- شريهان بطلة الفيلم شخصية وهمية ونيللى كريم شاركت بأجرها فى الإنتاج - 5 ملايين مشاهدة في 4 أيام والتعليقات وصلت لتكفير البطلة وغلق الأكونت مأذون - أنبوبة معمل - مأذون .. هكذا كان شعار فيلم "بشترى راجل" الذى طرح فكرة مجنونة صادمة للمجتمع لخوضه فى منطقة شائكة لكنه بلاشك لمس احتياجا غريزيا يلح علي الفتيات ألا وهو حلم الأمومة.. الفكرة لكاتبة شابة ظل يراودها حلم السينما لسنوات وصادفت منتجة تبحث عن أفكار غير تقليدية.. إنها الكاتبة إيناس لطفي مؤلفة الفيلم الذى يناقش قضية أثارت جدلا كبيرا فى الآونة الأخيرة وهى حلم الأمومة والإنجاب بغير زواج!.. كيف طرحت الكاتبة الفكرة بهذه الجرأة وكيف واجهت عاصفة النقد التى تعرضت لها؟ وما الرسالة التى تسعى لتوصيلها للناس؟ كيف فكرتِ في طرح قصة فيلم بهذه الجرأة.. وهل صادفتِ نموذجا واقعيا لهذه التجربة؟ بدأت الفكرة تراودني منذ 4 سنوات خلال جلساتي مع بعض صديقاتي ووقتها قالت صديقة لي في عقد الثلاثينيات من العمر، وقد مرت بعدة تجارب عاطفية غير ناجحة انها لم تعد تفكر في الزواج وكل ما يشغلها هو الخوف من الوحدة وحلم الأمومة والاستمتاع بطفل تشعر معه بالحب والأمان.. فلمس احتياجها مشاعري و"وجعت قلبي" لأنني كنت في بداية مرحلة الأمومة وأشعر بجمال إحساس الأمومة وشعرت بحقها في الشعور بنفس المشاعر ولكنها اختارت قرار العزوف عن الزواج ليأسها من مجتمع الرجال وفكرهم الذكوري وللأسف عدم الزواج هذا سيمنعها من حقها في أن تكون أما فداعبت الفكرة خيالي وسألت نفسى كيف تصل لحل وسط يحقق لها رغبتها وفي نفس الوقت تكون بعيدة عن مجتمع الرجال الذي ترفضه، فقررت أعمل علي الفكرة وأطورها لتصلح كفكرة مناسبة للسينما. كيف واجهتِ حالة الهجوم الشديدة على الفكرة بمجرد الإعلان عن الفيلم، وهل شعرتِ بالخوف من تزايد حدة الصدام معكِ؟ لم يكن خوفا ولكنه قلق، وكنت أتوقع الهجمة الشرسة علي الفكرة بمجرد نشر البوست والفيديو الدعائي للفتاة الثلاثينية الوهمية شريهان نورالدين التي تطلب متبرعا بحيواناته المنوية لتصبح أما مقابل مبلغ مادي وبالفعل نجح فريق الدعاية في مهمته واستفز الجمهور وحقق الفيديو 5 ملايين مشاهدة في 4 أيام فقط وتعليقات وصلت لتكفير البنت وقفل الأكونت الوهمي للفتاة، فالفكرة لعدم تقليديتها كان ضروريا أن توازيها دعاية غير تقليدية. فى اعتقادك ما أكثر الأشياء التى صدمت الناس فى هذه الفكرة؟ أكثر ما صدم الناس هو مدى جرأة بنت شرقية في التصريح والإعلان لأول مرة عن حاجتها لشراء جزء من رجل مقابل مبلغ مادي لتحقيق حلم مشروع لها وهو الأمومة، فثقافة مجتمعنا تفرض علي البنات الصمت وألا يكون لها صوت وأن تقبل بالمتاح وألا تجهر بالمطالبة بحقها فتربينا علي الخوف وعلي اعتبار أن البنت قليلة الحياء إذا صرحت برغبتها في الزواج ويلومها في ذلك الجميع. من هم المستهدفون الحقيقيون من الفيلم وما رسالتك للجمهور من خلاله؟ أستهدف الفتيات من فئة العشرينات وحتي الأربعينات وخاصة اللاتي قررن التخلي عن فكرة الحب والزواج بسبب فشل علاقات عاطفية لهن أو لمن حولهن بسبب أزمة الثقة في الجنس الآخر أو غيره من الأسباب وأردت تسليط الدور ولفت نظر المجتمع لمشاعر خوف داخل الفتيات يعيشنها وحدهن ولا يجرؤن علي التصريح بها وأؤكد لهن ضرورة عدم الاستسلام للخوف وعدم الاستسلام لموروثات المجتمع التي تجبر الفتاة علي أن تظلم نفسها لتحقيق "الواجب المقدس وأقصد الزواج فالفيلم يقدم فكرة الأمل في مصادفة الحب رغم كل ما يمكن أن تمر به الفتاة من تجارب فاشلة وأقول إنه لابد لكل بنت أن تهتم بتحقيق ذاتها وترفض الدخول في قالب إلغاء شخصيتها للحفاظ علي حياة زوجية تتعسها من أجل الحفاظ علي البيت والأولاد فتحقيقها لهدفها الشخصي يساعدها في إنجاح حياتها الزوجية ويقدم رسالة للرجل ليؤكد علي فهم معني تحمل المسئولية مع شريكته لأن الحياة مشاركة مع الطرف الآخر والحب مسئولية فعلية ولابد أن يتحملها ويكون جديرا بها إذا قرر الارتباط.. وبالمناسبة الشباب أيضا لديهم خوف من الزواج بسبب خوف من المسئولية، وأقدم رسالة للمجتمع بأن يكف عن لوم الفتاة وإجبارها علي زيجة غير متكافئة تضطرها للطلاق وأرجو تغيير المفاهيم الخاطئة للزاوج فالزواج سعادة إن حققته عن اختيارك وكنت علي قدر المسئولية وكارثة إن كان غير ذلك. ما رأيك فى ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب بهذه الدرجة المخيفة؟ الطلاق في حالات كثيرة منه يعكس عدم تحمل المسئولية وفي حالات أخري صرخة تمرد لإنهاء واقع خاطئ، الفيصل في الموضوع تفهم الشريكين للهدف الصحيح من الزواج. فيلم بهذه الجرأة إما أن يطرح اسمك بقوة في السوق كبداية لمؤلفة وكاتبة سيناريو واعدة أو يكتب لكِ النهاية قبل البداية.. ما تعليقك؟ بالتأكيد كنت متفهمة أنها مخاطرة وتوقعت أن لا يقبلها أحد ولذلك لم أعرضها كثيرا علي شركات إنتاج ولكني كنت مقتنعة بالفكرة، وكان ضروريا أن يشاركني في المخاطرة منتج وأبطال علي درجة عالية من الاحتراف وكانت فرصتي مع المنتجة دينا حرب التي درست صناعة الفيلم السينمائي في أمريكا وجاءت بفكر مختلف تبحث عن تنفيذ أفكار غير تقليدية وعلي الجانب الآخر كانت الفنانة نيللي كريم تبحث عن فكرة كوميدية غير تقليدية تتمرد بها علي نمطية أدوارها الأخيرة في الدراما وكان هذا من حسن حظي، وبمجرد قراءتها للسيناريو أعلنت موافقتها وشاركت بأجرها في إنتاج الفيلم. كيف كانت رحلتك من كتابة فكرة علي ورق لفيلم في السينما بطلته فنانة بحجم نيللي كريم إلى أن يتم انتاجه وعرضه في وقت قياسي؟ السينما حلمي وأسعي إليه منذ 7 سنوات بفكرة قوية وتعلمت السيناريو علي يد أستاذي الأديب والسيناريست محمد رفيع وهو من التلاميذ الأوائل للأستاذ الراحل رأفت الميهي ولكن لقلة علاقاتي بالوسط الفني لم ير حلمي النور إلا الآن، فلم يكن أمامي حل طوال هذه المدة سوى البحث عن طريق الإنترنت يوميا عن أي فرصة تصل بفكرتي للنور وبالطبع مررت بحالات يأس كثيرة إلى أن صادفني إعلان في ديسمبر 2015 عن شركة إنتاج أفلام سينمائية جديدة اسمها "بيرثمارك" تعلن عن قبول أفكار لكتاب سيناريو بهدف معالجتها وإنتاجها كأفلام سينمائية في السوق، وبالفعل تقدمت بفكرتي وتم تقديم 120 فكرة وتم اختيار 7 أفكار منها فقط وكانت فكرتي ضمن الأفكار المختارة، وفي فبراير 2016 تم تطوير الفكرة ومعالجتها ليتم كتابة السيناريو بشكل كامل وكانت تحت إشراف السيناريست وائل حمدي وكانت نصيحته لي أن صناعة السينما لها أصول أهمها أن أنجح في توصيل فكرة الفيلم في أقل عدد ممكن من الكلمات وكان أمامي هذا التحدي وظللت أعمل علي الورق إلي أن وصلت لشعار الفيلم وهو (مأذون – أنبوبة معمل – مأذون) وكان الجواز الصوري والحمل عن طريق الأنابيب ثم الطلاق وتحمل مسئولية الطفل كاملة هو الحل الأنسب أمام شمس الأنصاري بطلة الفيلم لتحقق حلمها في الأمومة دون أن يهاجمها المجتمع ودون أن تضطر للتعايش مع رجل، وبالفعل الفيلم تم تحضيره وتصويره في وقت قياسي. وهل كانت كتابتك للفيلم من البداية كوميدية رومانسية أم تم تطوير الفكرة لتصبح بهذا الشكل خاصة وأن السينما تواجه أزمة في اللون الكوميدي؟ الفكرة منذ البداية كانت مكتوبة بطريقة كوميدية رومانسية لأن الفكرة صادمة ولا يصلح أن أقدمها بشكل درامي بحت ينفر منها الناس، ولذلك كان الأنسب أن أقدمها في قالب كوميدي حتي يتقبلها الجمهور ويستوعبوا الفكرة ويناقشوها في أذهانهم. إلى أي درجة استفدتِ من تجربة ورش الكتابة؟ أفادتني جدا في تطوير اسلوب كتابتي وميزة التجربة أنها أتاحت لي فرصة دخول مطبخ صناعة السينما عن قرب والوقوف علي كل مراحل صناعة الفيلم من معالجة كتابة وتصوير ودعاية وهذا سيضيف لي جانبا كبيرا من الخبرة سيثري كتاباتي القادمة. الرقابة صنفت الفيلم فوق سن ال16 سنة.. كيف رأيتِ ذلك؟ لا يفرق معي التصنيف وأري ذلك شيئا سطحيا فالأطفال في المرحلة الإعدادية يدرسون دورة التناسل في حياة الإنسان، النت متاح للجميع ولدينا ملايين "سنجل مازر" في المجتمع وهن سيدات معيلات ومسئولات مسئولية كاملة عن أطفال وأسرة فالمشكلة ليست في المصطلح ولكن في مناقشة الأسباب الحقيقية للمشكلة لعلاجها وكفي دفنا لرؤوسنا في الرمال. وهل كان للرقابة تعليق علي اسم الفيلم؟ الرقابة اعترضت علي الاسم الأصلي للفيلم "دكر بط"، ودعيني أصدقك القول هو مصطلح معروف علي الرجل الذي يلقي بعبء مسئولية البيت والأولاد علي الزوجة بالكامل ويختزل دوره في المسئولية المادية فقط. بصراحة.. ماذا كان رد فعل زوجك عن قصة الفيلم؟ شعر بالصدمة في البداية ولكنه بصراحة هو دائما يثق في تفكيري وواثق أني سأقدم دعوة للتفكير بطريقة غير مسيئة وهذه المرة كان يشجعني في ترقب وانتظار متخوف من طريقة معالجة الموضوع ولكن بعدم قرأ السيناريو كان سعيدا وقال لى: عالجت الموضوع بشكل موزون وبسيط.