هذا العنوان قد يعطي ملمحاً لما أريد أن أكتب عنه اليوم، حيث لكل زمن وكل حقبة سياسية "أبطال وكومبارس" ودعاة، وأيضاً لكل زمن شهداء، ومظلومون، ومنبوذون ونحن بعد قيام ثورة يناير، أصبحت الحياة السياسية المصرية تعج (بشخوص) رغم اختلاف مشاربهم وانقساماتهم، إلا أن العنوان الرئيسي الذي يعتلي "ناس هذا الزمن" أنهم "الثوار" أو قادة التغيير، كلام كبير جداً، يحمل نصف الحقيقة، حيث لا يمكن تعميم هذا التعريف علي كل ناشط أو متظاهر في ميدان التحرير وإخوته من ميادين مصر. حيث اختلط الحابل بالنابل، وهؤلاء الذين تسيدوا المشهد السياسي من ائتلافات وجماعات وبلطجية وباعة جائلين ومتسولين، ومسجلين خطر، وأيضاً منتهزي الفرص ومتسلقي الأكتاف والأجساد، ولا يمكن أن ننسي هؤلاء الفاشلين الذي سعوا في كل العصور للتمسح بالسلطة ورموزها، بغية كسب قطعة أرض أو رشوة في انتخابات مزورة، هؤلاء أيضاً لهم مكان في المشهد السياسي, ولعل التعليقات التي استقْبِلهاَ بريدي الإلكتروني علي مقالاتي اليومية في روزاليوسف أو الأسبوعية في المجلة ونهضة مصر، تستحق الاهتمام وسوف أنشر بعد استئذان مُرْسلْ التعليق علي مقالي يوم الأربعاء الماضي تحت عنوان "الفلول وبدعة الثورة" جاءني من صديقي الدكتور "سامي عبد العزيز" العميد السابق لكلية الإعلام - جامعة القاهرة - ما يلي :- "صديقي وأخي د.حماد المحترم بمنتهي الصدق هذا هو أشجع وأصدق وأجرأ مقال لك شخصياً منذ الثورة، وأتصور أنه ينبغي أن يكون بداية لسلسلة تكشف فيها الآتي:- أولاً: المتحولون وراكبو الموجة وخاصة الإعلاميين دعنا نكشفهم يا صديقي. ثانياً: الفلول والثورة المضادة والذيول وغيرها لا تأتي الا علي السنة وأقلام الفاشلين الذين سعوا للتمسح في النظام القديم، بل والكل يعرف أنهم كانوا علي استعداد لدفع أي ثمن ليلتقط لهم صورة، بينما بعضنا و"أنا وأنت" منهم لم نتربح أو حتي سعينا لأي مغنم، فنجاحاتنا كانت تسبقنا وستظل ملموسة ومغموسة بعرقنا، لن ينسي أحد شجاعتك علي التليفزيون الرسمي مهاجما الفكر الاستثماري العقاري وغيرها ثالثاً: دعنا نحرك الاغلبية الصامتة ضد الغوغائية (ياعميد سابق) هل سمعت عن انتخابات في جامعة في العالم المحترم، هذا علي سبيل المثال كيف ننبطح أمام الأقلية صاحبة المصالح الشخصية الضيقة؟ إن مقالك الشجاع والجريء والنقي أعاد إلي الأمل في أن (مصر) فيها رجال، قلوبهم وعقولهم مع طلائع الثورة الأنقياء، ولكنهم لن يتركوا الانتهازيين يسرقون مصر، ويشوهون الشرفاء (فمن سرواله بالكذب مبلول.. هو من يستخدم كلمة فلول)! لك محبتي واحترامي" أخوك الشاهد علي استقامتك سامي عبد العزيز وفي تعليقي علي تعليق صديقي الدكتور "سامي عبد العزيز" بأنني كنت قد نصحته عندما خرج عليه بعض الطلاب وكذلك بعض زملائه أعضاء هيئة تدريس أحد الأقسام العلمية التابعة لكليته رافضين استمراره عميداً للكلية بحجة ما كان يكتبه في روزاليوسف اليومية، وبحجة أنه كان عضواً بالتعيين في مجلس الشوري، وانتسابه لأمانة سياسات الحزب الوطني (المنحل)! بأن يترك مكانه كعميد للكلية (فوراً) حيث إن التواجد في منصب العميد، يجب أن يكون متوافقا عليه من جميع أعضاء هيئات التدريس، وليس للطلاب شأن في منصب عميد كلية أو رئيس جامعة، هكذا يقول القانون وهكذا العرف في الجامعات المصرية (خاصة) إلا أن (الزمن) ليس هو (الزمن) والأحداث ومجرياتها وما وصلنا إليه عقب ثورة قام بها الشعب واختلط فيها الحابل بالنابل، يجب علي كل من يحترم نفسه أن يوثق احترامه لنفسه أولاً، قبل أن نتمسك بشرعية، قد سقطت فعلاً بسقوط شرعية النظام كله، وهكذا نعود لعنوان هذا المقال، لكل زمن "ناسه" وكل حقبة سياسية لها رجالها! وحتي هذه اللحظة لم يظهر لهذا الزمن (رجال) - وأحترم جداً تعليق صديقي الدكتور "سامي عبد العزيز"!