نور.. عمره 10 سنوات وبدأ بشرب بالحشيش ووصل إلي الإستروكس والهيروين ربطه أبوه بجنزير فى المنزل فقفز من النافذة وهرب لشراء المخدرات يعمل فى فرز"الزبالة" ب100 جنيه يومياً.. وبدأ الإدمان في "سايبر" بمنطقة "الزرايب" رغم كل الآلام والخطايا المنتشرة في الحياة، إلا أن "نور" قصة من بينهم لم أكن أحب لأسمعها يوما، فما بالكم بحكايتها، عمره بحساب السنين والأيام 10 سنوات، اسمه نور، في ظروف أخرى كان يمكن أن يصبح نورا لأمه وأبيه ومجتمعه، ولكن بدلا من ذلك أصبح نور مدمن هيروين وحشيش واستروكس. نور كان طلبه الوحيد ألا ننشر صورته لأنه "مش ناقص فضائح"، وبالطبع استجبنا له، فبدأ يروى لنا حكايته والتي ننقلها كما قالها لنا نصاً: اسمي نور، عمري 10 سنوات، شغال في الزرايب ألم زبالة وبفرزها وباخد في اليوم من 50 إلى 100 جنيه، أهلى ماكنوش بياخدوا منهم حاجة، أصلا ابويا عنده ميكروباص وكنت شغال "تباع" عليه وبعدين سيبته، كان بيديني قليل إنما الزرايب لقمتها حلوة. مع أصدقائه الجدد ذهب نور إلي "سايبر" للإنترنت في منطقة الزرايب حتى يلعب فيه على أجهزة الكمبيوتر ويدخل للإنترنت، هناك تعلم شرب السجائر، وبعدها انتقل للحشيش وبدأ يشتري كل يوم سيجارتين من "دايلر" في عين شمس، يقول نور: بصراحة الحشيش صعب، كنت بشرب السيجارة وأشوف ناس وخيالات يحاسبوني حساب الملكين، بس كنت بشرب لأن الكل بيشرب وهبقى عيل لو ماشربتس معاهم. ولأن طريق الكيف كبير، وعقول الأطفال صغيرة، دخل نور السايبر مرة أخرى فوجد زملاءه الأطفال مجتمعين حول طبق به بودرة بيضاء، سأل عنها فقالوا له: هيروين، تحب تجرب؟ يحكي نور: أنا كنت خايف الأول ، بس العيال قالولي شد وانت هتطير، شديت سطر وحسيت ان دماغي "اتدرمغت"، الموضوع عجبني شديت سطر تاني، ونمت كتير، صحيت لقيت نفسي مرمي في السايبر تاني يوم ومش حاسس بحاجة خالص، بس كنت مبسوط. هنا كانت بداية رحلة نور مع المخدرات.. طفل عمره 10 سنوات أصبح مدمن مخدرات بمختلف أنواعها، نور ظل خائفا من تكرار تجربة الهيروين، الحشيش لا يحبه لأنه يخاف من حساب الذين يحضرون في مخيلاته، مخيلات الطفل نور لم تكن لتقوده نحو الخطوة التالية.. يقول نور: بعد الهيروين لقيت أصحابي جايبن لي استروكس ، قالوا لي ده أحلى حاجة دلوقتي هيخليك في دنيا تانية، جربت الاستروكس وحسيت انه أحسن من الهيروين وأرخص منه، باخده وبلاقي نفسي في دنيا تانية وقاعد مع ناس معرفهاش، وياسلام لو خدت معاه قهوة او شاي او بيبسي .. بيعلي دماغي قوي! نور لا يريد العلاج من إدمان الاستروكس، حاول معه أبواه بكل طريقة، ربطوه بجنزير في المنزل، كل مرة كان ينجح في الهروب، يترك المنزل ويعمل طول النهار بكل جد فقط لتزيد يوميته ويضمن شراء الاستروكس من جديد، باختصار حياة نور كلها أصبحت تدور حول العمل صباحا لشراء الاستروكس ليلا. لكن كيف يستطيع نور الصرف على المخدرات وهو في هذا السن الصغير؟ يقول نور: زي ماقلت لك أنا بشتغل وبكسب 100 جنيه من شغلي وباخد من أبويا 50 جنيهاً، بشتري بال 150 جنيهاً استروكس كل يوم، ولو عرفت أجيب فلوس زيادة هجيب علشان اشتري، نور اعتاد الهرب من المنزل حتى انه قفز من النافذة أكثر من مرة، يقول نور: أبويا لما عرف اني بشرب مخدرات ربطني بجنزير وحبسني في البيت، أنا بموت لما بيربطني في السرير بالجنزير، لحمي بيبقى هيتقطع من الوجع وبصعب على أمي قوي لكن كل مرة بعرف أفك نفسي وأنط من الشباك علشان أرجع للزرايب تاني، اشتغل واجيب استروكس . بنظرة بسيطة لحياة نور سنكتشف تفاصيل طفولية جدا في كلامه، نور يشاهد أفلام الكرتون، أما نجمه المفضل فهو محمد رمضان لكنه لم يشاهد حملته للإقلاع عن المخدرات، سألت نور لو قابلت محمد رمضان وطلب منك الإقلاع عن الاستروكس ماذا سيكون موقفك؟ سرح كثيرا ثم فال: هبطل طبعا لأني بحبه! أما في الغناء فيحب نور الاستماع لعبد الباسط حمودة وأحمد شيبة ونفسه الزهر يلعب معاه زي الاغنية، نور زملكاوي بيتفرج على ماتشات الزمالك وبيشجعه من قلبه مهما اتغلب، عمره ماكان نفسه يطلع لعيب كورة بس كل اللي بيتمناه يبقى معاه فلوس كتير.. سألته: ليه يانور ؟ أول حاجة هعملها هشتري استروكس كتير جدا يكفيني سنين قدام، وهسدد ديون أمي والأقساط اللي عليها عشان هي ضمنت ناس في اقساط اجهزة كهربائية وهربوا وسابوها منها للتاجر، وهجهز أخواتي البنات. لو عرفت يانور ان اخواتك البنات بيشربوا مخدرات هتعمل ايه؟ همنعهم طبعا، معندناش بنات تشرب مخدرات.. هيضيعوا كده ويخشوا سكة شمال، أنا بحب امي واخواتي وبفرح لما اشوفهم مبسوطين بس اكتر حاجة بكرهها لما ابويا بيربطني بالجنزير في السرير.. بكره نفسي وبكره الدنيا . نفسك في ايه يانور؟ نفسي ارجع المدرسة عشان أعرف أقرأ وأكتب.. لو ينفع أخف من الاستروكس ياريت بس أنا مش قادر أسيبه، مش قادر أبطله.