إعادة تعيين قائد شرطة جامعة كاليفورنيا بعد هجوم على طلاب مناصرين للفلسطينيين    من حضر مراسم تأبين الرئيس الإيراني في طهران من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية؟    رحيل نجم الزمالك عن الفريق: يتقاضى 900 ألف دولار سنويا    اللعب للزمالك.. تريزيجيه يحسم الجدل: لن ألعب في مصر إلا للأهلي (فيديو)    نشرة «المصري اليوم» الصباحية..قلق في الأهلي بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة الترجي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم قبل ساعات من اجتماع البنك المركزي.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    شاب يطعن شقيقته بخنجر خلال بث مباشر على "الانستجرام"    ناقد رياضي: الأهلي قادر على تجاوز الترجي لهذا السبب    أول دولة أوروبية تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو.. ما هي؟    موعد مباراة الزمالك وفيوتشر اليوم في الدوري المصري والقنوات الناقلة    سيارة الشعب.. انخفاض أسعار بي واي دي F3 حتى 80 ألف جنيها    برقم الجلوس والاسم، نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة بورسعيد    والد إحدى ضحايا «معدية أبو غالب»: «روان كانت أحن قلب وعمرها ما قالت لي لأ» (فيديو)    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    وأذن في الناس بالحج، رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادا للركن الأعظم (صور)    أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الخميس 23 مايو 2024    إحدى الناجيات من حادث «معدية أبو غالب» تروي تفاصيل جديدة عن المتسبب في الكارثة (فيديو)    ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 11 بعد استشهاد طفل فلسطيني    رئيس الزمالك: شيكابالا قائد وأسطورة ونحضر لما بعد اعتزاله    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    الإعلان الأوروبى الثلاثى.. ضربة جديدة للأوهام الصهيونية    محافظ بورسعيد يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 85.1%    ضبط دقيق بلدي مدعم "بماكينة طحين" قبل تدويرها في كفر الشيخ    والدة سائق سيارة حادث غرق معدية أبو غالب: ابني دافع عن شرف البنات    بالأسم فقط.. نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2024 (الرابط والموعد والخطوات)    قبل ساعات من اجتماع «المركزي».. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    المطرب اللبناني ريان يعلن إصابته بالسرطان (فيديو)    الزمالك يُعلن بشرى سارة لجماهيره بشأن مصير جوميز (فيديو)    4 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة.. بينها بر الوالدين وجلسة الضحى    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    سي إن إن: تغيير مصر شروط وقف إطلاق النار في غزة فاجأ المفاوضين    بالأرقام.. ننشر أسماء الفائزين بعضوية اتحاد الغرف السياحية | صور    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23 مايو في محافظات مصر    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    الداخلية السعودية تمنع دخول مكة المكرمة لمن يحمل تأشيرة زيارة بأنواعها    محمد الغباري: مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    "وطنية للبيع".. خبير اقتصادي: الشركة تمتلك 275 محطة وقيمتها ضخمة    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    حظك اليوم| برج الحوت الخميس 23 مايو.. «كن جدياً في علاقاتك»    محمد الغباري: العقيدة الإسرائيلية مبنية على إقامة دولة من العريش إلى الفرات    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد 44 عاماً علي انتصار أكتوبر.. هل انتهت حروبنا مع إسرائيل؟
نشر في بوابة الشباب يوم 13 - 10 - 2017

"خلى السلاح صاحى .. لو نامت الدنيا صاحى مع سلاحى .. سلاحى فى إيديا نهار وليل صاحى .. ينادى يا ثوار .. عدونا غدار" .. هذه هي الحقيقة الثابتة ، نعم هناك علاقات سياسية ومعاهدة سلام ، ولكن علينا دائماً ألا ننسي بأن ما يحدث في العلن شيء .. وما تخفيه إسرائيل لنا شيئا مغايرا تماماً ، وإذا كانت مدافع الحروب صامتة .. فهناك حرب باردة وخفية ربما تكون أشرس تعتمد علي أحدث تقنيات " الجيل الرابع " لغزو العقول .. وهذا هو الأخطر ، فهناك ملايين الشباب يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى والتي أصبحت أسهل طريقة مجانية لتواصل إسرائيل معهم للتطبيع والترويج وطرح الأكاذيب متجاوزين حاجز اللغة ، كما أن تجنيد الجواسيس لا ينتهي .. و" تلميع " الخونة يتم بسياسة " غسل العقول " ، فقط نريد منكم متابعة سطور التحقيق التالي ، وبعدها تقومون بالإجابة علي سؤالنا الرئيسي : هل تعتقدون أن الحرب انتهت فعلاً ؟

إسرائيل تتكلم بالعربية
صفحة " إسرائيل بدون رقابة " يشترك فيها نحو مليوني شخص وتنشر موضوعات صحفية كلها تبرز الجانب الجيد لاسرائيل ، كما تعرض الصفحة أغاني عبرية موسيقاها مسروقة من التراث المصرى وكل كلماتها تفيض بمعانى السلام والمحبة وعقدة الاضطهاد التى يعانى منها اليهود ، والسرقة الإسرائيلية على الصفحة لم تتوقف عند الموسيقى فقط .. بل كل المدن الفلسطينية فجأة أصبحت إسرائيلية منذ آلاف السنين .. وهذا ما يؤكدونه خلال عدة موضوعات تشجع الشباب العربي على زيارة إسرائيل للسياحة فى مدنها الساحرة ، حتى فى الموضوعات الخاصة بالطهى والتى تحررها أليس شومان تقدم وصفات من مطعم " الحاج كحيل" في يافا باعتبارها أكلات يهودية تقليدية مثل الشاورما والقرنبيط وطواجن لحم الضأن المحشو بالأرز والكنافة والقطائف ، والغريب فعلاً هو الأسلوب الجديد الذى تقدم به إسرائيل نفسها للشباب العربي .. وهو وجه التسامح الذى يصل لدرجة أن مونيكا ريناجيل وهى إخصائية تغذية كتبت مقالاً عنوانه مستوحى من حديث نبوى شريف عنوانه " صوموا تصحوا " ، وكل ما سبق لا يهم بقدر الكم الضخم من الصور التى تعبر عن إسرائيل والتى تم انتقاؤها بعناية شديدة .. فقد وضعوا ضمن المعالم البارزة لدولة إسرائيل " مسجد حسن بك ، برج الساعة في مدينة يافا ، كنيسة سانت اندروز ، للمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ، كنيسة مريم المجدلية ، ضريح النبي شعيب ، حدائق البهائيين في حيفا "، أيضاً هناك صفحة " عربيل " وهي تابعة لراديو وتليفزيون إسرائيل ، وتعرض عشرات البرامج الإذاعية والتليفزيونية باللغة العربية بشكل ظاهره الموضوعية لكنها فى الواقع برامج موجهة ومبالغ فيها أيضاً ، واللافت هنا أن برامج الإذاعة على الصفحة تعتمد على لغة شبابية ولهجة مصرية .. مثل برامج " صحصح مع شادي ، واحد إكس اتنين ، يوم جديد ، كلام من دهب ، جيل المستقبل " بل ويوجد برنامج دينى يحظي بمتابعة كبيرة اسمه " نور علي نور " وحسب وصف الصفحة – اليهودية - فإنه " وقفة اسبوعية مع الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة نناقش من خلالها قضية اجتماعية مع أحد المشايخ الأفاضل لحث الناس على الالتزام والتقرب الى المولى عز وجل بما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم " .

الوحدة 8200
المخابرات الحربية الإسرائيلية أنشأت وحدة للتجسس الإلكتروني، تعرف بالوحدة 8200، داخل صحراء النقب، والتي تمتلك محطة لالتقاط جميع المكالمات "السلكية واللاسكية"، وتلك الوحدة تقوم بعمل حسابات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء بنات لتجنيد الشباب ، والوحدة 8200 هي هيئة جمع المعلومات المركزية في سلاح الاستخبارات، والأكبر في الجيش الإسرائيلي. وهي مسئولة عن جمع المعلومات التي يطلق عليها «سيجينت»، والتي تشمل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية القصيرة، وهي ليست جديدة، فتعمل تلك الوحدة منذ ستينيات القرن الماضي، ولكنها تطورت بالتطور التكنولوجي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي ، وأكد المعلق العسكري الإسرائيلي عمير رايبوبورت أن الدور الذي تقوم به "وحدة 8200"، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، قد جعل إسرائيل ثاني أكبر دولة في مجال التنصت في العالم، بعد الولايات المتحدة ، وفي مقال نشره على موقع صحيفة معاريف الإسرائيلية، أوضح رايبوبورت أن التقدم الهائل الذي حققته إسرائيل في مجال صناعة التقنيات المتقدمة قد وظف بشكل كبير في تطوير وتوسيع عمليات التنصت التي تقوم بها الوحدة، مشيرا إلى وجود دور بارز لشركات القطاع الخاص في رفد الوحدة باختراعات تعزز من قدرات التنصت ، وأشار رايبوبورت إلى أن الحواسيب المتطورة التابعة لوحدة 8200 قادرة على رصد الرسائل ذات القيمة الاستخباراتية من خلال معالجة ملايين الاتصالات ومليارات الكلمات.

سرقة العقول
خبر صغير نشره موقع CNN عن اختراع إسرائيلي يستطيع إنتاج مياه الشرب من الهواء قامت بتنفيذه شركة "ووتر جين" في تل أبيب ويسمى ب"جينيوس " ، وهو عبارة عن التبادل الحراري لتبريد الهواء وتكثيف البخار ، لكن بعدها بدقائق ظهرت الفضيحة .. فالاختراع مسروق بالكامل من 3 علماء مصريين نجحوا في تصنيعه قبل الإعلان الإسرائيلي بتكلفة لا تتجاوز أكثر من 12 ألف جنيه ، وهو ما يفتح ملفاً مسكوتاً عنه بخصوص السرقة الإسرائيلية التى تجاوزت مرحلة الأراضي والتاريخ .. لتشمل أيضاً سرقة العقول ، وقد أعلن معهد الهندسة التطبيقية الإسرائيلى المعروف باسم "التخنيون" أن آلاف الطلاب العرب ، من بينهم 6 آلاف مصرى ، سجلوا للمشاركة فى دورة دراسية يقدمها المعهد عبر الإنترنت فى مجال النانو تكنولوجى عبر مشروع "معا" لاستيعاب الطلاب العرب عبر دورات مجانية وباللغتين العربية والإنجليزية ، ومحاولة هذا المعهد من أجل استقطاب طلاب مصريين ليست الأولى أو الأخيرة .. فهناك مدرسة أطلق عليها اسم "المدرسة الدولية للشرق الأوسط" فى المنطقة الخضراء جنوب مستوطنة "رمات هشارون" بالقرب من "تل أبيب"، ومن المتوقع أن تضم تلك المدرسة عدداً من التلاميذ من دول مختلفة فى العالم بما فيها دول عربية وإسلامية، كما أن مركز "بيريز للسلام" الإسرائيلى ابتكر أسلوباً للتشجيع على التطبيع بين العرب والإسرائيليين، من خلال حركة شبابية باسم "يالا يا قادة الشباب"، تتبنى عقد لقاءات بين الشباب العربى والإسرائيلى ، أيضاً هناك العديد من المواقع والصفحات الإسرائيلية التي تحاول تجنيد عملاء تحت ستار إتاحة فرص عمل .. ومن الإعلانات المنشورة كتب أحد اليهود" مطلوب سوري أو مصري عدد 5عمال غسيل سيارات براتب 500 دولار شهري تأمين ضمان اجتماعي ممكن تصريح عمل من خلال الشركة"، وهناك عمل آخر مطلوب للعمل بمجال تنظيف بساتين وحدائق عامة، بجانب عمال بناء ب 27 شيكل في الساعة، ومعظم فرص العمل المتاحة عبارة عن طلب عمال فقط، وهناك العديد من الإعلانات التي تعرض فرص عمل ولكنها تشترط البطاقة الزرقاء، وهي التصاريح الرسمية لدخول إسرائيل، ولذلك يلجأ الجميع إلى صفحة على الفيسبوك توفر هذه البطاقات، وتبدأ الأسعار من 200 شيكل، وهناك من ينصح البعض من أن يتوجه إلى الأردن حتى يستطيع أن يحصل على التصريحات بشكل أسرع، وخصوصا أنه يجب الحصول على الموافقات الأمنية في حالة الخروج من مصر بجانب العديد من الإجراءات للحصول على الفيزا من السفارة الإسرائيلية .

الجاسوس
قديماً كان اسمه " عادل " .. وعاش سنوات طويلة باسم " رافي " .. وحالياً اسمع " ديفيد " ، موظف مصري الأصل بشركة كهرباء في مدينة لانكشير البريطانية ، له اسماء عديدة .. دائم التدوين علي صفحته علي الفيسبوك بلغة عربية عجيبة بعض الشيء .. وله قناة على اليوتيوب تقدم فيديوهات لأراء في الحياة السياسية في مصر ، بل ويتقمص دور " الشيطان يعظ " ويطالب بالقصاص لشهداء الجيش والشرطة .. رغم إنه في يوم ما كان أكبر خطر علي القوات المسلحة المصرية لأنه ببساطة .. كان جاسوساً ، ليس هو فقط .. بل أسرته كلها ، ولكي نتذكر أكثر الحكاية .. مسلسل " السقوط في بئر سبع " الذي أذيع عام 1994 وكان بطولة سعيد صالح وإسعاد يونس وخالد محمود وطارق الدسوقي .. كان يروي قصة حقيقية من ملفات المخابرات المصرية عن الجاسوسين إبراهيم سعيد شاهين وإنشراح موسي ، وحكايتهما باختصار أن الزوجين انشراح وإبراهيم رزقا ب3 أبناء وهم نبيل ومحمد وعادل .. وهذا هو عادل شاهين الذي نتكلم عنه اليوم ، وفي عام 1966 تم ضبط إبراهيم وهو يتلقى رشوة وسجن 3 أشهر ، وفى عام 1967 احتل الإسرائيليون مدينة العريش .. فتواصل معهم إبراهيم وتم تدريبه فى الموساد على كيفية إرسال الرسائل الاستخباراتية السرية من قلب القاهرة إلى تل أبيب ، وبمرور الوقت تعاظم دوره وقرر التوسع فى الخيانة .. ولم يجد أفضل من زوجته انشراح لتساعده فى التجسس لصالح إسرائيل ، وبمرور الوقت تحول الأطفال الثلاثة أيضا إلى جواسيس .. ودورهم كان الحرص على مصادقة أبناء الضباط والمجندين لمعرفة مواعيد عمل الآباء ومواقع عملهم، يقول عادل شاهين في حوار لإحدي الصحف الإسرائيلية " : كنا نسافر إلى الأقصر وأسوان.. ليس من مكان لم نذهب إليه، وأحيانا كان أبي يحصل على إجازة وسط الأسبوع ونسافر لأيام عدة، وكان يصوّر قواعد ومنشآت عسكرية في مصر، ويسجل عدد الكيلومترات في الطريق، وبذلك يحدد موقع المصانع والقواعد العسكرية... وكنا نحن الأولاد أفضل تغطية " ، وفي عام 1974 وبعد عملية مخابراتية مصرية ناجحة تم الإيقاع بالأسرة كلها ومعهم أحدث جهاز إرسال في العالم وقتها ، وتمت محاكمة الخونة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل .. وأصدرت المحكمة حكمها بإعدام إبراهيم وانشراح بينما حكم على ابنهما الأكبر نبيل بالأشغال الشاقة وأودع الولدان محمد وعادل بإصلاحية الأحداث نظرا لصغر سنهما، ونفذ حكم الإعدام في إبراهيم شاهين شنقا، بينما تم الإفراج عن انشراح وابنها بعد 3 سنوات من السجن في عملية تبادل للأسرى مع بعض أبطال حرب أكتوبر ، وقبل ترحيل إنشراح إلي إسرائيل .. ظهرت في حوار شهير فى التليفزيون المصرى فى برنامج " النادى الدولى " من تقديم سمير صبرى وكانت تبكي نادمة علي ما قامت به .. لكنها بمجرد وصولها إلي إسرائيل أعلنت وأبناؤها الثلاثة اعتناقهم للديانة اليهودية ، وبعدها ب12 عاماً نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت عام 1989 موضوعا عن الجاسوسة وأولادها قالت فيه :"إن انشراح شاهين، دينا بن دافيد، تقيم الآن مع اثنين من أبنائها بوسط إسرائيل وهما محمد وعادل، بعد أن اتخذت لهما أسماء عبرية هى حاييم ورافى، أما الابن الأكبر نبيل فقد غير اسمه إلى يوشى وسافر للبرازيل مع زوجته الإسرائيلية " ، وكانت إنشراح أو " دينا بن دافيد " تعمل فى دورة مياه للسيدات فى مدينة حيفا .. بينما يعمل ابنها حاييم كحارس ليلى بأحد المصانع، أما عادل شاهين أو "رافي " فظل عاطلا بلا عمل حتى هاجر مؤخراً إلي بريطانيا حيث قام بتغيير اسمه إلي " ديفيد " .. ومؤخراً بدأ يتذكر اسمه القديم " عادل شاهين " وإنه مصري الأصل ، بل وكشف التليفزيون الإسرائيلي مؤخراً عن رغبته في العودة لمصر .. وقال :إنه ينوي التقدم بطلب إلى السفارة المصرية في إسرائيل من أجل السماح له بزيارة عائلته ، علماً بأنه ممنوع من دخول مصر بسبب تاريخ عائلته الأسود في التخابر مع الإسرائيليين ، لكن الغريب أن رافي أو " عادل شاهين " رغم إنه بدأ يتذكر مصر حالياً .. لكنه في الوقت نفسه نشر صورة حديثة لأمه كتب تحتها " أمي دينا الجاسوسة بكل فخر " ! .

دينا عوفاديا
ومن أخطر الصفحات الإسرائيلية تلك الخاصة بالمتحدث باسم الجيش " افيخاي أدرعي " دائم الكلام باللغة العربية ، ولا ننسي ما نشره منذ فترة عن الجندية السابقة " دينا عوفاديا" ، وهي شابة من أصول مصرية اسمها الحقيقي " رولين عبد الله " وروت حكايتها للموقع الرسمى لجيش الدفاع الاسرائيلى تحت عنوان ( الطريق الطويل لدينا من الاسكندرية للقدس ) وقالت: تعلمت فى مدرسة إسلامية وما إن كبرت حتى بدأت فى تلقى دروس القرآن ، وحينها سألت نفسى لماذا أدرس هذا ؟ والتزمت حينها بارتداء الحجاب في اثناء الدرس لكنى لم أتقبل الفكرة ، مما دفع اسرتى لإلحاقى بمدرسة مسيحية ، وفى إحدى المرات ذهبت للمسجد مع اصحابى وكان بالقرب من المدرسة وحاولت ان أصلى مثلهم وعندما رجعت للمنزل رويت لأمى ما حدث فغضبت بشدة وأمرتنى بعدم تكرار ذلك، فهم فى المدرسة يعلمون الطفل كيف يكره إسرائيل ويصورونها دائما بالدولة المعادية ، هذا هو اليوم الذى انقلبت فيه حياتى رأساً على عقب ، فبينما كنت أجلس فى المنزل وأستعد لامتحان التاريخ وكان أخى وابن عمى فى الطابق العلوى وكانت امى وخالتى ايضا فى المنزل ، وفجأة دوى صوت أعيرة نارية وصاحبه صوت تحطم زجاج .. وهنا أدركت أنهم قادمون لمنزلى الذى يختلف عما حوله من البيوت ، ورأيت خمسة أشخاص يرتدون أقنعة وعرفت بعد ذلك انهم نشطاء إسلاميون ، وبعد عدة أيام اجتمع جدى بالعائلة وهنا سمعت الحقيقة المثيرة للدهشة وهى اننى يهودية .. وأن لدينا وقتا قليلا لمغادرة مصر وأننا سنذهب إلى إسرائيل ، وحينها شعرت بخيبة امل فكيف أقيم فى الدولة التى تعلمت طول الوقت فى المدرسة انها دولة معادية وبعدها سافرت الى اسطنبول ومنها الى تل ابيب، وعندما نزلت من الطائرة كان فى استقبالنا عمى واسرته وآخرون ، وكانت الابتسامة التى تعتلى شفاههم مصدرا لإحساسى بالسلام ، واستقرت اسرتى بالقدس وبدأنا فى استخدام اسماء عبرية ، وغيروا اسمى من ( رولين عبد الله ) إلى ( دينا عوفاديا ) وبعد ان تخرجت من الثانوية بدأت خدمتى العسكرية ، وهي حالياً تدير حسابات لجيش الدفاع الاسرائيلى على مواقع التواصل الاجتماعى( تويتر ,فيس بوك ,يوتيوب ) باللغة العربية ، انتهت رواية دينا .. لكن لا يوجد دليل واحد يؤكد صدق روايتها أو لكونها مصرية أصلاً ، ولربما كان الأمر كله كالمعتاد قصة مفبركة لغسل عقول الشباب المصري وخداعهم .

الطالب المتفوق
تحاول إسرائيل جذب الشباب المصري من خلال التعليم، حيث تتيح بعض الجامعات اليهودية التحاق المصريين بها، ومنها جامعة تل أبيب، ومن هؤلاء المصريين الذين التحقوا بالجامعة وتخرجوا منها كان هيثم حسنين، والذي حصل على لقب" الطالب المتفوق"، وألقى كلمة في حفل تخرجه وأعرب فيها عن سعادته بالدراسة في إسرائيل، ومحبته للشعب الإسرائيلي، وقال:" أود دعوتكم جميعا لأخذ لحظة لتفكروا في بداية مغامرتكم هنا، هل تتذكرون تلقي خطاب قبولكم بالجامعة، كنتم علي الأرجح متحمسين للقدوم لتلك الدولة، ثم بدأتم بإخبار الجميع بأنكم قادمون لإسرائيل، وربما بدأتم تتوترون، كل شخص في هذه الغرفة لديه صديق أو قريب أخبره ألا يأتي لإسرائيل، أعتقد أن لديك مليون سبب كي لا تأتي لإسرائيل، لكن بالنسبة لي كان لديّ مليون ونصف سبب، فنشأتي في مصر، وهي دولة كلها آراء متعلقة بإسرائيل، ولا واحد منها إيجابي، كل ما عرفناه أنهم خاضوا 4 حروب دموية وأنهم ليسوا مثلنا" وأضاف قائلا:" بداية معرفتي بإسرائيل كانت من خلال الموسيقي والتليفزيون، ففي الراديو، كانت توجد أناشيد موسيقية تتحدث عن الدمار الذي سببته إسرائيل، وفي الأفلام، ظهر الإسرائيليون كجواسيس ولصوص، ورغم حقيقة أن الدولتين وقعتا معاهدة سلام شهيرة عام 1979، لكنني أخبرت أن الإسرائيليين أعداؤنا الأبديون، وعارضني كل من يعرفني عندما قررت الذهاب لاستكمال دراستي في جامعة تل أبيب، لكنني تحديت الكل وذهبت، المصريون يعادون إسرائيل بدون سبب وعندما ذهبت لإسرائيل وجدت أن كل ما أعرفه في مصر عن إسرائيل هو العكس» ، وأشار «حسنين» إلى أن «تجربته في إسرائيل كانت إيجابية تمامًا، وأنه وجد الكثير من الود والمحبة بين زملائه الطلاب والمواطنين في إسرائيل، مشيرًا إلى أن «الصورة النمطية التي كانت تدور في ذهنه حول معاداة إسرائيل منذ طفولته في المنزل، وفي وسائل الإعلام بمصر، أصبحت غير موجودة الآن».

ابن الريف
تحاول بعض المواقع الإسرائيلية مؤخراً إلقاء الضوء علي شخصيات من وجهة نظرها تعتبرهم " عرفوا الوجه المشرق من إسرائيل " بينما بالنسبة لنا هم مجموعة عملاء ليس أكثر ، منهم مثلاً نبيه سرحان وهو شاعر شعبي مصري ينتمي لنفس قرية الكاتب المصري الشهير يوسف إدريس، وكان يدعو للتطبيع مع إسرائيل بعد هزيمة يونيو 1967، وتعرض للاعتقال لعدة اشهر في مصر، ثم سافر بعدها إلى ليبيا ومن هناك إلى اليونان، حيث اتصل بالسفارة الإسرائيلية طالبا اللجوء السياسي، ليدخل إلى إسرائيل ويعيش فيها حتى الآن ، وذهبت مع سرحان إلى إسرائيل زوجته المصرية ولم يكن حتى أولاده يعرفون بحقيقة هويته العربية السابقة ، وإحدى بناته أصبحت الآن مغنية مشهورة في إسرائيل باسم " حياة سمير " وابنه " سامي " ممثل ولم يعرفوا بخلفية والدهم المصرية إلا قبل سنوات قليلة حيث كانوا يعتقدون إنه يهودي ليبي ، لكن ما لم تذكره المواقع الإسرائيلية عن هذا الخائن إنه عمل ضمن الخدمة العربية في راديو إسرائيل التي كانت تشرف عليه المخابرات الإسرائيلية، وقدم سرحان برنامجا موجها اسمه " ابن الريف " كان يستهدف المصريين وبلهجة مصرية وكان يفتتحه بعبارة شهيرة هي " يا أولاد مصر الطيبين " ، وكان الأب الروحي لشاومينج .. فهو أول من قام بتسريب امتحانات الثانوية العامة مما يدل علي كونه عميلاً مع الموساد ، فقد قام من خلال برنامجه بإذاعة اسئلة الامتحانات قبلها بيوم كامل مما أدي لإلغائها .

اليهود يطالبون ب " حق العودة " !
رغم مرور أكثر من 60 عاماً علي " خروجهم الأخير " من مصر .. لكن اليهود المصريين مازال لديهم " حلم العودة " ، وقد خرج من مصر ما بين عامي 56 و1960 نحو 36 ألف يهودي منهم 13 ألف يهودي نقلتهم الوكالة اليهودية إلى إسرائيل وبقيت أعداد قليلة أخذت تهاجر رويدا رويدا حتى لم يتبق منهم سوى 300 يهودي فقط عام 1970 .. ووصل عددهم في 2014 إلي أقل من 20 كلهم من السيدات العجائز أصغرهن تقترب من السبعين ، وعلي الموقع الإلكتروني لما تعرف ب " الجمعية التاريخية ليهود مصر " يمكن مطالعة مجموعة كبيرة من الرسائل المتبادلة بين اليهود المصريين من شتى أنحاء العالم بعضها يحمل ذكرياتهم ونداءات للحكومة المصرية بإفراج هيئة الآثار عن ممتلكاتهم ، وبعضها يسأل عن أخبار أصحاب الدراسة وزملاء العمل والنادي وجيران الحي ، وحسب الموضوعات المنشورة .. فلا زال بعض يهود مصر بعد عقود من الزمان يتوارثون اللهجة المصرية التي تعلمها حتى ابناؤهم الذين ولدوا خارج مصر، كما مازالوا يرددون الأمثال الشعبية ويمارسون العادات والتقاليد المصرية ، وهناك موقع علي الإنترنت يحاول احياء ما يسمونه ب " التراث الثقافي اليهودي في مصر " من خلال التأكيد علي دور بعض الشخصيات اليهودية في الثقافة المصرية مثل يعقوب صنوع " أبو نضارة " ، كما إنهم يحتفظون بأرشيف صحف يهودية كانت تصدر في القاهرة مثل " إسرائيل " التى كانت تصدر بالعربية والعبرية والفرنسية حتى عام 1919 ، أما موقع " الهولكست .. نداء الوجدان " فهو الأخطر لأنه يعتبر مصدراً لآلاف اليهود في العالم ويقدمهم باعتبارهم يعيشون في " الشتات " ويطالب بعودتهم إلي أراضيهم ، ويؤكد أن اليهود في مصر من أقدم الجاليات اليهودية في العالم خارج اسرائيل – وكأنه كانت توجد إسرائيل أصلاً أيام الفراعنة - بل ويشير إلي أن اليهود سكنوا في الإسكندرية من قبل حتى تأسيس المدينة علي يد الاسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد، ويقدم هذا الموقع خدمة " ابحث عن جذورك " من خلال تتبع العائلات اليهودية في مصر وغيرها من الدول العربية ، وهو يوفر معلومات عن الأماكن التى كانت تعيش فيها وتاريخ هجرتها .. وكل ذلك حتى لا تنسي الأجيال الجديدة ، أما " جيمينا " فهو اختصار لمنظمة اسمها " اليهود الأصليون لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا " ومقر‌ها في سان فرانسيسکو، وهدفها كما تروج " الحفاظ على تراث وتاريخ اليهود السفارديم واليهود الشرقيين ، وهناك آلاف اليهود المصريين والعرب يشتركون عبر هذه المنظمة في عمل جولات للمؤسسات المختلفة في أمريكا وأوروبا لسرد قصصهم الشخصية والتعريف بتراثهم الحضاري والثقافي والقاء محاضرات فى قاعات الأمم المتحدة وجامعة هارفارد، وطبعاً كلها تقوم علي اساس أنهم لاجئون تم ترحيلهم قسراً وحلمهم العودة .. أو الحصول علي تعويضات عن أملاكهم ، و الموقع يضع علي صفحته الرئيسية لافتة مكتوباً عليها " كل مهاجر يهودي من بين ال ۸۰۰۰۰ يهودي الذين غادروا مصر في العقود الماضية، يحمل معه مجموعة فريدة من الذكريات والقصص والتي كثيراً ما تركت دون سرد ، وبمرور كل يوم، تختفي ذكرى أخرى من الحياة اليهودية في مصر وتضيع قصة أخرى للأبد ، ولذلك يجب توثيق الثقافة الاثرية والتراث المأساوي ليهود مصر قبل فوات الأوان " ، وخطورة هذا الموقع أنه يشير من خلال قصص عشرات اليهود – مثل يوسف عنبر وكلير بريك وجوزيف عبد الواحد وهنري مراد ومارك خضر ونسيم حموي وريمي بيساح وموريس وهبة واسرائيل بونان وغيرهم - من أصول مصرية لكونهم لاجئين في بلاد المهجر يتشوقون للعودة إلي أرض الوطن في يوم ما .. ! بل هناك برامج وثائقية تعرض لهم علي الفضائيات الاسرائيلية لعرض " مآساتهم " وللمساواة بينهم وبين اللاجئين الفلسطينيين الذين يطالبون بحق العودة إلي اراضيهم ! والملاحظ أن الجيل الثالث من اليهود المصريين بالخارج مترابطون جداً خاصة في فرنسا ، وهناك رابطة تجمعهم في باريس حيث يتجمعون في الأعياد اليهودية ، وكانت الهيئة اليهودية المصرية بباريس أرسلت برقية تهنئة للرئيس السابق الدكتور محمد مرسى عقب فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، وقالت فى نص البرقية: " نأمل أن يوفقكم الله من أجل استقرار مصر ونموها وتحمل دورها العالمى وحصول اليهود المطرودين من مصر على حقوقهم الضائعة والمغتصبة " !! .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.