تداولت المواقع الإخباريه هذا الاسبوع خبراَ حول اسقاط الجنسية المصرية عن (دينا محمد علي المصري) ،وقد تم تداول هذا الخبر تحت عنوان (أول فتاة مصرية تلتحق بالجيش الإسرائيلى )،لكن (دينا المصرى) لم تكن المصريه الاولى فقد سبقتها فى ذلك (دينا بن ديفيد) ؟! دينا بن ديفيد هى انشراح علي موسى، التي تعود جذورها إلى محافظة المنيا ، أم لثلاثة أولاد ، انقلبت حياتها رأسًا على عقب بعد حبس زوجها إبراهيم سعيد شاهين (من مواليد العريش)، والذي كان يعمل بمكتب مديرية العريش في قضية رشوة لمدة ثلاثة شهور وبعد خروجه من السجن لم يجد عملاً، واستمر على تلك الحال حتى قامت إسرائيل باحتلال سيناء في يونيو 1967م، حيث وجده "الموساد" مؤهلاً لخيانة بلده والعمل لصالح إسرائيل ووافق على التعاون معهم. وحصل منهم في ذلك الوقت على أجولة مليئة بالأرز وبعض الدولارات. وبدأ تدريبه في منطقة بئر سبع على بث الشائعات وإطلاق النكات السياسية التي تسخر من القيادة المصرية كما تم تدريبه على كيفيه الحصول على معلومات امنيه . وقامت المخابرات الإسرائيلية بمساعده الصليب الاحمر بنقل انشراح وإبراهيم من سيناء إلى القاهرة حيث منحتهما الحكومة المصرية سكنًا مجانيًا مؤقتًا بحي المطرية ثم انتقلا إلى حي الأميرية، وعمل الزوجان معا على جمع المعلومات ، واتخذا من نشاطهما في تجارة الملابس والأدوات الكهربائية ستارًا لعملهما حتى يكون مبررًا لثرائهما. في عام 1968م سافر الزوجان إلى لبنان ومنها إلى روما حيث التقيا هناك بمندوب "الموساد" الذي سلمهما وثيقتي سفر إسرائيلية باسم موسى عمر ودينا عمر. وتوجها إلى إسرائيل حيث خضعا لدورات تدريبية مكثفة في تحديد أنواع الطائرات والأسلحة والتصوير الفوتوغرافي وجمع المعلومات. وتم منح إبراهيم رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي، فيما منحت انشراح رتبة ملازم أول. وبعد نزولها بفترة إلى مصر توسعت تجارتهما وانتقلا إلى مصر الجديدة وتعرفا على أصدقاء من الجيش وطيارين ثم بدأ أولادهما الثلاثة بالعمل معهم كجواسيس يجلبون المعلومات من زملائهم أبناء الضباط في المدرسة والشارع. وبعد حرب أكتوبر 73 سافر إبراهيم إلى أثينا ومنها إلى إسرائيل،. وسلموه أحدث جهاز إرسال لاسلكي في العالم يتعدى ثمنه مائة ألف دولار، وتم تدريبه على كيفية استخدام الجهاز وقامت المخابرات الإسرائيلية بتوصيل الجهاز المتطور بنفسها إلى مصر خشية تعرض ابراهيم للتفتيش، وقامت زوجته بالحصول على الجهاز من المكان المتفق علية ، وبمجرد وصول الجهاز للقاهرة اكتشفوا عطلا في مفتاحه وبعد فشل ابراهيم في إصلاحه توجهت انشراح إلى تل أبيب للحصول على مفتاح جديد ولان صقور مصر كانت ومازالت متيقظة تعمل وتسهر على حماية مصر وأمنها القومى ،تمكنت المخابرات المصرية من التقاط ذبذبات الجهاز بواسطة اختراع سوفيتي اسمه صائد الموجات. وكان إبراهيم يقوم وقتها بالإرسال من شقة قديمة بالأميرية، ومشط رجال المخابرات المصرية تلك المنطقة بالكامل بحثاً عن الجاسوس، حتى تم التوصل إلى مكانه. وفي فجر يوم 5 أغسطس عام 74 كانت قوة من جهاز المخابرات تقف على رأس إبراهيم النائم في سريره واصطحبوه إلى جهاز المخابرات وبقيت قوة من رجال المخابرات في المنزل مع أولاده الثلاثة تنتظر وصول انشراح وفي ال 24 من الشهر ذاته، وصلت انشراح إلى القاهرة وعندما فتحت الباب وجدت من يمسك بحقيبة يدها ويخرج منها مفتاحين لجهاز اللاسلكي، وكانت المخابرات الإسرائيلية قد بثت رسائل بعد عودة انشراح من إسرائيل واستقبلها رجال المخابرات المصرية على الجهاز الإسرائيلي بعد أن ركبوا المفاتيح ، ووصل الرد الى إسرائيل من مصر وكان كالتالى:- " إن المقدم ابراهيم شاهين والملازم أول انشراح سقطا بين أيدينا .. ونشكركم على ارسال المفاتيح الخاصة بالجهاز .. كنا فى انتظار وصولها منذ تسلم ابراهيم جهازكم المتطور" تحياتنا إلى السيد "ايلي زئيرا" مدير مخابراتكم. تمت محاكمة الخونة وحكم بالإعدام على إبراهيم وانشراح بينما حكم على ابنهما الأكبر بالأشغال الشاقة وأودع الولدان بإصلاحية الأحداث نظرا لصغر سنهما، ونفذ حكم الإعدام في إبراهيم ، بينما تم الإفراج عن انشراح وأبنائها بعد ثلاث سنوات من السجن وتم ترحيلهم الى اسرائيل في عملية تبادل للأسرى مع بعض أبطال حرب أكتوبر. وقد نشرت صحيفة يدعوت احرونوت عام 1989 موضوعا عن انشراح وأولادها قالت فيه : أن انشراح شاهين (دينا بن دافييد) تقيم الآن مع اثنين من أبنائها بوسط إسرائيل و تعمل عاملة في دورة مياه للسيدات في مدينة حيفا ، بينما يعمل ابنيها كحراس امن بأحد المصانع ، أما الابن الأكبر فلم يحتمل الحياة في إسرائيل وهاجر مع زوجتة اليهودية إلى كندا حيث عملا بمحل لغسل وتنظيف الملابس. إن المهم فى هذا الموضع من وجهه نظرى ليست فى البحث عن اجابه لسؤال من منهما كانت الاولى (دينا عوفاديا )ام (دينا بن ديفيد ) لكن الاهم هو الاجابه على سؤال آخر وهو ما معنى كلمه وطن؟ الوطن ليس الارض التى نحيا عليها ونحمل جنسيتها فكثيراَ ما يحمل البعض جنسيات لكنهم لاينتمون لها ، إن الوطن بالنسبه لى هو ذرة تراب مع قطرة ماء تشكلت منها فكنت ، و على ترابه عشت، هو الأرض التي لا ارضى لغيرها أن تضم رفاتى بعد موتى .. الوطن هو الروح .. التي لا يأخذها إلا الله اللهم احفظ مصر وانصر شعبها لمزيد من مقالات نيفين عماره