هذه الرسالة موجهة إلي صديقي الحرامي الذي خطف موبايلي من يدي أمام باب مؤسسة أخبار اليوم مساء الأحد الماضي. صديقي الحرامي صباح الخير، لا تندهش من أني أعتبرك صديقي فهذه ليست سخرية منك ولا نفاقا لك لكني أؤمن بالمثل القائل: ما محبة إلا من بعد عداوة ومن يدري لعلنا بعد هذه الواقعة نصبح أصدقاء قول يا رب، أما كلمة حرامي فلا أقصد بها حاجة وحشة ولكن فقط حتي تعرف نفسك عندما أوجه لك الرسالة وليتني كنت أعرف اسمك الكريم كي أناديك به بدلا من هذه الكلمة السيئة. أما بعد، لعلك تكون بخير أنت وأفراد أسرتك الكريمة وكذلك صديقك سائق الموتوسيكل الذي شاركك في لحظة الضعف ولن أقول الجريمة التي شاء القدر أن أكون أنا ضحيتها. وأود في بداية المقال أن أحييك علي الهدف الذي أحرزته في العبد لله فأنا أشجع اللعبة الحلوة حتي لو كانت ضدي، هكذا تعلمنا أصول الروح الرياضية، فهدفك حتي وإن كان من وجهة نظري وربما نظر غالبية الناس نتج عن تسلل واضح إلا أنه توافرت فيه كل عناصر الهدف التاريخي الذي يسجله التاريخ وتتذكره الأجيال، ولكي أشرح للقراء الأعزاء الهدف دعني أتقمص شخصية صديقي العزيز الكابتن أيمن يونس الملقب بفيلسوف التحليل الرياضي في مصر، فقد توقف زميلك بالكرة أقصد بالموتوسيكل في اللحظة المناسبة ووقفت أنا واثقا أنكما في موضع تسلل وهذا خطأي حيث القاعدة تقول إلعب علي صفارة الحكم وفي اللحظة التي نظرت فيها للحكم ليطلق صافرته كنت أنت قد صعقتني بهدفك في شباكي التي كانت دائما عذراء فشر صعقة نجمنا محمود كهربا في مرمي منير المحمدي حارس مرمي منتخب المغرب في آخر دقيقتين من المباراة، وبينما كنت أنا في حالة ذهول من المفاجأة لا أكاد أصدق ما حدث كنت أنت وزميلك فص ملح وداب وسط الجماهير، وهنا وجدت نفسي أصفق لك وأهتف متقمصا دور المعلق مدحت شلبي قائلا: الله عليك يا حبيب والديك، بمناسبة والديك ربنا يعطيهما الصحة والعافية هل تعرف أنني فقدت خلال الشهور الثلاثة الماضية والديّ رحمهما الله، أي والله زي مبؤلك كده يعني دلوقتي أنا يتيم الأب والأم وقد كان دعاؤهما لي مع كل طلعة شمس روح ربنا يوقفلك ولاد الحلال، أرجوك لا تفهمني غلط فلا أقصد أنك وزميلك ولاد حرام لا سمح الله ويقيني أنكما أولاد ناس طيبين يموتوا من الجوع ولا يأكلون من حرام كما أرجو ألا تظن أنني أتاجر بأحزاني يا صديقي العزيز لكن فقط أردت أن أخبرك أن ربنا بيسترها معانا ببركة دعاء الوالدين أما من فقد والديه مثلي فلابد أن ينتبه أن ربنا لن يسترها معاه إلا بعمله هو ربنا يسترها معانا ومعاك يا صديقي. الحقيقة أنني لا أعرف ما إذا كنت ستقرأ رسالتي هذه أم لا، ليس لأني أشك أنك لا تقرأ ولا تكتب لا سمح الله، ولكن لأني أعتقد أنك مثلك مثل كثير من الناس قد أصبحت نفسها مسدودة عن القراءة بشكل عام وقراءة الصحف بشكل خاص. المهم وحتي لا تسيء فهمي أود أن اطمئنك أني لست بصدد إلقاء محاضرة علي مسامعك عن الحلال والحرام لأني واثق أن معلوماتك فيهما أكثر من معلوماتي لكني بصدد الحديث عن العبد لله الذي سرقته أنت بدم بارد دون أن تدرك ربما قدر المعاناة التي ستقع عليه سواء كانت معاناة معنوية أم مادية. معاناتي المادية ستكون شديدة جدا فلن أستطيع توفير ثمن موبايل جديد أو حتي نص عمر بسهولة خاصة بعد أن تضاعفت أسعار الموبايلات نظرا لتعويم حبيبنا الجنيه المصري الذي غرق وأغرقنا كلنا معه وجعل حتي مجرد شراء شراب جديد يحتاج حسبة برما فما بالك بالموبايل؟، أنا واثق أنك لن تبيعه بأكثر من مائتي جنيه ربما تصرفها علي أقرب قهوة قبل أن تعود لبيتك سليما معافي بإذن الله، وربما لو سألتني نقودا قبل أن تفعل فعلتك وتهرب لكنت قد أجبتك حتي لو لم اعطك المائتي جنيه كلها كنا علي الأقل قسمنا البلد نصين ووفرنا علي بعض هذا الموقف السخيف. أما عن معاناتي المعنوية من فقدان الموبايل يا صديقي فحدث ولا حرج، فلن أقول لك أن عليه كمية رهيبة من الأرقام الضرورية التي لا أستغني عنها يوميا في عملي وفي حياتي فالأرقام مقدور عليها ويمكن تجميعها من جديد مع بعض التعب مش مهم لكن المهم يا صديقي في الأشياء التي لا يمكن تعويضها فعليه صور أغلي الناس الحاج والحاجة رحمهما الله وهي كنز لا يقدر بثمن. أنا واثق أنك تستطيع يا صديقي المحترف أن تعرف رقمي بسهولة إن أردت، لذا أنا أجلس مترقبا رنين الهاتف منتظرا مكالمة منك لن أقول مثل انتظار أي عبده مشتاق لمكالمة من شريف إسماعيل ليكون وزيرا في الحكومة الجديدة حيث عزف المشتاقون عن اشتياقهم القديم ولكن أشبه بانتظار 90 مليون مواطن مصري لأي فرحة ولو في مباراة كرة قدم أو في موبايل عاد بعد سرقته. ملحوظة مهمة: لسوء حظك سجلت كاميرات المراقبة بدار أخبار اليوم تفاصيل الواقعة بالكامل منذ دخولكما الشارع وحتي خرجتما منه بالغنيمة وصورتك أنت وزميلك منورة ومع ذلك لن أهددك قائلا: سيديهاتك عندي لإحساسي أنك سوف تجيد تقدير الموقف ولا تنس أنك تتعامل مع صعيدي لا يترك ثأره ولو بعد حين، ههههههه باهزر يا جدع ما تتخضش كده ده مش تهديد دي بس مناغشة، والسلام ختام!