كتب : وفاء شعيرة وصبحي مجاهد وإبراهيم جاد وأسماء نصار ونسرين صبحي وهند نجيب - محمد هاشم وأيمن فراج أكد الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء في مؤتمر صحفي عقده أمس أن قوات الجيش المتواجدة داخل مقر مجلس الشعب والوزراء لم تستخدم العنف ضد المتظاهرين موضحا أن طرفاً ثالثاً قام بإطلاق الأعيرة النارية علي المعتصمين. وأضاف «الجنزوري» أن المتظاهرين قاموا بتحطيم أسوار مجلس الشعب والبوابة الثالثة وبالرغم من ذلك لم يتصد لهم ضباط الشرطة العسكرية واقتصرت مهمتهم علي حماية المبني. وأعلن رئيس الوزراء أن عدد المصابين وصل - حتي ظهر أمس - إلي 317 مصابا منهم 90 تم إسعافهم في موقع الأحداث و227 مصابا نقلوا إلي المستشفيات وخرج 92 منهم، أما حالات الوفاة فوصلت إلي 8 ضحايا. وقال «الجنزوري» إن 18 مصابا تلقوا أعيرة نارية مؤكدا أن قوات الجيش لم تطلق النار علي المعتصمين. وأوضح أن الشباب الذين تواجدوا في شارع قصر العيني ليسوا من شباب الثورة متسائلا: معقول طفل عمره 12 سنة يبقي ثائر؟! وأشار رئيس الوزراء إلي أنه لم يتقدم فرد واحد من الشرطة لضرب المتظاهرين حيث خرجت قوات الأمن من شارع الشيخ ريحان لحماية المنشآت الحيوية. ووصف «الجنزوري» الأحداث ب«الانقضاض علي الثورة» رافضاً اتهام أية قوي سياسية بالتحريض علي الأحادث قائلا: لست في موقف إدانة لأحد لأن الذي يضار هو المواطن البسيط. وأضاف أنه تنازل عن مظروف يشمل نفقات إضافية يتقاضيها كرئيس للوزراء بالإضافة إلي تبرعه بكامل راتبه لصالح أحد المستشفيات. وكان رجال القوات المسلحة قد أخلوا في العاشرة من صباح أمس المنطقة المحيطة بميدان التحرير من المتظاهرين الذين تراجعوا إلي الميدان بعد اقتحام قوات الجيش لشارع قصر العيني في السادسة صباحا عقب الأحداث الدامية التي شهدتها أمس الأول، حيث تم إغلاقه بالأسلك الشائكة. وقام المتظاهرون بعد إغلاق شارع قصر العيني بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف علي قوات الجيش واشعلوا النيران في جزء من المبني الإداري بمجلس الشعب ومبني هيئة الطرق والكباري المجاور له مما أدي إلي احتراقه بالكامل وانهيار جزء منه وامتدت النيران إلي مبني المجمع العلمي. واطلقت القوات الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين ركضوا في أنحاء ميدان التحرير حتي طاردتهم قوات الجيش واخلت الميدان. وقامت قوات الجيش ببناء جدار خرساني عازل أمام مبني المجمع العلمي ليفصل بين شارع قصر العيني وميدان التحرير، وذلك علي غرار ما أقامته من قبل عقب أحداث شارع محمد محمود وفي أثناء عملية بناءه قام الشباب المتظاهرين برفع صور للشهداء وأخري لضباط 8 أبريل، اعتراضاً علي بناءه هاتفين «يا خليفة مبارك.. إحنا مش إسرائلييين»، مما استفز قوات الجيش، فقام قائد «البلدوزر» الذي تولي عملية بناء الجدار، برفع يده وعمل إشارات بزيئة، قام الثوار علي أثرها برشقه بالحجارة فتراجع «البلدوزر» قليلاً ودارت بعدها معركة تبادل فيها الثوار وقوات الجيش الضرب بالحجارة عن طريق اعتلاء الثوار الجدار وإلقاء الحجارة علي قوات الجيش، وهو ما دفع القوات لإطلاق عدة طلقات «خرطوش» في الهواء لتفريق الشباب. من ناحية أخري حاول عدد من البلطجية الاعتداء علي الأديب والناشط السياسي الدكتور علاء الأسواني أثناء خروجه من عيادته بمنطقة جاردن سيتي. في سياق متصل انتقل فريق من النيابة العامة برئاسة المستشار طارق أبوريد المحامي العام لنيابات جنوبالقاهرة الكلية أمس إلي شارع قصر العيني لاجراء معاينة تفصيلية حول الأحداث. كما انتقلت النيابة إلي مستشفي قصر العيني لسؤال المصابين في الأحداث ومعرفة أسباب إصابتهم وذلك بعد أن قررت نيابة السيدة زينب بتشريح 8 جثث من ضحايا الاشتباكات لبيان سبب الوفاة. فيما أكد الدكتور أشرف الرفاعي مدير شرطة زينهم أن جثث 8 قتلي وصلت إلي المشرحة تتراوح أعمارهم بين 20 إلي 30 عاما وبينهم جثتان مجهولتان، حيث تم التعرف علي 6 جثث وتسليمها إلي ذويهم بعد تشريحها. وأضاف «الرفاعي» أن جميع الحالات التي وصلت إلي المشرحة مصابة بطلق ناري وخرطوش. كما صرح الدكتور إحسان كميل رئيس مصلحة الطب الشرعي بأن المصلحة شكلت فريقاً طبياً من أطباء المصلحة للعمل 24 ساعة لمتابعة أحداث مجلس الوزراء وأن المصلحة بدأت في استقبال حالات وفيات مجلس الوزراء منذ مساء أمس الأول. في ذات السياق القت قوات الأمن القبض علي 14 متهما بإثارة الشغب في أحداث مجلس الشعب والوزراء واحيلوا إلي النيابة التي تولت التحقيق. فيما قام مفتي الجمهورية د.علي جمعة بإمامة المصلين في الجامع الأزهر في صلاة الجنازة علي شهيد دار الإفتاء المصرية عماد عفت أمين عام الفتوي بالدار في أحداث مجلس الوزراء التي نشبت الجمعة الماضي.