قال الدكتور يحيى عبده الفنان التشكيلى وعميد كلية الفنون الجميلة السابق أن شباب يناير عبر عما يجيش فى صدور الكبار من المصريين الأملين والحالمين بثورة ما ولم يحددوا بدقة كيفية وقوعها أو موعد تحقيقها وقام بها الشباب فى شجاعة منقطعة النظير دون أن يتوقعوا نجاحها أو نتائجها المبهرة وأشار إلى معرضه المقام حاليا بكلية الفنون الجميلة تحت اسم"زهور وصخور فى 25 يناير " والذى افتتح السبت انه يرمز لزهرة الشباب النضرة التى اصطدمت بجمود الصخور من رموز نظام الحكم السابق . وأضاف أن الزهور والتى ترمز للنداوة والرقة والجمال أينعت بين الصخور الصلبة القاسية التى تعبر عن الجمود ولكنها عاشت ونمت ولم تمت وعبرت لوحاته عن أنواع مختلفة من الزهور وأنواع متعددة من الصخور وتحدث بفرشاته عن الصراع المتعدد الأوجه بين الجانبين . وقان إن فى إحدى لوحاته عبر عن رموز النظام بغربان سوداء تتصارع مع سرب للحمام الأبيض وقتلت عدد منه ليتحول لون الحمامات إلى الدم الأحمر وأشار إلى انه وجد دون أن يتعمد ألوان العلم المصرى الأحمر والأبيض والأسود فى اللوحة تنتشر وتكسوها فى تعبير جميل عن مصر والصراع الذى تشهده والذى يعبر عن إحساس أبناءها بوطنيتهم وحلمهم بتقدمها وكتابة مستقبل جديد لها وقال أن أول شيء فعله بعد عودته للدراسة فى الكلية بعد الثورة الاعتذار للشباب من الطلبة عن عدم فهمهم وعدم التواصل معهم بشكل كافى وأكد أن عدم مد جسور التفاهم مع الشباب أقام فجوة كبيرة بين جيل الكبار وجيلهم ولم يستوعب جيل الكبار أفكارهم الإبداعية وأكد أن إتاحة الفرصة لهم لقيادة المستقبل يجب أن تبدأ من الآن كما أن التواصل مع الكبار يضفى على إبداعاتهم وثورتهم مزيد من الحكمة والرصانة وأكد أن الآباء إذا لم يتواصلوا مع الأبناء تصاب العلاقة بينهم بالجمود والتشقق والتصلب. وأضاف أن الفن التشكيلى هو مرآة لوضع المجتمع والمصرى بطبيعته ذواق للفن و المصرى القديم اتخذ الفن التشكيلى أداة للتخليد ولتأريخ حضارته ويجب أن يعود للفرد المصرى المعاصر اهتمامه الفنى وحسه الذى اكتسبه من مخزونه الحضارى العريق وطالب بتعيين خريجى كليات الفنون الجميلة فى المحليات للاستفادة منهم فى تجميل المظهر العام للبناء بكل حى ولاختفاء العشوائية التى تظهر فى الألوان وطرز البناء فى المدن المصرية . وطالب بعودة الاهتمام بالأنشطة المختلفة فى المدارس ومنها حصص الرسم وتعود الطلبة على قراءة لوحات الفن التشكيلى منذ الصغر وأضاف أن الفن المصرى كان السفير الحقيقى لنا فى المحافل الدولية واثبت تفوقه بكل أنواعه فى منافسة الفن العالمى .