كلنا نعرف أن عقوبة أى جريمة قد تكون إما الحبس أو الإعدام، لكن هل تعرف أن هناك عقوبات أخرى منها التشميس والتهجير! هذا الكلام يحدث فى قبيلة عرب الحصار بمنطقة الصف بحلوان، حيث أن مشاكلهم لا تخرج بعيدا عن حدودهم، دخول أقسام الشرطة فكرة غير واردة فى قاموسهم، لذلك فان أقدامهم لا تعرف طريقاً للمحاكم، فلديهم قانونهم الخاص الذى يستخدمونه فى الفصل فى قضاياهم من خلال المجلس العرفى الذى يجتمع فيه طرفى النزاع ويرتضيان أحد الأشخاص حكما عرفيا بينهم. منصور محمد عمدة القبيلة أكد أن الأحكام التي يحكمها القاضي مثل السيف، يلتزم بها الجميع بدايه من "التشميس"، وهو العزلة، أي يحكم قاضي الجلسة العرفيه علي الشخص المخطىء، بأن يتم تشميسه وهو قطع التعامل معه نهائيا، ولا يتم البيع له أو الشراء منه أو الزواج أو غير ذلك من المعاملات الإنسانيه، وفى حالة تشديد العقوبة يحكم على المخطىء ب "التهجير" وهو الحكم عليه بترك المنطقه التي يعيش فيها لمدة محددة أو يكون بالتهجير مدي الحياة، وذلك حسب نوع الجريمه، فالعربي لا يقبل الدية ولا الفدية، ومن ضربه بالعصا لابد أن يرد له الضربه مثلها أو أشد لأن العين بالعين والسن بالسن، وقد يكون الحكم بقطع لسان الشخص فى حال إذا سب شخص آخر أو شتمه، وقد يفدى لسانه بدفع مبلغ من المال بشرط ألا يقل عن 100 ألف جنيه. ويقول صبحي أحمد ربية محكم عرفي أن هناك حالات يصعب فيها علي القاضي أن يحكم من الصادق ومن الكاذب فيتم اللجوء إلي البشعة، وهي وسيلة قديمة تشبه مطحنة البن، فإذا اتهم شخص أخر بالسرقة يطلب منه الذهاب إلي عيون النور للتأكد من صدقه وكذبه ويتم وضع قطع من الخشب أسفل المطحنة وفوقها فيصهر الحديد، وينزع ليتم استخدامه في التمرير علي لسانه 3 مرات بالطاشة وهي قطعه الحديد المنصهرة، فإذا لسع لسانه أو بلعه يكون هو السارق، أو يعرف من سرق أو يتستر عليه وفي هذه الحالة يسمي "ملتوم" وتحكم عليه المحكمة برد المسروق بسعر مضاعف يرتضيه صاحب الحق، وإذا لم يبلع لسانه يكون بريئاً وفي هذه الحالة يكون له حق رد شرف إذا لم يكن له أي سابقه في السرقة ويدفع له المبلغ حسب قدره ووضعه الاجتماعي، ولو كانت هناك قضيه قتل وطلب من المشكوك في أمره الذهاب للبشعة ورفض من حق صاحب الدم أن يضربه حتى يعترف أو تثبت براءته. و بالرغم من التقدم والمدنية التى نعيشها إلا أن بدو منطقة عرب الحصار، مازالوا متمسكون بعاداتهم وتقاليدهم، ويحاولون ترسيخ هذه العادات عند شبابهم.