن، فطعن في الحجاب".
وفي البخاري أيضا " ما من بني آدم مولود الا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل ارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها". والسبب في حماية مريم وعيسى أن الله استجاب دعوة أم مريم( و اني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) . فهذا أول ايذاء للشيطان لأي مولود يولد من ذرية آدم. فكل هذه المقدمة والاستدلالات من الآيات الواضحات والأحاديث النبوية الثابتات انما تمهيد للموضوع الرئيس في هذا الباب وهو تلبس الشيطان في جسد الانسان وهو ما يسمى بالصرع. وقد تكلم فيه الكثيرون من العلماء خلفا عن سلف . وقبل الدخول في أقوال أهل العلم والتفصيل فيها نود أن نعرج
الى قائد المعلمين صلى الله عليه وسلم ونري هل حدث شيء من هذا في عهده ؟ فهو قدوة الناس أجمعين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم . فما ثبت في عهده فهو الحق المسلم به وما لم يثبت فليس بصحيح .
نعم لقد حصل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في اكثر من مرة ودليل من حفظ أقوى على من لم يحفظ . ففي سنن أبى داود ومسند أحمد ( عن أم أبان بنت الوازع بن زارع بن عامر العبدى ، عن أبيها ، أن جدها الزارع انطلق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فانطلق معه بابن له مجنون ، أو ابن أخت له مجنون ، قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : ان معي ابنا لي أو ابن أخت مجنون ، أتيتك به تدعو الله له ، قال " أئتني به "، قال: فانطلقت به اليه وهو في الركاب فأطلقت عنه ، وألقيت عنه ثياب السفر ، وألبسته ثوبين حسنين، و اخذت بيده
حتى انتهيت به الى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : " أدنوه مني ، اجعل ظهره مما يليني " قال بمجامع ثوبه من أعلاه و أسفله ، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض ابطيه، و يقول : " اخرج عدو الله ،اخرج عدو الله" ، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول . ثم أقعده رسول الله ، صلى الله عليه و سلم، بين يديه ، فدعا له بماء فمسح وجهه و دعا له فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله- صلى الله عليه وسلم – يفضل عليه . و في مسند الأمام احمد أيضا عن يعلى بن مرة قال: رأيت من رسول الله ، صلى الله عليه و سلم، ثلاث ما رآها أحد قبلي ، و لا يراها أحد بعدى لقد خرجت معه في سفر حتى اذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها ، فقالت يا رسول الله : هذا الصبي أصابه بلاء و أصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة ، قال : " ناوليني " فرفعته اليه ، فجعله بينه و بين واسطة الرحل ثم فغر، فاه ، فنفث فيه ثلاثا، و قال : " بسم الله ، انا عبد الله ، اخسأ عدو الله " ، ثم ناولها اياه فقال: " القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل"، قال فذهبنا و رجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها ثلاث شياه ، فقال : " ما فعل صبيك ؟ " فقالت: و الذي بعثك بالحق ما أحسسنا منه شيء حتى الساعة ، فاجترر هذه الغنم ، قال : " أنزل خذ منها واحدة و رد البقية " .
وبهذا الذي تقدم من حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم و كفى بهما حديثين جليين عظيمين ترد على كل متأول أفاك كاذب لا يؤمن بدخول الجن في داخل جسد الأنسي.
أما ما حدث من سلفنا الصالح و التابعين فهو كثير جدا، و نؤخذ منه مثلا من امام أهل السنة و الجماعة الأمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه و رحمه الله.( روي أن الامام أحمد كان جالسا في مسجده اذ جاءه صاحب له من قبل الخليفة المتوكل ، فقال : ان في بيت أمير المؤمنين جارية بها صرع ، و قد أرسلني اليك ، لتدعو الله لها بالعافية، فأعطاه الأمام نعلين من الخشب( أي قبقابين) و قال : اذهب الى دار أمير المؤمنين واجلس عند رأس الجارية و قل للجني : قال لك أحمد : أيما أحب اليك : تخرج من هذه الجارية ن او تصفع بهذا النعل سبعين ؟ فذهب الرجل و معه النعل الى الجارية و جلس عند رأسها ، و قال كما قال له الامام أحمد، فقال المارد على لسان الجارية : السمع و الطاعة لأحمد ، لو أمرنا أن نخرج من العراق لخرجنا منه ، انه أطاع الله و من أطاع الله أطاعه كل شيء . ثم خرج من الجارية فهدأت ، و رزقت أولادا . فلما مات الامام عاد لها المارد ، فاستدعى لها الأمير صاحبا من أصحاب احمد ، فحضر ، و معه ذلك النعل ، و قال للمارد : اخرج و الا ضربتك بهذه النعل. فقال المارد : لا أطيعك و لا أخرج ، أما أحمد بن حنبل فقد أطاع الله فأمرنا بطاعته ).
وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ، أن صرع الجن للانس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للانس مع الانس . وهذا تلميذ شيخ الاسلام ابن القيم في كتابه القيم " الطب النبوي " يذكر لنا حديث ويفصل في موضوع الصرع وتلبس الجن، فيقول: ( أخرجا في الصحيحين ،من حديث عطاء بن أبي رباح ، قال : قال ابن عباس : " ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت بلى. قال:هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلي الله عليه وسلم ، فقالت : اني أصرع ، وانى أتكشف ، فادع الله لى.
فقال : ان شئت صبرت ولك الجنة ، وان شئت دعوت الله لك أن يعافيك ، فقالت : أصبر . قالت : فانى أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف . فدعا لها" ).
هذا ما كان من المرأة السوداء ، قال ابن القيم ( الصرع صرعان : صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الأخلاط الرديئة . والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه .
وأما صرع الأرواح: فأئمتهم وعقلائهم يعترفون به ، ولا يدفعونه . ويعترفون : بأن علاجه مقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية ، لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة ، فتدفع آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها . وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه ، فذكر بعض علاج الصرع ، وقال :هذا انما ينتفع في الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة وأما الصرع الذي يكون من الأرواح ، فلا ينفع فيه هذا العلاج . أما جهلة الأطباء
و سقطهم و سفلتهم ، ومن يعتقد بالزندقة فضيلة، فأولئك ينكرون صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع . وليس معهم الا الجهل ). ونكتفي الي هنا بما ذكر ابن القيم ومن أراد الرجوع الى الموضوع مفصلا فهو في الطب النبوي،ص 51
أما الواقع الذي نعيشه وعاشه غيرنا من المعالجين لهو اكبر وأكثر من أن يحصى عددا وكما، ولكن ليس كل الحالات التي يعالجها المعالجون هي تلبس وجن. فما نسمعه هذه الأيام من لغط حول ارجاع كل مرض الى الجن و المس و السحر و العين فما هو الا سفه وقلة علم وجهل مركب. فكثير من هذه الحالات تعود الى مشاكل وأمراض قد تكون عقلية وقد تكون عضوية وقد تكون نفسية سببها مشاكل اجتماعية والهروب من مواجهتها، فيلجأ الى المعالجين ظنا من هؤلاء أن الأمر قد يكون عينا أو سحرا أو تلبسا بالجن. ونسأل الله العافية من كل سوء لنا و لاخواننا المسلمين والمسلمات . آمين
1. ظلم الإنس للجن مثل ما ذكر في باب الاقتران.
2. ظلم الجن للإنس بدون سبب (نادرا ما تعتدي الجن على مساكن الإنس دون سبب).
3. بسبب السحر ، يقول الله تعالى في سورة طه: } قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَمُوسَىَ{ طه آية 57.
4. كثرة المعاصي من غناء ومجون في ذلك المنزل.
5. عدم ذكر الله وهجر قراءة القرآن في البيت.
6. التحدث عن الجن والاستهزاء بهم بدون داعي.
7. عدم تحصين البيت وقت السكن فيه ، يقول رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "مَنْ نَزَلَ مَنْزِلا ثُمَّ قَالَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ. رواه مسلم في صحيحه.
8. وجود كلب أو تصاليب وتماثيل وصور ذوات الارواح في البيت: روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ حَشَوْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وِسَادَةً فِيهَا تَمَاثيلُ كَأَنَّهَا نُمْرُقَةٌ فَجَاءَ فَقَامَ بَيْنَ الْبَابَيْنِ وَجَعَلَ يَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ فَقُلْتُ مَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا بَالُ هَذِهِ الْوِسَادَةِ قَالَتْ وِسَادَةٌ جَعَلْتُهَا لَكَ لِتَضْطَجِعَ عَلَيْهَا قَالَ أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَأَنَّ مَنْ صَنَعَ الصُّورَةَ يُعَذَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يقُولُ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ .وفي سنن النسائي وابن ماجة ومسند أحمد عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:َ الْمَلائِكَةُ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا كَلْبٌ وَلا جُنُبٌ . وكلما كثر وجود الصور والتماثيل والمنكرات في البيت فإن الشياطين تزداد قوة وسيطرة على أهله .
طرد شياطين الجن من مساكن الإنس:
1. تخرج ما في البيت من محرمات مثل التماثيل وصور ذوات الأرواح.
2. تقرأ سورة البقرة بيقين وحضور قلب ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ . رواه مسلم وفي رواية عن أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ قَالَ مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ . رواه مسلم .
3. تقرأ سورة البقرة في كل يوم مرة أو على الأقل كل يوم مرة لمدة ثلاثة أيام متتالية لا يقرب بيتك شيطان بإذن الله تعالى ، عَنِ النُّعْمَانِ ابْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَلا يُقْرَأَانِ فِي دَارٍ ثَلاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ قَرَأَ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ،رواه الترمذي ؛ ومن ثم يحافظ على قراءة سورة البقرة على الأقل مرة كل ثلاثة أيام ، أخرج أبو يعلى وابن حبان والطبراني والبيهقي في الشعب عن سهل بن سعد الساعدي قال "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل شيء سناما، وسنام القرآن سورة البقرة ، من قرأها في بيته نهاراً لم يدخله الشيطان ثلاث ليال".
4. الإكثار من قراءة القران في المنزل ، يقول تعالى: } وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ حِجَاباً مّسْتُوراً * وَجَعَلْنَا عَلَىَ قُلُوبِهِمْ أَكِنّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيَ آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلّوْاْ عَلَىَ أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً { [ الإسراء :45 ، 46 ]
5. وفي كتاب الوابل الصيب لابن القيم هذه الطريقة ، تحضر ماء في إناء وتقراء فيه هذا الكلام :
بسم الله ، أمسينا ( أصبحنا ) بالله الذي ليس منه شيء ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب وبأسمائه الحسنى كلها عائذين من الأبالسة ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرا ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، أعوذ بما استعاذ به موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفى ، من شر ما خلق وذرا ومن شر إبليس وجنوده ومن شر ما يبغي.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
} وَالصّافّاتِ صَفّا * فَالزّاجِرَاتِ زَجْراً * فَالتّالِيَاتِ ذِكْراً * إِنّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رّبّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبّ الْمَشَارِقِ * إِنّا زَيّنّا السّمَآءَ الدّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مّن كُلّ شَيْطَانٍ مّارِدٍ * لاّ يَسّمّعُونَ إِلَىَ الْمَلإِ الأعْلَىَ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ * إِلاّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ { الصافات ثم تتبع بهذا الماء زوايا الدار فترشه في أركان الغرف وفي كل جانب من جوانب الدار أ.ه.
وينبغي أن يخاطب الجان الصائل المعتدي على مساكن الإنس بصوت مسموع بعد حمد الله والثناء عليه، بأنه ليس له حق التصرف في هذه الدار وأن لصاحب البيت التصرف المطلق في بيته ، وليس للجن أن يمكثوا في بيوت الإنس إلا بإذنهم ، ولو قال الجان أنه يسكن هذه الدار قبلهم ، فيبين له أنه ليس له فيما يملكه الإنس من حق ، وللجن ما شرع لهم من المساكن كالخراب والبراري والوديان ، اختصم الجن المسلمون والجن المشركون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسألوه أن يسكنهم فأسكن المسلمين "الجلس" وهو كل مرتفع من الأرض ، وأسكن المشركين "الغور" وهو ما انخفض من الأرض .
وأن تبين لهم أن فعلهم هذا حرام وظلم واعتداء ، واقرأ عليهم قول الله َتَعَالَى : ( وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوَاْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ* )[ البقرة:193]، وأخبره بقوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي " يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلا تَظَالَمُوا ". وأخبره بأنه ليس لهم حق التصرف في هذا البيت وأخبره بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " لا يأخذ أحد شبرا من الأرض بغير حقه إلا طوقه الله إلى سبع أرضين يوم القيامة".
وقل لهم بأن فعلهم هذا ظلم لا يرضاه الله تعالى وإنهم على عمل باطل وكبيرة من الكبائر يقول النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى تُقَادَ الشَّاةُ الْجَلْحَاءُ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ " ويقول رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَاضِينَ" ،،،، وان قال لك انه من المسلمين فقل له يقوله صلى الله عليه وسلم : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى اللَّه عنه" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ، فتوبوا إلى الله فلا تظهروا لنا ولا تؤذوننا وليكن ذلك منكم طاعة لله ورسوله .
قد يفعل الإنسان كل ما سبق ولكن دون جدوى والسبب في ذلك والله أعلم وجود سحر أو وجود إنسان من أهل المنزل به مس من الجان أو تضرر الجن من الإنس بسبب أو آخر، والحل في مثل هذه الحالة ؛ متابعة القراءة في المنزل ، والتحريج على الجن والتحدث إليهم بالترغيب والترهيب ، وكذلك رش الماء والملح خصوصا عند عتب الأبواب والزوايا ، والقراءة على أهل ذلك البيت حتى تتوقف الشياطين عن الأذى ولو طالت المدة فسوف يقهرون ويخرجون بإذن الله تعالى .
يسأل كثير من المرضى عن جدوى تشغيل سورة البقرة أو غيرها من سور القران عن طريق المسجل في البيت المسكون أو حتى من باب التحصين وطرد الشياطين من البيت ، إذا كانت أصوات الموسيقى والأغاني سبباً من أسباب جلب وقوة سلطان الشياطين فإن تشغيل القران والاستماع إليه عن طريق المسجل له تأثير على إضعاف وطرد الشياطين التي في البيت بل وعلى المصاب بالمس والسحر ، ولكن تأثير المسجل لا يقارن بتأثير من يقرأ بنية وحضور قلب ، كما أن لنفس القارئ المصاحب لكلام الله تعالى تأثيراً والله أعلم .
أسباب اقتران الشيطان بالإنسان
* يقترن الشيطان بالإنسان لأسباب كثيرة فمنها:
1. الانتقام : يقترن الشيطان بالإنسان حتى ينتقم منه لأنه يظن أن الإنسي آذاه متعمدا، وتقول العوام إنسان به ضرر أو مضرور والمقصود بذلك أن الإنسي آذى الجني بشكل من الأشكال التالية أو نحوها:
× بصب الماء الحار في الحمامات دون أن يسم الله.
× البول في الشقوق وعلى بيوت الحشرات .
× إيذاء الحيوانات مثل الكلاب والقطط .
× قتل الحيات والثعابين في المنازل من غير تحريج عليها .
× الصراخ والبكاء والغناء وقراءة القران في دورات المياه .
× القفز أو السقوط من مكان عال بدون أن يسمي الله فيكون سقوطه على مكان فيه جن نائم أو غافل.
× يرمي حجر في بئر أو في فلاة بدون أن يسمي الله فيصيب به الجن .
× قراءة كتب السحر وتحضير الجن.
× رش المبيدات الحشرية على الحشرات بغير تسميه.
2. انتقام غير مباشر : إذا لم يستطع الشيطان أن ينتقم من شخص معين بسبب محافظة ذلك الإنسان على الأذكار والأوراد اليومية أو لأي سبب من الأسباب ، فإن الشيطان يتسلط من بعد إذن الله تعالى على أعز أو أقرب الناس إلى ذلك الإنسان، كأنْ يقترن بالزوجة انتقاما من الزوج .
3. ظلم الجن للإنس : وذلك غالبا ما يكون بسبب غفلة الإنسان عن ذكر الله ، يقول الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرّحْمَنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِين} [سورة الزخرف:36].
4. العشق : كثيراً من حالات التلبس سببها العشق والإعجاب ، وليس بالضرورة أن يكون المعشوق من الإنس جميلا .
5. السحر : يقترن خادم السحر بالمسحور من أجل أذية المسحور .
6. العين : ينفذ الشيطان في جسد المعيون مع نفس العائن.
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه وصرع الجن هو لأسباب ثلاثة:
× تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به ، وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل.
× وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حار ، أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى ، هذا أشد الصرع . وكثيراً ما يقتلون المصروع .
أعراض اقتران الشيطان بالإنسان:
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيّوبَ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ أَنّي مَسّنِيَ الشّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مّعَهُمْ رَحْمَةً مّنّا وَذِكْرَىَ لاُوْلِي الألْبَابِ}. [ص:41]
إن أعراض اقتران الشيطان وآثار مسه للإنسان تتفاوت من شخص لآخر فتكون أحيانا أعراض واضحة جلية لا غبش عليها ومعلومة أنها من فعل الشيطان ولكنها في أحيان كثيرة تكون أعراض خفية لدرجة أن المريض نفسه لا يكاد يشعر بها فضلا عن أهله وأقاربه . وقد يعاني المريض من أعراض المس ولكن لا يعلم .
أعراض اقتران الشيطان بالإنسان في اليقظة:
الإنسان المقترن به شيطان هو في الحقيقة إنسان مزدوج الشخصية ، يلاحظ عليه تصرفات متناقضة ، فحين تراه يتصرف بطباعه الإنسانية العادية ، ترى منه سلوكيات الرجل العاقل ، وعندما تتوارى شخصيته الإنسانية وتظهر عليه الشخصية الشيطانية تتغير طباعه وأفعاله وأقواله وتصرفاته ولكن تتوقف درجة ظهور أعراض المس على الإنسان في اليقظة على قوة إيمانه وحسن توكله على الله وعلى سبب التلبس وعلى طبيعة الشيطان ومكانه في الجسد ، فلو كان الإنسان قوي الإيمان صادق التوكل على الله فإن الشيطان يكون ضعيفا عاجزا لا يستطيع أن يتصرف في عقل وقلب هذا المؤمن بسهولة ، وفي هذه الحالة تكون الأعراض غير واضحة ، وقد يكون الإنسان مصاباً بمس من الجن ولكن الجني لا يؤذيه أو أنه مسيطر على عقله بحيث أنه يوهمه أن ما يصيبه من نفور وضيق أو غيرها من المتاعب النفسية والبدنية ما هي إلا عوارض تحصل لكل إنسان ، حتى أن بعض الحالات تصرع وتتقيأ السحر وبعد الرقية لا يعلم المصاب ما به ولماذا يصرع رغم أنه يعي كثيراً مما يحصل له وقت الرقية ، ومن الملاحظ أن الجني غالبا يخفي شخصيته ولا يترك أي أثر في نفس الممسوس أو من يحيط به حتى لا يفتضح أمره فيطرد .
ومن أعراض المس في اليقظة :
· الضيق في الصدر.
· الشرود الذهني وكثرة النسيان.
· كراهية للعمل ، للزوجة ، للمجتمع ، للدراسة.
· خفقان مفاجئ وشديد في القلب.
· ينتاب المريض أحيانا تنميل أو رعشة أو حركة لا إرادية.
· يسمع أصواتاً معروفة أو أصواتاً غريبة لا يسمعها مَنْ بجواره.
· يشم روائح غريبة وفي الغالب تكون كريهة لا يشمها من بجواره.
· أحيانا يشعر من به مس بحرارة أو برودة شديدة في جسده خصوصا الأطراف.
· يبكي في بعض الأوقات دون سبب خصوصا قبيل أو بعد المغرب.
· يتميز عرق بعض من بهم مس برائحة غير طيبة وقد تكون رائحة كبريتية عفنه.
· عصبية المزاج وسرعة الغضب :
إن العصبية وسرعة الغضب من أبرز سمات من به مس ، عن أَبي وَائِلٍ الْقَاصُّ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ فَأَغْضَبَهُ فَقَامَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ تَوَضَّأَ فَقَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَطِيَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ (رواه أبو داود) .
الصداع : الصداع أيضا من أبرز أعراض المس الشيطاني ، ولكن الصداع له أسباب عضوية وأخرى نفسية ، فالصداع يحدث نتيجة مرض في العين أو الأنف أو الأذن ويكون بسبب الإمساك في البطن ، ويحدث إثر السهر والأرق والتفكير المضني أو كثرة المشاكل الدنيوية وهذا النوع من الصداع له علاج عند الأطباء ، ولكن يوجد صداع آخر يعجز الأطباء عن علاجه بل لا تثمر معه جميع أنواع الحبوب المسكنة للصداع ، هذا النوع من الصداع يكون في الغالب سببه الشيطان ومن أعراضه :
· يكون الصداع متنقلا في الرأس.
· لا يدوم بل يشعر به الإنسان مرة وينفك عنه مرة أخرى.
· إذا ضرب مكان الصداع في الغالب يزول أو ينتقل من مكانه ثم يعود.
· إذا غسل الرأس بماء قرئ عليه القران فإنه يخف أو يزول بأذن الله وقد يعود .
قذارة الثوب والبدن والمكان : إذا كان قرين الإنسان شيطاناً كافراً نجساً من شياطين الحمامات و المزابل فإنه يؤثر على المصاب بان يجعله لا يهتم بمظهره ولا بهندامه ولا بالمكان الذي يجلس فيه ويجعله يطيل أظافره وشعره ويظهره بملابس رثة قذرة ، وكثيراً ما يتردد المصروع على دورات المياه ، وغالبا ما يمكث في دورات المياه والحمامات فترات طويلة وبالرغم من ذلك لا يستحم الواحد منهم إلا بعد عدة أسابيع أو عدة شهور وبالإجبار والإكراه ، وغالبا ما يتكلم المصروع بدورات المياه بصوت مسموع في محاورة بينه وبين شخصية لا يراها المحيطون به ، فقد يسب ويلعن ويفحش في القول أو يردد سبابا وشتائم وجهت إليه حقا " هذه الفقرة من كتاب اقتران روح الشيطان بروح الإنسان 153"
حب الوحدة والانعزال : الإنسان المقترن به شيطان في الغالب يكون منطويا على نفسه ومنعزلا عن المجتمع خصوصا في بعض حالات السحر ، فهو يحب الوحدة ويتضايق جدا من الإزعاج وصراخ الأطفال ويكره معايشة ومخالطة الآخرين، فينبغي على من يعلم أن به مس أن يجاهد نفسه في البعد عند الوحدة والانعزال ، وأن يحاول الاندماج مع أفراد أسرته وعباد الله الصالحين .
الوسواس القهري : الوسوسة تكون تارة من النفس ، وتكون تارة من الشيطان يقول الله سبحانه وتعالى في سورة ق {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} ، ويقول تعالى في سورة طه :{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ} ، ويقول سبحانه: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ* مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ} ، فالنفس لها وسوسة والإنس لهم وسوسة والجن لهم وسوسة ، والوسوسة تكون من الداخل ومن خارج الجسد ، ولكن الشيطان إذا ما اقترن بالإنسان تكون وسوسته أقوى تأثيرا فيجعل المصروع في شرود ذهني مستمر ، فهو لا يستطيع التركيز ولا التفكير ولا الخشوع في الصلاة من شدة الوسوسة ، وقد يجعل الشيطان المصروع يشك ويرتاب في تصرفاته وأقواله وأفعاله وفي أقوال وأفعال وتصرفات الآخرين، وذلك من خلال ما توسوس له الشياطين في صدره، حتى تجعله يصدق تلك الوسوسة وذلك الإيحاء ويعتقد بصحته فيكون خاضعا لتصرف الشيطان عن طريق الوسوسة.
والوسواس القهري الشيطاني: هو ما تمليه الشياطين من الوسوسة في صدور الإنس من أجل أن تقهر الإنسان بتلك الوساوس وتجعله يتفجر غيظاً وقهراً ، لأن الشياطين تجعله يؤمن بأنها واقع وليست مجرد وسوسه ؛ وهذا النوع من الوسوسة في غاية الخطورة إذا ما أبتلي بها الإنسان خصوصا في حالات سحر التفريق .
والوسوسة من الشيطان تكون على أشكال منها ما يقذف في روع الإنسان من الهواجس والأقوال والأفكار والشكوك وهذه تكون بصوت غير مسموع لا من المصروع ولا من المحيطين به ، ومنها ما يتحدث به الشيطان في بطن أو صدر أو أذن الإنسان بصوت مسموع للمصروع نفسه وليس للمحيطين به ، فتجد بعض من به مس يهذي بكلام ويتمتم ويتحدث ويحاور نفسه ، وهو في الحقيقة يتحدث ويحاور الشيطان الذي يوسوس له ، ومنها أن يرى الإنسان الشيطان خارج الجسد ويحاوره ويتحدث إليه ولكن من بجوار المصروع يسمعون الحوار من جانب واحد فقط .
ويذكر بعض من به مس بأنه تحصل لهم بعض الأحلام والوسوسة التي تقذف في روعهم والتي من خلالها يتعرفون على كثير من الأمور التي غالبا ما تتحقق في واقع حياتهم . وهذا كله من الشياطين حتى تجعل المصروع يثق في هذه الأحلام والوساوس ومن ثم تخلط معها ما تريد من الكذب والافتراء ، عن عَائِشَة رَضِي اللَّهُ عَنْها قالت: سَأَلَ أُنَاسٌ النَّبِيَّ عَنِ الْكُهَّانِ فَقَالَ إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِشَيْءٍ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا فَقَالَ النَّبِيُّ تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ فَيُقَرْقِرُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ فَيَخْلِطُونَ فِيهِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ . رواه البخاري
التخبط في الأقوال والأفعال: هو فعل الشيء على غير هدى وعلى غير اتزان ، فإذا كان التخبط في الأقوال فنجد المصروع يهذي بكلام غير مترابط المعنى وغير صحيح ويتكلم بسرعة وبصوت عال ولا يعطي محدثه فرصة للتفاهم ولا المناقشة ، يتكلم بسافل وساقط الحديث يسب ويشتم ويلعن ويتهم من غير دليل ولا برهان ينتقل من فكرة إلى فكرة ومن موضوع إلى موضوع من غير أن يتم الكلام، وتجده لا يثق بكلامه ولا في أفعاله ولا في كلام وأفعال الغير له ، بل يفسرها ويفهما على عكس المراد منها ، فقد تقول له قولا أو تفعل له فعلا من أجل أن تتقرب وتتودد إليه إلا أن الشيطان يوسوس له ويستخف بفكره وعقله فيجعله يفهم قولك وفعلك على غير مراده.
وإذا كان التخبط في الأفعال فنجد المصروع قلما ينهي عملا وقلما يتقن حرفة أو صنعة دائم التنقل من كلية إلى كلية ومن دراسة إلى دراسة ومن مكان إلى مكان، التقلب ديدنه والاضطراب طبعه ، وأسلوبه في العمل فيه الهمجية ، والإهمال يكون غالب على طبعه.
أما التخبط في الأحوال فلا يستقر على حالة واحدة أو في مكان واحد فينتقل من مكان إلى مكان ومن أعلى إلى اسفل ومن الخارج إلى الداخل ، لا يستقر في مكان أو على حال واحدة ، فإذا جلس يغير أوضاعه بكثرة وبسرعة وقد تظهر عليه سمات التعالي والتكبر والغطرسة ، وحتى في نومه تجده كثير الحركة دائم الاضطراب.
وكذلك التخبط في النظرات ، فتجد نظرات المصروع شاردة ذاهلة حائرة وقد يطرق ببصره فلا يكاد ينظر إلى محدثه كسير البصر ، وقد يفعل العكس يشخص ببصره لأن البصر يتبع الفكر وفكر المصروع في شرود وذهول وبصره كذلك .
الخمول والكسل : إذا اقترن الشيطان بالإنسان صار الإنسان تفكيره غير دقيق وغير حصيف وغير صحيح ونظراته وحساباته لواقع حاله ومستقبل أيامه نظرات وحسابات الإنسان البائس الكئيب الحزين ، لذلك لا يجد في نفسه الخفة والنشاط والحيوية لأنه إنسان يعيش بلا أمل ولا طموح ، وقد يتسبب الشيطان بالخمول الذي يصيب الإنسان فلا يستطيع الحركة بخفة ونشاط ويشعر بحمل ثقيل على كاهله أو خدر في أعصابه وتجده كثير النوم قليل الحركة " المصدر السابق "" هذه الفقرة والتي قبلها من كتاب اقتران روح الشيطان بروح الإنسان 135 بتصرف".
أعراض اقتران الشيطان بالإنسان في المنام:
{إِنّمَا ذَلِكُمُ الشّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ}
· الأرق : لا يستطيع النوم إلا بعد مدة طويلة من الاسترخاء.
· القلق : كأن أحدا يوقظه بين الحين والآخر فيستيقظ ويظل هكذا.
· السهر:عدم القدرة على النوم لمدة طويلة قد تصل إلى عدة أيام .
· إرتعاد الجسم :رعشة في الجسد وحركات غير طبيعية .
· الكوابيس والأحلام المفزعة : يتمثل الشيطان للإنسان في منامه في صور زواحف أو حيوانات مفترسة معادية للإنسان كأن يتمثل الشيطان في صور حيات وثعابين وكلاب وقطط وحمير وبغال وعقارب وعناكب وسحالي وأبقار وجمال وقرود ونمور وأسود وأفيال وأشباح مخيفة ، فكثيراً ما يتمثل الشياطين في صور هذه الحيوانات لترويع الإنسان وتخويفه فيستيقظ الإنسان والضيق يملأ صدره والخوف والفزع يداومه بل يخيل إلى الإنسان هذه الحيوانات في اليقظة ليستمر في خوفه.
· ومن أعراض المس في المنام : أن يرى أشخاص لابسين الملابس السوداء أو يرى أشخاصاً طولاً جدا أو قصاراً جدا أو يرى الأشخاص يتمددون وينكمشون في حركات مخيفة ، وقد يري الرائي هذه الأشخاص عيونها مستطيلة وليست مستديرة ويراها حمراء أو يشع منها الاحمرار ويرى هذه الأعين تنظر إليه في غيظ وحب للانتقام منه ، وقد يتوعدونه بقتله أو قتل عزيز عليه ، أو يتمثل له الشيطان في صورة أقرع بلا رموش ولا حواجب ضخم مخيف جدا ، وقد تجبره الشياطين على المشي أثناء النوم والإنسان مغيب لا يدري فيصبح ليرى نفسه نائم في غير مكانه ، أو يشعر بالغطاء يسحب عنه أو يرى ويحس بمن يجامعه ويستيقظ وآثار الجماع في ملابسه ومتاعب الجماع في بدنه.
· وقد يرى الإنسان في الحلم أنه يسقط من أماكن مرتفعه ، وقد يرى نفسه يطير في الهواء أو يرى نفسه في المقابر أو في المزابل أو في معاطن الإبل أو في البيوت الخربة أو المناطق الموحشة المخيفة المرعبة.
· يقرض على أضراسه وأسنانه حتى تكاد أن تكون كالطواحين من شدة الضرس ، وقد يتكلم وهو نائم بكلام مفهوم أو غير مفهوم ويصاب بكثرة الحركات الكثيرة المتتالية في قوة وغيظ ، وقد يبكي أو يضحك وهو نائم ويتوعد ويحاور غيره وهو نائم.
يرى بعض المصروعين في المنام وأحيانا في اليقظة جاناً على صورة إنسان له قرون، ولعل هذا النوع من الجن من صنف العفاريت
وعموما يستفاد من الأحلام في تحليل وتشخيص الحالة من ناحية سبب المس إن كان انتقاما أو عشقا أو حالة سحر أو عيناً ومعرفة نوع الجن وديانته . والفرق بين أحلام المسحور وأحلام من به صرع من الجن أن أحلام المصروع تتوقف على سبب المس . فلو كان المس بسبب العشق مثلا ، تجد المصروع غالبا يرى في منامه امرأة تقبله أو تعاشره أو تستعرض أمامه وتداعبه أو تهديه وردة أو هدية أخرى وقد يرى نفسه في زواج... الخ ، وإن كان المس بسبب الاعتداء فتجد المصروع يرى حيوانات تطارده ويرى أنه يسقط من مكان مرتفع وكوابيس مزعجة جدا حتى أنه يتمنى أن لا ينام أبدا.
ولو كان المس بسبب السحر فتجد المسحور يرى أحلاما توافق أوامر السحر ، وبعض من بهم مس تستخف الشياطين في عقولهم فتجعلهم يرون أحلاماً شبه يوميه منها ما يحزن ومنها ما يشغل قلب الإنسان بعد أن يستيقظ ويجعله يبحث عن من يجيد تأويل الأحلام ، حتى أن بعض المصروعين من يمتلك معظم كتب تفسير الأحلام وفي كل ليلة يحصل له حلم . فليلة يحلم بأنه يطير وفي أخرى يحلم أنه يسبح في البحر وفي ليلة يرى كلاباً تطارده وفي أخر يسقط من مكان مرتفع ..الخ.
ويذكر صاحب كتاب حوار مع الجن أنه يستفاد من الأحلام في تشخيص ومتابعة حالة المصاب .. فمثلا من يرى دائما أنه يطير في الهواء فإن ذلك مؤشراٌ على أنه ممسوس من جن طيار لأن هذه الصفة من صفات الجن الطيار ، يقول: ( الجن ثلاثة أصناف : فصنف يطير في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ).
أما إذا كان من به مس كثيراً ما يرى الثعابين أو الكلاب أو الحيوانات المفترسة فان ذلك يدلنا على أن المس ناتج عن كراهية وعداء من الجن ... أما إذا كان الكلب أو الثعبان يلعب مع الإنسان فيدل ذلك على أن سبب المس هو العشق .
ويستفاد من أحلام المريض حيث يظهر الجن للمصاب في المنام بصورة مخيفة عند بداية العلاج بالقران .. ويتطور الأمر إلى ظهور الجن في شكل حيوان مرهق متعب إلى أن يتم الشفاء فتختفي هذه الأحلام المفزعة أ.ه.
قلت ويستأنس بالأحلام في التشخيص ومعرفة نوع الجن ذكراً أو أنثى وعدد الجن في الجسد وكذلك يمكن معرفة ديانة الجن الصارع حيث يرى البعض الشيطان في منامه وفي رقبته الصليب أو على رأسه قبعة اليهود وربما يراهم على أشكال الحيات في مقدمة رؤوسهم نفس ذوائب شعر اليهود من البشر..الخ . بل ويستفاد من الأحلام في معرفة مكان السحر وطالب السحر والعائن .
أخرج البخاري عن سَعِيد بْن الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إلا الْمُبَشِّرَاتُ قَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ ، قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ .
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ عَنِ السِّتَارَةِ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ ثُمَّ قَالَ إلا إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ . رواه أحمد
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يُبَشَّرُهَا الْمُؤْمِنُ هِيَ جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ فَمَنْ رَأَى ذَلِكَ فَلْيُخْبِرْ بِهَا وَمَنْ رَأَى سِوَى ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا وَلْيَسْكُتْ وَلا يُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا. رواه أحمد
وجاء عند البخاري عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلا يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ .
وعند البخاري عن أَبي سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ وَإِنْ كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنَ الْجَبَلِ فَمَا هُوَ إِلا أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا أُبَالِيهَا .
ويقول :إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك رجل رفع رجليه فهو ينتظر متى يضعها ، فإذا رأى أحدكم رؤيا ، فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالما "صحيح الجامع الصغير رقم 1612".
وعند مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ ولا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ.وفي رواية عند ابن ماجة عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاثٌ مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ أَلا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
وعَند أحمد في المسند عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يُبَشَّرُهَا الْمُؤْمِنُ هِيَ جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ فَمَنْ رَأَى ذَلِكَ فَلْيُخْبِرْ بِهَا وَمَنْ رَأَى سِوَى ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا وَلْيَسْكُتْ وَلا يُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا .
ملاحظة : لا يعني أن كل من يرى أنه يطير أو يسقط من أعلى أو يرى أشباحاً أو حيوانات تطارده في المنام أنه ممسوس ولكن نجمع بين أعراض اليقظة وبين أعراض النوم وأعراض المرض مع الأعراض التي تحصل وقت القراءة وعندها يكون التشخيص الظني.
المس:
أنكر كثير من من الناس، بل علماء عصرنا هذا هذه الحقيقه التى لا مريه فيها وهذا أمر خطير جداً فهو إنكار لوجود مرض من الامراض ، فكيف يبحث عن العلاج لمرض مجهول، ولم يعرف بعد وقد ذكر الله عز وجل المس في القران الكريم في سورة البقره : يقول تبارك وتعالىالذين يأكلون الربا لايقومون الا كما يقوم الذ يتخبطة الشيطان من المس قوله عزوجل: إن الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الشيطان يجري من ابن الدم مجري آدم وورد انه صلى الله عليه وسلم أخرج الصارع من الجن من جوف المصروع في صوره كلب فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال : ما من مولود يولد الايمسه الشيطان فيستهل صارخاً الا مريم وابنها لقول أمها . واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم .وقوله كفو صبيانكم أول العشاء فإنه وقت انتشار الشياطين.
حقيقة المس واقتران الشيطان بالإنسان:
عجبا لمن ينكر حقيقة اقتران الشيطان للإنسان ودخوله في بدنه ، بالرغم من شهادة الثقاة من الناس الذين لا يكادون أن يحصوا من كثرتهم ، فضلا عن شهادة كثير من علماء أهل السنة والجماعة وإثباتهم لهذه العقيدة . يقول شيخ الإسلام ابن تيميه: " ليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك ، فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك".
وكيف يُنكر أمرٌ مشاهدٌ ملموسٌ ، يتكلم الشيطان على لسان المصروع بلغة غير لغته ولهجة غير لهجته ونبرة صوت غير نبرة صوته ؛ يخبرك الشيطان على لسان المصروع عن أمور لا يعلمها ولا يدركها المصروع نفسه ؛ ويشعر المصروع بسريان الشيطان في جسده وبتأثيره عليه في بدنه ، وقد يفسد عليه عقله وفكره ، ويجعل أعضاءه تتصرف بطريقة مغايرة للمألوف .
يقول الشعبي العلم ثلاثة أشبار ، فمن نال شبرا شمخ بأنفه ، وظن أنه ناله . ومن نال الشبر الثاني صغرت إليه نفسه وعلم أنه لم ينله ؛ وأما الشبر الثالث فهيهات لا يناله أحد أبدا ا.ه.
فعلى من يُنكر دخول الجني بدن الإنسي أن يلجم فاه عن الإنكار والاستنكار ومخالفة أئمة أهل السنة والجماعة ، وأن لا يشوش أفكار المسلمين بأفكاره الملوثة بأفكار أهل البدع والفلسفة ، فإن قال: هذا رأي ، فإن الرأي يحتمل الخطأ والصواب ، فما تراه صوابا فإنه يحتمل الخطأ وما تراه خطأ فإنه يحتمل الصواب ، ولعله يأتي اليوم الذي يتحول فيه رأيك إلى رأي غيرك . وإن العاقل إذا سمع أمرا عجبا جائزا لا دليل من الشرع ينفيه ، استحسنه ولم يكذب قائله ، والجاهل إذا سمع ما لم يشاهده قطع بتكذيب قائله ، وتزييف ناقله .
ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري
جَهلتَ ولا تدري بأنك جاهلٌ
وأنصح من ينكر التلبس بالبحث والإطلاع وبقراءة الكتب المصنفة في هذا الباب وعلى رأسها كتاب برهان الشرع في إثبات المس والصرع فهو كتاب جيد جمع فيه المؤلف الأدلة الشرعية الكثيرة وأقوال أهل العلم فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير.
ولعل السبب في إنكار البعض لدخول الجان بدن الإنسان هو إتباع الهوى ، والجهل وقلة العلم في أحوال الجن والشياطين ، وتحجر العقول وإتباع منهج " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " ، وكذلك إبراز الشخصية وإتباع منهج خالف تعرف ، و أيضا حسد طلبة العلم والأطباء الرقاة على ما آتاهم الله من فضله .
ومعظم هؤلاء هم كما قال علي بن الحسين رحمه الله : من بين مغمور بالجهلِ، ومفتون بالعُجْبِ ، ومعدُول بالهَوى عن بابِ التثبتِ ، ومصروف بسوء العادَةِ عن فَضلِ التعلم ا.ه.، فكل طائفة اعتقدت أن العلم معها وفرحت به وأكثر ما عندهم كلام وآراء وخرص يقول تعالى :" فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " .
الدليل من الكتاب والسنة
يقول الله تعالى في سورة البقرة :
"الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس "
أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكرا. "تفسير ابن كثير"
ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء}وَالّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَآءَ النّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الاَخِرِ وَمَن يَكُنِ الشّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَآءَ قِرِيناً{ ، ويقول سبحانه وتعالى في سورة الزخرف } وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرّحْمَنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِين * وَإِنّهُمْ لَيَصُدّونَهُمْ عَنِ السّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنّهُم مّهْتَدُونَ * حَتّىَ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ { و يقول تعالى في سورة ص: } وَاذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيّوبَ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ أَنّي مَسّنِيَ الشّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ {.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَإِيَّايَ إلا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرُنِي إلا بِخَيْرٍ . رواه مسلم
عن عَلِي بْن الْحُسَيْنِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الأواخرِ مِنْ رَمَضَانَ فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَهَا يَقْلِبُهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلانِ مِنَ الأنصارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإنسانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا .
وفي رواية عَنْ عَلِيِّ ابْنِ حُسَيْنٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُه أَزُورُهُ لَيْلا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلانِ مِنَ الانْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنسانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا أَوْ قَالَ شَيْئًا .
ففي هذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة وأحمد الدليل والحجة الدامغة على من ينكر دخول الجني بدن الإنسي ، وهل مجاري الدم في بني آدم إلا الشرايين والأوردة التي تصل إلى جميع أعضاء الجسد.
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ أَبِي لَيْلَى قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ إِنَّ لِي أَخًا وَجِعًا قَالَ مَا وَجَعُ أَخِيكَ قَالَ بِهِ لَمَمٌ قَالَ اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ قَالَ فَذَهَبَ فَجَاءَ بِهِ فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَسَمِعْتُهُ عَوَّذَهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ وَآيَتَيْنِ مِنْ وَسَطِهَا } وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ { وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ وَثَلاثِ آيَاتٍ مِنْ خَاتِمَتِهَا وَآيَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ أَحْسِبُهُ قَالَ } شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ { وَآيَةٍ مِنَ الاعْرَافِ } إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ { الايَةَ وَآيَةٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ { وَآيَةٍ مِنَ الْجِنِّ } وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا { وَعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ وَثَلاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ الْحَشْرِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ فَقَامَ الاعْرَابِيُّ قَدْ بَرَأَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ .رواه ابن ماجة.
أنواع المس والاقتران:
المس الطائف:
يقول الله تعالى في سورة الأعراف: } وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ{ وقال تعالى في سورة قد أفلح المؤمنون :} ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ السّيّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رّبّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشّياطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُون{ وقال تعالى في سورة فصلت :} وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السّيّئَةُ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ * وَإِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ {. يقول ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجر أنهم إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الاخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان فقيل بمعنى واحد وقيل بينهما فرق ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ومنهم من فسره بالهم بالذنب ومنهم من فسره بإصابة الذنب وقوله تذكروا أي عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب " فإذا هم مبصرون" أي قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه.
المس العارض:
هو تلبس حقيقي عارض ، يتلبس الجني الإنسي ساعات من النهار أو الليل ثم يخرج من جسده ثم يعود إليه مرة أخرى في اليوم التالي أو بعد أسبوع أو بعد شهر أو بعد سنة ، أو أنه يخرج ولا يعود ، لا أعاده الله.
ومن المعلوم بالمتابعة أن بعض المرضى يشعرون بخروجه من أجسادهم على شكل ريح قوية تخرج من الفم أو رعشة شديدة في أحد قدميه ..الخ ، خصوصاً عندما يعلم الشيطان أنه سوف يقرأ على المريض فإنه يهرب من جسده .
الاقتران الدائم ( التلبس الحقيقي ):
اقتران دائم يسكن الجني في عضو من أعضاء الإنسان كالبطن والرأس والساق والأرحام والعمود الفقري أو يكون منتشراً في جميع جسمه من أعلى رأسه الى أخمص قدمه ، لا يفارق صاحبه أبدا فهو معه في الليل والنهار كعضو من أعضاء جسده.
المس الخارجي:
يتسلط الشيطان على الإنسان من خارج جسده بصورة دائمة أو عارضة ، روى مسلم في صحيحه عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَضَعَ يَدَهُ وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعَامًا فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُدْفَعُ فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهَا ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لا يُذْكَرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا فَجَاءَ بِهَذَا الأعرابيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِهَا ، وقد يتشكل الجني على صورة إنسان أو حيوان فيمس الإنسي ، أو يجلس الشيطان على كاهل الإنسان فيجد صعوبة في الحركة أو يسبب له ضيقاً في الصدر ووسوسة وعصبية أو يأتي الإنسان عند النوم ويضغط على منطقة الحركة في المخ فيشعر الإنسان بحالة من الشلل ولا يستطيع أن يتكلم أو يصرخ أو يتحرك وهو ما يسمى (بالجاثوم ) ، أو يتشكل الشيطان على صورة حيوان صغير يتحرك بين ثياب الإنسان وجسده ، وقد يتسبب في جرحه وضربه أو ينفخ في وجهه أو يفزعه ويخيفه فلا يستطيع النوم أو تتشكل الجنية على شكل امرأة جميلة فتطلب الجماع من الإنسي أو العكس ، وتكون القراءة على المصاب بهذا النوع من المس بنية الطرد والتحصين وإبطال السحر .
المس المتعدي :
يكون الشيطان مقترنا بشخص ما ، ولكن لسبب أو آخر نجده يتسلط على شخص في الغالب له علاقة بالشخص المقترن به ، وبهذا يتعدى شره إلى أكثر من شخص فيسمى المس المتعدي ، وليس بالضرورة أن يكون تعدي المس من نفس الجني الذي هو متلبس بالمريض ولكن ربما يكون بسبب أتباع ذلك الشيطان ، وربما تلبس الجني الإنسان من الخارج وأثر عليه ولم يدخل فيه .
المس الوهمي :
يحصل الصرع الوهمي نتيجة معاشرة أو مشاهدة الإنسان السليم للمصروعين في الغالب ، أو عندما يوهم المعالج المريض بأنه مصاب بمس من الجان ، عندها تحصل لهذا الإنسان فكرة ثم وسوسه ثم وهم ، فيتوهم بأنه مصاب بالمس، وربما تستغل بعض الشياطين هذا الوهم بأن تتسلط على عقله حتى تجعله يظن أن الأمر حقيقة ، وما يكاد أن يقرأ عليه الراقي حتى يسقط ويصرخ ويتخبط بالأقوال والأفعال ويتقمص تصرفات المصاب بالمس وقت القراءة فيترك الحليم حيران ، وفي الحقيقة هذه إحدى سلبيات القراءة الجماعية والتشخيص الخاطئ و الخوف من الجان .
يذكر صاحب كتاب الطرق الحسان : إن مرض الوهم إذا أصاب الإنسان كان أخطر عليه من المرض الحقيقي ، لأن مس الجن يزول بفضل الله أمام الرقية بالقرآن، أما مريض الوهم ، فهو في دوامة لا تنتهي .. فإذا تملك الوهم بإنسان بأن به مساً من الجن أو أنه مسحور ، يتشوش فكره وتضطرب حياته ، وتختل وظائف الغدد ، وتظهر عليه بعض علامات المس أو السحر ، وربما يحدث له تشنجات أو إغماء ويسمى في علم النفس الحديث ( الإيحاء الذاتي ) أ.ه.
يقول ابن القيم: اعلم أن الخطرات والوساوس تؤدي متعلقها إلى الفكر فيأخذها الفكر فيؤديها إلى التذكر ، فيأخذها الذكر فيؤديها إلى الإرادة فتأخذها الإرادة فتؤديها إلى الجوارح والعمل فتستحكم فتصير عادة ، فردها من مبادئها أسهل من قطعها بعد قوتها وتمامها … فإذا دفعت الخاطر الوارد عليك اندفع عنك ما بعده ، وإن قبلته صار فكرا جوالا فاستخدم الإرادة فتساعدت هي والفكر على استخدام الجوارح فإن تعذر استخدامها رجعا إلى القلب بالتمني والشهوة وتوجهه إلى جهة المراد . ومن المعلوم أن إصلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار ، وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح الإرادات ، وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل ، وتداركه أسهل من قطع العوائد ، فأنفع الدواء أن تشغل نفسك في ما يعنيك دون ما لا يعنيك … وإياك أن تمكن الشيطان من بيت أفكارك وإيراداتك فإنه يفسدها عليك فسادا يصعب تداركه ويلقي إليك أنواع الوساوس والأفكار المضرة ، ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك ، وأنت الذي أعنته على نفسك بتمكينه من قلبك وخواطرك فملكها عليك أ.ه.
المس الكاذب ( التمثيلي ) :
تجد بعض المراجعين من يصرع وقت القراءة ويقول أنا الجني الفلاني وأنا خادم سحر ولن أخرج حتى يحصل كذا وكذا .. وفي الحقيقة الذي يتكلم الإنسان وليس الجني ، وهو يمثل على الراقي بأنه جني ، والغاية من هذا الصرع التمثيلي في الغالب من أجل أن يعامل هذا الإنسان معاملة خاصة ويلفت أنظار مَنْ حوله إليه ، أو حتى يستجاب لطلباته ، أو لتعرضه لمشاكل أو لصدمات عاطفية أو نفسيه، أو لينسب أفعاله القبيحة إلى تسلط الشياطين عليه أو لغاية أخرى ، ومثل هذا الإنسان في خطر عظيم لأنه عرضة للتلبس الحقيقي الانتقامي حيث أن الجن يعتبرون هذا التمثيل استهزاء وسخريه بعالمهم .
يقول الجاحظ : بلغنا عن عقبة الأزدي أنه أتي بجارية قد جنت في الليلة التي أراد أهلها أن يدخلوها إلى زوجها ، فعزم عليها ، فإذا هي قد سقطت ، فقال لأهلها أخلو بي بها ، فقال لها ، أصدقيني عن نفسك وعلي خلاصك .
فقالت إنه قد كان لي صديق وأنا في بيت أهلي ، وأنهم أرادوا أن يدخلوا بي على زوجي ولست ببكر ، فخفت الفضيحة . فهل عنك من حيلة في أمري ؟ . فقال نعم ، ثم خرج إلي أهلها ، فقال إن الجني قد أجابني إلى الخروج منها ، فاختاروا من أي عضو تحبون أن أخرجه من أعضائها ، واعلموا أن العضو الذي يخرج منه الجن لا بد وأن يهلك ويفسد ، فإن خرج من عينها عميت ، وإن خرج من أذنها صُمت ، وإن خرج من فمها خرست، وإن خرج من يدها شلت ، وإن خرج من رجلها عرجت ، وإن خرج من فرجها ذهبت عذرتها.فقال أهلها : ما نجد شيئاً أهون من ذهاب عذرتها ، فأخرج الشيطان من فرجها، فأوهمهم أنه فعل ، ودخلت المرأة على زوجها .
والفرق بين الصرع النفسي والصرع التمثيلي وبين الصرع الحقيقي أن المصروع لا يجيد حركات الجن من حيث التخبط والكلام وقت الصرع ، كالسقوط إن كان واقفا أو طرف العين وارتعاد الجسد ورعشة الأطراف وأسلوب الكلام وسرعة الجواب وطريقة خروج الجني من الجسد كما يزعم ، أما كيفية معرفة الفرق بين هذه الحالات فهي تعلم بالخبرة والفراسة المكتسبة وقوة الملاحظة ، ومن خلال أخذ المعطيات عن حالة المريض بطرح بعض الأسئلة ، وسؤاله عن حقيقة معاناته وسبب مجيئه إلى العلاج . واحب أن أنبه إلى أن بعض المرضى لا يستطيعون أن يعبروا عما يعانون وذلك من شدة تأثير الشيطان عليهم ، وإذا كان البلاء يؤثر على العقل فمن الصعب الحصول على المعطيات الصحيحة من المريض نفسه لأنه إما لا يستطيع التعبير أو أنه يبتكر أعراضاً وأجوبة خلاف الواقع .
حضور وانصراف الجان على بدن الإنسان أنواعه وأشكاله:
إن البعض من الناس يظن أن الذي به جن لا بد وأن يتخبط به الجان حال حضوره ، ولا بد وأن يكون حضور الجان حضوراً كليا ، وهذا فهم خاطئ ، وذلك أن حضور الجان على الإنسان له أشكال عدة فمنها :
حضور الوسوسة :
وهو حضور متعب للممسوس ، حيث أن الشيطان يتسلط على الإنسان بالوسواس القهري ، فتكثر عند المريض الهواجس وهو ما يخطُر في نفسه ويدُورُ فيها من الأحاديث والأفكار ، فلا يزال يستحوذ عليه الشيطان ويوسوس له في صدره حتى يجعله يبكي وقد يجعله يضحك وقد يجعله يغضب دون سبب ، فلا يزال حاضراً بوسوسته يذكر المريض ما يحزنه ويضيق عليه صدره ، وهذا الحضور قد يدوم عدة ساعات في اليوم وربما العمر كله على شكل متقطع .
حضور على عقل المريض :
يطبق الشيطان على جميع حواس الإنسان النفسيه والبدنيه من خلال حضوره على عقله ، في مثل هذه الحالة الشيطان يستخدم حواس الإنسان وأعصابه وعضلاته ، و لا يعاني الكثيرَ من حمل جسد المصروع أو التخبط به الشيء الكثير ، وهذا الحضور قد يدوم بضعة دقائق وربما بضعة آيام وربما معظم عمر الإنسان مثال ذلك " حضور الجنون ".
حضور على عقل المريض من غير تلبس:
يؤثر الشيطان على معظم حواس الإنسان من خلال حضوره على عقله وقد يتكلم على لسان المصروع ، وفي هذا الحضور لا يتاثر ولا يشعر المريض ولا الشيطان بالضرب وقد يدوم الحضور إلى عدة ساعات ، ولك أن تتخيل هذه الحالة بإنسان يمشي وهو نائم ، وتخيل حال الإنسان في حالة الجاثوم كيف يكون مسلوب الإرادة حتى من الصراخ .
حضور على بدن المريض :
قد يحضر الشيطان على عضو من بدن المريض ويسبب له ألماً في ظهره أو صداعاً في رأسه وقد يفقده السمع والبصر والمريض في كامل وعيه وقد يدوم هذا الحضور لأيام عديده ، وهذا مثل الشلل الدائم الذي يكون بسبب الجن ، وقد يحضر الجان على العينين فقط وغالبا ما يكون هذا الحضور إثر القراءة أو إستخدام العلاج .
حضور مزدوج :
حضور مزدوج إن شئت أن يتكلم المريض تكلم وإن شئت أن يتكلم الشيطان تكلم ولو ضرب لوقع الضرب على المصروع وعلى الشيطان ، وهذا الحضور غالبا لا يتجاوز البضع ساعات .
حضور كلى :
يحضر الجني على جسد المريض حضوراً كليا ويتكلم على لسانه ويمشي في جسده لمسافة طويلة وربما تشاجر وربما هرب ،كل ذلك وهو حاضراً على جسد المريض ، والمريض لا يعلم شيئاً ، حتى أن من الشياطين من يحضر حضورا كليا ويقود السيارة ويسافر بالمريض وهو لا يعلم ، وقد يكون في المريض في مكان فيحضر عليه الشيطان حضورا كليا ويغيبه عن الوعي ثم يسافر به ثم ينصرف عنه ليجد المريض نفسه في مكان آخر ، أو يسترجع المريض وعيه وإذا هو في أحرج المواقف المضحكة المبكية ، وتتوقف مدة هذا النوع من الحضور على ضعف الإنسان الإيماني والبدني ، وعلى مدى قوة وتمكن الشيطان من الإنسان ، وهذا الحضور يتعب الشيطان كثيراً خصوصا عندما يكون الإنسان ثقيل الوزن .
حضور مشترك :
وهو شبيه بالحضور المزدوج والحضور الكلي لكنه أقل مرتبة منه وهو أن يحضر الشيطان على الأنسان ويكون كالإنسان نفسه من أعلى رأسه الى أخمص قدمه، والإنسان يرى ويعقل كل شيء حواليه ، ولكن قد يتكلم بكلام أو يفعل فعلا بغير إرادته ، بل من أنواع الجن من يتحدث على لسان الإنسان ولا يمكن تميز ومعرفة المتحدث حتى المريض نفسه ، وهذا الحضور الذي تفعله كثير من الشياطين في حالات السحر، وخصوصا حالات سحر التفريق وذلك أن الشيطان يحضر ويتشاجر مع الغير حتى تحصل الفرقة .
وإن بعض الجن يحضر حضوراً كليا ويتحدث بصوت الإنسان ويتصرف بنفس أسلوبه وطريقته ولا يعلم عنه أحدٌ حتى أهل المريض نفسه !!! ، فقد يحضر الجان على جسد المريض حضوراً كليا ويتكلم مع الراقي أو مع غيره ويأكل ويشرب ويقود السيارة ويقرأ ويكتب ويضحك ويغضب ويتعارك والناس يظنون أنه الإنسان نفسه وقد يكون الحضور شبه دائم او متقطع او عند مناسبات معينه ، فبعض المرضى يشعر بصداع في رأسه ثم نعاس فينام ويستيقظ فإذا هو في مكان غير المكان الذي نام فيه أو أن يجد نفسه في بلدة أخرى ، والحقيقة هي أن يكون الجان حضر حضورا كاملاً على جسد الإنسان وسافر به ، وذلك غالبا ما يكون في حالات السحر ، وهي حالات ليست بالقليلة النادرة وليست بالكثيرة ، وإن نوع الجان الصارع لمثل هذه الحالات ليس من الضرورة أن يكون من المردة ، بل قد يكون من ضعفاء الجن ولكنه عنده الخبرة في المكر والسيطرة على حواس الإنسان وغالبا ما يكون متمكناً من أعلى رأس الإنسان إلى أخمص قدمه إما بسبب العين أو السحر أو غير ذلك وفي هذه الحالة يكون حضور الشيطان سريعا جدا، وهذا النوع أشد ما يكون تأثيراً على الإنسان بالصداع والتخيل والنسيان والسرحان وعدم التركيز والصرع والإغماء والجنون ، وهنا تكمن الخطورة ، وليس بالسهل أبداً التصرف والتعامل مع من ابتلي بهذا النوع من الشياطين ، خصوصا إذا كان السحر مأكولا أو مشروبا أو مشموما ، ولقد عايشت بعض هذه الحالات ورأيت مدى خطورة الوضع والحياة المأساوية التي يمر بها هؤلاء المرضى ، ويمكن أن يعرف الحضور بالمتابعة وبتركيز النظر في عيون المريض لمدة طويلة ، ويعرف أحياناً بتغير نبرة الصوت قليلا وبتغير لون الوجه أحيانا .
وقت الحضور هل يشعر المريض بما يحصل له ؟
شعور المصروع بما يدور حوله يعتمد على درجة حضور الجان وعلى خبرته وتمكنه من جسد الإنسان ، ولذا يختلف شعور المرضى من شخص الى آخر :
البعض يشعر بكل ما يدور حوله وقت حضور الجني ألا أنه لا يستطيع أن يتحكم بنفسه بل يشعر وكأنه مسير لا مخير ولو أنه ضرب لشعر بالضرب .
البعض يغيب عن الوعي تماما ولا يشعر بشيء حتى ينصرف عنه الشيطان .
يذكر البعض أنهم يشعرون أحيانا وكأنهم في ظلام دامس ولكن لا يشعرون بما يحصل لهم من تخبط وكلام .
البعض يرى أحيانا ما يدور حوله ولكنه مسلوب الإرادة.
البعض يسمع الكلام والأصوات فقط.
ما هو الوضع الذي يجب أن يكون عليه المريض حال إنصراف الجان؟.
إن الوضع الصحيح الذي يجب أن يكون عليه المريض يعتمد على طريقة إنصراف الجان الذي معه، والذي أنصح به أن لا يصرف الجان والمريض واقف إلا أن يكون هناك شخص آخر وقف معه حتى لا يسقط المريض على الأرض ، والوضع الصحيح هو أن يكون المريض جالسا ممتد القدمين ، هذا هو الوضع الصحيح والذي يمكن أن تنصرف معه معظم أنواع الجن.
كيف يُصرف الجان إذا حضر ؟
يتوقف صرف الجان على سبب حضوره ، فإذا كان حضور الجان مع القراءة ولمجرد الحوار فتقول له انصرف أو انزل فينصرف ، أما إذا حضر الجان للمعاندة والتحدي إثر تعذيبه بالرقية أو بسبب تحدي الراقي لهذا الجان او لأي سبب آخر أزعجه ، فمثل هذا تنهره وتتوعده وإذا رفض الإنصياع تقرأ عليه قراءة مطوله بنية العذاب والحرق حتى ينصرف ، ومع ذلك قد يكابر ويعاند خصوصا في بداية العلاج حيث أنه لم يضعف بعد فيوقع المعالج في حرج ويشعره بالضعف والإنهزام، والحقيقة ليست كذلك فالجان يمكنه الحضور والإنصراف ولكن يريد العناد والتحدي وليوقع الراقي في حرج مع المريض ، أو ليصرف نية الراقي من العلاج الى الثأر لنفسه لا ليعالج المريض ، وطبيعة الشياطين حب العناد ولو كان في أشد العذاب ، بعض الجن لا تستطيع حقيقة الإنصراف بسهوله خصوصاً بعد القراءة المطولة وإنهاك الشيطان ، فهو يحتاج لبعض الوقت ( ربع ساعة أو نحوها ) حتى يسترجع نشاطه ليستطيع الإنصراف ، وعليه ينظر الراقي إلى حال المرقي هل يمكن تركه والجان حاضر على جسده ، وفي الغالب ينصرف الجان بعد مغادرة الراقي ، فإذا كان لا يمكن ترك المريض على تلك الحال فلا بد من إقناع الجان بإلانصراف أو الضغط عليه بقراءة آيات العذاب وتكرارها حتى ينصرف، ومن الأمور التي تساعد على صرف الجان وإفاقة المصروع :تتركه وشأنه فإنه سوف يفيق بإذن الله تعالى من نفسه .تقرأ في أذنه آية الكرسي مع المعوذات حتى يفيق.تقرأ في أذنه آخر سورة المؤمنون } أَفَحَسِبْتُمْ أَنّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ{.ومن آخر سورة الإسراء }وَبِالْحَقّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ مُبَشّراً وَنَذِيراً * وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلَىَ مُكْثٍ وَنَزّلْنَاهُ تَنْزِيلاً { .تقرأ في أذنه سورة الزلزلة حتى يفيق بإذن الله تعالى .تؤذن في أذنه اليمنى حتى يفيق ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاةِ أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي كَمْ صَلَّى. رواه البخاريتضرب المصروع ضربة خفيفة على الجبهة .تضرب المصروع ضربات خفيفة متتالية على الصدر مع القراءة.تضرب المصروع ضربات خفيفة متتالية على الظهر مع القراءة.المسح من أعلى الصدر إلى أسفل البطن مع القراءة.ومن طرق صرف الجان سحب العروق من جهة المخيخ الى أسفل الرقبة .الضغط على الحاجبين .القراءة المقرونة بالنفث المتتابع في أنف وفم المصروع .تضع عند انفه ما يزعج الشياطين من الاطياب مثل المسك الأسود والريحان ودهن العود او القسط الهندي ( هناك نوع من الجن المسلم ينشط عندما يشم بعض الروائح الطيبه ).
* مع التنيبه على أن المسح والضرب على الصدر والظهر يكون مع الرجال والمحارم من النساء .
اعتداء الجن على مساكن الانس
العرب تسمي الجن التي تسكن في مساكن الإنس العمار وكثيراً من البيوت مسكونة من صالحي الجن أو من شياطينهم ، ففي الأثر عن يزيد بن جابر قال : (ما من أهل بيت من المسلمين إلا وفي سقف بيتهم من الجن من المسلمين ، إذا وضع غدائهم نزلوا فتغدوا معهم ، وإذا وضعوا عشاءهم نزلوا فتعشوا معهم ، يدفع الله بهم عنهم ).
جاء في صحيح مسلم عن أَبي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي بَيْتِهِ قَالَ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَقْضِيَ صَلاتَهُ فَسَمِعْتُ تَحْرِيكًا فِي عَرَاجِينَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا حَيَّةٌ فَوَثَبْتُ لأَقْتُلَهَا فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي الدَّارِ فَقَالَ أَتَرَى هَذَا الْبَيْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ كَانَ فِيهِ فَتًى مِنَّا حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ قَالَ فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ e إِلَى الْخَنْدَقِ فَكَانَ ذَلِكَ الْفَتَى يَسْتَأْذِنُ رَسُولَ اللَّهِ e بِأَنْصَافِ النَّهَارِ فَيَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ فَاسْتَأْذَنَهُ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ e خُذْ عَلَيْكَ سِلاحَكَ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ قُرَيْظَةَ فَأَخَذَ الرَّجُلُ سِلاحَهُ ثُمَّ رَجَعَ فَإِذَا امْرَأَتُهُ بَيْنَ الْبَابَيْنِ قَائِمَةً فَأَهْوَى إِلَيْهَا الرُّمْحَ لِيَطْعُنَهَا بِهِ وَأَصَابَتْهُ غَيْرَةٌ فَقَالَتْ لَهُ اكْفُفْ عَلَيْكَ رُمْحَكَ وَادْخُلِ الْبَيْتَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الَّذِي أَخْرَجَنِي فَدَخلَ فَإِذَا بِحَيَّةٍ عَظِيمَةٍ مُنْطَوِيَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ فَأَهْوَى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَانْتَظَمَهَا بِهِ ثُمَّ خَرَجَ فَرَكَزَهُ فِي الدَّارِ فَاضْطَرَبَتْ عَلَيْهِ فَمَا يُدْرَى أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الْحَيَّةُ أَمِ الْفَتَى قَالَ فَجِئْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ وَقُلْنَا ادْعُ اللَّهَ يُحْيِيهِ لَنَا فَقَالَ اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا فَآذِنُوهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ وفي روايةِ أن رَسُولُ اللَّهِ e قال إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْهَا فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلاثًا فَإِنْ ذَهَبَ وإلا فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ وَقَالَ لَهُمُ اذْهَبُوا فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ
وفي رواية عند أبي داود عَنْ أَبِي السَّائِبِ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدُهُ سَمِعْتُ تَحْتَ سَرِيرِهِ تَحْرِيكَ شَيْءٍ فَنَظَرْتُ فَإِذَا حَيَّةٌ فَقُمْتُ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ مَا لَكَ قُلْتُ حَيَّةٌ هَاهُنَا قَالَ فَتُرِيدُ مَاذَا ؟، قُلْتُ: أَقْتُلُهَا ،فَأَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي دَارِهِ تِلْقَاءَ بَيْتِهِ فَقَالَ إِنَّ ابْنَ عَمٍّ لِي كَانَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الأحزابِ اسْتَأْذَنَ إِلَى أَهْلِهِ وَكَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ e وَأَمَرَهُ أَنْ يَذْهَبَ بِسِلاحِهِ فَأَتَى دَارَهُ فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ قَائِمَةً عَلَى بَابِ الْبَيْتِ فَأَشَارَ إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَقَالَتْ لا تَعْجَلْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا أَخْرَجَنِي فَدَخَلَ الْبَيْتَ فَإِذَا حَيَّةٌ مُنْكَرَةٌ فَطَعَنَهَا بِالرُّمْحِ ثُمَّ خَرَجَ بِهَا فِي الرُّمْحِ تَرْتَكِضُ قَالَ فَلا أَدْرِي أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الرَّجُلُ أَوِ الْحَيَّةُ فَأَتَى قَوْمُهُ رَسُولَ اللَّهِ e فَقَالُوا ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّ صَاحِبَنَا فَقَالَ اسْتَغْفرُوا لِصَاحِبِكُمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ أَسْلَمُوا بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَحَذِّرُوهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ إِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدُ أَنْ تَقْتُلُوهُ فَاقْتُلُوهُ بَعْدَ الثّلاث، وفي رواية فليؤذنه ثلاثا فإن بدا له بعد فليقتله فإنه شيطان ، وفي روايةفآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّه سَمِعَ النَّبِيَّ e يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالابْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ قَالَ عَبْدُاللَّهِ فَبَيْنَما أَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً لأَقْتُلَهَا فَنَادَانِي أَبُو لُبَابَةَ لا تَقْتُلْهَا فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ قَالَ إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ وَهِيَ الْعَوَامِرُ ( رواه البخاري في صحيحه ).
وفي رواية عند مسلم " نهى رَسُولَ اللَّهِ e عَنْ قَتْلِ الْجِنَّانِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ إلا الابْتَرَ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُمَا اللَّذَانِ يَخْطِفَانِ الْبَصَرَ وَيَتَتَبَّعَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاء.
الابتر : قصير الذنب .
ذا الطفيتين : الخطان الأبيضان على ظهر الحية .
وعند أبي داود عن أَبَي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e إِنَّ الْهَوَامَّ مِنَ الْجِنِّ فَمَنْ رَأَى فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فَلْيُحَرِّجْ عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَإِنْ عَادَ فَلْيَقْتُلْهُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ.
مؤشرات تدل على وجود الشياطين في مساكن الإنس :
- في بعض الأحيان يتعدى عدوان الجن على الإنس إلى مساكنهم وممتلكاتهم والعبث بها وإثارة الرعب في أهلها ، ولهذا العدوان علامات وظواهر بينة وأخرى خفيه ، ومن هذه الظواهر :
1.العبث في الإنارة وباقي الاجهزه الكهربائية.
2. تحريك الممتلكات من أماكنها.
3. رمي وتكسير الأطباق والأواني المنزلية.
4. قذف بالحجارة بصوره متتابعة.
5. تصفيق الأبواب المفتوحة. عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلابِ وَنُهَاقَ الْحَمِيرِ مِنَ اللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا تَرَى مَا لا تَرَوْنَ وَأَقِلُّوا الْخُرُوجَ إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبُثُّ فِي لَيْلِهِ مِنْ خَلْقِهِ مَا شَاءَ وَأَجِيفُوا الابْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَفْتَحُ بَابًا أُجِيفَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَأَوْكِئُوا الاسْقِيَةَ وَغَطُّوا الْجِرَارَ وَأَكْفِئُوا الانِيَةَ قَالَ يَزِيدُ وَأَوْكِئُوا الْقِرَبَ . رواه احمد في مسنده
6.سرقة بعض الممتلكات التي لم يذكر اسم الله عليها .
7. إشعال النار وحرق الممتلكات بصوره متتابعة بسبب أو وبدون سبب ، وغالباً ما يكون الحريق في الأماكن المغلقة مثل الدواليب والغرف المغلقة الأبواب ، وغالباً ما يكون الحريق في نطاق ضيق مثل حرق ستارة أو سجاد أو ملابس في دولاب …الخ ، وكذلك لا يحصل الحريق في الغالب الا عند وجود أحد سكان المنزل من الأنس .
8.إصدار أصوات مرعبه : ( بكاء ، صراخ ، أنين ، ضحك).
9.سماع صوت أحد أصحاب المنزل ينادي ، كأن يسمع الزوج زوجته تناديه .
10.يُسمع حفيفا كحفيف الأشجار وما أشبه ذلك مما يستوحش منه .
11.إحداث ريح شديدة يتأرجح بفعلها كل ما في المكان .
12. يُسمع وقعا لخطوات ثقيلة تسير فوق السقف أو في الغرف المجاورة .
13. التشكل على هيئة ثعابين وقطط وحيوانات مختلفة .
14. التشكل على هيئة نصف إنسان ونصف حيوان.
15. الظهور على هيئة دخانٌ أبيض ينساب شيئا فشيئا ويتحول إلى شكل من الأشكال وربما يحصل العكس فيتبدد .
16. التشكل على هيئة أشباح سوداء أو رمادية أو بيضاء شفافة تتراوح كثافتها بين الضباب وبخار الماء ، وهذه الأشباح قد تتحول تدريجيا وتتجسد في صورة رجل أو في صورة امرأة أو أي شكل آخر ، وغالبا ما يكون وجه الشبح غير واضح المعالم.
إنسيةٌ بدت في مثال الجن تحسبها
شمسا بدت بين تشريق وتغميم
17. يشعر أهل المسكن بانقباض وضيق شديد ونفور من المسكن.
18. الشعور بوجود شخص يلازم الإنسان في ذلك المسكن ، وربما يشعر كأن أحداً يسير خلفه وحين يلتفت لا يجد شيئا ! .
19. يكثر في أهل المسكن الأحلام المزعجة والكوابيس والفزع عند النوم .
20. عندما يمر الإنسان في المكان الذي يتواجد به الجن ، يشعر بخفقان مفاجئ في قلبه ، أو قشعريرة في عامة جسده أو تقشعر جلدة رأسه ، أو يشعر بحفيف كحفيف الشجر ، أو يشم رائحة كبريتية ، أو يشعر المار بمجال مغناطيس يعم كافة جسمه ويكون شديداً في بعض الأماكن ويقل أو ينعدم في أماكن أخرى.
21. التشكل للأطفال وتخويفهم بل وضربهم أحيانا . ولذلك تجد بعض الأباء والأمهات يتعجبون من تصرفات أطفالهم ، وذلك عندما يسمعون الطفل يتحدث مع شخص لا يرونه أو عندما يبكي الطفل ويذكر لهم أن رجل في الغرفة قد ضربه أو أن الطفل قد شاهد رجلا متعلقا في السقف بشكل مخيف.
أصناف الجن:
قال أبوالقاسم السهيلى : الجن ثلاثة أصناف كما جاء في حديث صنف على صور الحيات , وصنف على صور كلاب سود, وصنف ريح طيارة, أو قال هفافة ذو أجنحة , وزاد بعض الرواة صنف يحلون وظعنون وهم السعالى(قال) ولعل هذا الصنف هو الذي لايأكل ولايشرب ان صح أن الجن لا تأكل ولاتشرب , يعني الريح الطيارة,( قلت) روى ابن ابي الدنيا في كتاب "مكايد الشيطان" فقال :حدثنا الحسين بن على ابن الاسود العجلي ثنا أبو شامةثنا يزيد بن سفيان أبو فروة الرهاوي ثنا أبو منيب الحمصي عن يحيى بن كثير عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله علية السلام "خلق الله تعالى الجن ثلاثة أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض , وصنف كالريح في الهوى , وصنف عليهم الحساب والعقاب , وخلق الله تعالى الانس ثلاثة أصناف صنف كالبهائم قال تعالى ( لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لايسمعون بها )وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين , وصنف في ظل الله تعالىيوم لاظل ألا ظله)وأورده في كتاب الهواتف مقتصرا على ذكر الجن فقط "وقال"أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي في كتاب هواتف الجنان ثنا ابراهيم بن هانئ النيسابوري حدثنا عبدالله بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جويبر بن نفير عن أبي ثعلبة قال: قال رسول الله علية السلام " الجن على ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحةيطيرون في الهواء , وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويضعنون ". قال الزمخشري رأيت للأعاريب من الأعاجيب في باب الجن مالايوصف ويقولون : من الجن جنس صورته على نصف صورة الانسان واسمه شق , وانه يعرض للمسافر اذا كان وحده وربما أهلكه
مساكن الجن:
قال أبو محمد) عبدالله بن محمد بن جعفر بن حبان الأصبهاني المعروف بابي الشيخ في الجزء الثاني عشرمن كتاب " العظمة" وذكر بابا في الجن وخلقهم حدثنا محمد بن أحمد بن معدان حدثنا ابراهيم الجوهري حدثنا عبدالله بن كثير حدثنا كثير ابن عبدالله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن بلال بن الحارث قال" نزلنا مع رسول الله عليه السلام في بعض اسفاره فخرج لحاجته وكان إذا خرج لحاجته يبعد فأتيته بأداوة من ماء فانطلق فسمعت عنده خصومة رجال ولغطاماسمعت أحدمن ألسنتهم قال اختصم الجن المسلمون والجن المشركون فسألوني أن أسكنهم فاسكنت المسلمين الجلس وأسكنت الجن المشركين الغور قال الراوي عبدالله ابن كثير قلت لكثير مالجلس وما الغور قال الجلس القرى والجبال , والغور مابين الجبال والبحار وهي يقال لها الجنوب , قال كثيرومارأيت أحدأصيب بالجلس إلا اسلم ولا أصيب بالغور الا لم يكد يسلم. ورواه الحافظ أبونعيم عن ابي محمد بن حبان عن محمد بن أحمد بن معدان وعن سليمان بن أحمد ثنا خالد بن النضر عن ابراهيم بن سعد الجوهري عن عبدالله بن كثير فذكره.
وقال الزمخشري في ربيع الأبرار تقول الأعراب ربما نزلنا بجمع كثير ورأينا خياما وناسا ثم فقدناهم من ساعتنا يعتقدون انهم الجن وأن تلك خيامهم وقبابهم وروى مالك في الموطأ إنه بلغه أن عمر بن الخطاب أراد الخروج إلى العراق فقال له كعب الأحبار لاتخرج يا أمير المؤمنين فإن بهاتسعة أعشار السحراوالشر وفيها فسقة الجن وبها الداء العضال . وقال أبو بكر بن عبيد في مكايد الشيطان حدثنا القاسم بن هشام بن عمار ثنا عبدالعزيز بن الوليد بن أبي الثائب القرشي عن أبيه عن يزيد بن جابر قال مامن أهل بيت من المسلمين إلا وفي سقف بيتهم من الجن المسلمين إذا وضع غدائهم نزلوفتغدوا معهم وإذا وضعوا عشائهم نزلوا فتعشوا معهم يدفع الله بهم عنهم.
وقال ابن ابي داود حدثنا أبو عبدالرحمنالأزمي حدثنا هشام عن المغيرة عن ابراهيم قال: لاتبل في فم البالوعة لأنه إن عرض منه شئ كان أشد لعلاجه حدثنا أحمد بن مالك ثنا عبدالوهاب عن سعيد عن قتاده عن سعيد بن أبي الحسن قال لا أرى بأسا ان يبول عند مثعبة . وعن زيد بن أرقم عن رسول الله عليه السلام أنه قال( إنه هذه الحشوش محضره , فإذا أتى احدكم الخلاء فليقل اللهم إني اعوذ بك من الخبث والخبائث ) ولفظة ان هذه الحشوش محضرةفاذا أراد أحدكم أن يدخل فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث . وروى ابن السني من حديث أنس عن رسول الله عليه السلام قال "هذه محضرة فاذا دخل احدكم الخلاء فليقل بسم الله وروى عبدالرازق في جامعة من حديث أنس أن رسول الله عليه السلام قال" إن هذه الحشوش محضرة فإذا دخلها أحدكم فليقل اللهم إني اعوذ بك من الخبث والخبائث" وقوله محضرة يعني يحضرها الجن فإذا قال المخلي هذا الدعاء احتجب عن أبصارهم فلا يرون عورته.
فصل يدل على اطلاع الجن على عورات الناس عند إتيان الخلاء ما رواه الترمذي من حديث على بن ابي طالب أن رسول الله قال " ستر مابين أعين الجن وعورات أمتي اذا دخل أحدكم الخلاء أن يقول بسم الله " . قال الترمذي هذا غريب لانعرفة إلا من هذا الوجه وأسناده ليس بالقوي . وفي الصحيحين من حديث أنس كان رسول الله عليه السلام اذادخل الخلاء قال اللهم إني اعوذ بك من الخبث والخبائث . ورواه سعيد بن منصور في سننه فقال كان يقول بسم اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
فصل وغالب مايوجد في مواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والقمامين والشيوخ الذين تقرن بهم الشياطين وتكون احوالهم شيطانية لا رحمانية , يأوون كثيرا إلى هذه الاماكن التي هي مأوى الشياطين وقد جاءت الآثار بالنهي عن الصلاة فيها لأنها مأوى الشياطين. والفقهاء منهم من علل النهي بكونها مظنة النجاسة ومنهم من قال إنه تعبد لا يعقل معناه , والصحيح أن العلة في الحمام وأعطان الابل ونحو ذلك انها مأوى الشياطين , وفي المقبرة إن ذلك ذريعة إلى الشرك , مع أن المقابر تكون أيضا مأوى الشياطين. والمقصود أن أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهدواعبادة على غيرالوجه الشرعي ولهم أحيانا مكاشفات ولهم تأثيرات ياوون كثيراإلى مواضع الشياطين التي نهي عن الصلاةفيها , لأن الشياطين تتنزل عليهم فيها وتخاطبهم ببعض الأموركما تخاطب الكهان وكما كانت تدخل في الاصنام وتكلم عابدي الأصنام وتفتنهم في بعض المطالب كما تفتن السحرة وكما يفتن عباد الأصنام وعباد الشمس والقمروالكواكب إذا عبدوها بالعبادات التي يظنون أنها تناسبها من تسبيح لها ولباس وبخور وغير ذلك فإنه قد تنزل عليهم شياطين يسمونها روحانية الكواكب وقد تقضي بعض حوائجهم , إما قتل بعضهم أو إمراضه وإماجلب بعض من يهوونه , أو إحضار بعض المال , ولكن الضررالذي يحصل لهم بذلك أعظم من النفع بل قد يكون أضعاف أضعاف النفع والله تعالى اعلم بالصواب
تشكل الجن:
لاشك أن الجن يتطورون ويتشكلون في صور الانس والبهائم فيتصورون في صورالحيات والعقارب , وفي صور الابل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير, وفي صور الطير , وفي صور بن آدم كما أتى الشيطان قريشا في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج الى بدر قال الله تعالى (واذزين لهم الشيطان أعمالهم وقال لاغالب لكم اليوم من الناس واني جارلكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبية وقال أني برئ منكم اني أرى مالاترون اني اخاف الله والله شديد العقاب) وكماروي أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة للتشاورفي أمر الرسول عليه السلام هل يقتلوه أو يحبسوه أو يخرجوه كما قال الله تعالى ( واذ يمكربك الذين كفروا لثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكرالله والله خير الماكرين) وروى الترمذي والنسائي في اليوم والليلة من حديث صيفي مولى أبي السائب عن أبي سعيد الخدري يرفعه"أن بالمدينة نفرا من الجن قد اسلموا فاذا رأيتم من هذه الهوام شئيا فأذنوه ثلاثا فان بدا لكم فاقتلوه"
(فصل) قال القاضي أبو يعلي : ولاقدرة للشياطين على تغيير خلقهم والانتقال في الصورة وانما يجوز أن يعلمهم الله تعالى كلمات وضربا من ضروب الأفعال اذا فعله وتكلم به نقله الله تعالى من صورة الى صورة فيقال أنه قادر على التصوير والتخيييل على معنى أنه قادر على قول اذا قاله وفعله نقله الله تعالى عن صورته الى صورة أخرى بجري العادة وأما أنه يصورنفسه فذلك محال لأن انتقالها من صورة الى صورة انما يكون بنقض البنية وتفريق الاجزاء واذا انتقضت بطلت الحياة واستحال وقوع الفعل من الجملة وكيف تنقل نفسها والقول في تشكيل الملائكة مثل ذلك (قال) والذي روي أن ابليس تصور في صورة سراقة بن مالك وأن جبريل تمثل في صورة دحية وقوله تعالى( فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا)محمول على ماذكرنا وهو أنه أقدرة الله تعالى على قول قاله فنقلة الله تعالى من صورته الى صورةأخرى ( قلت) روى أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب "مكايد الشيطان"فقال حدثنا أبو خشيمة حدثنا هشيم عن الشيباني عن يسير بن عمرو قال ذكرناالغيلان عند عمر فقال ان أحدا لايستطيع أن يتغير عن صورته التي خلقة الله تعالى عليها ولكن لهم سحرة كسحرتكم فاذا رأيتم ذلك فأذنوا. حدثنا محمد بن يزيد الأدمي حدثنا معن بن عيسى عن جرير بن حازم عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال سئل رسول الله عليه السلام عن الغيلان قال" هم سحرة الجن" . رواه ابراهيم بن هراثه عن جرير بن حازم عن عبدالله بن عبيد عن جابر ووصله حدثنا محمد بن ادريس حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن يونس عن الحسن عن سعد بن أبي وقاص قال أمرنا اذا رأينا الغول أن ننادي بالصلاة . وقال أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا أحمد بن بكار بن أبي ميمونة حدثنا غياث عن خصيف عن مجاهد قال كان الشيطان لايزال يتزيا لى اذا قمت الى الصلاة في صورة ابن عباس , قال فذكرت قول ابن عباس فجعلت عندي سكينا فتزيا لى فحملت عليه فطعنته فوقع وله وجبة فلم أره بعد ذلك .
وذكرالعتبي ان ابن الزبير رأى رجلا طوله شبران على بردعة رحلة فقال ماأنت ؟ قال إزب !قال وما إزب ؟ قال رجل من الجن , فضربه على رأسة بعود السوط حتى ناص أي هرب . ( إزب بكسرالهمزة واسكان الزاي ) وقد قال كثير من الناس إن الملائكة والجن إنما توصف بأنها قادرة على التمثيل والتصور على معنىأنها تقدرعلى تخييل وفعل مايتوهم عنده انتقالها عن صورها فيدرك الراؤون ذلك تخييلا ويظنون أن المرئي ملك أو شيطان وانما ذلك خيالات واعتقادات يفعلها الله تعالى عند فعل البشر للناظرين فأما أن ينتقل أحد من صورته على الحقيقة إلي غيرها فذلك محال.
(فصل) قدقدمناأن مذهب المعتزله إن الجن أجسام رقاق ولرقتها لا نراها , وعندهم يجوز أن يكثف الله أجسام الجن في زمان الأنبياء دون غيره من الأزمنة وأن يقويهم بخلاف ماهم عليه في غير أزمانهم قال القاضي عبدالجبار : ويدل علىذلك مافي القرآن الكريم من قوله تعالى في قصة سليمان بن داود عليهما السلام إنه كثفهم له حتى كان الناس يرونهم , وقواهم حتى كانوا يعملون له الأعمال الشاقة من المحاريب والتماثيل والجفان والقدوروالراسيات , والمقرن في الأصفاد لايكون إلا جسما كثيفا , ثم قال بعد ذلك وأما إقداره إياهم وتكثيف أجسامهم في غير أزمان الأنبياء فإنه غير جائز لأن ذلك يؤدي إلى أن يكون نقضا للعادة.
قال أبو القاسم بن عساكر في كتاب "سبب الزهادة في الشهادة" : وممن ترد شهادته ولاتسلم له عدالته من يزعم أنه يرى الجن عيانا ويدعي أن له منهم إخوانا كتب إلى أبو على الحسن بن أحمد الحداد من أصبهان أخبرني أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ ثنا محمد بن عبدالرحمن التستري ثنا يحي بن أيوب العلاف سمعت بعض أصحابنا قال التستر أظنه حرمله سمعت الشافعي يقول : من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته لقول الله تعالى في كتابه الكريم ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم ) وأنبأني محمد بن الفضل الفقيه عن أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو عبدالرحمن السلمي أنبأنا الحسن بن رشيق إجازة قال أنا عبدالرحمن بن أحمد الهروي سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول: من زعم من أهل العداله أنه يرى الجن أبطلت شهادته لأن الله تعالى يقول ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم) إلاأن يكون نبيا.
(فصل)قال أبو القاسم الأنصاري في "المقنع في شرح الأرشاد"واعلم أن الله تعالى باين بين الملائكة والجن والإنس في الصوروالأشكال كما باين بينهما في الصفات , فمن حصل على بنيةالانسان ظاهراًوباطنا فهوا إنسان والإنسان اسم لهذه الجملة التي نشاهدها كما قال سبحانه ( ولقد خلقناالأنسان من سلالة )الأية قال أهل التفسير خلقنا فيه الروح والحياة وقال تعالى ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ) الاية وقال تعالى ( قتل الانسان ماأكفره من أي شئ خلقه من نطفة خلقة فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فاقبره ثم اذا شاء أنشره ) وهذه الأيات وأمثالها تدل على بطلان قول من قال الإنسان هو الروح بأن الروح لم تخلق من الطين ولابد من النطفة وأنها لا تموت علىرغم قائله ولا تقبر ولاتنشر , فإن قلب الله تعالى الملك إلى بنية الإنسان ظاهرا وباطنا خرج عن كونه ملكا وكذلك لوقلب الشيطان إلى بنيه الملك إلى صورة الأنسان ظاهرا صارإنسانا ومن مسخمن بني إسرائيل قردة هل خرجوا عن كونهم ناسا بالمسخ وقلب الصورة؟ الظاهرإنه يخرج على القولين , ومما يدل علي أن صورةالملك مخالفة لصورة الإنسان قوله تعالى ( ولوجعلناه ملكا لجعلناه رجلا) أي جعلناه على صورةالبشر ظاهرا والله تعالى اعلم.
تحصين الأطفال:
نظرا لكثرة الأسئلة حول فزع وخوف الأطفال أفردت هذه الصفحة لمعالجة هذا الموضوع :
يعاني بعض الأطفال من البكاء والخوف والفزع خصوصاً في الليل وأثناء النوم وإذا ما حاول الأب أو الأم تهدئة الطفل يشتد فزعا وخوفا وصراخا وبكاء ، ويظل على هذا الحال لفترة من الوقت ، أو يسمع الطفل يتحدث مع شخص لا يرونه أو يبكي فجأة ويذكر لهم أن رجل في الغرفة قد ضربه ، والسبب في ذلك أن كثيرا من بيوت المسلمين في هذه الأيام لا تدخلها الملائكة ، بيوت لا تسمع فيها قرآن يتلى لا صلاة لا دعاء ، بيوت قد عشعشت فيها الشياطين بسبب كثرة المنكرات من غناء وصور وكلاب وتماثيل .
يترك الأطفال يلعبون ويعبثون في كل وقت دون تحصين ولا تعويذ ولا تعليم لأذكار الصباح والمساء ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ
الشرح:حديث ابن عباس في التعويذ بكلمات الله التامة.
قوله: (إن أباكما) يريد إبراهيم عليه السلام وسماه أبا لكونه جدا على.
قوله: (بكلمات الله) قيل المراد بها كلامه على الإطلاق، وقيل أقضيته، وقيل ما وعد به كما قال تعالى (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل) والمراد بها قوله تعالى (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض) المراد بالتامة الكاملة وقيل النافعة وقيل الشافية وقيل المباركة وقيل القاضية التي تمضي وتستمر ولا يردها شيء ولا يدخلها نقص ولا عيب، قال الخطابي: كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق، ويحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق.
قوله: (من كل شيطان) يدخل تحته شياطين الإنس والجن.
قوله: (وهامة) بالتشديد واحدة الهوام ذوات السموم، وقيل كل ما له سم يقتل فأما ما لا يقتل سمه فيقال له السوام، وقيل المراد كل نسمة تهم بسوء.
قوله: (ومن كل عين لامة) قال الخطابي: المراد به كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل.
وقال أبو عبيد: أصله من ألممت إلماما، وإنما قال " لامة " لأنه أراد أنها ذات لمم.
انظر فتح الباري، شرح صحيح البخاري ، للإمام ابن حجر العسقلاني .
وفي بابُ ما يُعَوَّذُ به الصِّبْيَانُ وغيرُهم في الأذْكَارُ النَّوَويَّة:
روينا في صحيح البخاري رحمه اللّه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال:
"كان رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين: أُعِيذُكُما بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ وَهامَّةِ، وَمِنْ كُلّ عَيْنٍ لامَّةٍ ويقول: إنَّ أباكُما كان يُعَوِّذُ بِها إسْماعِيلَ وَإسْحاقَ" صلى اللّه عليهم أجمعين وسلم.
قلتُ: قال العلماء: الهامَّة بتشديد الميم: وهي كلّ ذات سمّ يقتل كالحيّة وغيرها، والجمع الهوامّ، قالوا: وقد يقع الهوامّ على ما يدبّ من الحيوان وإن لم يقتل كالحشرات. ومنه حديث كعب بن عجرة رضي اللّه عنه "أيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رأسِكَ؟" أي القمل. وأما العين اللامّة بتشديد الميم: وهي التي تُصيب ما نظرت إليه بسوء.
(342) البخاري (3371) ، ورواه النسائي في "اليوم والليلة" (1006) ، وابن ماجه (3525) وغيرهم.‏
وفي سنن أبي داود والترمذي وابن السني وغيرها، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات: "أعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبهِ وَشَرِّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضُرُونِ" قال: وكان عبد اللّه بن عمرو يعلمهنّ مَنْ عقل من بنيه، ومَنْ لم يعقل كتبه فعلقه عليه. قال الترمذي: حديث حسن. وفي رواية ابن السني: جاء رجلٌ إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فشكا أنه يفزعُ في منامه، فقالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللّه التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَمنْ شَرّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وأنْ يَحْضرُونِ" فقالها، فذهب عنه.
(259) أبو داود (3893) ، والترمذي (3519) ، وابن السني (753) ، ومسند أحمد 2/181، والحاكم في المستدرك 1/548، وهو حديث حسن بشواهده.‏
وان من أسباب أذى الشياطين للأطفال ، ترك الأطفال يلعبون ويعبثون ويصرخون ويتراجمون بالحجارة وغيرها عند غروب الشمس ، حيث أنه وقت تنتشر فيه الشياطين ، يقول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة :
- إذا كان جنح الليل ، فكفوا صبيانكم ، فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهبت ساعة من العشاء فخلوهم.
- إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم ، فإنها ساعة ينتشر فيها الشياطين.
- كفوا صبيانكم حتى تذهب فحمة أو فورة العشاء ، ساعة تهب الشياطين.
- احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين .
- لا ترسلوا فواشيكم ( وصبيانكم) إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء ، فإن الشياطين تعبث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء.
- كفوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا و خطفه.
- إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليه شيئاً، وأطفؤا مصابيحكم .
- خمروا الآنية ، و أوكئوا الأسقية ، و أجيفوا الأبواب ، و اكفتوا صبيانكم عند المساء ؛ فإن للجن انتشار وخطفة ، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد ، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة ، فأحرقت أهل البيت.
فينبغي حبس الأطفال عند غروب الشمس وعدم تعريضهم لتفلت الشياطين وتعليم من يعقل من الأبناء قراءة آية الكرسي والمعوذتين " قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس " وأما الأطفال الذين لا يعقلون فيضع المسلم يده على رأس الطفل أو صدره ويعوذه بما كان يعوذ إبراهيم عليه السلام بنيه وكذلك آية الكرسي والمعوذتين .
وإذا ما استمر الطفل في البكاء ولم يكن مصاباً بمرض عضوي فعلاجه يكون بالرقية والتحصين لأنه قد يكون مصاباً بالعين ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ صَوْتَ صَبِيٍّ يَبْكِي فَقَالَ مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي فَهَلا اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ. وفي رواية مالك في موطئه عن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ بِهِ الْعَيْنَ قَالَ عُرْوَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ ، وإذا ما تكررت الخوف والفزع فينبغي رقية والد الطفل وأمه لأنه قد يكون الأب أو الأم مصابة بالمس فيتعدى على الطفل .
اسلام جنيه:
جاءتني امرأة من احدى المناطق مستندة على زوجها لا تكاد تقوى على السير. واخبرني زوجها انها مريضة منذ عشرين عاما تعاني من صداع و آلام متفاوتة واغماءة في بعض الأحيان.فتحدثت الى المرأة موجها اليها بعض الأسئلة . و من خلال اجاباتها عليها بنيت فكرة عن هذه المرأة.وكان ابرز ما قالته أنها منذ عشرين عاما وضعت في أحد الأيام الحناء في يديها ثم دخلت عليها امرأة أعجبت بشكل اليدين المخضبة بالحناء فتلفظت بكلمات اعجاب و اطراء ،و منذ تلك اللحظة و هي تعاني ما تعاني منه.فبدأت أقرأ على المرأة الرقية الشرعية و ما هي الا لحظات وأثناء القراءة بدأت المرأة ترتعش وتنتفض وتصيح و تتحدث بكلام غير مفهوم فعلمت أنها تلبست بجني فأوقفت القراءة وبدأت التحدث الى المرأة فنطقت على لسانها جنية تقول انها دخلت جسد المرأة منذ عشرين عاما، فارتبطت المسائل هنا في ذهني. وسألت الجنية عن الكيفية التي دخلت بها جسد المرأة . فقالت: انني كنت مترقبة لهذه المرأة و عندما نظرت اليها امرأة أخرى منذ عشرين عاما و لم تتبرك انتهزت الفرصة و دخلت المرأة و تلبستها و لو أنها تبركت لما استطعت دخولها.وأضافت الجنية : و أصبحت أتعبها وأرهقها.و لقد ذهبت بي الى عدة سحرة و مشعوذين و دجالين ، و كلما خاطبني احدهم و طلب مني الخروج أظهرت له الاستجابة و لكني أعود مرة ثانية الى المرأة . و هاهم يحضرونني اليك أخيرا.قلت لها ملاطفا: ان هذا الكلام الذي يقرا عليك هو كلام الله و الله سبحانه و تعالى اذا أمر أن تخرجي فسوف تخرجين صاغرة.و بعد مساجلات حول القرآن و الاسلام أعلنت الجنية انها لم تكن مسلمة و أبدت رغبتها في الدخول الى الاسلام .. فخاطبتها قائلا: أريد أن أعرف دليل إسلامك ؟ فإذا كنت صادقة فيما قلت فالمسلم لا يؤذي أخاه المسلم. ثم سمعتها تقول : أني خارجة السلام عليكم و رحمة الله و رفرفت قدم المرأة ثم أخذت إغماء خفيفة .و عادة ما تكون هذه الإغماء عقب خروج الجني و استبشرت خيرا.و بعد أن أفاقت المرأة وقفت كأنما نشطت من عقال. و طلبت من زوجها أن تراجع عندي لفترة حتى أتأكد من خروج الجنية و حضرت المرأة ست جلسات لم يظهر خلالها عليها شيء ، حيث من الله عليهابالشفاء و الحمد لله فهو سبحانه الشافي من كل داء
الجنية الدجالة
كانت ابنة الواحدة و العشرين سنة تحب الرقص و الغناء في الأفراح ..مرحة نشيطة و ذكية الجميع يطرونها حتى تقدم اليها شاب و خطبها . و منذ تلك اللحظة و هي تعاني من ألم في الرقبة و صداع مستمر و تهذي بكلمات غريبة حتى طار صواب أمها.
فأخذتها الى الأطباء فلم يفلحوا في تشخيص مرضها أو معرفة أسبابه .فالتحاليل و الأشعات تؤكد عدم وجود شيء.خالة الفتاة أوعزت الى أمها أن تذهب بها الى المعالجين من السحر و الجان. وأعطتها بعض الأسماء و أخذت الأم المتلهفة على شفاء ابنتها تتردد عليهم واحدا بعد الآخر، فمن
دجال الى كاهن الى عراف دون جدوى حتى وقعت في يد دجال شهير لا يقرأ آية من القرآن لا في السر و لا في العلن . و قد أخبر هذا الدجال الأم أن ابنتها يعشقها مارد طوله 30مترا و لن يسمح للفتاة للزواج من أحد غيره لأنه يريدها لنفسه . و حذر الدجال الأم ان هي ذهبت للمعالجين بالقرآن أن يفتك المارد بالفتاة وحذرها من أن تستعمل غير ما أعطاها من بخور في الصباح و المساء. و مرت أيام و الفتاة مستمرة فيما هي عليه من الهذيان و الشكوى من ألم في الرقبة و الصداع و أمها الحائرة خائفة أن تذهب بها الى الذين يقرأون القرآن حتى زارتها أختها خالة الفتاة ووجدتها على ذلك الحال السيء . فقالت لها: ان لم تذهبي بها أنت فسأفعل أنا ذلك و لو من وراء ظهرك. و بعد شد و جذب بين الأم و أختها حملت الأم أختها المسؤولية و تركت لها أمر الفتاة و بدات رحلة أخرى مع المعالجين بالقرآن دون فائدة غير أن شيئا غريبا كان يحدث عند كل معالج اذ ينطق الجني على لسان الفتاة و يعد المعالج بالخروج منها فيطمئن المعالج الى ذلك و تمضي الفتاة مع خالتها الى حال سبيلها،و لا تمر أيام حتى تعاود الفتاة الشكوى.ثم جاءت الي الفتاة و أمها و خالتها و أخ صغير و بدأت اقرأ عليها و في منتصف القراءة بدأت الفتاة تصرخ و تنطق بصوت الجني أي بصوت خلاف ل صوتها، و بدون أن أسأل الجني أي سؤال وجدته يصرخ : سأخرج ..سأخرج و اهتزت قدم الفتاة.
بيد أني عندما نظرت الى حركة القدم ساورني الشك بأن الحركة مفتعلة و مثلي ممن مرت عليه مئات الحالات لا يعدم وسيلة يميز بها الحركة المفتعلة من غيرها. فطلبت من الأم و الخالة و الأخ أن يتراجعوا قليلا الى الوراء و همست للفتاة قائلا: ليس هذا صوت جني و لا هذه حركة خروج انك تكذبين علي و ان لم تصارحيني فسوف اكشف أمرك الى اهلك. قالت الفتاة و قد أخذها الرعب من كلامي: سأقول الحقيقة شرط أن تعدني بالا يعرف أهلي. قلت: اذن تخرجين الآن و تتصلين بي عن طريق الهاتف لأعرف الحقيقة .
ثم أخبرت أهلها انها بحاجة الى المراجعة مرة أومرتين.واتصلت الفتاة و أخبرتني بقصتها بأنها لا تحب ذلك الرجل الذي خطبها و أهلها مصرون على زواجها منه فما كان منها غير أن افتعلت ذلك بناء على نصح من احدى زميلاتها وانها اكتسبت خبرة من طول ما ترددت على الدجالين و العرافين و القراء و ما شاهدته من حالات حقيقية عندهم لتحبك التمثيلية.
و عندما سألتها لماذا ترفضين هذا الخطيب . قالت انها تحب شابا آخرا التقته في السوق مرة و أعطاها رقم هاتفه و تحدثت اليه بعض مرات وأحست انه انسان طيب الخلق و انه يحبها ذلك انه لم يطلب منها شيئا مريبا. فقلت لها مادام الأمر كذلك اتصلي به وأخبريه أن هناك رجلا تقدم لخطبتك و أن عليه أن يبادر بالتقدم الى أهلك ليخطبك ثم ابلغيني بما دار بينكما. و في اليوم التالي اتصلت بي و قالت ان الشاب رفض أن يتقدم لخطبتها بحجة أنه لا يملك تكاليف الزواج حاليا. فقلت لها: لو أن هذا الشاب يحبك فعلا لتقدم الى أهلك و لما سمح لرجل آخر أن يأخذك منه .. يا ابنتي توكلي على الله و ما دام خطيبك على خلق كما فهمت منك و جاءكم من الباب فهو أولى بك وانسي تماما قصة ذلك الشاب و لا تذكريها لأحد خاصة خطيبك وانتبهي لحياتك لعل الله يبارك لك . واتفقت معها على أن تحضر جلسة قراءة حتى يطمئن الأهل الى شفائها. و حضرت الفتاة مع والدتها و خالتها و أخيها و قرأت عليها و طمأنت الأهل الى أنها شفيت تماما و خرج الجميع في أمان الله لتزف الفتاة بعد شهرين الى زوجها و هاهي كما علمت من خالتها فيما بعد تعيش حياة سعيدة هانئة. قصة كهذه تجعلني أشير الى نقطة هامة و هي انه ليس كل من يشكو من الصداع أو الاغماء أو القلق يكون متلبسا بجني ، فقد تكون هناك حالة نفسية أو عضوية ، فاذا لم يثبت ذلك علينا أن نبحث في الجانب الآخر و هو العلاج بالقرآن الكريم.
كما أود أن اذكر أن هناك دجالين يزاولون هذه المهنة الانسانية و يمارسون فنون النصب على عباد الله فهناك مرضى أدعياء لاسباب في حياتهم.. وقد عرفت من هؤلاء عدد غير سعيد رجلا و نساء و هم بادعاءاتهم يفتحون الباب الذي نود اغلاقه في وجه الدجالين و العرافين الذين لا يعرفون من كلام الله شيئا و يداوون بأشياء غريبة تتنافى مع الدين الحنيف ومع ماعلمنا رسولنا الكريم وصحابته والتابعين
ملوك الجن تريد محاربتي:
أخبرني أحد الزملاء بأن أشياء غريبة تحدث في أحد المنازل بالحي الذي يسكنه.فهذا المنزل تشتعل فيه النيران بين لحظة و أخرى تلقائيا و بدون أن يكون هناك أحدا بداخله .
كما أن هناك أصواتا شاذة تنطلق من المنزل حتى يخيل للناس انه يضج بالسكان. و قال لي أن صداقة قديمة تربطه بأحد أفراد المنزل ثم سألني عن السر فيما يحدث؟ فقلت له: هذا الذي تحكيه من عمل جني ظالم سطا على المنزل. و بعد عصر ذلك اليوم فوجئت بزميلي يأتي الى المسجد مصطحبا أخا تبدو عليه ملامح الصلاح وقدمه لي على انه الشخص صاحب المنزل الذي تشتعل فيه النيران . و شرح لي الأخ ما يحدث في المنزل و أضاف انه يسكن المنزل و اخوته و زوجاتهم و أختا له لم تتزوج بعد ووالديه. ثم طلب مني الذهاب معه الى هناك لرؤية المنزل بنفسي. و بالفعل ذهبت و ألقيت نظرة فاحصة على جنبات المنزل فوجدت آثار الحريق في كل مكان على الملابس والأثاث حتى كتاب الله سبحانه و تعالى لم يسلم جزء منه من الحرق . و كان الفناء فيه أوساخ كثيرة و هي سبب من أسباب تواجد الجان.فطلبت من الأخ تنظيف المنطقة جيدا ثم طلبت جميع أفراد الأسرة للقراءة عليهم .و بعد أن قرأت أعطيتهم ماء وزيتا و قلت لهم أنني سأحضر اليكم في الأسبوع القادم.وعدت في الأسبوع التالي كما وعدت و طلبت فقط اثنتين زوجة الأخ و أخته التي لم تتزوج بعد لأن الأذى يكاد ينصب عليهما ولأنني لاحظت أثناء القراءة انهما أكثراضطرابا من غيرهما.
و بدأت اقرأ و أثناء القراءة رأيت الأخت غير المتزوجة تنتفخ بشكل أثار الرعب في أنفس الجالسين . أما الزوجة فقد انتابتها رعشة خفيفة ترى بالتركيز الحاد.عند ذلك توقفت عن القراءة و خاطبت الفتاة قائلا: ما اسمك؟ فلم تجب..فعدت مرة ثانية للقراءة فيما لاحظت تأثرها الشديد خاصة عندما قرأت سورة الصافات فكررتها عدة مرات حتى بدأت عينا الفتاة تنقلبان و تتغير نظراتهما فلا تستقران على شيء و اذا بها تنطق بصوت غير صوتها قائلة : ماذا تريد؟ قلت لها: أريد أن أعرف اسمك يا فتاة قالت: لست فتاة!! قلت : من أنت اذن؟ قال: أنا أمين و قصتي طويلة. قلت : أحب أن تحكيها لي. قال: سألخصها لك..أنا هنا للانتقام و لست وحدي فهناك جني آخر في زوجة أخيها..القصة أن هذه الفتاة ألقت بالسكين في حوض المغسلة فقتلت والدي . و أما زوجة أخيها فقد وضعت ماكينة الخياطة على والدتي و اخوتي فقتلتهم . قلت له: و كيف تستحلون أجساد ا لا تحل لكم؟ فصرخ في قائلا: انه القتل..انه القصاص و لن نتركهما حتى نأخذ بحقنا قلت: ألا تخافون الله . قال: ومن الله؟ قلت: استغفر الله العظيم.
فرد مندهشا : ما هذا الكلام الذي تقوله؟ قلت: اني استغفر ربي منمقولتك. ان الله هو الذي خلقني و خلقك يا أمين و خلق الجن و الأنس أجمعين لعبادته.
أما سمعت بدين الاسلام و رسوله محمد عليه الصلاة و السلام؟ قال: لا .قلت: ماذا تريد اذن من هذه
العائلة ؟ فقال محتدا : قلت لك القتل و الانتقام.
فرفعت صوتي و أنا اصرخ فيه : سأقف لكم بالمرصاد و أحاربكم بكلام الله الذي قرأته عليك منذ لحظات .
انني رأيتك تتألم من سورة الصافات و سوف أمطرك بها. فصاح: لا الا هذه فأنها توقد في جسدي نارا.
قلت: سوف أزيد من قراءتها واجعلها هنا في المنزل ليلا و نهارا و سوف أمنع أذاكم باذن الله تعالى قال: لا أرجوك لا تقرأها مرة ثانية. قلت: اذن لا أذى بعد اليوم في المنزل. فأطرق قليلا و لم يرد..
وبعد لحظات قال: سأفكر و أستشير من هم ورائي ثم أخبرك.وأنهيت حواري معه على هذا النحو. ثم اتجهت الى الزوجة و أخذت أقرأ عليها حتى نطق الجني الذي بداخلها .. و بادرني بسؤال تقليدي: ماذا تريد؟ قلت: ما أسمك ؟ قال: مصطفى. قلت: ماذا تريد من هذه المرأة .
فأجابني بما قاله زميله انه يريد الانتقام لأن هذه المرأة وضعت ماكينة الخياطة على والدته و اخوته فقتلتهم .قلت: ألا تعلم أن المرأة لم تقصد قتلهم و أن هذا الفعل يعتبر من القتل الخطأ. فقال: سمعت مرة أن رسولكم الذين تؤمنون به أعطاكم كلمة تقولونها حتى تكون لنا مثل الانذار و هي "بسم الله" . قلت: نعم هذا صحيح .
قال: هذه الكلمة اذا قيلت و نحن في مكان ننتبه و نبتعد و هذه الكلمة تحجبكم عنا فلا نراكم و اذا قالها أحدكم فالذنب عليه حتى لو قتل. فلماذا لم تقل هذه المرأة أو تلك الفتاة الكلمة؟ قلت: ان هذا من الخطأ و نحن أمة محمد عليه الصلاة و السلام عوفينا من الخطأ و النسيان و ما أستكرهنا عليه و سوف أحكم بينكم و بين هذه الأسرة بكتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام. المهم الآن يا مصطفى لا أريد أذى أو حرائق أو أصواتا في المنزل حتى نحكم في هذه القضية. قال: على شرط ألا تقرأ علينا الصافات . قلت: هذا شرط مرفوض أنني اذا احتجت لقراءتها سوف أقرأها و في أي وقت..و انتهت الجلسة و غاب الجنيان. و عدت أنا الى منزلي بعد أن أعطيت الأسرة شريطا كاملا مسجلا عليه الصافات بصوتي. و نصحتهم باستعمال الماء و الزيت .و بعد ثلاثة أيام جاءني الأخ ليقول ان الحال
زاد سوءا فقد كثرت الحرائق و امتد الأذى الى الأبناء الصغار حيث نقوم في الصباح فنجد أن شعر الأطفال مقصوص و حواجبهم محلوقة. ثم أخبرني بما هو أعجب ذلك أن هناك رسالة تهديد بأصوات الجان مسجلة على شريط فأخذت منه الشريط واستمعت اليه فاذا الجني يهدد الجميع و منهم أنا بالقتل اذا مضيت معهم في العلاج مع اصرارهم على عدم قراءة الصافات حتى في الشريط الذي تركته للأسرة و ذهبت مع الأخ الى المنزل و بدأت أقرأ على الفتاة و الزوجة فحضر أمين ولم يحضر مصطفى..قلت له: ألم آخذ عليكم عهدا بالا تؤذيهم. قال: نعم و لكن الأمر ليس بأيدينا الآن.. قلت: كيف؟ قال: بعد قراءتك علي المرة السابقة خرجت من الفتاة و ذهبت الى قريب لي.. ملك من ملوك الجان فأمرني بالا استمع الى كلامك و لا أنفذ منه شيئا. فقلت له: اذهب الى هذا الملك و قل له أن يأتي شخصيا للحديث معي على لسان الفتاة و أنا مستعد لا قناعه ان شاء الله.
قال: سأذهب .. و لكن قبل انصرافه سألته كيف سجلتم الشريط..فضحك الجني قائلا:هذه تكنولوجيا
لا تعرفونها انتم..عموما نحن سرقنا المسجل وأدخلناه الحمام ثم بدأنا التسجيل..و نحن نستطيع ان نسجل أيضا وأنتم جالسون فلا تسمعون شيئا وتنظرون الى المسجل فتجدونه يعمل و يدور و يسجل ولكن دون أن تروا كيف تم الضغط عليه فقلت في نفسي هذه والله فائدة جديدة ..وانصرف الجني وهكذا مرت أيام دون أن يصاب المنزل و أهله بأذى اللهم بعض الأشرطة التي يسجلها الجني حاملة نفس الوعيد و التهديد بالقتل فكل يومين أو ثلاثة يحضر الأخ و معه شريط جديد.
حتى أتى الأخ يطلبني للحضور لأن ملك الجان قد حضر و يريد الحديث معي.. فتوكلت على الحي القيوم و ذهبت..وأحضرت الفتاة و بدأت أقرأ عليها و بعد قليل بدأ صوت ضخم يتكلم على لسان الفتاة بادرته بسؤال أأنت الملك؟ قال: نعم ..قلت: كم عمرك؟ قال: أكثر من 300 عام قلت: وماذا تريد؟ قال: جئت بناء على طلبك. قلت: لقد سمعت القضية من الجني أمين.
فما رأيك؟ قال: لا بد من القصاص لأن الفتاة والزوجة قاتلتان . قلت: نحن معشر المسلمين عندنا شيء اسمه الخطأ حتى اذا قتل انسان منا خطأ فان القاتل لا يلام و لكن لأهل القتيل دية تسلم اليهم أو يصوم القاتل شهرين متتاليين. قال: اذن الدية . قلت: وماذا تريد: قال: تدفع الفتاة و الزوجة مبلغا كبيرا من المال . قلت: لا تستطيعان لأنهما من أسرة بسيطة و ليس لديها مال.
قال: اذن ليس أمامنا غير القتل.. و القتل فقط..و انني سأذهب الى ملوك الجن و اطلب منهم جيوشا بالاضافة الى جيشي للحرب و سنحاربكم.
أمام هذا التهديد العلني قلت له: و نحن متوكلين على الله سبحانه و تعالى ولا نخاف تهديدكم . فما دمنا مع الله و نقرأ عليكم كلام الله فهو نعم المولى و نعم النصير.قال: هذا كلام عجيب. قلت: ألم تسمع عن الاسلام؟ قال:لا قلت: أنا مستعد أن أعطيك فكرة عنه قال: لا بأس..و أعطيت له موجزا عن العقيدة الاسلامية و عن سماحة الدين وأخبرته عن رب العزة و الجلال و رحمته الواسعة..و عن خلق الله سبحانه للانس و الجن.. فكان الملك يصغي باهتمام حتى قاطعني و قال: هذا كلام جميل زدني منه..فزدته..الى أن قال: على العموم سأذهب الى بلدي و سوف نلتقي مرة ثانية و ذهب. ثم فلقت الفتاة و هي لا تدري ماذا كان يجري حولها.و بدوري طلبت من الأخ أن يحضر أخته و زوجته الى
العيادة في المسجد حتى تكونا ضمن الأخوات اللاتي يراجعن عندي..فكانتا تأتيان كل أسبوع للقراءة.. و ذات يوم جاءت أخت الشاب و معها والدتها..وجلست للقراءة فكاد الجني يحرق العيادة ، فقد أشعل النار في جنب من جنبات الغرفة ..واستمر الحال على هذا النحو والعناد من قبل الجني و الصبر من قبلي تسعة أشهر ما بين كذب للجان وتلفيقه. حتى طلبت ملك الجان كي يحضر للتفاهم معه..فقال الجني: لقد جاء ملوك الجن جميعا ليقتلوك يا منير ولكنهم وجدوك بالمسجد و حولك أشخاص كثيرون
وذوي لحى كثيفة فلم يستطيعوا قتلك وأنت بين هؤلاء الناس فانصرفوا الى بلادهم بلا فائدة. فطالبته أن يحضر ملك الجن من بلده للتفاهم. و فعلا حضر الملك و خاطبته و عرضت عليه الإسلام مرة أخرى فكأنه اقتنع به و شرح الله صدره له فأسلم.. و الله اعلم بحاله..و ذهب داعيا الى الله في بلده.. بقي أمامي أمين ومصطفى . أمين مصمم على ألا يخرج من الفتاة و كان آخر شرط له لكي يخرج الا تتزوج من أحد لأنه على حد زعمه أحبها و هو على استعداد للخروج من جسدها و البقاء قريبا منها في الخارج لأنها اذا تزوجت سوف يعود اليها.و مضى على الفتاة و الزوجة سنة و شهران حتى جاء الفرج من عند الله . فبعد الضغط الشديد والمداومة على العلاج أراد الله له الخروج فخرج و تزوجت الفتاة و هاهي ترفل في حياتها الزوجية هانئة سعيدة.. أما زوجة الأخ و التي متلبس فيها الجني مصطفى فلم يخرج منها الجني حتى لحظة أعداد هذه القصة لأنه كما يزعم دخل اليها و لم يعد يعرف كيف يخرج..و لكننا على ثقة في الله سبحانه بأنه سيخرج منها عاجلا أم آجلا..فلا شيء يستعصي على الله هو البارئ و هو المعين سبحانه وتعالى.
الجن السارق:
بقدر ما كان الرجل مهموما تبدو عليه ملامح الحيرة بدأ متفهما لانشغالي عنه بسماع القصص الكثيرة التي كان يحكيها لي البعض عن ذويهم .
و عندما لم يجد مفرا أمامه آثر الانصراف على أن يأتي الي في اليوم التالي . وجاءني و جلس يقص حكايته أو على الأصح حكاية ابنته " ذات السبعة عشرة ربيعا و التي بدأت تتغير أحوالها فجأة و تتصرف تصرفات مريبة فتسرق النقود والذهب من المنزل دون أن يعرف أحد أين تذهب بهما.و بعد أن فرغ الرجل من حكايته طلبت منه أن يحضر الفتاة فأتى بها . وجلست أقرأ عليها فوجدت أنها ممسوسة من الجان و نطق الجني على لسانها . فعرفت منه انه هو الذي يدفعها الى السرقة واخبرني انه ليس وحده هناك جني آخر يسكن جسدها. و بعد مفاوضات و قراءات متكررة خرج الجني السارق و لكنه لم يقل أين أخفى الذهب المسروق . وبعدها بدأ الجني الآخر يتكلم على لسان الفتاة و ظل يتفاوض معي لمدة سنة كاملة.
و خلال هذه الفترة كان يجهش بالبكاء كلما سمع سورة الصافات و يصمت في بقية الرقية. و مع ذلك
فقد كان لا يتورع أحيانا عن عمل مقالب مع أهل الفتاة و مع الفتاة نفسها. اذ انه أحيانا كان يقص شعرها بالمقص و أحيانا يؤذي اخوانها وأخواتها وأحيانا يتكلم معهم في البيت وأحيانا يختفي عنها ثلاثة أو أربعة أيام ثم يعود اليها ثانية .و كان والد الفتاة قد اشترى شريط الرقية و اخذ يسمعه لابنته مرة بعد مرة . وذات يوم و بعد سماع الشريط قام الجني برمي الفتاة من فوق الدرج و لولا عناية الله لماتت و مرة أخرى وأثناء سماع الشريط أخذها الجني و صعد بها فوق السطوح يريد أن يرميها في الشارع و لولا ارادة الله التي تدخلت فقيد لها والدها ليصعد وراءها و ينقذها في اللحظة الأخيرة لقضت الفتاة نحبها.و من المقالب الظريفة لهذا الجني انه كان يسرق النقود من المنزل و يشتري بها حلوى يقوم بتوزيعها على أخوانها بالمنزل و كان يسرق الذهب أيضا و كنت أقوم بالضغط عليه فيعيده مرة ثانية.
واستمر الحال على هذا المنوال عاما كاملا كما قلت الى أن أراد الله تعالى و كنت أقرأ على الفتاة أن يستسلم الجني و يعلن خروجه نهائيا من جسدها.
و في اليوم الذي خرج فيه كان يرتجف ارتجافا شديدا أثناء القراءة و يبكي بكاء حارا ..والحمد لله أصبحت الفتاة تتصرف بصورة طبيعية كأي انسان عادي غير اني طلبت من والدها مراجعتي بعد اسبوع .. وعندماعاد بها بعد انقضاء الاسبوع قرأت عليها فلم أجد أثرا للجني الذي ذهب الى غير رجعة باذن الله . و كان الفضل لله تعالى ثم لصبر والدها الذي احتمل معي لمدة عام تفرغ فيه لابنته تماما وهذا ما نرجوه من آباء المرضى الذين يجب ألا يضيقوا ذرعا بمثل هذه المشاكل ، ففي الصبر النجاة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.