- منذ أشهر قلائل ، مضت ، شنت جريدة الوفد ، المصرية ، هجوماً عنيفاً حيال الدولة العبرية ، زاعمة - فرية - أن المركز الأكاديمي الإسرائيلي ، بحي الدقي ، يعد - بمثابة - مركز ، أو - على وجه الدقة - وكر " مقنع " ، لتجنيد جواسيس وعملاء دولة إسرائيل ، ولأنني كنت - على يقين - بأن تلك الحملة الإعلامية - المغرضة - هي - في الحقيقة - تعبر عن توجه " شخصي " للدكتور السيد البدوي ، رئيس حزب الوفد ، لحاجة - متردية - في نفسه ، وليس - انعكاساً - حقيقياً ، لواقع ، وطبيعة ذلك المركز التنويري الثقافي ، ، فقد - تعمدت - زيارة المركز آنذاك ، لأتحقق - فقط - من صدق ظني ، والحق أقول ، أنني ما شعرت - قط - بشيئ ، مما افترته جريدة الوفد ، فرية وافتراءاً ، في حق مركز ، هو - في تقديري - يعد واحداً من أهم المراكز الثقافية ، التنويرية ، في وطننا ، وحينئذ ، راود " لبي " سؤالاً ، ملحاً ، مفاده :- لماذا نكن كل هذا - الحد - من الكراهية ، والبغضاء ، والعداء المفرط ، غير - المبرر - حيال الدولة الإسرائيلية العبرية ، ومواطنيها ، على حد سواء ؟ - وفي الواقع ، فإن ما حدث ، في غضون الأيام القليلة الماضية ، بشأن مصرع ، وإصابة عدد من رجال الأمن المصري ، على أرض سيناء ، إنما قد دل ، وأكد - يقيناً - على أننا قد بلغنا " ذروة " الحد الأقصى من العداء والبغضاء ، تجاه الدولة العبرية ، بل وافترضنا - عمداً - أسوأ التكهنات ، والمقاصد ، والنيات حيالهم ، بغير حق ، دون أدنى - شيئ - من التعقل والتحقق والرشد ، والإنصاف ، وهذا ليس بالضرورة دفاعاً عن إسرائيل ، أو الدولة العبرية ، وإنما هو - فقط - من قبيل إحقاق الحق ، فبالرغم من تأكيد القيادات السياسية الإسرائيلية - مراراً وتكراراً - ، بشأن من لقوا حتفهم ، من عناصر الأمن المصري ، على أرض سيناء ، بأنهم قد " قتلوا " بطريق الخطأ ، غير المقصود ، وبالرغم من - أسف واعتذار - رأس الدولة العبرية " طوعاً " لمجلسنا العسكري الحاكم ، وحكومتنا القائمة ، وجميع الشعب المصري ، على حد سواء ، إلا أنني قد - فوجئت - باستمرار بعض المعتصمين ، من أبناء وطننا ، أمام السفارة الإسرائيلية ، وهم - رافضون - الأسف والاعتذار الإسرائيلي ، مطالبين - في الوقت نفسه - بطرد السفير الإسرائيلي من مصر ، لدرجة أن أحد الشباب ، غير - المتحضر - قد تسلق ، خلسة ، لمبنى السفارة الإسرائيلية ، وانتزع العلم الإسرائيلي ، بطريقة " همجية " ، غير لائقة ، تتنافى ، وتتعارض مع تاريخنا ، وحضارتنا العريقة ، ليس ذلك فحسب ، بل إن معظم السياسيين ، والمثقفين ، والمفكرين ، قد احتملوا - في تصوري - بهتاناً ، وإثماً مبيناً ، لكونهم قد تقولوا ، وتهكموا ، وأشاعوا ، من خلال إعلامنا المقروء ، والمسموع ، والمرئي ، ما ليس في المجتمع اليهودي ، بغير حق ، أو مصداقية ، بعد أن خرجوا - مؤخراً - من جحورهم " مذعورين " كالفئران الضالة ، فور انهيار وسقوط النظام السياسي السابق في وطننا ، والذي يندى له الجبين ، أن معظم أئمة المساجد ، في وطننا ، قد خصصوا - الآن - أدعيتهم ، واقتصروها - فقط - على ترديد أسخط الدعوات واللعنات ، في حق المجتمع اليهودي ، دون استثناء أحد منهم ، وكأنهم قد خلقوا من غير شيئ ، أو كأن لهم إله غير الله ، لكنهم ، في تصوري ، يقيناً ، سيسألون - جميعاً - يوم القيامة ، عما افترت ألسنتهم - فرية وافتراءاً - في حق بني إسرائيل . - والحقيقة أن " سيناء " على حد يقيني ، تعد - في الأصل - حق خالص ليهود بني إسرائيل ، منذ القدم ، ذلك لأنها تمثل - بالنسبة لهم - وطناً ، ومرجعاً ، وأثراً دينياً مهماً ، منذ ظهور نبيهم المرسل " موسى " عليه السلام ، وما دار بينه وبين ربه ، بجبل الطور ، وما حوله ، لذا فإنهم - في تقديري - يسعون لتأمين واستقرار سيناء ، أضعاف سعي عناصر الأمن المصري ، ولا أكون مبالغاً ، حينما أؤكد على أن " سيناء " ، بالنسبة ليهود بني إسرائيل ، كالكعبة المشرفة ، بالنسبة للمسلمين ، فهل يعقل ، أو يجوز ، أو - حتى - يرضى مسلم ، في مشارق الأرض أو في مغاربها ، أن يغتصب " اليهود " الكعبة المشرفة - عنوة - ، ويحرمهم منها ، دون وجه حق ، وهم أحق بها ؟ ، كلاااا ، وألف كلاااااااا ، لذا فإنني أطالب المجلس العسكري الحاكم في وطننا ، بأن يتنازل - طوعاً - عن أرض سيناء ، لصالح يهود بني إسرائيل ، إحقاقاً للحق فحسب ، وبذلك ، سنعيد الحق لأصحابه الحقيقيين ، وسنجتث جذور الخلاف السياسي ، بيننا وبينهم ، إلى أن تقوم الساعة ، ناهيك عن أننا " سنبلغ " منتهى درجات - القسط - حيالهم ، لا سيما ، أن " الله " يحب المقسطين .