«الجلسات العرفية» هى واحدة من أهم سبل فض النزاعات بين الأهالى، فبعيداً عن ساحات المحاكم وتحقيقات النيابة، تجد من يملكون «الهيبة والوقار» والكلمة المسموعة، ينهون بها الصراعات.. ويعتبر محمد عودة النائب السابق بالبرلمان واحداً من هؤلاء، ويطلقون عليه «شيخ عرب القليوبية».. «المصرى اليوم» التقته لتعرف تفاصيل جلسات الصلح وشروطه.. وأهميته. ■ ما أهم قواعد المجالس العرفية؟ - أن يرتضى طرفا النزاع اختيار أعضاء المجلس العرفى كى تكون قرارات المجلس ملزمة له على أن تكون الشخصيات المختارة للحكم من الشخصيات الممارسة للحكم العرفى وممن يتمتعون بالهيبة والاحترام وسط المجتمع وأن تكون له كلمة مسموعة، كذلك يشترط أن يكون لحكم اللجنة حيثيات معلنة ومقبولة لدى جميع الحضور وأن تكون الدية التى يتم الحكم بها شرعية. ■ وما الدية الشرعية؟ - الدية التى أعلنتها دار الإفتاء تعادل كيلو وربع الكيلو من الذهب وهى أيضاً تماثل 100 من الإبل، التى افتدى بها سيدنا عبدالله والد الرسول - صلى الله عليه وسلم. ■ ومتى تدفع الدية؟ - بعد موعد انعقاد الجلسة ب 40 يوماً لا تزيد على ذلك. ■ وفى حالة عدم الدفع لعجز الجانى عن الدفع كأن يكون فقيراً.. من الذى يتولى عملية الدفع؟ - أولاً لابد أن تعرف أن الدية فى الأصل مطلوبة من الفاعل فإن كان غير قادر فعائلته ملزمة بدفعها، حتى لا ينال الأذى بقية الأسرة، لأن الثأر ليس بالضرورة من الفاعل أو الجانى وإنما يكون من أبرز رجال العائلة، ومن هنا تلتزم الأسرة أو العائلة بدفع الدية حرصاً على أفرادها. ■ هل تعتقد أن هذه المجالس تساعد القضاء؟ - بالطبع نعم، لأن القضية التى تستمر عشر سنوات فى المحكمة نحن ننهيها بإذن الله فى جلسة واحدة. ■ هناك ما يسمى «الجودة» فى الصعيد، فما الجودة؟ - هى حمل الكفن، وفى وجه بحرى هناك دفع الدية ولا توجد جودة. ■ هل هناك أحكام عرفية أخرى؟ - نعم هناك «التغريب»، وهو حكم تعلمته من السُنة الشرعية، وحكمت به على بعض الجناة وكان ذلك يحدث لأول مرة فى تاريخ جلسات الصلح. ■ ولماذا تحكم بالتغريب؟ - لأن عائلة القتيل كلما شاهدت الجانى أمامها سوف تتحرك بداخلها الضغائن، وقد تحدث انتكاسة لعملية الصلح، وتهيج المشاعر من جديد. ■ هل تشعر بعد جلسة الصلح أن عائلات عادت كما كانت قبل النزاع؟ - نعم. حيث يتعانق الطرفان عناقاً حاراً، وبكاء بالدمع كأنهم كانوا فى انتظار من يأخذ بيدهم ويحافظ على كرامة وهيبة كل منهم. ■ هل هناك فرق بين المجالس العرفية ومجالس العرب «البدو»؟ - نعم الصورة تختلف فى تشكيل المجلس، لأن البدو قبائل وكل قبيلة لها شيخ مسؤول عنها، وبالتالى يتكون المجلس من هؤلاء المشايخ. وهناك كبير لتلك القبائل ترتضيه وتحترمه وتحافظ على مكانته، والكلمة الأولى والأخيرة له، ولذلك نادراً ما تقع جريمة قتل بين البدو، لأن هناك جلسات يومية والمشاكل يتم حلها أولاً بأول. ■ وماذا عن تشكيل المجالس عندنا؟ - المجالس عندنا يتم تكوينها من عدد فردى لكى يكون هناك مرجح للحكم وإن لم يتكون من عدد فردى فصاحب المنزل الذى يستضيفنا هو المرجح المهم يكون فى النهاية العدد فردى ويتم تحديد الأحكام حسب نوع الجريمة فهناك «الهم» وهناك «الغم» وهناك «الجروح» ولكل من هذه الأنواع عقوبة. ■ وما عقوبة القتل؟ - الدية. ■ وما عقوبة «الهم»؟ - حسب ما يترتب عليه من أحداث بمعنى أن من يتسبب فى تكدير سلم الناس أو يصفع آخر على وجهه فيحدث بسبب هذا الصفع جناية يموت فيها شخص أو أكثر فهل نعاقب هذا الجانى عقاب من ضرب إنساناً بالقلم على وجهه؟ أم يحاسب على الأرواح التى أزهقت بسببه؟ وهكذا فهناك لطمة على وجه إنسان سعرها 500 جنيه وهناك لطمة على خد يصل سعرها إلى 50 ألف جنيه. ■ وماذا عن الجروح؟ - حسب الجرح فهناك جرح غائر وآخر سطحى وهناك جرح فى الوجه وآخر داخلى وكل جرح وله سعر. ■ وفى حالة تبادل الجراح كيف يكون الحكم؟ - يتم معاينة الجروح ويتم عمل مقصاة ومن له حق يحصل عليه.
