هل أنت كاتب جديد ؟! هل أنت ( أدباتي ) صغير على قد حالك ؟! أهنئك .. مرحباً بك في نادي ( المعذبون في الأرض ) ! هل أنتهيت من تأليف كتابك أو روايتك أو عملك الأول تماماً ! هل استمتعت بكتابة كل كلمة فيه ؟! هل قضيت الليالي وأنت تحلم بأنت تري كتابك مطبوعاً وعليه غلاف أنيق يحمل صورة ملونة جميلة واسمك يزين منتصفها ؟! أولاً دعني أهنئك على إنتهائك من عملك الأول ؛ وكم هو غالي عليك بالتأكيد .. أما بالنسبة لموضوع النشر فأسمح لي بأن أقول لك .. قابلني !! عفواً .. فأنا لا أريد إحباطك أو تحطيم أحلامك أو كسر قلبك .. أبداً والله ! كل ماهنالك أنني قد مررت بهذا الموقف مثلك من قبل ومرات كثيرة .. ولذلك أنا أعرف تماماً ما سيحدث معك ! أتريد أن تعرف ما سيحدث معك ! تحت أمرك .. هاك يا صغيري ما سيجري بالحرف ! في الحالة الأولي .. نفترض أنه لديك ( قرشين كويسين مستخبيين تحت البلاطة ) وطبعًاً أنت تظن أن نشر كتابك أو روايتك أو ديوانك هو العمل الأفضل والإستثمار الأفضل لأموالك ( هذا على فرض أنها أموال وليست مجرد ألف أو ألفين من الجنيهات لا غير ) البداية طبعاً أن تختار بين حلين .. فإما أن تقوم بطبع الكتاب بنفسك .. وإما أن تتفق مع دار نشر على أن تقوم هى بطباعة الكتاب وتوزيعه بعد ذلك على أن تقوم أنت بدفع التكاليف ! هل أخترت الحل الأول .. تمام .. وهذا هو سيحدث لك ! ستذهب إلى مطبعة ما ؛ أى مطبعة ؛ وبالطبع سيقابلك صاحبها بالترحاب و " أهلاً يا عم " و " شرفتنا " و " آنست ونورت " وخلافه .. ثم يحدث الإتفاق .. وإذا كان كتابك محتاج تصميم لغلاف فلا تقلق .. أكيد المطبعة لديها واد رسام صاروخ ( لاحظ أن كل رسامي المطابع صواريخ طبعاً ) .. وبعد الإتفاق وشرب الشاي ( والذي منه ) تقدم لهم مخطوطة الكتاب و لا تنسي الفلوس طبعاً فهذا هو أهم ما في الموضوع ! وفي النهاية تنصرف إلي بيتك وأنت تحلم بأن تحمل كتابك أو ديوانك مطبوعاً وتري اسمك على غلافه وتشم عبق الورق المخلوط بالحبر .. هذا إذا كنت ممن يحبون رائحة الورق مثلي ! ولكن على ماذا أتفقت مع المعلم الهمام صاحب المطبعة .. ألف وخمسمائة نسخة والتسليم بعد أسبوعين ! إذن أنتظر في بيتك حتى يأتيك الخبر اليقين ( الخبر اليقين في الحلقة القادمة )