النوستالجيا أو الحنين للماضى شعور فطري يجذبنا جميعاً , فالعزف علي أوتار الذكريات يثير شجون دافئة تصنع حالة نفسية لها رونق فريد تدفع بنا لسماء الخيال الشجي . وقبل أيام عزفت الرائعة دائماً إسعاد يونس علي أوتار أثارت فينا حنيناً للماضي بإستضافتها لمطربي فرقة الأصدقاء ذات الصيت الذائع بثمانينات القرن الفائت . كأنه توقف فالثلاثى البديع منى وحنان وعلاء أحيوا فينا شجن ذكريات جميلة , فكلمات العبقري سيد حجاب و الرقيق عمربطيشة وألحان الفذ عمار الشريعى أثارت مشاعر دفينه يصعب وصفها وإن كان من المؤكد أنها حميمية ولذيذة . فأدائهم كسر حاجز الزمان بداخلي وأنسانى أن سنين كتيرأتسربت من عمرى , فعدت كأنى أقوم الآن لتوى بوضع ألبوم أغانيهم الجديد الذى أستدانته من رفيق الصبا (بطو) أو رجل الأعمال مصطفي أبوزيد بمسجلي الصغيرلأسرح مع الخيال والصور التي تصنعها كلماتها وألحانها برأسي . فشقاوة اداء حنان كما هى كأن عمرها لم يتزحزح , وحنية صوت مني وبراءتها لم تبارح وجهها , وتميز نبرة علاء مازالت علي رقتها .
دوامات يااااه .. ياست اسعاد .. ذكرتينا بأن لنا قلب ومشاعر وذكريات بعد أن كدنا ننسي , فالأيام جرفتنا لدومات عاتية أجهضت احلامنا وكسرت طموحاتنا وأوقعتنا بشباك ملاطفة الواقع و التحايل علي قسوته وغدره . معقول أن القطار مضي بنا هكذا سريعاً , ومعدش ينفع نردد كلمات أغنية ( تحت العشرين ) التي كنا نرى فيها شبابنا وفتوتنا وعمرنا النابض وتطلعاتنا لمستقبل كنا نتصور اننا نملك وحدنا القدرة على صناعته على نحو مانريد ونتمني. صحيح ان الموضة لم تعد تعنينا ولم يعد بنا حاجة لرفع صوت الكاسيت لنُسمع أهلنا أغنية ( الموضات ) ليقتنعوا بأن لكل جيل ذوقة وليتركونا نلبس ونأكل مانرغب ونشتهي .
فوق الجرح يااااا .. لكن أكيد مفيش حاجه تمنعنا اننا نبكي الأيام ونناجي وطن عشنا فيه وعاش فينا ومالناش غيره بعد ما العمر فات رغم كل مافية من مرارة وحلاوة. ونردد نبضات سيد حجاب ( مع الأيام .. بنتعود ..علي التوهه .. وعلي الأحزان .. وبعد التوهه ..بنحود .. ونرمي الجرح للنسيان .. ومهما ننسي ماننسي .. حنانك ياحبيبة الروح ..وصاحية في قلبنا لسة ..ولو كان الفؤاد مجروح .. ومهما يكون .. لابتهوني .. ولابتهون لياليكي .. وفوق الجرح.. بتكوني .. وبيهون عمرنا ليكي .. ياواحة راحة الحيران .. يامية عمرنا العطشان .. ياأرض الحب والإنسان) . وكمان صعب حاجة تمنعنا منسرحش مع أثر غربة مرت بينا بظروف قاسية وتركت علاماتها على سنين عمرنا , فكل مرة كانت تغادر فيها الطائرة سماء القاهرة كانت أغنية ( الحدود ) يتردد صدها بأسماعنا بتلقائية ودون قصد . فما أقسي تعبيرات عمر بطيشة فيها ( واحنا فايتين ع الحدود ..مستمرين في الصعود .. أختفي النيل الجميل من تحتنا ..والمدن .. والريف ..وأول عمرنا .. وابتدي شيئ ينجرح.. جوه الوجود ..وابتدينا اسئلة مالهاش ردود .. ميلنا ع الشباك .. نخبي دمعة فرة مننا).. ثم اية يمنعنا حتي اننا نغني ( مانى.. مانى .. ماني .. الحب .. ماني .. الحرب .. ماني .. الشرق .. ماني .. الغرب .. مانى ) أو نعيد ونكرر كلامنا عن الموظف المصري الذى حير العالم لأننا لسه بنختاره علي طريقة (مطلوب موظف .. لوظيفة .. سهلة .. خفيفة ..مؤهلاتها معروفة فى المجتمعات .. لازم يكون شكلة .. كويس .. يعرف يلبس .. فنان .. ودكتور.. ومهندس .. وبتاع علاقات). . أقل من ساعتين توهمنا فيها أن زماننا عاد وإن سنينا لم تمض وتغادرنا, لكن صدمة طلة (هشام ) ابن حنان وحفيدها وكلامه عن (نَانَا ) أعادتنا سريعاً لواقع نأمل أن نحياه شباب علي طول ولو بالعند مع الأيام , وليه لأ .. طالما القلب لسة بينبض , وان كنت حاسس ان صوته ضعف شويه, آه منك ياست اسعاد.