فى إطار خطة الاستحواذ والتمكين المقامة على جميع مؤسسات الدولة، وقع الأزهر الشريف بين مطرقة وسندان صراع « سلفى إخوانى» لانتزاع دوره وهدم تاريخه والسيطرة عليه وغرس أفكار ومفاهيم بعيدة عن طبيعة وثقافة الإسلام الوسطية، خاصة بعد أن حسم الأزهر مؤخرا موقفه من المادة الثانية من الدستور، وأصبح نص المادة «الإسلام دين الدولة الرسمى، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع والأزهر مرجعية التشريع.». زاد الصراع بين مؤسسة الأزهر وعلمائها، وبين الإسلام السياسى «سلفى- إخوانى» وسعيه للسيطرة على الأزهر أصبح واضحا سافرا فى جميع المؤسسات الأزهرية، مستخدما آليات عدة للوصول إلى هدفه وسط دفاع أزهرى ضعيف وفقا للقدرة المادية التى يمتلكها الأزهر، مقارنة بما يبذله الطرف الآخر فى الوصول لأهدافه، ترصد «الصباح» فى ذلك التحقيق بداية من المعاهد الأزهرية ومناهجها،مرورا بالمساجد والسيطرة عليها، واختراق جامع الأزهر، إلى جانب الدورات ودروس العلم المقامة من قبل الإخوان والسلفية، انتهاء بجامعة الأزهر والأزهر وعلمائه. المعاهد فى خطر.. مدرسة رسم: الطالبات رفضن حضور الحصص وطالبونى بالتوبة على رأس المؤسسات الأزهرية وقعت المعاهد الدراسية بمراحلها المختلفة، فريسة صراع إخوانى سلفى، كل يسعى لصبغتها بلونه وثقافته الخاصة باعتبارها الاهم بين تلك المؤسسات لتعلقها بتربية العقول منذ صغرها وتنشئتها على المنهاج السلفى أو الإخوانى، فبين توزيع شرائط لكبار مشايخ الوهابية ك«الحوينى ويعقوب،وحسان»، وكتب دينية عن عذاب النار وفتنة القبر، وحكم النقاب، وإطلاق اللحية «وبين مناقشة الطلاب فى أحكام فقهية وعقائدية، وتلقينهم مبادئ المنهج السلفى الوهابى على أنها الاصح، مرورا بإقناعهم بحرمة مواد بعينها كالرسم و الفنون التشكيلية، والتحريض على مغادرة الفصول الدراسية أثناء دراسة تلك المواد، إلى جانب تخريب رسومات الحوائط المدرسية وفقء عين الرسمة إذا كانت لإنسان، فرسم فتاة تجسد مصر حرام كما هو كائن بالمنهج الوهابى،انتهاء باستقطاب الأميز بين الطلاب لإقامة دروس وحلقات علم لتلاميذ المراحل الابتدائية، وذلك بعد انتهاء اليوم الدراسى بالمساجد لتربيتهم تربية إخوانية، وقع الطلاب فريسة ذلك التصارع وسط غياب رقابة أزهرية تحميهم من تلك الوحوش الناعمة المرتدية زى التدين المتحدثة باسم الدين. «منال محمود» مدرسة تربية فنية بمعهد الرهاوى فتيات محافظة الجيزة تقول: أعمل بالمعهد منذ عدة سنوات، أعانى من تصرفات غريبة أثناء وجودى بالمعهد، فمثلا يتم تحريض الطالبات على عدم حضور حصصى الدراسية بحجة ان الرسم حرام، الامر بدأ بمناقشة الطالبات لى فى حكم الرسم،ثم تطور لطلبهم استتابتى وتركى للمحرمات وأن الله سيعوضنى خيرا عن وظيفتى، «فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه»، بعدها بدأن فى التغيب عن حصصى بحجة الصلاة، بينما كن يتواجدن بحصص مدرس آخر صاحب بعض الافكار الغريبة التى منها خطبته لفتاة مازالت فى المرحلة الإعدادية، ثم تزوجها وألزمها البيت بعد أن ألبسها النقاب . وعن رد فعلها حيال الأمر تقول، تقدمت بشكوى لعميد المعهد وتم إجبار الطالبات على حضور الحصص وإلا تم استدعاء آبائهن . وتستكمل: لم يقف الامر عند هذا الحد، فقد تم تخريب رسوماتى على سور المعهد بعدما كلفتنى مجهودا وأموالا كثيرة بحجة حرمتها، ولن أنسى موجة التدين الجماعى التى غمرت معهدنا الوسطى،فصار النقاب والإسدال هو زى الفتيات الرسمى، وعقاب كل من تحضر بحجاب عادى ولو كان يغطى منطقة الصدر، وإجبارهن على ارتداء الخمار أو الاسدال الذى أضحى أمرا لا بديل عنه. أخونة المعهد كان لها نصيب أيضا من الدعوة، فذكر فضائل الجماعة وسيرة الامام حسن البنا، كانت أولى أولويات المدرس «حسن .م» بذلك المعهد والذى تم اعتقاله بعهد المخلوع مبارك، مما جعل منه بطلا يتهافت الطلاب عليه لسماع آرائه الدينية وخطبه، بل وصل الامر حد تنسيق دروس علم يحضرها الطلاب خارج المعهد فى حلقة علم بالمساجد. . وكعادة الجماعة فى إقامة جلسات علم بعد صلاة العصر كان استقطاب تلامذة الصفوف الابتدائية والمتسربين من التعليم هدفا أساسىا لبث أفكارهم. تقول «ياسمين محمد» طالبة إعدادى بمعهد صلاح أبواسماعيل الأزهرى: تدرس لنا معلمة تدعى «نعمة» كانت تأتى إلى منزلنا خصيصا لاسترضاء والدتى وتحفيزها على إلزامى بدروس العلم التى تقيمها مجانا بالمساجد، ومن يجتاز دروسه ينال هدايا وكان هذا لتحفيز الطلاب على الالتزام بحضور الدروس. «محمود محمد» طالب بنفس المعهد الأزهرى بنين أكد محاولة استقطابه للدخول فى تلك النوعية من الدروس المجانية، إلا أن والديه انتشلاه منها،وقاما بإرساله إلى شيخ أزهرى لتحفيظه القرآن الكريم والدين الإسلامى بوسطية واعتدال. وبالرجوع إلى إمام وخادم المسجد « الوراقى» أكد أن تلك الدروس والحلقات كانت ممنوعة تماما أيام مبارك، إلا أن هناك اوامر عليا بتركهم ولا نستطيع إغلاق المسجد وإخراجهم منه . شهادة تائب.. ننشر الفكر الوهابى بتوفير المأكل والإقامة للدارسين ..ودورات «تيك أواى» حتى أصبحت عالما رغم فطنة مشايخ وعلماء جامع الأزهر للصراع السلفى الإخوانى للسيطرة على الأزهر فإن بعضهم نجح فى اختراق عقول طلابه، عن طريق دورات تعليمية يقيمها كبار الوهابية بمصر على رأسهم الدورات المقامة مجانا من قبل الشيخ الوهابى «وحيد عبد السلام بالى». تقام هذه الدورات فى المدن الجديدة فى وقت قياسى لدراسة مواد شرعية أقصاها شهران أو ثلاثة لدراسة وحفظ أعتى أمهات الكتب الوهابية، ثم إعطاء الطالب إجازة تدريس تلك المناهج للعامة . هذه الدورات يستقطب بها طلاب الأزهر ومن لم ينتسبوا لجامعته فذهبوا للتزود من علمه بجامعه إسلام السلطان، وهو أخ للشيخ أنس السلطان صاحب المواقف الثورية المعروفة، ظل فى الوهابية خمس سنوات أثناء انتاسبه للازهر ودرس بتلك الدورات، يروى ل «الصباح» بداية انغماسه فى الوهابية . بدأ الأمر من التاسعة إلى الرابعة عشرة، شخص من العوام يريد طلب العلم، فوجدت بعض السلف وتعرفت على أفكارهم، ثم كنت واحدا منهم تعرفت على الشيخ « وحيد عبد السلام بالى» وهو شيخ سلفى وهابى يعمل بجد على نشر أفكار السلفية الوهابية، بطرق عدة منها دورات تعليمية، شاملة للفقه والشريعة والعقيدة، مجانا، شاملة كافة احتياجاتنا من مأكل وإقامة وهذه أسرع الطرق فى استقطاب العوام والمنتسبين إلى الأزهر وهم كثر، وظللت هكذا مدة خمس سنوات، حتى هديت صدفة وعدت مرة أخرى لمنهاج أهل السنة والجماعة بالأزهر الشريف. وبمقارنة بسيطة بين ما عشته فى معقل الوهابية وبين ما أعيشه حاليا فى ساحة الأزهر ،تجد أن الدورة التى أخذتها فى البداية على يد الوهابى وحيد عبد السلام بالى والتى كنا ندرس بها الفقه المقارن تعتبر علم «تيك أواى»، فالدورة مدتها الزمنية ثلاثة أيام، يومان فقه ويوم عقيدة، بعدها أصبح عالما أدرس تلك المواد للعامة. ويستكمل: فى المرة الأولى أخذت شهادة إجازة إسناد متصل كُتب فيها «أجزت لطالبى العزيز شرح وتدريس الفقه المقارن». فى حين أن الشيخ عماد عفت «رحمه الله» يُدَرس كُتيب «أبو الشجاع» فى ستة اشهر بجامع الأزهر، و«حاشية الباجورى» وهو جزء من فقه الشافعى يدرسه الأزهر فى ثمانى سنوات، ما يحدث ما هو الا استهزاء بالعلم والعلماء. أما عن فكرة التعلم فيقول إسلام « الفكرة لديهم ضعيفة جدا، فبعد دراستى لمدة ثلاثة أيام كنت تلميذا مريدا للشيخ - بالى-، وبالنظر للحوينى رأس الوهابية بمصر نجده جلس مع الألبانى ستة أشهر فقط بعدها اعتبر نفسه تلميذا له، فى حين أن العلامة أحمد الهجين إمام جامع الأزهر جلس مع العلامة «على جمعة» 30 عاما ليعترف به تلميذا لديه. وبالرجوع للموقع الإلكترونى للشيخ عبد السلام بالى وفى سيرته الذاتية وجد أن «بالى» اعتبر الالبانى شيخا له لحضوره درسا واحدا له بمكة. يذكر أن من أهم الكتب التى يدرسها الشيخ بالى فى تلك الدورات كما أعلن عنها على موقعه الإلكترونى، كتاب «التوحيد الذى هو حق على العبيد« لمحمد بن عبد الوهاب، و«العقيدة الوسطية لابن تيمية» بشرح وحيد بن بالى وتشمل الدورات تدريس السنة النبوية والشريعة والعقيدة والفقه، ومن مميزات الدورات كما ذكرها الموقع مجانيتها، قصر مدة التدريس، الإقامة الشاملة والحصول على إجازة تدرس بمقتضاها هذه الدورات داخل وخارج جمهورية مصر العربية. ويؤكد «عبد الغفار هلال» الأستاذ بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر أن هناك استقطابا فجا لطلبة الأزهرخصيصا للسيطرة عليه، وآليتهم فى ذلك استغلال احتياجهم المادى، والظروف الاقتصادية السيئة لهؤلاء الشباب،فتجدهم يدعونهم إلى دورات يقيمونها، ودروس بها طعام وشراب، وإقامة وربما صنع أبطال من بعضهم. ويتابع: ينبغى على الدولة توفير فرص عمل للشباب حتى تجنبهم الوقوع فى مثل هذه الأفخاخ المنصوبة لهم، كما أن الإعلام لابد أن يباشر دوره وألا يزيد فى تعتيمه على الأزهر ،كما استبشرت خيرا بقرار الأزهر إصدار قناة فضائية دينية، لنشر الفكر الوسطى على يد علماء الأزهر. فالسلف الصالح هو الأساس الذى يجب السير على منهجه، ومن يسمون أنفسهم بالسلفية خرجوا عن هذا المنهج، ما نلحظه هو أنهم يأتون بأحكام ليست واردة عن السلف ويكلفون الناس شدة وعناء. دورات تعليمية لكتب التطرف مجانا شاملة الإقامة والطعام للطلاب أنصار الوهابية حرفوا أمهات الكتب.. وحذفوا المخالف لأفكارهم 100 جنيه أسبوعيا مقابل نشر الفكر المتطرف يوم لن ينساه المعهد الأزهرى «صلاح أبو إسماعيل» قرية بهرمس، بعد أن قفز ناصر سعيد، الصف الثانى الثانوى الثانوى، من دوره الثانى فى شجاعة باسلة ليصطف جميع طلابه بامتداد السور مهللين بعدما استطاع الافلات من يد أمناء الشرطة..هروب كبير من الأزهر الكافر كما أطلق عليه ناصر، تحاكى به أهل قريته حتى صار من أشهر فتيانها، اختفى على إثرها بضع سنوات ليعود بشخصية جديدة، طويل اللحية قصير الثوب، لا يتحدث إلا بأقوال النبى- صلى الله عليه وسلم-، يسبق اسمه لقب «شيخ» ورغم صنعته البسيطة عامل لتركيب البلاط فإن نشاطه الدينى أشاد به العامة. توزيع شرائط دينية بالمجان لكبار مشايخ الفضائيات الحوينى ومحمد يعقوب وغيرهم من علماء السعودية، كذلك توزيع نسخ لأمهات الكتب مثل فتح البارى لابن حجر العسقلانى،وغيرها بطبعات جديدة سعودية، تحدث عنها أبناء الأزهر الشريف والحاملين لرسالات ماجستير ودكتوراه منهم الدكتور أحمد عباس طالب دكتوراه كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، مؤكدا على حذف عبارات من النسخ الجديدة مخالفة للفكر الوهابى بحجة التنقيح الذى وضعه ابن باز على كتاب ابن حجر. متابعا: الكتاب وقع فريسة بين الحذف و الطعن عليه بحجة تنقيحه وتهذيبه، كل ذلك فى غيبة علماء المذهب الوسطى. ضاربا أمثلة على كلامه بكتاب «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير، مستطردا: ورغم سلفيته فإنه أورد فى تفسيره بعض الاراء المخالفة للفكر الوهابى، كالصلاة على النبى بنص سورة الاحزاب،تم التخلص منها لنسبتها إلى الامام «على كرم الله وجهه» لاعتبارها غلوا وخروجا عن الشرع. أهم ما يقوم به ناصر سعيد ذو الاثنين والثلاثين عاما، متزوج من اثنتين ويعول، سيطرته على مساجد القرية، واقتحامه خطب الجمعة وإمامة المصلين، والتحدث معهم فى قضايا عقائدية لا تناقش إلا مع متخصص عادة، كمجادلة العامة فى قضايا «الذات الالهية» وطبيعتها، والسيطرة على مساجد بعينها، وإقامة دروس علم لتحفيظ القرآن لبث المنهج الوهابى. وكما يحكى عنه أهالى القرية أن أمه اختارت له زوجته الاولى طبقا لعادة أهل القرية، تؤكد فتحية أحمد جارته أنه تزوج للمرة الثانية من أم فتاة كان يعطيها دروس تحفيظ للقرآن الكريم بمنطقة المهندسين. على الرغم من صغر سن هؤلاء الشباب فإنهم فطنوا لقضايا تمويل نشاط ناصر سعيد. يقول عنه أحمد محمد جمعة طالب أزهرى: يعمد الشيخ ناصر إلى طلبة الأزهر لتعليمهم وإهدائهم كثيرا من كتب فقهاء السعودية، بل إنه عرض علينا ومجموعة من أصدقائى، توزيع أذكار الصباح والمساء، وكتب وأشرطة دينية للحوينى وغيره مقابل 100 جنيه أسبوعيا. ويقول عيد مُسعد من نفس القرية: لا نعرف من أين يأتى الشيخ بتلك الأموال فهو منحدر من أسرة معدمة، وغير متعلم، ولم نره يوما يعمل كباقى البشر؟ القوصى: مخطط الإخوان اختراق كل مؤسسات الدولة على الرغم من أن للسلفية فضل السبق فى التوغل داخل الأزهر الشريف ومحاولة السيطرة على جميع مؤسساته فإن جماعة الإخوان كان لها فضل التخطيط والتنظيم، خاصة بعد تخطيطها لأخونة الأزهر عن طريق «نقابة الدعاة المهنية» تحت التأسيس.. كبداية للسيطرة، على حد وصف الأئمة الأزهريين، بأن الجماعة تفكر جديا فى السيطرة على قطاع الدعوة فى مصر والسيطرة على المؤسسة الدينية، وهو ما أدى الى قيام نقابة الدعاة المستقلة سابقا، باتهام مجلس الشعب المنحل بالسير على نهج الحزب الوطنى فى تسخيره للعمل على خدمة جماعة الإخوان، وذلك بعدما تردد من أن المجلس وافق مبدئيا على قانون مشروع نقابة الدعاة المهنية. وأكدت النقابة المستقلة أنها لن تسمح بأن يمر ذلك القانون فى غفلة من أئمة وزارة الأوقاف فى ظل وجود نقابة مشهرة بالفعل. أما الدكتور الشيخ أسامة القوصى فأكد أن مخطط جماعة الإخوان منذ عقود طويلة هو اختراق كل مؤسسات الدولة عن طريق تكوين الاتحادات والنقابات، وفى مقدمتها المؤسسة الدينية المتمثلة فى الأزهر الشريف، وبالتالى بدأوا بهذه النقابة لتكون مدخلهم للأزهر، والتى تطلب من الأزهر ان يتخذ خطوات جادة للسيطرة على أموره الداخلية قبل فوات الأوان . الجماعة حاولت السيطرة على الأزهر بعد إعلان الطيب دعم شفيق تعتبر أخونة الأزهر والسيطرة عليه ماهى إلا تصفية حساب مع الطيب لشهادته ضد الجماعة عام2006، فالهجوم على الأزهر الشريف صراع قديم تحركه أياد عدة لمحو هويته ووسطيته.. مشكلة تطل برأسها بين حين وآخر، ولكنها فى هذا الوقت ولخصوبة التربة الصالحة لزراعة هذه الفتن ظهرت سافرة عن أهدافها يراها العامى قبل العالم، حرب ضروس بدأت أولى حملاتها بالانتقاص من الأزهر وعلمائه مخاطبين عوام الناس، مدللين على ذلك ببعض المواقف السياسية أو الفتاوى الدينية، لتهتز ثقة العامة بالأزهر ثم يأتون بالبديل، وهى تيارات متشددة اتخذوا من أفكارها سبيلا للتشويش على وسطيته، بالطعن على عقيدته الأشعرية التى هى أكبر مذاهب الإسلام رواجا، فظهروا على الفضائيات، ثم عمدوا إلى كل مختلف فيه ليظهروه للناس وتركوا ما هو متفق عليه، فكثر اللغط والمغالطات الفقهية، وانقسم الناس. كما أن محاولة السيطرة على منصب شيخ الأزهر، والذى تثار حملات تشكيك فى فتاواه أو تنتقص من قدره، والعالم الافتراضى عامر بهذا وذاك، والانتقاص من قدرهم، كما فُعل مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بعدما ألغى رحلته للسعودية لمفاجأته بعدم وجود مقاعد للوفد المرافق له من هيئة كبار العلماء بالمشيخة، على الدرجة الأولى على متن الرحلة رقم 300 المتجهة إلى جدة والتابعة للخطوط الجوية، حيث كان من المقرر أن يحضر خلالها الشيخ والوفد المرافق له حفل جائزة الملك فيصل فى الرياض. الخلافات بين الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب وبين د.محمد مرسى رئيس الجمهورية لم تبدأ بخطاب مرسى فى جامعة القاهرة الذى انسحب منه الطيب لأنه وجد مكانه فى الصف الثالث ومكان المرشد العام د.محمد بديع والسابق مهدى عاكف فى الصف الأول ولا تنعكس أيضا فيما تردد من عدم مصافحة الرئيس للطيب خلال حفل تخرج الكلية الفنية العسكرية التى ردت عليها مشيخة الأزهر وبررتها بأنهم كانوا معا قبل إذاعة هذا المشهد على الهواء بلحظات ولا مبرر لتكرار المصافحة. ولكن خلفيات الخلاف تعود لما قبل الانتخابات نفسها وقتما أعلن الدكتور الطيب دعمه للفريق أحمد شفيق وقال الأخير إنه هو الذى سيحفظ للأزهر الموقر مكانته وذهب ليصلى بجوار الإمام داخل الجامع الأزهر وفى المقابل كانت جماعة الإخوان لا تنفى ترحيبها بتعيين الشيخ القرضاوى الأب الروحى للجماعة إماما أكبر، وبررت ذلك بأن قانون الأزهر لا يمنع أن يكون الإمام يحمل جنسية غير مصرية خاصة أن القرضاوى هو مفتى الأسرة الحاكمة القطرية ومعروف دوره فى تقريب وجهات النظر بين الإخوان وحكام الدوحة الذين دعموا مرشح الجماعة دعما قويا حتى وصل للرئاسة، ولعل أقل رد للجميل القطرى هو أن يكون الشيخ يوسف شيخا للأزهر. فى 11 ديسمبر 2006، اعتصم نحو ثلاثة آلاف طالب فى المدينة الجامعية لجامعة الأزهر، وأمام مكتب رئيسها الدكتور أحمد الطيب فى ذلك الوقت، احتجاجا على فصل خمسة طلاب من «الاتحاد الحُر» لمدة شهر، وتحولت ساحة جامعة الأزهر إلى ما يشبه معسكرا لتدريب أعضاء الجماعة، حينها قال د. الطيب إنه لا يمكن أن تتحول جامعة الأزهر إلى ساحة للإخوان، أو جامعة لحسن البنا.. فى هذه القضية التى حملت رقم 963 أمن دولة المعروفة باسم «ميليشيات طلاب الأزهر»، وتمت محاكمة 40 من قيادات الجماعة أمام محاكم عسكرية، مع إدانة 25 بالحبس ما بين 3 سنوات و10 سنوات على رأسهم خيرت الشاطر نائب المرشد ود. محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد، وكذلك غلق 68 شركة للجماعة ومصادرة أموال بعض أعضائها، فمن الواضح أن أعضاء جماعة الإخوان لم ينسوا ذلك التصرف للطيب وكانت الفرصة سانحة للانتقام من فضيلته والسيطرة على الأزهر خاصة بعد وصولهم لرئاسة الجمهورية. فى مارس 2010 عندما تولى أحمد الطيب رئاسة الأزهر، قال عبد المنعم عبدالمقصود، محامى الجماعة آنذاك، إن شهادة الدكتور أحمد الطيب ضد طلاب الأزهر موقف لن ينساه طلاب و قيادات الجماعة بعد شهادته بعدم تبرئة الطلاب ومحاكمة عسكرية لقيادات الجماعة.. هنا قال د. النجار إن الجماعة وشبابها أخطأوا، ولم يتجن عليهم شيخ الأزهر حتى لو فعلوا نفس التصرف اليوم ستكون النتيجة نفسها لم تتغير، بعد تطاول الطلاب على أستاذهم ومن مهد لهم هذا التصرف. وعلى الرغم من كل مساوئ النظام السابق فإن صاحب الفضيلة الإمام الأكبر على مدار التاريخ ومعه بابا الكنيسة كانا دوما فى الصفوف الأولى فى كل المحافل التى كانا يدعيان لها وكان يحظيان بكل الاحترام والتقدير من جميع رؤساء مصر بل حتى فى عهد الملك. كذلك منع انصار الشيخ حافظ سلامة، كبير مستشارى شيخ الأزهر، من إلقاء خطبة بمسجد النور، والتى كانت بتكليف من وزير الأوقاف نفسه. باحث يكشف عمليات تغيير للمناهج الدراسية كان الأزهر يجاهر بالعداء الشديد لابن تيمية إمام السلفية حتى فى مقرراته الدراسية يواجهونه بشدة، يسمونه فى تراجمهم، فقيها له آراء شاذة، ولا يستدلون بها إلا فى معرض النقد لها. وفى كتاب الشرح الصغير على مذهب الإمام مالك للعلامة أحمد الدرديرى المقرر على الصف الثانى الثانوى فى باب الطلاق البدعى صفحة 77 نسخة 2004 قطاع المعاهد الأزهرية وصف ابن تيمية بالضال المضل لأنه فرط فى الإجماع وسلك مسلك الابتداع. كانت تلك الكلمات القليلة المجاهرة فى حكمها على ابن تيمية بالضلال تدرس قديما فى مقررات الأزهر الدراسية، إلا أنها وفى النسخ الجديدة تم حذف ذلك الوصف خاطبين بذلك ود الوهابية. وبمعاونة باحث الماجستير أحمد إسماعيل بجامعة الأزهر تم الوقوف على آليات تحريفهم لأمهات الكتب ومواضعها. وخطورة ذلك كما يؤكدها الباحث، تكمن فى السطو على كتب التاريخ، وتحريفها ولهذا خطورته حيث يعتمد عليها طلاب جامعة الأزهر وطلاب الماجستير والدكتوراه فى أبحاثهم، فضلا عن توزيعها مجانا على العامة بالمساجد فى ظل غياب رقابى. ويستطرد: لقد حاول الوهابية بكل الطرق إثبات نظرياتهم البدوية فى فهم وتطبيق الإسلام ولجأوا إلى شتى الوسائل للوصول إلى هذه الغاية وكان من أهم تلك الطرق تزوير وتشويه الكتب الإسلامية المخالفة لآرائهم وأفكارهم واعتمدوا لذلك عدة أساليب منها، مصادرة الكتب وحرقها، فيحرقون كتب مذاهب المسلمين الذين يخالفونهم فى التوجه، ومن ذلك حرق المكتبة العربية، ومنع مؤلفات سيد قطب وغيره عن الإعلام. ويتم تحريف الكتب بإعادة طباعة الكتب النفيسة بعد أن يشوهونها بالحذف والإضافة والمتمثلة فى طباعتهم لصحيح البخارى فى أجزاء صغيرة مع حذف بعض أحاديثه دون إشارة للمحذوف، ويقول الشيخ محمد نورى الديثورى فى «ردود على شبهات السلفية»، ص249: التحريف وحذف الأحاديث شأن السلفية ودينهم؛ إن نعمان الألوسى حرف تفسير والده المكرم شيخ العراق الشيخ محمود الألوسى (تفسير: روح المعانى) ولولا تحريفه لكان التفسير الفريد وجامع الجوامع، ومن ذلك أيضا تحريف تفسير الكشَّاف للإمام الزمخشرى، حيث أعيدت طباعته بمكتبة العبيكان بالرياض، مع الكثير من التحريف، ولترى شيئا من ذلك فانظر لتفسير قوله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة} فى سورة القيامة آية (22-23) حيث حذف تفسير الإمام الزمخشرى لهذه الآية تماما ووضعوا بدلا منه ما يتوافق، ومذهبهم، فأصبح بذلك تفسير الوهابية لا تفسير الزمخشرى كما طبعوا المغنى لابن قدامة الحنبلى فحذفوا منه مبحث الاستغاثة، إلى جانب طباعة شرح صحيح مسلم فسلخوا منه أحاديث الصفات. وأيضا طباعة كتاب «الأذكار» للإمام النووى بدار الهدى بالرياض، تحت إشراف (إدارة البحوث والدعوة والإرشاد) سنة 1409ه، فبدَّلوا فى كلام الإمام النووى، وحرفوا منه قسما، كما حذفوا منه ما لم يمكنهم تحريفه مما لا يوافق أهواءهم، وذلك فى كتاب الحج من (الأذكار) فى فصل ما يتعلق بزيارة سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم»، وعبثوا بكتاب (الإبانة فى أصول الديانة) للإمام أبى الحسن الأشعرى فحذفوا منه ما لا يتوافق وعقيدتهم، ومن ذلك قوله فى الاستواء: (وأن الله استوى على العرش على الوجه الذى قاله وبالمعنى الذى أراده، استواء منزَّهاً عن المماسَّة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال، لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، ومقهورون فى قبضته، وهو فوق العرش وفوق كل شىء إلى تخوم الثرى، فوقيَّة لا تزيده قرباً إلى العرش والسماء، بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنّه رفيع الدرجات عن الثرى وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو على كل شىء شهيد)، فهذا كله محذوف وأين هذا القول المنير من قول ابن أبى العز فى شرحه المظلم! ومن ذلك تلاعب زهير الشاويش وناصر الألبانى بكلام الإمام السبكى ليجملا به الوجه القبيح لشرح ابن أبى العز للعقيدة الطحاوية، علما بأن السبكى هو من ألد أعداء عقيدة التجسيم فقطعوا شيئاً من كلامه فى كتابه (معيد النعم) ووضعوه فى شرح ابن أبى العزِّ محرفاً هكذا: (وهذه المذاهب الأربعة- ولله تعالى الحمد- فى العقائد واحدة، إلا من لحق منها بالاعتزال والتجسيم، وإلا فجمهورها على الحق يُقرُّون عقيدة أبى جعفر الطحاوى التى تلقاها العلماء سلفاً وخلفاً بالقبول)، بينما حقيقة ما قاله الإمام السبكى فى كتابه (معيد النعم) ص (62).. أيضا اختصار أمهات الكتب بحجة تسهيلها للناس على حد زعمهم مع حذف مباحث مهمة فيها، وغير ذلك كثير. وطباعة الكتب بحذف شروح العلماء منها كما فعلوا مع (كتاب الأسماء والصفات) للحافظ البيهقى، حيث حذفوا منه فى إحدى الطبعات كتاب (فرقان القرآن) للشيخ العزامى، وحذف منها مقدمة العلامة الكوثرى، ولم يكتب عليها أن التعليقات التى فى الكتاب هى للعلامة الكوثرى،الذى حذفوا تعليقاته تماماً كذلك نفخ علماؤهم بتأليف كتب بأسمائهم ليضاهوا بها كتب المسلمين، فمن ذلك تأليفهم لكتاب أسموه الأسماء والصفات ونسبوه لابن تيمية؛ مع أن ابن تيمية ليس له كتاب بهذا الاسم، وإنما هى منافسة لكتاب الأسماء والصفات للامام البيهقى، وألفوا كتابا آخر باسم الشيخ الحرانى أيضا وأسموه دقائق التفسير وكلاهما ليس إلا تقطيعا من فتاواه. فهم يقومون بمحاربة دور النشر المخلصة إذا لم تستجب لرشاواهم، ومن تلك المحاربات محاربتهم لدار الإمام النووى بالأردن حتى ركّعوها، ولذلك ترى الكثير من الكتب تخرج من غير ذكر اسم دار النشر عليها. سرقة أمهات الكتب والمخطوطات وتقطيعها، والأمثلة على ذلك: كتاب (سير أعلام النبلاء) للحافظ الذهبى، طبع منه ثلاثة وعشرون جزءا والجزء الأخير الذى فيه ذم الشيخ ابن تيمية لم يطبع، ويقال إنه مفقود، وهذا ما يصرح به ابن الوزير المجسِّم، فأين ذهبت هذه الوثيقة التاريخية الهامَّة إن دعم إعلامهم المقروء ماديا استطاع أن ينشر أفكارهم بثمن بخس فمكنهم من إقصاء الفكر النقى . لقد افترى الوهابية على كثير من أئمة المسلمين فنسبوا إليهم ما لم يقولوه،وحذفوا وأخفوا من كلامهم مالا يتناسب مع معتقداتهم الكاسدة، ونفخوا أئمتهم بالباطل لينافسوا بهم علماء الأمة..كذلك عمدوا إلى تزوير التراث وذلك بحذف وتغيير ما كان يخالف منهجهم من كتب التراث الإسلامى التى لا يستطيعون منع دخولها للسعودية لأن عامة المسلمين يحتاجون إليها، مثلما فعلوا فى كتاب الأذكار للنووى، وحاشية ابن عابدين الحنفى، وحاشية الصاوى على تفسير الجلالين، وحذف الجزء العاشر فى بعض النسخ من الفتاوى لابن تيمية وهو الخاص بالتصوف صفحة 60. كذلك تم حذف الفصل الخاص بالأولياء والأبدال والصالحين من حاشية ابن عابدين الشامى فى الفقه الحنفى.. كما حاول الشيخ ابن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، سابقا، أن يستدرك على ما لا يعجبه فى كتاب فتح البارى بشرح صحيح البخارى للإمام الحافظ بن حجر العسقلانى فأصدر مع معاونيه ثلاثة أجزاء ثم توقف عن التعليق وقد فتح باب شر بهذه التعليقات كان هناك متسع من الوقت لأبى بكر الجزائرى لأن يعمل تفسيرا للقرآن الكريم يكون بديلا ومنافسا لتفسير الجلالين ولبس على الناس أنه هو ليتم ترويجه على العامة. كلية الدعوة مفرخة التشرد على الرغم من اجتياح الفكر الوهابى داخل جامعة الأزهر، وكذلك الفكر الإخوانى فإن كلية الدعوة كانت معقل الوهابية داخل الجامعة. يقول منير أحمد، كلية الدعوة الصف الرابع، انتشر الأمر داخل الحرم الجامعى من أساتذة الجامعة أيضا، فهناك من تشبع بالمنهج الوهابى عاملا على نشره بين الطلاب على رأسهم عمر بن عب العزيز القرينى، الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر، أسامة عبدالعظيم، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية، ففى أثناء المحاضرات يجادلون الطلاب محاولين استقطابهم إلى أفكار مفادها أن أهل الأشاعرة مبتدعة، والأصح منهج أهل السنة والجماعة المجدد له ابن تيمية ومن بعده الإمام محمد بن عبدالوهاب. ويقول حسين محمود، طالب أزهرى: أصبحت كلية الدعوة الإسلامية معروفة بوهابيتها، سواء على مستوى أعضاء التدريس أو الطلاب، الذين يتم استقطابهم بأساليب وهابية معروفة، مستغلين بذلك حداثة الطلاب فى سنواتهم الأولى بالجامعة. ومن أشهر التهم الملصقة بأهل السنة والجماعة الابتداع والضلال، والكفر. هؤلاء سيطروا على الأزهر *يوسف القرضاوى خريج كلية أصول الدين، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين خطب فى جامع الأزهر بأمر من الدكتور مرسى بعدما منع منه ومن كبرى المساجد بعصر المخلوع مبارك بموافقة وزارة الأوقاف ودون إذن شيخ الأزهر أحمد الطيب. يذكر أن جماعة الإخوان كانت لا تنفى ترحيبها بتعيين الشيخ القرضاوى الأب الروحى للجماعة إماما أكبر وبررت ذلك بأن قانون الأزهر لا يمنع أن يكون الإمام يحمل جنسية غير مصرية خاصة أن القرضاوى هو مفتى الأسرة الحاكمة القطرية ومعروف دوره فى تقريب وجهات النظر بين الإخوان وحكام الدوحة الذين دعموا مرشح الجماعة دعما قويا حتى وصل للرئاسة ولعل أقل رد للجميل القطرى هو أن يكون الشيخ يوسف شيخا للأزهر. *عبد الرحمن البر عميد كلية أصول الدين جامعة المنصورة، عضو مكتب إرشاد جماعة «الإخوان المسلمون»، تقدم بأوراقه لمنصب مفتى الجمهورية ،وأخرج منها حيث رأت الهيئة أن أحد أهم الشروط لا تنطبق على د.عبد الرحمن البر وهو عدم الانتماء لتيار سياسى بعينه، بينما نفى تقدمه. *الأحمدى أبوالنور عضو هيئة كبار العلماء «سلفى» *محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء «سلفى» *محمد جميعة مستشار إعلامى لشيخ الأزهر «سلفى» *سلامة عبدالقوى «إخوانى» تم تعيينه متحدثا رسميا باسم وزارة الأوقاف *أحمد طه ريان عضو هيئة كبار العلماء «سلفى» *جمال عبدالستار أستاذ بكلية الدعوة، وتم انتدابه بوزارة الأوقاف فى عهد مرسى *حسن الشافعى عضو هيئة كبار علماء، كبير مستشارى شيخ الأزهر، «إخوانى» *محمد مختار المهدى عضو هيئة كبار علماء «إخوان»