وُلد محمد علي أحمد في 2 يوليو 1914 في حي شبرا في القاهرة، وماتت أمه وهو صغير، فأرسله والده إلي أخيه الذي يعيش في الإسكندرية لتُربيه زوجته مع أولادها. انتقل إلي حي راغب باشا، قريباً جداً من جامع سلطان المشهور هناك. فألحقه عمه بمدارس الإسكندرية، وبعد أن حصل علي الشهادة الابتدائية التحق بالعمل في البوليس، فعمل في إدارة مرور الإسكندرية. كان يقف ليشرف علي تنظيم المرور في شوارع الإسكندرية، خاصة شارع فؤاد الأول (أمام نادي محمد علي) الذي أصبح- بعد ذلك - قصر ثقافة الحرية، والذي شهد ميلاد واجتماع كوكبة من مؤلفي الأغاني والشعراء والملحنين والأدباء. شاعر الفصحي بدأ محمد علي أحمد بكتابة شعر الفصحي، وأصدر عدداً من دواوين الشعر منها ديوانه " غنيت للدنيا "، وقد ارتبط بشعراء الإسكندرية عبدالعليم القباني وعبدالمنعم الأنصاري وأحمد السمرة، ومحمود عبد الحي وعتمان حلمي وعبداللطيف النشار وغيرهم. وغني قصائده الكثير من مطربي عصره، فبدأ المطرب عبدالحليم حافظ - الذي لم يكن مشهوراً وقتذاك - مشواره الغنائي الطويل بقصيدته " ربما " : في ربي الورد وعند النهر بين غادات الربيع الباكر وعلي أفق النجوم الزهر أنا أحيا كالفراش الحائر أسعيد كُنت في الحب أنا؟ ربما أو شقي في ضلالات المني؟ ربما من تلحين محمود كامل. ومن قصائده المشهورة " إلي المعركة " التي تغني بها الشعب في حرب 1956، من تلحين محمد الموجي وغناء إبراهيم حمودة. وقد فازت بالمركز الثالث في مسابقة أقيمت بعد انتهاء الحرب بعد أغنيتي: " والله زمان يا سلاحي " لصلاح جاهين وكمال الطويل و"الله أكبر" لعبدالله شمس الدين ومحمود الشريف. ومن قصيدته " لا تندهشي "المنشورة بعدد مجلة الهلال الصادر في أغسطس 1974: أبداً أبداً.. لا تندهشي آثرت البُعد لترتاحي إني أحببتك في الماضي وملأت بخمرك أقداحي وغرستً بأرضك أعلامي وعلوت سماءك بجناحي وغضبت فغامت واهتزت أركانك من عصف رياحيوضحكت فرفت أغنية ترقص باللحظ اللماحأبداً أبداً.. أنا لا أنسي عطفك يا موسم أفراحيوقد كان له باع كبير في كتابة الشعر الفصيح.لكن الأغنية الزجلية شغلته أكثر وكان أنتاجه فيها غزيراً ومثيراً للدهشة. فكتب مئات الأغنيات الجيدة جداً، فمعظم الأغنيات التي أُعجبتُ بها كانت من تأليفه. فتعامل مع كل ملحني عصره بدءاً بمحمد القصبجي الذي لحن له أغنيات: " الفن من فرحة أهله؛ خايف ما ينام " و"يا زماني دور هات الفرح والنور " و" يا سلام سلم علي حبك " غناء سعاد محمد. و" لسه يا قلبي "غناء نازك.( وقصيدة ) " لست أنسي يا حبيبي " غناء فايدة كامل.عشان قلبيولحن له الشيخ زكريا أحمد أغنيات : "علشان قلبي " غناء كارم محمود و" ناداني الليل " غناء نجاة الصغيرة و " أد إيه " غناء نجاة علي.ولحن له محمد عبد الوهاب الكثير من الأغنيات منها :" جبال الكحل تفنيها المراود" و "عمر الحب مالهوش نهاية " غناء عبدالغني السيد. وأغنيات :" في القلب هنا " و" في ظل الورد " غناء شهر زاد. ولحن له رياض السنباطي الكثير من الأغاني، منها : " أناديلك واشتاق لك " غناء محمد عبد المطلب.و" لحن الوفاء " غناء عبد الحليم حافظ. و" ظلمني هواك "غناء عائشة حسن.و" أرضك عنبر " غناء فايدة كامل و" إن كنت ناسي أفكرك " غناء هدي سلطان ولحن له الموجي: بتقولي باحبك من إمتي غناء نجاة الصغيرة. ولحن له بليغ حمدي أحبك قوي وأعزك قوي غناء شادية.ولحن له محمد فوزي عوام علي بر الهوي.ولحن له محمود الشريف أحب اسمك غناء شهرزاد.ولحن له أحمد صدقي حلو ياللي ماشي غناء فايزة أحمد.ولحن له علي إسماعيل فدادين خمسة التي تؤديها فرقة رضا.ولحن له عبد العزيز محمود مرحب شهر الصوم مرحب.ولحن له منير مراد أنا زي ما أنا وأنت بتتغير غناء ليلي مراد.وتأكد ارتباط مصير عبد الحليم حافظ بمصير محمد علي أحمد، عندما اتفق المخرج إبراهيم عمارة مع عبد الحليم حافظ علي أن يقوم ببطولة فيلم " لحن الوفاء " أول أفلامه السينمائية، واتفق - في نفس الوقت - مع محمد علي أحمد الذي كان حاضراً في الحركة الفنية بكلماته التي تغني بها كبار المغنيين علي أن يؤلف جميع أغاني الفيلم وبالفعل تغني عبدالحليم بأغنياته، لكن لظروف لا نعلمها اشترك فتحي قورة في تأليف أغنيتين هما " شبكت قلبي " لشادية من تلحين محمود الشريف وديالوج " تعالي أقولِك " مع عبد الحليم حافظ من تلحين منير مراد.غني عبدالحليم حافظ لمحمد علي أحمد في فيلم لحن الوفاء: " أحتار خيالي" بالاشتراك مع شادية من تلحين السكندري حسين جنيد، و" لا تلمني" و"علي قد الشوق إللي في عيوني "من تلحين كمال الطويل، و" أحن إليك " من تلحين محمد الموجي، و" لحن الوفاء" من تلحين رياض السنباطي..ومن الأغنيات التي ألفها السكندري " محمد علي أحمد " - أيضا - لعبدالحليم حافظ: "فات الربيع" من تلحين السكندري أحمد صبرة، و" يوم وارتاح" من تلحين كمال الطويل و" بيني وبين قلبي حكاية " من تلحين السكندري خليل المصري وغيرها من أغنيات.ربيع الحب وتكرر موقف محمد علي أحمد مع عبدالحليم حافظ في ارتباطهما بفيلم لحن الوفاء؛ لكن هذه المرة مع المطرب الشاب الجديد كمال حسني، فبعد عام من عرض فيلم «لحن الوفاء»، أي في عام 1956 اتفقت المنتجة " ماري كويني " مع كمال حسني علي بطولة فيلم " ربيع الحب "، واختارت له شادية - بطلة فيلم «لحن الوفاء»، وإبراهيم عمارة - مخرج فيلم لحن الوفاء أيضا، ومحمد مصطفي سامي الذي كتب قصة وسيناريو وحوار لحن الوفاء ليكتب الفيلم، واتفقت مع محمد علي أحمد ليكتب بعض أغاني الفيلم، فغني كمال حسني أهم أغاني حياته والتي كانت سبباً في شهرته، أغنيات : " غالي عليه " من تلحين محمد الموجي، والدويتو الذي شاركته شادية الغناء فيه : لو سلمتك قلبي وأدتيلك مفتاحه " وأغنية " مكانشي وقته تهجرني وتقسي ".وهما من تلحين منير مراد.تزوج محمد علي أحمد بالسيدة اعتدال، وهي من مدينة المنصورة وكانت صديقة لأخته، وأنجب منها: أماني عام 1943، أغاني 1944، أفكار 1945، أحلام 1947، أشواق 1949، أحمد 1951، أسرار 1953، ليالي 1955.كان يقف محمد علي أحمد في شوارع الإسكندرية يمسك دفاتره وقلمه لينظم المرور، ويبتسم معظم الوقت، ويعاتبه ركاب السيارات الذين يقابلونه كل يوم :- كيف يا رجل تكتب : " يارايحين الغورية " ولا تكتب عن مدينتك الإسكندرية ؟!فكتب " يا غاليين عليه يا أهل إسكندرية، والأغنيتين لحنهما كمال الطويل وغناهما محمد قنديل.وكتب الكثير من الأوبرتات الغنائية التي مازلنا نسمعها في الإذاعة، منها :* " اللؤلؤة المسحورة " تلحين رؤوف ذهني وغناء إبراهيم حمودة وعباس البليدي وأحلام وتمثيل سميحة أيوب وعبد الله غيث وعبد الرحيم الزرقاني وإبراهيم سكر وغيرهم. ومن إخراج ديمتري لوقا.* " رمان الجناين " ألحان محمد الموجي،وغناء محمد قنديل وسعاد مكاوي والثلاثي المرح وتوزيع موسيقي لعطية شرارة. ومن إخراج محمد توفيق.* " الشيخ سكر " موسيقي وألحان عبد المنعم البارودي غناء أحلام وشهر زاد ومحمد رشدي ومحمد عبد المطلب والمجموعة.تمثيل : عبد الوارث عسر،ليلي فهمي، رجاء حسين،هدي عيسي، حسن البارودي، ومن إخراج محمود يوسف * " البنائين " غناء : محمد قنديل وسعاد مكاوي من ألحان علي فراج. * " دار الهنا " ألحان سيد مكاوي غناء الثلاثي المرح، عائشة حسن، مديحة عبد الحليم،محيي الدين الخضري والمجموعة. * " في دكان بقال " - ألحان سيد مكاوي.غناء سعاد مكاوي وإبراهيم حمودة، عبد اللطيف التلباني وآخرون. * " عيد الربيع " ألحان محمد ضياء غناء ندا،عبد اللطيف التلباني إخراج علي محمود. * فيلسوف من ألحان د. يوسف شوقي عن قصة فاوست للشاعر الألماني جوتة.غناء نازك،كارم محمود بمصاحبة أوركسترا الإذاعة بقيادة د. يوسف شوقي. ومن إخراج محمود السباع. وكتب محمد علي أحمد قصة وحوار فيلم " أبلة الناظرة " عام 1968 من إخراج أحمد ضياء الدين تمثيل : شكري سرحان وسعاد حسني وعماد حمدي. والتحق بجمعية المؤلفين والملحنين في 24 سبتمبر 1948. وظل يعمل في إدارة مرور الإسكندرية وكان مقرها قسم شرطة شريف القريبة جداً من شارع شريف المشهور، والمواجهة لمبني قصر ثقافة الحرية، ووصل لرتبة نقيب، وبعد إحالته علي المعاش، ألحقه صديقه يوسف السباعي بالعمل في المجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية وظل يعمل به حتي وفاته في أول مارس 1977 .