توقفت أحداث العنف فى شارع قصر العينى وشارع الشيخ ريحان بعد 3 أيام دامية شهدتها منطقة التحرير .. وكانت قوات الجيش مدعومة بقوات من الأمن المركزى قد انتشرت بكثافة فجر اليوم وفرقت المتظاهرين ثم قامت قوات الجيش ببناء حاجز خرسانى آخر فى شارع الشيخ ريحان لوقف حمام الدم المتجدد بالمكان وبهذا أسدل الستار عن واحدة من أعنف المواجهات منذ اندلاع الثورة .. وتعكف الآن النيابة العامة على التحقيق فى أحداث شارع مجلس الوزراء للوقوف على أسبابها ونتائجها والمتورطين فيها خاصة بعدما أعلن المجلس العسكرى فى مؤتمر صحفى اليوم أن العنف هذه المرة كان ممنهجاً ومقصوداً وكان يتم بطريقة منظمة وتجرى الآن تحقيقات نيابة جنوبالقاهرة مع نحو 180 شخصاً ممن ألقى القبض عليهم فى هذه الأحداث ووجهت النيابة لهم تهمة الإضرار العمد بمنشآت الدولة والتحريض على أعمال العنف والشغب وإثارة القلاقل والفوضى. وأصدرت وزارة الصحة بياناً حول ضحايا الأحداث أكدت فيه مصرع 12 شخصاً وإصابة نحو 200 آخرين وهى جملة ضحايا الأحداث حتى الآن. وفى الوقت ذاته طرحت بعض القوى السياسية مبادرة مكونة من ثمانية بنود لوقف العنف وضمان عدم تكراره وتقوم المبادرة على الوقف الفورى لكافة أشكال العنف والتأكيد على شرعية الاعتصام السلمى وتجريم الاعتداء على المتظاهرين وتشكيل لجنة قضائية خاصة لإجراء التحقيقات والتحقيق فى جرائم تخريب المنشآت العامة والكشف عن أسماء المتورطين فى جرائم قتل المصريين فى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وحملت هذه المبادرة عنوان " إعلان ضمير بشأن أحداث مجلس الوزراء ووقع على المبادرة عدد من نواب مجلس الشعب والشخصيات العامة والسياسيين أبرزهم الدكتور أيمن نور والدكتور عمرو حمزاوى والدكتور مصطفى النجار والدكتور زياد العليمى. وعلى صعيد آخر فقد تشكلت لجنة شعبية من الشباب للتنقيب فى ركام المجمع العلمى عما تبقى من كتب ومؤلفات ووثائق حيث قام بعض الشباب بالدخول إلى المبنى لجمع الكتب وتسليمها لسيارات النقل التابعة لدار الكتب والوثائق المصرية وذلك فى ظل خطر حقيقى باحتمالية سقوط المبنى حيث ظهرت أثار الشقوق والتصدعات فى المبنى من أعلى ولهذا يبدو على وشك الإنهيار لهذا يقوة الآن بعض الشباب بمنع المارة والمتظاهرين من الوقوف أسفل المبنى خوفاً من انهياره فجأة وتم منذ صباح اليوم انتشال العشرات من المؤلفات فى حالة سيئة للغاية فى حين تم انتشال بعض الأوراق والوثائق سلمية وتجرى الآن عمليات تجفيفها وترميمها فى دار الوثائق وقد أنقذت العناية الإلهية آمس مبنى الجمعية الجغرافية من حريق مماثل عندما تعلقت ألسنة اللهب فى أحد الجدران وبدا مبنى الجمعية آمناً عندما أقام الجيش الحاجز الخرسانى فى شارع الشيخ ريحان وتوقف عمليات العنف .. والآن تنتشر قوات الجيش فى شارع قصر العينى والشيخ ريحان ومجلس الوزراء لتأمين المقرات والمنشآت الحيوية ومن أجل إتمام التحقيقات فى هذه الأحداث المؤسفة. ولم تعلن القوى السياسية والإئتلافات الثورية حتى الآن موقفها من استمرار الاعتصام من عدمه ولكن ميدان التحرير يخلو تماما من أية خيام أو معتصمين كما أن هذه الأحداث لم تحرك أى انتفاضات فى الميدان باستثناء مجموعات قليلة من الشباب تجوب ساحات التحرير من حين لآخر وتهتف بتنحى المجلس العسكرى .. والآن تسير الحركة بشكل طبيعى فى ميدان التحرير من ناحية قصر النيل وعبد المنعم رياض فقط بعد أن أصبح أشبه بشبه جزيرة معزولة من ثلاثة جهات ، كما نظم العشرات أيضا مسيرة حملوا فيها على الأعناق جثة أحد ضحايا الأحداث وصلوا عليه صلاة الجنازة من مسجد عمر مكرم ومن وقت لآخر يفد إلى التحرير مجموعات من المارة لإقناع المتظاهرين ولسان حالهم يقول " كفاية عنف " !