ناشد أطباء التحرير الشعب المصري بجميع مواطنيه، مدنيين وشرطيين وعسكريين، من خلال بيان اليوم ، ألا ينظروا إلى أي شيء الآن إلا إلى دماء إخوانهم المراقة على تراب مصر، وأرواحهم الطاهرة التي أزهقت. وأشار البيان إلى مشاركتنا جميعًا يومًيا في إتمام الجريمة بالسلبية التامة وحتى آخر زخة دم، وحتى آخر روح تخرج من نفس بريئة بصمتنا أو باكتفائنا بمشاهدة إعلام كاذب. وتابع البيان: إن هؤلاء المتظاهرين الذين يُضربون بالرصاص والغاز ويفقدون البصر أو يفقدون الحياة هم: مصر، إن من يذبح مواطنا مصريًا مسالما أعزل: فقد ذبح مصر. يقول الله تعالى في كتابه العزيز "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً (سورة النساء 93)، فما بالك لو كان من تقتله برصاصك فيخترق وجهه وينفذ من قفاه أخاك! أو أختك!أو أمك! أو أباك! أو ابنك الصغير. وتابع البيان: وهل تستطيع إذا شاهدت هذا العار ولم يحركك ضميرك لتوقفه أن تدعي أن لك انتماء لوطن أو دين أو إنسانية؟ هل أتى على مصر اليوم الأسود الذي فيه نشاهد بأعيننا ابناً يقتل أباه بسلاحه الميري وفي الوجه! من منا يقبل مدنياً أو شرطياً أو عسكرياً أن يقتل أباه! أو أن يدمر جزءاً من الوطن، هو هذا الإنسان الطاهر الذي نزل الشارع يمارس حرية التعبير عن الرأي والديمقراطية في عمل سلمي لا يجوز في أي من شرائع الدنيا أن يواجه برصاص وخرطوش وقتل وإزهاق أرواح يوميا. وأضاف البيان أن المستشفيات والعيادات الميدانية بميدان التحرير شهدت منذ عصر السبت 19 نوفمبر 2011 وحتى بداية يومنا هذا الأثنين، أكثر من 1500 مصاب تلقى العلاج، وعدداً من الشهداء يقارب 15 شهيداً، وتطوع للإنقاذ والإخلاء أساتذة طب مسنون وشباب وطلبة ومواطنون من كل الأعمار والفئات. وشملت الإصابات حالات خطيرة، منها إصابة بطلقة في الجمجمة اخترقتها من الأمام وخرجت من الخلف، وطلقات من الرصاص الحي القاتل والرصاص المطاطي وبنادق خرطوش أحدثت انفجارات في العين، ذهبت بأبصار مواطنين عزل، ورصاص تم استخراجه من أجساد المصابين أو فشلنا في استخراجه، وحالات نزيف داخلي وكسور في العظام والضلوع واختناق بقنابل الغاز الفاسد المنتهي الصلاحية بكميات رهيبة لم تحدث من قبل، وحالات تشنج وكدمات وشظايا في أنحاء مختلفة من أجساد المواطنين الأبرياء من كل الأعمار. وأوضح البيان أنه "تم ضرب حرم المستشفى الميداني عدة مرات، واضطررنا للهرولة ونقل جميع المعدات الإغاثية، ونحن نختنق من الغاز من مكان إلى آخر". ودعا البيان الشعب للتضامن بكل الطرق والوسائل، داخل وخارج الميادين، مع إخوانهم من أبناء مصر الذين اختاروا وآمنوا وأصروا على طريق التعبير السلمي عن رأيهم بالتظاهر السلمي الأعزل. وحث البيانُ المجلس العسكرى أن يوقف ما يحدث على أرض مصر وبين أبنائها بقرار فوري حاسم يمنع ضرب المدنيين العزل. وناشد البيان جميع أطباء القطر المصري من جميع التخصصات النزول فورا إلى الميادين لإنقاذ الحالات التي تسقط كل دقيقة، تاركين كل شيء إلا إيمانهم بالله وبواجبهم الإنساني، وبقدرتهم على الصمود في هذه الأيام الصعبة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.