مع بدء معركة الانتخابات وصمود المجلس العسكرى أمام مطالب المتظاهرين بالرحيل ، تراجعت أعداد المعتصمين بنسبة كبيرة ، ومع ذلك فلا يزال نحو 500 معتصم يغلقون الميدان ويواصلون اعتصامهم فى ظل تراجع الشعور الثورى وعدم الإعلان عن أى مليونيات قادمة حتى الآن .. وأصبح السؤال: من هم المعتصمون بالميدان الآن وما هى اتجاهاتهم وهل يقبلون بمبدأ التفاوض من أجل الرحيل .. معايشة بسيطة وسط المعتصمين يتضح أن بعضهم من طلاب الجامعة وعدد آخر من النشطاء السياسيين وهناك معتصمون على الهامش من طلاب الخبز وفئات أخرى من الشعب .. ورغم تراجع دور القوى السياسية فى هذا الاعتصام إلا أن موقفها سيحدد مصير استمرار الاعتصام من عدمه .. فقد قررت القوى والحركات السياسية المشاركة باعتصام التحرير عقد اجتماع طارئ اليوم لتحديد مصير الاعتصام وتشمل هذه القوى كل من حركة 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية" وإئتلاف شباب الثورة واتحاد شباب الثورة وعدد آخر من الإئتلافات ومع تراجع أعداد المتظاهرين وظهور بوادر برلمان الثورة بنجاح المرحلة الأولى فى الانتخابات فقد تأكد لدى الكثير من المعتصمين خصوصاً من شباب الثورة أن انتقال السلطة للمدنيين بات قريباً ممثلاً فى برلمان الثورة الذى انتخبه الشعب ووجهة النظر هذه يميل إليها إئتلاف شباب الثورة واتحاد شباب الثورة وحركة 6 إبريل التى لم تقاطع الانتخابات وإنما شاركت فيها وراقبت عليها. أما وجهة النظر الثانية بالميدان فهى أن عدداً آخر من المعتصمين لا يشعرون بأى تغيير ويرون أن مجلس الشعب القادم هو مجرد أكذوبة وأنه لن يحظى بأى صلاحيات وأن المجلس لن يرحل ويطالب أنصار هذا الرأى بأن يقوم المجلس العسكرى بإصدار قرار رسمى يتم نشره بالجريدة الرسمية على أن يتضمن هذا القرار تاريخ رحيله الذى حدده المشير فى خطابه الأخير وهو الأول من يوليو. أما وجهة النظر الثالثة والأخيرة فيتبناها بعض المعتصمين الذين يرفضون مطلقاً أى تفاوض وعقدوا العزم على الصمود ولكنهم فى ذات الوقت متأكدين من أن الاعتصام سيتم فضه بالقوة بعد تراجع الأعداد ورحيل القوى السياسية الرئيسية وهؤلاء هم الفئة الباقية فى كل اعتصام تم فضه من قبل ويضم هذا التيار طلاب جامعة وناشطين مستقلين وبعض المتطرفين فى الرأى فى موقفهم من حكم العسكر على وجه الخصوص. وهناك نسبة كبيرة من المشاركين فى الاعتصام جاءوا من المحافظات الأخرى فمن بورسعيد يشارك نحو 60 معتصماص وهناك حوال 7 خيام لنشطاء بورسعيد منهم خيمة تحمل مسمى تكتل شباب بورسعيد ويضم شباب وموظفين وناس على المعاش جاءوا ليشاركوا حتى تتغير مصر من منطلق ماض هذه المدينة المشرف حيث يقول محسن العزبى(55سنة) من معتصمى بورسعيد: بورسعيد طردت ثلاث دول جاءت لتحتل مصر وهى مدينة باسلة وأهلها أبطال وأنا واحد ممن عبروا قناة السويس فى حرب أكتوبر وأنا معتصم حتى نحرر مصر من الظلم. وبجوار خيام بورسعيد هناك خيام تخص ثوار المنصورة والذين يشاركون بأكثر من 70 معتصماً فى 8 خيام حيث يقول شادى عصام منسق اتحاد المنصورة الثورى المستقل أن أعداد المعتصمين تراجعت وأن عدداً من ثوار المنصورة عادوا لبيوتهم مع بدء الانتخابات كما يوجد أيضا مخيم ثوار البحيرة وأسيوط. ويشكل مصابو الثورة نسبة كبيرة من المعتصمين حيث يبلغ عددهم نحو 100 معتصم يتوزعون فى عدد من الخيام ويتسمكون برحيل حكم العسكر وحكومة إنقاذ هذا بخلاف مطالبهم الخاصة. أما حركة شباب 6 إبريل فلم تشارك بكامل طاقتها هذه المرة فبحسب محمد عبد الله، عضو المكتب السياسي بالحركة أن 6 إبريل وزعت نشاطها خلال الأيام الماضية بين ثلاث جبهات وهى الانتخابات والاعتصام وتنظيم حملة دائرة بيضاء ودائرة سوداء ويشارك فى الاعتصام عدد من أعضاء الحركة بالقاهرة والمحافظات. وبخلاف هؤلاء هناك معتصمون على الهامش من البسطاء وأصحاب المظالم أو من طلاب الخبز الذين جاءوا للميدان مجدداً نتيجة عدم شعورهم بأى تغيير فى حياتهم وهؤلاء يتواجدون بشكل منفرد داخل الخيام ولا يختلطون بالقوى السياسية المعتصمة هذا إلى جانب عدد كبير من الصبية والمراهقين الذين يستغلون ضعف رقابة اللجان الشعبية على بعض منافذ الميدان ويدخلون التحرير. وحول الموقف السياسى ومصير الاعتصام يقول الدكتور هيثم الخطيب عضو اتحاد شباب الثورة وأحد المعتصمين بالميدان أنه من المقرر عقد اجتماع بين القوى السياسية الرئيسية المشاركة فى الاعتصام من أجل بحث الموقف وقد ينتهى الاجتماع بتحديد جدول زمنى للرحيل عن ميدان التحرير خاصة بعد أن رأينا بأنفسنا كيف أقبل الشعب للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية فى المرحلة الأولى ومن هنا شعرنا كمعتصمين وكثوار بأن السلطة بدأت بالفعل فى الانتقال لبرلمان الثورة المنتخب والذى يملك صلاحيات دستورية وتشريعية فى تقرير مصير البلاد ومن هنا بدأنا نشعر بالأمل وبدأنا نشعر بالفعل بأن الثورة بدأت تؤتى ثمارها .. أما عن أبرز القوى السياسية المشاركة هنا فإننا نجد اتحاد شباب الثورة وإئتلاف شباب الثورة وحركة 6 إبريل وهؤلاء هم أبرز المعتصمين وسيقررون مصير الاعتصام اليوم . وحول تراجع أعداد المتظاهرين فى الميدان يضيف الدكتور هيثم بأن الدم هو وقود الثورات وعندما يتوقف حمام الدم يتراجع الشعور الثورى ولهذا فبمجرد انتهاء مجزرة محمد محمود انصرف الناس عن الميدان أيضا كانت الانتخابات سببا فى تراجع المتظاهرين لأن شرعية البرلمان ستكون أقوى من شرعية المجلس لأن البرلمان يمثل الشارع بالكامل وسيكون من حقه إعطاء الشرعية لمن يريد وسحب الشرعية ممن يريد. وأكد الدكتور هيثم الخطيب أن شباب الثورة متواجدون بالميدان ويأتون إليه يوميا مثل الدكتور شادى الغزالى حرب والدكتور أحمد ماهر ومحمد القصاص وأحمد عبد الجواد أما الباقون فهم مشغولون بالانتخابات. ونظراً لغياب المنصات وعدم تعبير القوى والحركات السياسية بشكل واضح عن نفسها فى الميدان فقد غابت الحقيقة وبات السؤال الآن هو : من هم المتواجدين بالتحرير ؟! ولكن من خلال جولة سريعة كان بإمكاننا أن نرصد الحركات والقوى السياسية المشاركة فى الاعتصام والتى لا تزال موجودة بالميدان ولكل حركة من هذه الحركات من 3 إلى 9 خيام أكثرها من نصيب حركة شباب 6 إبريل أما باقى الحركات فهى: - إئتلاف شباب ماسبيرو - اتحاد شباب الثورة - إئتلاف شباب الثورة - حزب الثورة - حزب التيار المصرى - المجلس الوطنى التابع لممدوح حمزة - شباب حزب التجمع - شباب حركة العدالة والحرية - إئتلاف فنانى الثورة. - اتحاد الثورة المصرية - مجلس أمناء الثورة - حركة يا فقراء العالم اتحدوا - شباب حزب الجبهة - اتحاد ثوار المنصورة.