شهد المؤتمر الصوفي العالمي الذي بدأت فعالياته أمس ويستمر لمدة عدد يومين محاولة للتقريب بين وجهات النظر الصوفية والسلفية والإخوانية. محاولة التقرب جاءت من خلال كلمة د.محمد مختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة، حيث أكد في محاضراته أمام المؤتمر أنه لا فرق بين الصوفيين والسلفيين، وأن جميعهم يمثلون التيار الإسلامي بمرجعيتهم الواحدة للكتاب والسنة. وأكد أن وحدة المنهج تؤكد وحدة الصوفية والسلفية فالرسول والصحابة هم المرجعية للتصوف والسلفية، كما أن كثيراً من هم أعلام السلفية في مصر في أساسهم متصوفة، واستشهد في ذلك الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة عمرها أكثر من 100 عام وأسسها محمود خطاب السبكي من أبرز المتصوفة ولكنه حارب البدع التي التصقت بالصوفيين وجاء بعده الإمام حسن البنا الذي كان صوفيا أيضا. من جهته طالب تيار الإخوان بضرورة أن يكون هناك اندماج للصوفية في المجتمع، حيث أكد د.عبدالرحمن البر عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين أن الصوفية عليهم الابتعاد والعزلة وتقديم التصوف الإيجابي. فيما اعتبر الشيخ علي الجفري رئيس مؤسسة طابة أن رؤية الصوفية بأنهم في معزل ليست صحيحة، وقال انه لا توجد تجربة سنية نجحت إلا كان التصوف سببا في نجاحها، وأن التصوف كان سبباً في نجاح خطاب الإمام حسن البنا. واعتبر «الجفري» التهجم علي الصوفية بأنها نوع من الفوضي ضد التصوف، مشيرا إلي أنه لا ينبغي لجماعة أن تعتبر نفسها صاحبة النظرة الشمولية للحديث عن الإسلام. علي جانب آخر طالب د.أحمد الطيب شيخ الأزهر بترشيد العمل الصوفي وابعاده عن الخرافات والبدع التي تم الصاقها بالتصوف، ووضع أسس علمية يتم علي أساسها اختيار مشايخ الطرق الصوفية ليكونوا معبرين عن التصوف بمعني الكلمة. وقال الطيب خلال لقائه وفدًا من العلماء المشاركين في المؤتمر: «لابد من اختيار شيوخ الطرق علي أسس علمية تجمع بين الشريعة والحقيقة، كما لابد من تقويم وتنظيم وتوجيه وترشيد الطاقات الإيمانية لدي قطاعات عريضة من الجماهير نحو البناء والإصلاح علي المنهج الرباني الروحي الأصيل بدلاً من الهدم والتفرق والاختلاف وترشيد التصوف.