وحياة الفنان منير مراد هو موريس زاكى مردخاى ولدفي 3 يونيو عام 1924 من أعرق العائلات الفنية التي أسست للفن في الربع الأول منالقرن العشرين فأبوه الملحن المبدع زكي مراد وشقيق المطربة ليلى مراد كما كانت لهشقيقة أخرى هاجرت إلى البرازيل في بداية عام 1950 اسمها " ملك " وكانتذات صوت جميل أما شقيقه إبراهيم فقد استمر فى الانتاج وكانت المطربة سميحة مراد والتىظهرت على الساحة فى نهاية الخمسينات وسرعان ما هاجرت إلى أمريكا بعد بطولتها لفيلمطيش الشباب أمام ماجدة ومحمود المليجى من إخراج أحمد كامل مرسى وانفصالها عن زوجهاالمخرج على رضا وقد تزوج منير مراد من الفنانة سهير البابلي بعد أن أشهر إسلامه...ملحن مختلف .. منير مراد نوع آخر من المبدعين و لون آخر وعجينة لشخص مختلف مميز ثريبالجمال .إنسان قل نظراؤه .. دائم الحركة والنشاط … رشيق وكأنه يرقص طائرا علىالأرض ولا يلمسها …وكأنه أحد تلك المحركات الدائمة الحركة التي شغلت علماء الحركة وظلوا يبحثون عنها حتى أدركوا أن من المستحيل وجود محرك دائم الحركة ذاتي الطاقةولكنهم نسوا أن أشخاصا يولدون في هذه الدنيا … قد يكونوا محركات دائمة الحركة حتىبعد أن يموتوا .منير مراد كان أحد تلك المحركات … لم يهدأ في حياته … وما لحنهلازال يحرك المشاعر والأجساد .. وينشر الجمال .. منير مراد كان فنانا شاملا متعددالمواهب .. ذكاء حاد وموهبة لاتنضب إتجه منير مراد في بدايته للتلحين على موسيقى الجاز التي كانت رائجة وقتها في الغرب ولكنه واجه صعوبات في الترويج لها وإقناع المنتجين بها إلى أن كانت بدايته الحقيقية بأغنية "واحد.. اتنين" لشادية والتي فتحت أمامه الطريق أمام المطربين ومنتجي الأفلام ليسندوا إليه تلحين العديد من الأغاني. كان منير مراد رائدا من رواد الموسيقى الراقصة والاستعراضية في مصر حيث وضع أشهر موسيقى الرقصات والاستعراضات التي كانت تؤديها تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف. منير مراد رجل متوهج و كل ذرة فيه تنضح بالحركة و باختصار كان منير ضحك ولعب وجد وحب وعيش مستمر .. وانفتاح علىالحياة لم يحس يوما بالسوداوية بل شعر بالحزن ولكن الحزن لم يوقفه تربى فى منزل لميكن يخلو يوما من عمالقة اللحن جلس الطفل منير يراقب أولئك الكباربانتباه وانبهاروهم يلقنون أخته ليلى الألحان الجميلة ويغنون ويتسامرون ويطربون … فجلس وشاهدالكبير زكريا أحمد وهو يلقن ليلى الأدوار الصعبة والتطريب وراقب محمد عبدالوهابوهو يغني ويعلّم ليلى أغاني فيلمه يحيا الحب وأيضا رياض السنباطي وغيرهم .. فتعلم وسار على نهج محمد عبد الوهاب والذى تخلصمن التخت الشرقى وأيضا قبله سيد درويش الذى تخلص من الموسيقى التركية وحاول منيرمراد التخلص من الموسيقى ذات الايقاع البطئ - كان منزله هو مدرسته الأولى في عالم الفن .. درس منير مراد في المدرسة الفرنسية … كحال معظم اليهود المصريين من أبناءالعائلات اليهودية الميسورة وتدرج فيها حتى حصل على الشهادة الثانوية … ومن ثمانتسب إلى الكلية الفرنسية .. ولكن عالم السينما والأضواء الذى انخرطت فيه شقيقتهليلى وزوجها الفنان الكبيرأنور وجدي سحره وجعله يترك الكلية عام 1939 ليعمل فيالمجال السينمائي كعامل كلاكيت بسيط و أشركه أنور وجدي في عدة أدوار منها تقليدالفنانين فلفت الانظار إليه بحيوته وقبوله الأمر الذي دفعه للتدرج في الأعمال فعملكمساعد للمخرج توجو مزراحي و كمال سليم وأنور وجدي وأحمد بدرخان ونيازي مصطفى وعزالدين ذو الفقار وظهر فى فيلم ليلى بنت الفقراء 1946 وسط مجموعة من المدعويين فى إحدىالسهرات وكان مساعدا للمخرج فى هذا الفيلموظهر واضحا لأول مرة فى دور بسيط وفيلم ابن عنتر 1947.أشهرمنير مراد إسلامه عام1948 .. شقيقته ليلى مراد تزوجت من أنور وجدى وأيضا شقيقته سميحة مراد المطربة تزوجت من المخرج حسن رضا .. وواصل اجتهاده الفنى و لعب دور البطولة أمام النجمة شادية فى فيلم أنا وحبيبى وأمام زينات صدقىوعبد السلام النابلسى عام 1953 ومن اخراج كامل التلمسانى وواصل اجتهاده وكانت البطولة التالية مع بداية موسم 1955 وفيلم نهارك سعيد والوجه الجديد سعاد ثروت مع مارى عز الدين وعبد السلام النابلسى ونعيمة وصفى وزينات صدقى ورياض القصبجى ومونا فؤاد وسراج منير والراقصة زينات علوى وغنى اسكتش صح النوم مع سعاد مكاوى ومونا فؤاد وكان العمل من إخراج زوج أخته المخرج فطين عبد الوهاب و نجح نجاحا ملحوظاجعله محط الأنظار …ولم يمر أكثر من 3 شهور حتى ظهر الفيلم الثالث ألا وهو "موعد مع إبليس" والبطولة أمام كريمان ووداد حلمى ومحمود المليجى وسعد أردش وعبدالمنعم إسماعيل وزكى رستم وكان العرض 4 إبريل 1955 ومن إخراج كامل التلمسانى .هذه التجربة الكبيرة الغنية مع مخرجين كبار من مدارس فنية مختلفة ساعدته في بناء خبرته التي ازدادت نتيجة احتكاكه بالفنانين من ممثلين وموسيقين ومطربين وطبعا أصحابالمهن السينمائية الأخرى وهذاما جعل المخرج حسن الصيفى يشركه كضيف ويغنى أحد الاسكتشات خلال احداثفيلم بنت الحته عام 1964 وكان منير مراد قد تخلى عن التمثيل و قرر العمل كملحن وبدأ يدرس ماذا يريد أن يفعل و كان لحبه وإطلاعه على الأعمال السينمائية العالمية وخاصة موسيقى هوليود دور كبير في تكوين شخصيته المختلفة المميزة واصبح متميزاومختلفا وخاصة انه كان يرىأمامه نموذجا مرعبا للتميز والاختلاف وهو الموسيقار محمدفوزي … فقرر أن يكون مختلفا وصاحب مدرسة مختلفة هي بالأصل جزءا من شخصيته المتمردةالواثبة المتحركة أبدا . ولعل صداقته بالموسيقار الكبير أحمد صدقي وإيمان هذاالأخير بقدرات وموهبة منير التلحينية وتكلمه عنه وحض المطربين والمطربات علىالتعامل مع منير مراد وأخذ الألحان منه … كانت أحد أسباب فى تهافت المطربين عليه بالإضافة إلى نجاحاته وانتشار أغانيه السهلة البسيطة الجميلة التي أرست أقدامهورسخته كملحن متميز .عمل على البلوز والجاز وكانت تلك الموسيقى الأهم في أمريكاولوجود شقيقته ( ملك) المتامركة هناك والمهاجرة ولكنه لاقى صعوبة في اقناع المطربين ومنتجي السينما بها … إلى أن وجد الدجاجة التي ستكون السبب المباشر لتسويقه كملحن مميز له وزنه في عالم الأنغام . وجد شادية الفتاة الصغيرة كثيرة الحركة والقبول وخفة الدم … فكان إن ركز منير عليها وخاصة أن مكتشفها محمد فوزي كان مقتنعا بها وبالطبع فإن نظرة محمد فوزي كان لها قيمتها الكبيرة على الأقل عنده وكانت بداية ألحانه لشادية لحن أغنية واحداتنين هذه الأغنية التى فاجأت الناس والمشتغلين بالفن .. فقد انتشرت كالنار في الهشيم حتى أصبح الجميع يرددها … وحتى الملحنين بدأوا في تقليدها ومحاولة تلحين مايشابهها … فتوافد منتجو الأفلام عليه طالبين منه تلحين أغاني أفلامهم .. وهكذااستمرت تجربته الغنية مع شادية فساهم في شهرتها ولحن لها معظم أغانيها الشهيرةالتي أضحت فيما بعد من كلاسيكيات الغناء العربي في تلك الفترة . ومن روائع ما لحن منير مراد : إن راح منك ياعين – القلب معاك – اسم الله عليك - أول لقانا كان هنا – الو الو – أحلف لك بأيه– أنا وحبيبى – البحث عن السعادة – الورد والشوك – بلد السد – تعالى لى قوام –حلقاتك برجلاتك- حبيبى أهه – خد يا حبيبى – خمسة فى ستة – دمعى يا عين احتار –دبلة الخطوبة – دور عليه تلقاه – سوق على مهلك سوق – سيد الحبايب يا ضنايا إنت –شبك حبيبى – ضربة معلم – على آخر سرعة – عيون ماما – على عش الحب – عربى فى كلامه– عينيه الاتنين – فوت يا حبيبى وسلم – قلبى على قلبى – ماما يا حلوة – مااقدرشىاحب اتنين – مش قلت لك يا قلبى – من بعد طاقية وجلابية – منايا أغنى – ماتقولشىبكره – داماكانش وقته – وعد ومكتوب – واحد اتنين – وحياتك أنت وغيرهم من الاعمال النادره ورحل عن عالمنا فى 17 اكتوبر1981 عن عمر يناهز 59 عاما فقط – اسكنه الله فسيح جناته المؤرخ و الباحث فى التراث المصرى وجيه ندى 01204653157 01006802177 [email protected]