متبسمٌ هو وجه ذاك الورق إذا ما غازله القلم العارف ، غضٌ طريٌ عود أفكاره من نضارةِ الثناء..حمرةٌ من ورود الثقافة على وجنتي الروح الغارقه في حبه سبحانه دون أن يراه .. متلعثم ٌ لسان الزيف أمامه مستنشقٌ موته إذا اقترب من أنفاس صدق أحرفه الوضاءة دون خجل أواستحياء.. متلفعٌ به شال العزة الفلسطيني المضفر فيه حبل الثورة والإيمان هو ذاك ..هو ذاك شالٌ أبيضٌ من فطرة البداءة والزهد والبساطة يلفح شط غزة حين يترنم بعوده على رملةٍ ناعمةٍ من رمال الطبيعة الهادئة المسكونة به وبأوراقه النائمة كأميرة حوراء بأدراج مداركه .. ها هنا مناورته _ هاهي محاورة الذات _ وها نحن اشاراتٌ من رضا تلوح في أفق معانية التي سمت إلى ما بعد النقاء .. (مناورة العشق) ..عنوانٌ من حرارة الحرب الدائرة بين الذات والخطوة ، العثرة والتوفيق ، الرضا والسخط ، القبول والرفض ...عنوانٌ بمفردة قصيدة فالمناورة في الحرب ، وكان النزال هنا نتيجته انتصار مسبق ومعلن على الذات بشهواتها للوصول إلى الأسمى والأنقى والأطهر ..ولا عجب ..فهى مرآة لذات الشاعر وكيانه .. لك الثناءُ ربَنا . وحدَك علمتَني العشقَ أضأتني من نور ٍ وطين ٍ , وجعلتني هائما ً في وجهك – هذا الذي لا أراه – وتجليك في كل جمال ٍ أراه الانقياد والطاعة ثوبٌ من خز زينته فصوص الحمد والرضا والثناء ، هو الاعتراف بل التسليم بالفطرة ، والإيمان بعبوديته المطلقه ، (وحدك) ..أساس الدين التوحيد ، والثناء عبادة ، وخلقنا لنعبده وحده ، ونثني عليه وحده ، (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )..وهذه حقيقة الخلق واساسها .. ثم هذا التعبير ( اضأتني من نور وطين ) ..لعل الشاعر هنا يخبر عن ذاته المؤمنة فالمؤمن مهدي إلى الله بالعمل الصالح ..فهو مهديٌ إلي نوره دون الكافر والضال (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) كنت من هذا النور ..نحسبك كذلك _ وليس على الله بكثير .. ..( في وجهك – هذا الذي لا أراه – وتجليك في كل جمال ٍ أراه ) هذه حقيقة أخرى من حقائق التسليم والفطرة وكأن الشاعر أراد أن يسلب مشاعرنا ، وأن ينقي دواخلنا ، وان يطهر تفكيرنا ، فطرق بمطارق السحر في التسليم بكلماته ذات الروح الإيماني المختلف .. فنحن مؤمنون بالله دون أن نراه ، ومسلمون بانه ليس كمثله شئ ، فتجلت صورته سبحانه في كل جمال نحسه ونلمسه ونشاهده أو لا نشاهده ..ما أروعك شاعر الفطرة والتسليم .. بعد أن غازل قلوبنا بسحر النور القابع في معارفه وحواسه ، أخذنا إلى عالمه هو / وهو يصارع ويصارع فكانت هذه النقلة الذكية فيها استثارة لعواطفنا المنقادة..لنشفق عليه وعلى هذا الطريق المنتظر ..ولنبحث عن حل لهذا السؤال العصي إلا على من هام في حبه وعشقه سبحانه؟! لي الله!! كيف لي أن أعبر َ هذا الطريقَ حتى منتهاه (لي الله )...ومن لك سواه وانت القافز فوق اللامعقول بروحانيتك ذات صدى الهديل لترنيمات حمامات السلام على ظهر معانيك وابتهالاتك .. (إن ذهلتُ لحظة ً في حُمرة ِ الورد ِ واجتاحني وضاحكَني قُزَح ٌ , بعد طلّ ٍ خفيفْ وسَرَتْ في خاطري ترانيمُ الحفيفْ وخفقُ الرفيفْ الياسمين ) كيف أسيرُ إذا استنطقتني القُبّرَاتُ والحساسين وتسابقتُ مع أسراب ِ الفَراش ِ إلى غَيضَة ٍ نسيَها الزمان ... وتباهى كلُ نبت ٍ بأزاهيره وشدا كلُ غدير ٍ بنواعيره ورفرف بروحي جناحان ِ : من سوسن ٍ وعبير ومن غيرك يا شاعر الطبيعة الغناء يستخدم هذه المفردات الفاتنة أأردت أن تفتك بقلوب زاحمها الياسمين والورد على ربوة حرفك وأنت تتغزل بوطنك ؟ ..أم أردت أن تفتك بمفاتنها المستعمرة بصفعة على خد صورك وخيالاتك المبهرة هنا لتشعرنا بانها مسلوبه قهرا .. هنا رفرف القلب على سوسنة حرفك ، وعبير مباهجك ، وتطلعات نفسك على حين غرة منك ..واستطعت أن تلبسنا ثوب الشفقة عليك أمام تلك المفاتن التى يجب اعادتها واستعادتها ..فلك الله ولنا الله ونحن نتابع هذا الألق الأسطوري في الصياغة السهلة الممتنعة التى تلامس مشاعرنا بهذه العفوية .. ذاك نَيسانُ في غابة ِ البرتقال : مولدُنا , فرحُنا , عرسُنا , أشعارُنا , عهدُ أحلامنا السالفاتْ فأية ُ أرجل ِ أرعن َ تنكصُ بي لزمن ٍ تتثاءبُ مَعَه المسافات ؟ وأيُ جناح ٍ أستعيرُ لكي لا أبقى أسيرا ً على برزخ ِ التمنيات ؟ من بطن غابة الشعر ، زحف وليدك شاعر الصورة ، ليقطف زهر البرتقال ، على لحن حياتكم المعاشة ..وطبول امنياتكم للتحرير..لينثر حياتكم فرحة ميلاد او لهفة عرس او حتى ورقة شعر خضراء ...يالها من أمنيات تستحق الجهاد ..وتستحق المعاناة .. نعم لا ينسى الشاعر في زهوة حلمه واقعه المعاش فهو المتثاقل الخطى بفعل عربي غربي ، في زمن نامت مسافات الانتصار للحق فيه زمنا .. (زمن تتثاءب معه المسافات ) ..هذه الاستعارة التى جسد فيها المسافات انسان متثاقل من النوم كناية عن ثبات الحال وركود الفعل وخطورة البلادة ,,, (وأيُ جناح ٍ أستعيرُ لكي لا أبقى أسيرا ً على برزخ ِ التمنيات ؟) ..بالله لتستعين بجناح شعرك ..لنحلق نحن معك على جناحيه بأمنيات لا تعرف التقهقر او العودة إلى الوراء .. استعر جناح فكرك الذى صور هذه الصورة الفريدة لنرسم معك بورود الوعي طريقاً اخضر للوطن والدين..عش على متن خيالك النضر بزهوة الفكر والفكرة ..حتى تصل إلى أمنيات وطن طرحته المصالح إلى مكان انعدمت فيه الرؤى ..وكسرت فيه الأجنحة .. يا الله .. إني أعوذ ُ بك من مسير ٍ لا يوصِلُني غايتي ومعارك َ تُنَكّسُ فيها رايتي وأحصنة ٍ تفجعُني بالعِثار وحدَك علمتني العشق َ .. دعاء المتقين عندما تلبس رؤوس الكلمات غطاءً استحياءً وخجلأً لتخشع في محراب الدعاء هذا الذي لم يتمنى فيه سوى الإستقامة وتسديد الخطا والتعوذ من الفشل وما يصحب إليه ..اى قلب يحمله هذا الإنسان ..أو أى إنسان يحمل هذا القلب؟! .. لست أبتغي هدوا ً في منام ولا موقفا ً أدفعُ فيه السهام َ بالسهام ولكن , إذا ادلهم ّ قلبي نورتَني وإذا تباعدَ خَطوي قربتني وإذا تهتُ في قفر ٍ أبصرتني وإذا اشتد حصاري كن لي موطني هنا تتضح جلية شخصية الشاعر في طلبه الزاهد ، فلا يطلب من الدنيا ربحاً او مكسب ، هو طالب هداية ونور واستقامة وبصيرة واستيطان في قلب التقوى وكأني أعود إلى ذاكرة الإسلام لأشهد زهد عمر بن الخطاب وورعه ..!! أواهُ يا موطني ... يا فلسطينُ , يا موئل َ العشق ِ أكلما راوغني فيك عشقي تنكرتْ ليَ الذكريات ؟! واعدتَني عند كل ِ زقاق ٍ بخطى الأنبياءْ واعدتَني بطيف ِ أحمدَ ويسوع .. في غاباتِ اللوز ِ بالرؤى القدسية ِ والصبية ِ السعداء واعدتَني بوأد ِ الأسر ِ , وخاتمة ِ الاغتراب واعدتَني بزعتر ٍ وزيت ... وبعض ِ الكبرياء أواه ُ يا موطني وعندما يخاطبها الحبيبة فلسطين حينئذٍ نخترق حجب القلب لنرى المعالم القاطنة فيه فنلمس حريرية مشاعره المستكينة ببعض من الآمال والذكريات والمتقدة ببعض من لهيب الرغبة في التحرير والكبرياء الباكي على نفسه من سطوة الإستهتار ..فلا زال يمرح في قلبه ببعض من حصا كل زقاق ولازال يغازل بعينيه غابات اللوز ..ويرش على اطار ذاكرته لون الزعتر ليخضر حلما يقاتله بحمرة دماء الشهداء.. أين ( ابنُ فاطمة ) أينه , ذاك الذي ما لوثته رَحَلاتُه بعادات ِ السُكارى ؟؟ هذه أمُ صغاره على مرفأ الهم ِ تغزلُ بالصبر ِ آيات ِ الوفاء وهاهم تجارُ الموج ِ يفترشون العذارى يفرضون ضرائبَهم في خبز الفقراء لهفي عليك يا فارسي ! ألهذا انتظرتك ؟ حسبكم , حسبنا ... !! هنا ساحاكي هذا المقطع بمقطع لفاروق جويدة تاهت خطاي عن الحسين.. أتراه عاش زماننا أتراه ذاق.. كؤوسنا؟ هل كان في أيامه دجل.. و إذلال.. وقهر؟ هل كان في أيامه دنس يضيق.. بكل طهر؟ فبيتنا صارت مقابر للبشر في كل مقبرة إله يعطي.. و يمنع ما يشاء ما أكثر العباد.. في زمن الشقاء أبتاه لا تعتب علي.. يوما ستلقاني أصلي في الحسين سترى دموع الحزن تحملها بقايا.. مقلتين.. فأنا أحن إلى الحسين.. ************ امنعْ من الأسواق ِ هذه المناظيرَ فضية َ اللون ِ لكي نرى ما يجبُ أن يُرى , أو يتوارى حتى نبصرَ فجرا ً , غزلنا آي َ بيارقه في ظُلُماتِ الشقاء . إن نورَك ِ يا دولة َ الطهر ِ في القلب وفجرُك آت ٍ فهو حلم ُ الحيارى وعشق ُ الشهداء تطالبنا بارتقاء الرؤى وعدم التمعن في اللامع والنظر فيما وراؤه ..عملية ترشيح للادوار ..وترشيح للاتجاهات والرؤى وذلك لنصل إلى فجرنا المحتوم والمنتظر إن نورَك ِ يا دولة َ الطهر ِ في القلب وفجرُك آت ٍ فهو حلم ُ الحيارى وعشق ُ الشهداء ...: