يخيل للكثيرين من أبناء الوطن العربى أن ما يعيشونه اليوم من صراعات وخلافات ونزاعات هو وليد هذه الأيام أو تعود لعشرات السنين من الزمن فقط - لأن الغالبية العظمى من شعوبنا تعودت على عدم القراءة والجهل والأمية والبعد عن الثقافة ولم تعرف التفكير المنطقى المنظم وتحكيم العقل فى كل مايدار حولهم من خطط ومؤامرات ظاهرة ومخفية نحتاج لمئات بل وآلاف المجلدات لسردها - ووقعت فى شراكها أمتنا العربية و لازالت تحاول الخلاص منها حتى هذه اللحظة ولكن بدون جدوى لتراكم وتزايد الأغلال والشباك التى تكبل الوطن العربى من المحيط الى الخليج ---- لأننا لم نفهم الدرس منذ البداية وتوجهنا الى مشكلات جانبية تافهة شجعنا عليها الغربيون وصدقناها -- وتركنا أساسيات هامة وخطيرة خططوا لها دون كلل أو ملل !! بل وجعلناهم أحيانا الخصم .. والحكم !! لقد كان مؤتمر الدول السبع الكبرى الذى عقد فى عام 1907 من القرن الماضى هو البداية التى وضع منها وزير الخارجية البريطانى الشهير ( كامبل بانورمان ) وضع الخطة المحكمة والمدروسة بعناية والتى يعرفها كل من عايش وقرأ الخطوات والبرامج المعدة لصيد ثمين وهو بلاد العرب كما رسمها ووضع سيناريو لها الغرب كأفضل مكان على وجه الأرض من حيث الثروات الهائلة والبعد عن الكوارث الطبيعية وتوحد أهلها فى اللغة والديانات والعادات والتقاليد مما يجعلهم متفردين عن سائرالبلاد واستمرت حلقات المؤامرة تتوالى من سايكس بيكو و وعد بلفور ومعركة ميسلون وتقسيم فلسطين الى أن وصلنا الى مخططهم المسمى بالشرق الأوسط الكبير والذى لازلنا نعانى منه حتى الآن بالألاعيب والخدع تارة وبالوعود والخطط الوهمية والمساعدة العسكرية لكافة الأطراف وغيرها تارة أخرى وبأشعال نار الفتنة بين شعوب المنطقة والتباكى على القتلى والمصابين --- والنصح بأصلاح النواحى الأجتماعية والأقتصادية والسياسية - وفقا لرغباتهم طبعا .. أن الحكومة الآن تتعامل مع ملف العمليات الأرهابية فى شمال سينا من منطلق عسكرى للسيطرة عليها وقد حققت نتائج جيدة ولا تزال تكمل خطتها فى هذا لشأن -- وفى نفس الوقت تتعرف الدولة على الفرص الأقتصادية الكثيرة للبدء فى مشروع طويل الأمد للتنمية بسواعد أبناء سينا الأوفياء وأخوانهم من شباب مصر ولعل التعليم والبحث العلمى وتأسيس جامعات ومعاهد علمية والأهتمام بالنقل والتجارة الداخلية والخارجية وفتح المطارات للسياحة وتوفير الماء بشتى الطرق وفتح مجالات التسويق للسلع والأستفادة من كل الخيرات التى تنعم بها أرض الفيروز كل هذا يشير الى مستقبل واعد لسينا ولمصر الكنانة أم الدنيا - والله الموفق والمستعان . نبيل شبكة مستشار ثقافى سابق – المنصورة [email protected]