تمر في مثل هذه الأيام ، الذكرى الرابعة لرحيل الكاتب الصحفى كامل زهيرى المثقف الموسوعي أو "نقيب النقباء"، كما أحب البعض أن يطلقوا عليه، لانتخابه أكثر من مرة نقيبا للصحفين، والذى انتخب أيضاً رئيساً لاتحاد الصحفيين العرب، وشارك في وضع القانون الدائم لنقابة الصحفيين. درس زهيرى المحاماة، وافتتح مكتبًا لممارسة هذه المهنة، ولكنه أغلقه عندما تم اختياره كأول مذيع وعربي في إذاعة الهند التي أقامتها بريطانيا آنذاك في، ومن هناك راسل صحيفة "الأهرام" وتمكن من الحصول على انفرادات صحفية، ومنها تفاصيل الجلسات السرية لمفاوضات جلاء الاحتلال البريطاني عن الهند. ومن باريس حصل زهيري على دبلوم الدراسات العليا في الأدب من جامعة السوربون عام 1949، وعندما عاد إلى القاهرة التحق بالعمل بمجلة "روز اليوسف" وذلك في خمسينيات القرن العشرين حيث كان الزخم الفكرى والثقافي والفني يملأ أرجاء "روزاليوسف، حيث زامل زهيري قامات ثقافية وآدبية كبيرة منهم، عبد الرحمن الشرقاوي، فتحي غانم، يوسف ادريس، صلاح عبد الصبور، أحمد عبد المعطي حجازي، رجاء النقاش، مصطفى محمود، أحمد بهاء الدين، لويس جريس، حسن فؤاد وصلاح جاهين وجورج البهجورى، لذلك أطلق زهيري على المجلة "مدرسة الهواء الطلق" وقتما كانت أشهرجامعة تخرج منها المواهب الصحفية والأدبية المصرية.. ويعرف أيضاً عن كامل الزهيري أنه كان مغرمًا بالتاريخ والأماكن حتى إنه قام بتأسيس لجنة لإحياء الذاكرة التاريخية لمدينة القاهرة التي - افتتن بها - والتعريف بأحيائها من خلال تعريف المصريين بأهم الشخصيات والأحداث التي وقعت في هذه الأماكن. ولكن التجربة توقفت بسبب تباطؤ محافظة القاهرة في تنفيذها. وعن ذلك الولع التاريخي كتب الشاعر فاروق جويدة عن الراحل كامل زهيرى أن " ذاكرته التاريخية حفظت معالم القاهرة حيا حيا وشارعا شارعا واستطاع أن يحفظ للأماكن تاريخها ويحفظ للزمان عبقه ورونقه.., وإنه يعرف القاهرة بكل مراحلها فاطمية وإسلامية ومسيحية وأيوبية وأخشيدية وقبل هذا كله فهو يعرف كل رموز مصر ابداعا وفكرا وتاريخا, ويقول لك أين ولدت هذه الرموز وأين عاشت وما ملامح كل عصر ورموزه ؟"..حتى أطلق جويدة عليه،" .كانت ذاكرة كامل زهيري هى ذاكرة مصر كلها".............أصدر زهيري كتابه الأول تحت عنوان "لمحات عن كافكا" عام 1954. بالاشتراك مع الشاعر جورج حنين, والناقد مجدي وهبه. وكان زهيري ملماً باللغة الإنجليزية والفرنسية حيث لعب دوراً مهماً في تعريب المدرسة السوريالية الفرنسية وأدبائها وفنانيها وقدمها إلى القارئ بلغة بسيطة في كتابيه: "الغاضبون" و "مذاهب غريبة.وتنوعت كتاباته بين الأدب والسياسية والتاريخ والفن، ومن مؤلفاته نذكر "أنا والنساء"، "ممنوع الهمس"، "سبعون كتابا"ً،"النيل في خطر" و"مزاعم مناحم بيغن"، و"الصحافة بين المنح والمنع". إلى جانب ثقافة زهيري الموسوعية وإلمامه بالكثير والمتنوع من القضايا إلا أنه أيضاً مارس الفن، فكان يقول "في داخلي رسام نائم". وبالفعل أقام معرضه الخاص في منتصف التسعينيات في إحدى صالات العرض. Comment *