سمر الحسن اعتبر القيادي الفتحاوي الإعلامي رامي الغف، قرار منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو القاضي بنفي وجود أي علاقة تاريخية تربط بين الاحتلال الإسرائيلي والمسجد الأقصى، دحض عالمي للرواية الاسرائيلية، وقرارا يجسد الحق التاريخي للشعب الفلسطيني على مقدساته، وكذلك اجماع عالمي على رفض عملية التهويد والاسرلة لمدينة القدس. وقال القيادي الغف إن تصويت 24 دولة لصالح القرار وامتنعت 26 عن التصويت، بينما عارضت القرار ست دول وتغيبت دولتان، وتم تقديمه من قبل سبع دول عربية، هي الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وعمان وقطر والسودان، هو بمثابة انتصار دبلوماسي جديد للقضية الفلسطينية، وهذا يتطلب جملة من الجهود الدولية من أجل وضع حد لكافة اجراءات الاحتلال في مدينة القدس. وتابع الإعلامي والباحث السياسي الغف خلال لقاء إذاعي هذا اليوم، أن قرار اليونسكو قد طالب الإحتلال الصهيوني بالعودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائما حتى أيلول/ سبتمبر 2000، كما يدين القرار الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة والتدابير غير القانونية التي يتعرض لها العاملون في دائرة الأوقاف الإسلامية، والتي تحد من تمتع المسلمين بحرية العبادة ومن إمكانية وصولهم إلى المسجد الأقصى. ودعا الغف إلى خطة عربية وإسلامية واضحة المعالم من أجل انقاذ مدينة القدس، والعمل على اظهار الطابع العربي والإسلامي للمدينة في وجه عمليات التهويد المستمرة، كما طالب المؤسسات الدولية الى اتخاذ مواقف جريئة كهذا القرار لإدانة جرائم الاحتلال المتواصلة بحق ابناء شعبنا، وانهاء اخر احتلال في التاريخ. وقال الغف إن قرار اليونسكو وجه صفعة لإسرائيل المحتلة لأراضينا الفلسطينية ولحكومة نتنياهو الغاشمة، ودليل على أن دول العالم بدأت تدرك مخاطر ما تقوم به من اجراءات ضد الوجود الفلسطيني، وان هذا القرار الهام والاستراتيجي لم يكن ليصدر لولا الجهود السياسية والدبلوماسية الحثيثه، والمتابعة الدقيقه والتفصيلية المسؤولة التي يكرسها الرئيس محمود عباس وقيادة حركة فتح، ولولا وقوف الاشقاء العرب والأصدقاء والأحرار والشرفاء في العالم مع دولة فلسطين وحقوق شعبنا الفلسطيني الراسخة والثابتة. واعتبر القيادي الفتحاوي الغف أن قرار اليونسكو بعدم وجود أي ارتباط لليهود بالمسجد الأقصى هو القرار الأكثر جرأة في تاريخ الأممالمتحدة، داعيا في ذات الوقت القوى والأحزاب والفصائل الوطنية والإسلامية وشعبنا الفلسطيني بكافة الوانه وأطيافه السياسية للدفاع عن مقدساتنا الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى والعمل على تحريرها بكافة السبل والوسائل المتاحة التي كفلها القانون الدولي. وتوجه الغف بالشكر والتقدير لكافة الدول التي صوتت لجانب قرار اليونسكو، مشيرا إلى أن مصادقة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) على أن المسجد الأقصى مكانا مقدسا للمسلمين فقط ولا علاقة لليهود فيه وكذلك الحائط الغربي خطوة في الاتجاه الصحيح ويجب أن تتبعها خطوات أخرى من كافة المؤسسات الدولية لدعم وتثبيت كامل حقوق شعبنا الفلسطيني وتحقيق تطلعاته، داعيا في الوقت نفسه تلك الدول الستة اللذين عارضوا هذا القرار الى مراجعة مواقفهم اتجاه حقوق الشعب الفلسطيني المستنده الى القانون الدولي. وطالب القيادي الفتحاوي الغف اليونسكو بإرسال بعثة خبراء الى الاماكن المقدسة لرصد التدمير الذي الحقته اسرائيل بالمواقع التاريخية ومواقع التراث الثقافي حيث اتبعت اسرائيل عدة طرق في ذلك ومنها مد خطوط للقطار الخفيف، على مواقع ومكتشفات اثرية، كما طالب بتعيين مندوب دائم لليونسكو في مدينة القدسالمحتلة لمتابعة الانشطة والإعتداءات والعربدات الاسرائيلية التخريبية والتدميرية. واضاف الغف ان هذا القرار خطوة هامة يتوجب البناء عليها ومواصلة الاشتباك السياسي والقانوني مع الاحتلال الغاشم، على اعتبار ان هذا القرار يعكس مدى إدراك العالم لحقيقة ما تمارسه اسرائيل من تظليل وتزوير للتاريخ، ويكشف ايضاً عن مدى الالتفاف الدولي الواسع وتأييده لحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة على حدود العام 67م. وفي السياق ذاته رفض القيادي الفتحاوي الغف، تصريحات المديرة العامة لليونسكو ضد القرار الذي اعتمده المجلس التنفيذي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة، مشيرا إلى أنها خرجت عن حدود صلاحياتها. وقال الغف إن شعبنا وقيادتنا الفلسطينية ترفض هذا الموقف غير المسبوق والذي يشكل إهانة لإرادة الدول الأعضاء التي عبرت عن مواقفها السيادية وصوتت بالإيجاب لاعتماد القرار بنجاح. وأضاف الغف إنه من غير المقبول أن تقوم السيدة بوكوفا بإطلاق التصريحات التي من شأنها تقويض عمل وصلاحيات المجلس التنفيذي لليونسكو، مؤكدا أن بوكوفا تجاهلت نص القرار الفلسطيني الذي تم اعتماده، والذي عكس الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة، بما فيها انتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني، بمسيحيه ومسلميه وكل اطيافه، للوصول إلى أماكن العبادة والأماكن المقدسة، واختارت التماهي مع حملة العلاقات العامة الإسرائيلية التضليلية لاسترضاء سلطة الاحتلال، وتحدثت ضد القرار الذي شدد على أهمية القدس ومكانتها للديانات السماوية الثلاث. وأشار الغف إلى أنه من الجدير بالمديرة العامة لليونسكو العمل على تنفيذ ولاية المنظمة في حماية والحفاظ على التراث والإرث الثقافي، كالمدينة القديمة للقدس، من الاعتداءات المتكررة التي تعاني منها المدينة المقدسة منذ عقود، بدلا من العمل على خدمة الأجندة الإسرائيلية في حرف النقاش بشكل مقصود نحو قضايا لا علاقة لها بمضمون وأهداف القرار الذي تم اعتماده. وقال الغف على السيدة بوكوفا تركيز جهودها على تنفيذ إرادة الدول الأعضاء، والحفاظ على مدينة القدس من الاستعمار الممنهج لسلطات الاحتلال واعتداءاتها على مكانة المدينة المقدسة، والحقوق الأساسية لشعبنا الفلسطيني. وشدد القيادي الفتحاوي على أننا نتوقع من السيدة بوكوفا وتماشيا مع ولايتها في المستقبل أن تعبر عن السياسات الاستعمارية المستمرة لإسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في أرض دولة فلسطين، التي تنتهك وتستهدف بشكل ممنهج أماكننا التراثية والثقافية والدينية العريقة، حيث تقوم سلطات الاحتلال بتقويض التسامح والتعايش في مدينة القدس. وأضاف الغف نتوقع من المديرة العامة أن تعبر عن سخطها من استمرار إسرائيل باستفزاز المشاعر الدينية لشعبنا الفلسطيني، من خلال سماحها للمستوطنين وللمسؤولين ورجال الساسة والدين الإسرائيليين اقتحام الحرم الشريف، وهم الذين يدعون إلى تدميره. وأكد القيادي الغف إننا سندافع عن شعبنا الفلسطيني باستخدام الأدوات القانونية والدبلوماسية كافة، بما فيها من خلال المؤسسات المتعددة الأطراف، ولن ترهبنا البلطجة الإعلامية لتحوير الانتباه عن انتهاكات إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وعدم احترامها للقانون الدولي. وقال القيادي الغف إن عزمنا لا يتزعزع في حماية وصون تراث وتاريخ دولتنا فلسطين، باعتبارها معقلا للتسامح والتعايش. جدير بالذكر أن اسرائيل والولايات المتحدة قد عملتا خلال الاسابيع الماضية على اجهاض القرار واقناع الدول الاعضاء بالتصويت ضد مشروع القرار.