أحمد محمود سلام .... في مصر عظماء لم يجيدوا الهرولة نحو السلطة والبريق وقد سجل التاريخ لهم مواقف جعلتهم بحق في قلب مصر جراء وطنيتهم وشدة إنتمائهم لهذا الوطن مؤمنين بأن المبادئ هي شيمة كل إنسان يحترم نفسه ومن يفرط في الثوابت من السهل التأثير عليه ليكون خادما للسلطة معبرا عن نزقها معضدا لجورها كي تظل جاثمة علي كاهل شعب يئن من جراء الظلم والفساد والإستبداد...أكتب عن الأستاذ كامل زهيري من وجهة نظر مواطن مصري ولست مؤرخا بل مسجلا للمواقف الوطنية التي تحتاج للتذكير بها دائما وقد تردد إسمه كثيراً هذه الأيام التي هي للمفارقة تتواكب مع ذكري رحيله وقد رحل 24 نوفمبر 2008 بعد حياة حافلة لرجل إستثاني بدأها بالعمل محامياً ثم صحفيا وفي محطة العمر مذيعا -بالقسم العربي-بإذاعة الهند وإمتد عطاؤه رئيسا لتحرير روز اليوسف ورئيسا لمجلس إدارة دار الهلال ومؤسسة روز اليوسف ثم كاتبالعمود يومي مقروء في الصفحة الأخيرة بجريدة الجمهورية عنوانه "من ثقب الباب" والأهم في تلك الرحلة هي مرحلة نقابة الصحفيين وقد كان نقيبا وطنيا مهابا لم يهادن السلطة ويكفي الآن أن يقال عنه أنه وقف مدافعا صلدا عن نقابة الصحفيين المصرية إثر رغبة الرئيس السادات لتحويلها لنادإجتماعي علي هامش قرارها رفض التطبيع مع إسرائيل في أعقاب زيارة السادات للقدس وإتفاقيات كامبد ديفيد يومها إنتصر كامل زهيري النقيب وفشل مخطط تحويل نقابة الصحفيين إلي ناد إجتماعي وفي ظل عسف السلطة مع الصحفيين الرافضين للتطبيع لم يتراجع كامل زهيري عن قراره التاريخي بحظر التطبيع النقابي مع إسرائيل إلي أن يتم تحرير كامل الأراضي العربية المحتلة ,في ذكري رحيل الأستاذ كامل زهيري الصحافة المصرية تحتضر وقد غاب عنها أسودها وتواري الشرفاء عن عرشها الذي وثب عليه من وثبوا ركضا وراء المال والبريق ولاتسل عن مهنية....قليلون من يتمسكون بالمبادئ ولكن لا موضع لهم في هذا الزمن الردئ....... أعود للأستاذ كامل زهيري في ذكري رحيله مطالبا بإحيائها وطبع كتاب تذكاري عنه لأجل الأجيال التي لاتقرأ وصولا إلي تخليد سيرة العظماء الذين أحبوا مصر في صمت ودافعوا عن مبادئهم بإستماتة حتي الرمق الأخير دون توقف مؤمنين بأن الرجال مواقف وأن المجد للإنسان حيا وميتا لو ظل مؤمنا بالقيم والثوابت وهانحن نبكي" الأستاذ " كامل زهيري في ذكري رحيله وقد أضحي الغائب الحاضر كلما يأتي ذكر " تردي " أحوال الصحافة بمصر إنتظاراً لثورة تطهير" تأخرت "طويلا تزامنا مع علامات إستفهام مفادها لمصلحة مصر ترك الصحافة المصرية في بوار وتخبط وقد غابت المهنية وطغت الشللية.؟!..... غاب " الأستاذ" كامل زهيري وتبقي "سيرته" دوما عطره .... كم تفتقد الصحافة المصرية " نهج" كامل زهيري " الأستاذ" الرمز..... في ذكراه " نترحم " عليه "دوما " ونردد دائما القول الأثير : في الليلة الظلماء يُفتقد البدر. ...