كتب : وليد فاروق محمد في البداية برجاء متابعة المقال الأول (المغفور لها شيرين عبد الوهاب 1 ) عبر اللينك الموجود بأسفل الصفحة لنواصل معاً الحديث ضمن سياق ما طرحته بالأمس .. في نهاية المقال السابق سألت : بما إنني مستاء جداً من المشهد ، لماذا الخوض في هذا " الوحل " ؟ والإجابة : بصراحة استفزني جداً مقال زميلي شريف بديع النور المنشور في بوابة الشباب عن " شيرين .. وموسم الزياط " .. شريف أعرفه جيداً .. صحفي فن متميز جداً رغم صغر سنه وعلاقاته كثيرة ، وحتى لا يصطاد أحد في الماء العكر بيني وبين صديقي العزيز .. هو أصلاً معظم الفنانين الكبار الذين يتعامل معهم بندية ليست غروراً ولكنه احترام لنفسه ومهنته والمكان الذي يعمل فيه كان ، وربما لهذا اصبح كثيرون منهم ضمن اصدقاءه .. وهذا شيء نادر جداً في الوسط حالياً ، كما إنه رئيس تحرير لبرامج فنية وحوارية ناجحة ، ومن خلال عملي الطويل معه أشهد له بالمهنية وأنه بعيد تماماً عن أي فئة من التى انتقدتها في مقالي السابق .. هذا فقط نقطة ومن أول الشطر . ولكنني اندهشت من وقوفه في طابور كنت أتمني ألا أشاهده ضمن افراده ولو " عابر سبيل " .. أو حتى ضمن الواقفين في الطابور المقابل.. أو في أي طابور اصلاً ، وبالتالي صداقتنا لا تمنع أن نختلف .. حتى ولو كان الإختلاف قاسياً .. وأنتم الحكم بيننا في النهاية لأننا لا نكلم أنفسنا .. شريف كان عنده حق .. فكل من تكلم عن هذه " التفاهات " سواء دفاعاً أم هجوما ليغسل عقول الناس ب " عصا موسي " التي تلهيهم عن مشاكلهم الحقيقية هو " زياط " .. ولكن عفواً .. مهرجان الزياط يضم مقالك أنت أيضاً ، وربما المدافعين عن شيرين يعتقدون أن مقالي أيضاً في هذا المهرجان .. حقهم ، يا صديقي العزيز اذا لم ترد أن تقول كلمة حق في وجه باطل .. فعلي الأقل لا تصفق له ..فكل ما نتكلم فيه لا ينطبق عليه سوي عبارة السيد أحمد عبد الجواد الشهيرة " بضاعة أتلفها الهوي " .. ربما تقدر صوت شيرين ولهذا تدافع عنها .. أنا أيضاً أحب صوتها جداً ولكنني لن أدافع عنها لأننا عندما نكتب – وهذا بطبيعة الأمور ومنطقها – لسنا ضمن المتفرجين أو جزءاً من " ألتراس " المدافعين أو حتى " سميعة " نفرض ذوقنا الشخصي الممزوج برأي منحاز علي القاريء .. ولكننا صحفيين حتى في مقالاتهم لابد من حقائق واضحة .. في مقال شريف الكثير من الأمور المردود عليها .. هو نفسه يتفق معي أن حدوتة شيرين وعمرو دياب ضمن حلقات " إلهاء " وخداع الناس بأي أمور تافهة .. ولكنه لم يتفق في المطلق .. فقط اعتبرها حلقات لإهانة شيرين .. هكذا كان يوحي كلامه وملخصه " الست غلطت واعتذرت وخلصنا .. يبقي خلاص نسكت بقي لإن أي كلام غير هذا مجرد زياط " ، ثم أكد أنها كانت " بتهزر " .. نعم هي قالت ذلك ولكنه ليس مبرراً علي فرض أنها صادقة ، ثم أنا ممكن أظهر في التليفزيون واشتم أي حد وأقول " كنت بهزر " ؟! وعندما يقال إنها كانت جلسة خاصة والعيب علي من سرب الفيديو .. من قال إن فرح عمرو يوسف وكنده علوش والوقوف علي المسرح والكلام في الميكرفون أمام عشرات المدعويين اصبح " جلسة خاصة " ؟ ومن قال إنها لا تعرف من قام بالتسريب أصلا .. أو علي الأقل لم تتضايق من ذلك بدليل صمتها لفترة حتى بدأت حملات الهجوم عليها ، ولماذا نوحي للناس بأن لأى فنان عدة أوجه وأقنعة يرتديها حسب الظروف والزمان والمكان والكاميرات والمصالح ، وحكاية " صوت مصر الدافيء " والألقاب الكلاسيكية هذه ربما اصبحت تنفع في صحف ومجلات الستينات أو ضمن " مذكرات المراهقين " .. زمان كانت تليق علي اصحابها .. ولكن الآن أى صوت دافيء يرمي بالشتائم يميناً ويساراً ؟ يا صاحبي حرام عليك مصر .. خلاصة القصة : الفنان كان رمزاً لبلده عندما كان علي قدر المسئولية .. والنجوم الكبار اصبحوا هكذا لأنهم لم يكونوا فقط يعرفون كيف يستخدمون اصواتهم وقت الغناء .. ولكن أيضاً في بقية يومهم وفي كلامهم في الأماكن العامة.. بل وعرفوا ان الصمت فضيلة ، بصراحة أكثر – وأنت تعرف ماذا أقصد - لم يكن احدهم ليخرج علي الناس إلا وهو " متزن " حتى لا يلقي بهذيانه علي الآخرين لكي يضحكوا منه .. وعليه ، لم يكن احدهم في يوم ما ضيفا ثقيلا .. تفكر ألف مرة قبل أن تدعيه لمكان عام .. تقول يا صديقي أن النجوم الكبار " ياما غلطوا " ولم يكونوا ملائكة .. نعم .. وأنا لا مقدسات من البشر عندي يعيشون بيننا مهما كانوا .. أم كلثوم صوت رائع ولكنها كشخصية لا يعجبني نظرة البعض لها باعتبارها " الملاك المنزه عن الخطأ " ، عبد الحليم كان رائعاً ولكنه ليس بالضرورة نموذجاً يحتذي به في نظر البعض .. احب سعاد حسني الممثلة لكن البعض – وفي أيامها – كانت له تحفظات علي أمور شخصية خاصة بها .. عفوا انا لست من مصابي " الشيزوفرانيا " في تقديس الناس .. ولكنهم لم يكونوا جميعاً يتباهون بأسوأ ما بقلوبهم علناً .. فما بداخلهم كان محجوباً ولهذا استمروا ، وحكاية أن فلانة الفلانية علي نيتها وتنطق بما بداخلها " بعيداً عن الزيف " .. فهذا هو الزيف نفسه .. فإهانة الناس و " اللسان الطويل " والتجرؤ علي الجميع في غرور وعنجهية فارغة لا يعني سوي أوصاف عيب أن أكتبها .. عموما ..أنا لن أنضم إلي المدافعين عن الوهم .. وآسف لو أضعت وقتكم في قراءة مقال ربما تعتقد أنه ينضم لكتيبة المهاجمين لمطربة يعتقد بعض المهووسين بها أنها ضمن " المغفور لهم " ، ولكن يمكنك ببساطة أن تعتبرها فضفضة وتعليق لقاريء علي مشهد مؤسف .. وكلمة أخيرة : كما ضايقني ما قالته شيرين .. أيضاً اندهشت كثيراً من رد عمرو دياب وكأن استعراض عضلاته في الجيم هو الدليل العملي علي أنه ليس المطرب " الذي راحت عليه " كما قالت هي .. عموماً ، فلنغلق الملف ليس بمنطق أن " الست اعتذرت والموضوع خلص " .. ولكن لأن " عصا موسي " لإلهاء الناس قامت بالواجب وزيادة .. وأعتقد الكلام لا يحتاج شرحاً ! . بالمناسبة : كل 25 يناير وأنتم طيبون .