ساعات معدودة تفصل 50 مليون مصرى عن صناديق ولجان إنتخابات مجلس الشعب ، لكن هل سيذهب كل من له حق التصويت للإدلاء بصوته؟! خاصة بعد أحداث التحرير وشارع محمد محمود الأخيرة التى جعلت البعض يغير رأيه .. بالإضافة إلى تصريحات المجلس العسكرى بأن هذا البرلمان لن تكون له صلاحيات فى إسقاط أو تشكيل الحكومة ، وأن اللجنة الذى ستصيغ الدستور سيقوم المجلس بإختيار 20 % فقط من أعضائها ، بوابة الشباب نزلت إلى الشارع لتستطلع أراء بعض الشباب حول مشاركتهم غدا بالإنتخابات. تقول ولاء حسن 26 سنة موظفة فى أحد البنوك : كنت مؤيدة جداً للمشاركة بالإنتخابات والإدلاء بصوتى حتى أكون إيجابية ، لكن ماشهدته على مدار الأسبوع الماضى بالتحرير ومحمد محمود جعلنى أخشى النزول للشارع، وبالتالى لن أشارك غدا بالإنتخابات فالجميع يتوقع حدوث إشتباكات وعنف خاصة فى ظل الغياب الأمنى وأنشغاله بتأمين مبنى وزارة الداخلية. اما رشا عشماوى 27 سنة محامية فتختلف مع الرأى السابق .. تقول : غدا يوم التحدى فكثير من أفراد عائلتى يحذروننى من النزول خوفا من وقوع أحداث دامية ، لكن أنا وزملائى مصممين ألا نفوت الفرصة الأخيرة لإستقرار البلد ونقلها إلى وضع أفضل ، فصوت كل منا سيفرق بالتأكيد. رامى حسام 28 سنة محاسب بإحدى شركات الأوراق المالية لن يشارك بالإنتخابات ووجهة نظره هى أن مجلس الشعب الذى سيتم إنتخابه غدا ماهو إلا صورة هزلية ولن يكون برلماناً حقيقياً معبراً عن الثورة، ويسأل : هل يوجد مجلس شعب فى العالم ليست له صلاحيات حتى على الأقل فى تشكيل الخطوط العريضة التى ستسير عليها البلد ؟!. ويتفق ياسر ممدوح مع الرأى السابق ويقول : ما سوف يمنعنى عن المشاركة غدا بالإنتخابات ليس الخوف من حدوث اشتباكات أو اعمال شغب وبلطجة ، ولكن لانى لست مقتنعاً بهذا المجلس فهو مجلس ثورى ، وتصارع القوى السياسية على كسب أكبر مقاعد به متجاهلين أحداث التحرير ودم الشهداء يثبت أن هذه القوى والأحزاب لم تتغير. مروة علاء 24 سنة مرشدة سياحية تقول.. بالطبع سوف أذهب للإدلاء بصوتى وقد علمت مكان لجنتى ورقمى بالكشوف، يجب أن نكون جميعا أيجابين وننسى اللامبالاة التى كنا فيها قبل ذلك، على فكرة أنا سأذهب غدا ومعي 10 من صديقاتى . احمد محمود 48 سنة مهندس بترول يقول : أنا سأذهب غداً لمقر اللجنة الإنتخابية التى أتبعها ولكن ليس للإدلاء بصوتى فأنا لست مقتنعاً بهذه الإنتخابات ولا بالمرشحين، ولكن نزولى من أجل أبنتى فهى تريد المشاركة وذاهبى معها خوفا من حدوث أى أعمال شغب أو عنف، رغم اعتراضى ولكن مؤيد نزول ابنتى حتى انمى فيها الروح الإيجابية ولا تشب على السلبية كما تربيت أنا والعدييد من أبناء جيلى. عن الرؤية الأمنية فى تأمين الإنتخابات غدا يقول اللواء دكتور محمد قدرى سعيد الخبير الأمنى بمركز الاهرام للسياسات الاستراتيجية .. رغم اشتعال الأحداث والاشتباكات الدائرة بين الشرطة والمعتصمين بالتحرير إلا أننى متفائل بإذن الله ، وقد حدث على مدار الأسبوع الماضى أكثر من اختبار صغير للإنتخابات فى ظل هذه الأوضاع متمثلة فى انتخابات نقابة المحاميين والمهندسيين وقد مرت بسلام ، وكان هناك أقبال شديد على المشاركة لدرجة أن الفرد فى هذه اللجان كان يقف لمدة 3 ساعات ليدلى بصوته. ويقول مالك عدلى المحامى بالمركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية : لكى تشارك الناس غدا فى الإنتخابات يجب أن يكون لديهم حافز على النزول والذهاب لمقرات اللجان الأنتخابية وهذا يتمثل فى 3 عوامل الأول ، ثقافة المجتمع والهاجس ومدى إيمان المواطن بالكيان الذاهب لإنتخابه، والثلاثة عوامل غير متوفراة ، فكثير منا مازال يقول " أنا مالى" ، أضف الى ذلك عدم الشعور بالامان فمعظم الناس خائفة من حدوث شغب وبلطجة فى ظل الغياب الأمنى وتواجدهم حول وزارة الداخلية وكأنها مصر، بالنسبة لإقتناع الناس بالمجلس الذى سيذهبون لإنتخابه فهى نسبة ضعيفة خاصة بعد تصريحات المجلس العسكرى التى فرغت البرلمان القادم من جميع صلاحياته، فكيف لا يكون له الحق في أن يشكل حكومة أو يسقط أخرى ؟! .