أولا : تأسيس الجمعية الشرعية وأئمتها : 1 الجمعية الشرعية : أسسها الشيخ محمود خطاب السبكي ( 1858 : 1933 ) سنة 1913 علي أساس الولاء المطلق للتصوف. ولأنه كان صوفيا يؤمن بعلو التصوف على الفقه ( السني ) بطريقة الصوفي عبد الوهاب الشعراني فقد كتب أول مؤلفاته في أربعة أجزاء ، في إخضاع الفقه للتصوف ، وهو : ( اغلب المسالك المحمودية في التصوف والأحكام الفقهية ). واسم ( المحمودية ) يشير إلى اسمه ( محمود ) على طريقة الأولياء الصوفية ، حيث كانت الجمعية الشرعية وقتها أقرب إلى الطريقة الصوفية ، غير أن مؤسسها كان من علماء الأزهر . وعاش الشيخ السبكى معظم حياته صوفيا ( 1858 : 1926 ) 2 ظلت الجمعية الشرعية على ولائها للتصوف وبالتالي على عدائها للوهابية حتى عام 1926، إذ تحولت إلى النقيض ، أي الدفاع عن ( السُّنّة ) أي الوهابية . واتخذت مؤلفاته طابعا جديدا ، هو الهجوم على التصوف ، وحمل لقبا جديدا توارثه من جاء بعده وهو ( إمام أهل السنة والجماعة ) . فى الترويج للوهابية وفي هذا الاتجاه الجديد كتب 26 كتابا ،خلال سبع سنوات فقط منها كتاب "الدين الخالص"، و"المنهل العذب المورود في شرح سنن أبي داود". و مات سنة 1933 . اشتهرت الجمعية الشرعية بعد عام 1926 بالهجوم على الصوفية ، وقيل عن أرباب الجمعية الشرعية ( كان الصوفيون ينبذونهم بال "وهابية" و كراهية الأولياء ...الخ... كما كانوا سلفيين أقحاح في أغلب مسائل العبادات و المعاملات. و كانوا أول من دعي في مصر - في هذا العصر - إلى صلاة التراويح ثمانية ركعات كما هي السنة. ) 3 وعلي طريقه سار ابنه أمين السبكي الذى تولى رئاسة الجمعية حتى وفاته 1968 وقد قام بتحقيق مؤلفات والده ، وكتب في الدعوة الوهابية تسعة من الكتب . منها "إرشاد الناسك إلى عمل المناسك"، و"الفتاوى الأمينية" التي تضم فتاواه في مناحي الحياة المختلفة. وفي عهده انتشرت مساجد الجمعية في كثير من أرجاء مصر. 4 وتولى بعده الشيخ عبد اللطيف مُشتهري، وهو من أشهر رؤساء الجمعية بعد مؤسسها، وشهد عهده انطلاقة كبيرة للجمعية وأنشطتها في مصر، وتوفي في (28 من أغسطس 1995م). 5 تولى بعده الشيخ محمود عبد الوهاب فايد: وكان من العلماء ومن المشتغلين بالصحافة، وله مؤلفات منها "صيحة الحق". توفي في ( 12 من يونيو 1997م). 6 ثم الشيخ الدكتور فؤاد علي مخيمر: وقد تفرغ لعمل الجمعية حتى إنه ترك بيته بعد تولي رئاستها، وسكن في مقر الجمعية . ومن مؤلفاته الوهابية "السنة والبدعة بين التأصيل والتطبيق"، و"الشباب وقضايا العصر"، و"قبسات من المنهج التربوي في السنة". توفي في (24 من إبريل 2002م). 7 ثم الشيخ د . محمد المختار محمد المهدي: كان أستاذ الدراسات العليا بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر ورئيس لجنة القرآن وعلومه والإعجاز العلمي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية. من أبرز أعماله إصدار وتحرير مجلة التبيان، وتطوير معاهد إعداد الدعاة للدارسين والدارسات واختيار مناهجها واعتمادها من وزارة الأوقاف وإطلاق نشاط الجمعية داخل مصر وخارجها عن طريق المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة. ومات في 1 فبراير 2016 . 8 قررت الحكومة المصرية عام 1967 دمج "الجمعية الشرعية" مع جماعة "أنصار السنة"( و هم سلفيون أقحاح) في جمعية واحدة بسبب توحدهما في الوهابية و ظل الدمج قائما حتى منتصف السبعينيات تقريبا قبل انفصالهما مرة أخرى. واستمرت الجمعية الشرعية أكبر مركز للدعوة الوهابية السلفية ، وفازت بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة ( الإسلام ) عام 2009 . ثانيا : ملاحظات على الجمعية الشرعية : 1 وجهها الأزهري : جذبت إليها الكثيرين من الأزهريين ، وكل أئمتها من شيوخ الأزهر. وللجمعية الشرعية "هيئة من كبار العلماء" من الأزهريين وهم يتصدون للفتوى ، وبشيوخها الأزهريين أنشأت الجمعية 26 معهداً لإعداد الدعاة، ينتسب إليها الراغبون في الانضمام لفريق الدعاة إلى الله، من غير خريجي الأزهر الشريف، من الرجال والنساء على السواء. 2 هي أكبر جمعية دينية في مصر، وتنشر الدعوة الوهابية من خلال قرابة 6000 مسجد وزاوية، منتشرة في مختلف قرى ونجوع مصر من أقصاها إلى أقصاها. ويتخرج في معهدها للدعاة خطباء ووعاظ بالمساجد التابعة للجمعية الشرعية . كما يقوم فريق من علماء الجمعية بتشكيل "قوافل الدعوة" التي تجوب المحافظات، للدعوة إلى الوهابية ومواجهة ( المفاهيم المغلوطة التي يبثها أعداء الإسلام بين أبنائه) . وللجمعية الشرعية مجلة أسبوعية شاملة . 3 تتميز بأعمالها الخيرية والاجتماعية والطبية الصحية والتعليمية والتي تجذب بها التمويل وتكتسب الأرباح والأنصار. ثالثا : الجمعية الشرعية والإخوان : 1 التمويل السعودي والخليجي هو سبب الانتشار الهائل للجمعية الشرعية فى مصر به تحولت إلى أكبر جمعية دينية ، تتغلغل فى أحشاء المجتمع المصري . وكان من الطبيعي أن يتسلل إليها الإخوان المسلمون ، يستغلون انتشارها فى العمران المصري 2 برز من أعمدة الإخوان المرتبطين بالجمعية الشرعية د منير جمعة أستاذ مساعد بجامعة أم القرى من عام 2008 ، و أ.د. طلعت عفيفي وزير الأوقاف السابق فى عهد محمد مرسى ، والشيخ مصطفى إسماعيل. وأبرز قيادات الجمعية الشرعية هو مفتى الإخوان المسلمين الشيخ الأزهري د . عبد الرحمن البر،المشهور بأنه مفتى الإرهاب أو مفتى الإخوان . رابعا : د . عبد الرحمن البر هو محصلة سيطرة الوهابية على الأزهر والإخوان والجمعية الشرعية . ونأخذ عنه لمحات : 1 هو ( عبد الرحمن عبد الحميد أحمد البر) المشهور بلقب ( مفتي جماعة الإخوان). ، ولد بقرية سنبخت مركز أجا بمحافظة الدقهلية عام 1963، وتخرج فى كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة . قسم التفسير والحديث عام 1984. حصل على ماجستير في الحديث وعلومه من كلية أصول الدين عام 1989، إضافة لحصوله على الدكتوراه في ذات التخصص عام 1993، من كلية أصول الدين بالقاهرة، وتدرج البر في العمل من معيد في قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة عام 1985، إلى أن أصبح أستاذا بنفس القسم والكلية عام 2004، إضافة لكونه عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين. وإلى جانب عمله «مفتي الجماعة»، شغل البر عددا من المناصب، وشارك في نشاطات أخرى، من بينها عضويته في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور المصري في 2012، وعضو مجلس إدارة جمعية جبهة علماء الأزهر عام 1995.ودرس البر بمعاهد إعداد الدعاة بالجمعية الشرعية ووزارة الأوقاف. وأشتهر "البر" بتصريحاته المثيرة من على منصة اعتصام جماعة الإخوان برابعة العدوية، وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس عام 2013. وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على عضو مكتب الإرشاد والمكني ب "مفتي الجماعة" في إحدى المناطق السكنية ب6 أكتوبر. 2 من فتاويه : أجاز لأعضاء الإخوان مقاتلة الآخرين، وبالجهاد والإمساك بالسلاح ضد الشرطة والجيش واعتبار كل من هو ليس معهم يكون ضدهم ويوجب عليهم القتال ضده حتى لو كان سلميا. واضطر الأزهر ودار الإفتاء إلى رفض فتاويه . 3 صدر الحكم عليه بالإعدام، ثم قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، الخميس، بمعاقبة عبد الرحمن البر، مفتى الإخوان، و2 آخرين بالسجن 5 سنوات في إعادة محاكمتهم في قضية «قطع الطريق الزراعي بقليوب». ---------- الدكتور/ أحمد صبحي منصور من علماء الأزهر سابقا