قام الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم بزيارة إلى دولة أوغندا أعلنت رئاسة الجمهورية أنها تستغرق يوما واحدا فقط. وخلال الزيارة التي أعلنت عنها الرئاسة اليوم بشكل مفاجيء وأثارت العديد من التساؤلات أجرى الرئيس السيسي مباحثات مع يوري موسيفيني رئيس جمهورية أوغندا، شملت العديد من القضايا، كما تحدث الرئيس عن رؤية مصر للتنمية الشاملة وسبل الاستفادة من نهر النيل بين دول حوض النيل. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان شرح تفاصيل الزيارة عقب انتهاءها ومغادرة السيسي لمطار عنتيبي عائدا للقاهرة. وجاء في البيان: أنه قام الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بزيارة رسمية إلى أوغندا، حيث كان في استقباله بمطار عنتيبي الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني. وقد توجه الرئيس مباشرة إلى القصر الجمهوري في عنتيبي، حيث أقيمت له مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين. وصرح السفيرعلاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، الذى استهلها بالترحيب بالرئيس، مشيراً إلى أن زيارة الرئيس هي أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس مصري إلى أوغندا. وأشاد الرئيس موسيفيني بالعلاقات التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين منذ قرون، وبالدور الذي قامت به مصر في دعم استقلال أوغندا، معرباً عن تطلعه لأن تمثل زيارة الرئيس إلى أوغندا نقطة انطلاق جديدة في العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين والعمل على تطويرها والارتقاء بها فى كل المجالات. كما ثمن الرئيس الأوغندي توجه الرئيس نحو الانفتاح على القارة الافريقية، مؤكداً على أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكداً على ما توليه مصر من أهمية خاصة لتعزيز التعاون مع أوغندا في جميع المجالات، وذلك في ضوء العلاقات التاريخية الممتدة التي تربط بين الشعبين. وأضاف حرص مصر على زيادة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الدولتين، مشيراً إلى ضرورة تفعيل عمل اللجنة المشتركة بين البلدين وعقدها في أقرب فرصة، فضلاً عن إقامة مزيد من المشروعات التنموية المشتركة، وخاصةً في قطاعات الطاقة، وإدارة الموارد المائية والري، والزراعة والثروة الحيوانية. وأشار الرئيس فى هذا الصدد إلى تزايد عدد الشركات المصرية العاملة في أوغندا خلال السنوات الماضية في ضوء ما توفره من فرص استثمارية واعدة. كما أكد الرئيس على مواصلة مصر تقديم الدعم الفني لأوغندا في عدد من المجالات، وذلك من خلال المبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. وأوضح السفيرعلاء يوسف أن الرئيس موسيفيني أعرب عن اتفاقه مع الرئيس على أهمية تفعيل عمل اللجنة المشتركة وعقد اجتماع لها فى أقرب فرصة لبحث سبل زيادة التبادل التجاري وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في مختلف القطاعات، مشيداً في هذا الإطار بعمل الشركات المصرية في أوغندا ومساهمتها بإيجابية في جهود التنمية ببلاده. كما عبر "يوري موسيفيني" عن تقديره لما تقدمه مصر من دعم فني في عدد من المجالات، مؤكداً على ما يعكسه ذلك من عمق أواصر الصداقة بين الشعبين. وعلى الصعيد الإقليمي، أكد الرئيس حرص مصر على تكثيف التنسيق والتشاور مع أوغندا إزاء مختلف القضايا الإقليمية، منوهاً إلى التطلع لأن تساهم آلية التشاور السياسي بين البلدين، والتي تم توقيع مذكرة تفاهم بشأنها عقب المباحثات، في تحقيق هذا الغرض. كما أكد الرئيس على أهمية تعظيم الاستفادة مما يمثله نهر النيل من شريان حياة يربط بين مصر وأوغندا، مشيداً بالتعاون القائم بين الجانبين في مجال إدارة الموارد المائية، ومنوهاً إلى أهمية التعاون بين دول حوض النيل والعمل سوياً لتنفيذ مشروعات لزيادة إيراد النهر بما يحقق المصالح المشتركة لجميع دول الحوض. وقد أكد الرئيس الأوغندي في هذا الإطار على أهمية تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف دول حوض النيل، مشيراً إلى اعتزامه العمل على تحقيق ذلك خلال فترة رئاسته لمبادرة دول حوض النيل. كما أبدي الرئيسان ترحيبهما بمشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وأكدا على أهمية العمل على اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ المشروع عقب انتهاء الدراسات الخاصة به. وذكر السفير علاء يوسف أن المباحثات تطرقت إلى سبل تطوير وتنمية العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، كما تمت مناقشة عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيسان التزامهما بمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار والتنمية في إفريقيا، وخاصةً في منطقة حوض النيل، ومنطقة البحيرات العظمى والقرن الإفريقي. وقد أشاد الرئيس السيسي في هذا الإطار بجهود الرئيس موسيفيني في تعزيز السلام والاستقرار في القارة. ومن جانبه، أشاد الرئيس موسيفيني بالجهود التي تبذلها مصر من خلال عضويتها في كل من مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي لخدمة والدفاع عن المصالح الإفريقية. وقد جدد الرئيس في ختام المباحثات الدعوة للرئيس موسيفيني لزيارة مصر في أقرب فرصة، حيث رحب الرئيس الأوغندي بالدعوة، مؤكداً حرصه على تلبيتها في أقرب فرصة ممكنة. وقد شهد الرئيسان عقب انتهاء المباحثات التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن المشاورات الدورية السياسية والدبلوماسية بين البلدين، وعقدا عقب ذلك مؤتمراً صحفياً مشتركاً. كما قام الرئيس موسيفيني بمرافقة السيد الرئيس إلى مطار عنتيبي، وكان في مقدمة مودعيه. فيما يلي نص كلمة ا الرئيس خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عُقد اليوم في عنتيبي مع الرئيس الأوغندي:
"السيد الرئيس/ يوري موسيفيني رئيس جمهورية أوغندا السيدات والسادة، اسمحوا لي في البداية أن أعرب عن سعادتي بالتواجد في أوغندا الشقيقة، وأن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى أخي العزيز الرئيس يوري موسيفيني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وهو أمر غير مستغرب على الشعب الأوغندي الشقيق الذي تربطه بالشعب المصري علاقات تاريخية وثيقة وممتدة. وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأؤكد عميق تقديرنا لدور الرئيس موسيفيني في تحقيق الاستقرار والتنمية في جمهورية أوغندا، وجهوده الملموسة كأحد القيادات التاريخية البارزة بالقارة الأفريقية في تعزيز السلم والأمن في القارة بشكل عام، لاسيما في منطقتي البحيرات العظمى والقرن الأفريقي. الأخوة والأخوات، إنني أشعر بسعادة خاصة لإتمام هذه الزيارة إلى بلدكم الشقيق، وأود أن أشير في هذا السياق إلى عدد من القواسم المشتركة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين... فمصر وأوغندا دولتان ناميتان، لا تتشاركان فحسب في شريان حياة واحد هو نهر النيل، ولكنهما تتشاركان أيضاً في نفس التطلعات التنموية والاقتصادية. كما يواجه البلدان في محيطهما الإقليمي مخاطر الإرهاب والتهديد المستمر من تنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المؤيدة له. من ثم فإني أؤكد على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين مصر وأوغندا، والتي يتعين علينا العمل على تطويرها في كافة المجالات، لاسيما في المجالات التنموية مثل قطاعات الطاقة، وإدارة الموارد المائية وتطبيق سبل الري الحديث، وتطوير قطاع الزراعة والثروة الحيوانية، وبناء القدرات، ولا تدخر مصر وسعاً في تحقيق ذلك من خلال تقديم دعمها الفني عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والمبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل. كما نولي في هذا السياق أهمية خاصة للتنسيق السياسي والأمني المشترك بين مصر وأوغندا بغرض تعزيز الاستقرار الإقليمي، ونتطلع إلى مساهمة آلية التشاور السياسي بين البلدين، والتي تم توقيع مذكرة تفاهم بشأنها اليوم، في تحقيق هذا الهدف. وفي إطار ما نوليه من اهتمام خاص لتعزيز حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وحرص مصر على زيادة حجم استثماراتها في أوغندا، أود أن أنوه بنشاط القطاع الخاص المصري في أوغندا الذي يشهد نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، وأن أدعوه إلى زيادة استثماراته والاستفادة مما توفره أوغندا الشقيقة من فرص واعدة في قطاعات مختلفة. السيدات والسادة، أود أن أجدد شكري لأخي الرئيس موسيفيني على حفاوة الاستقبال، وأؤكد سعادتي الكبيرة بلقائه، وتطلعي لمزيد من التواصل الشخصي معه بما يعزز التعاون بين البلدين على كافة المستويات. وكما ذكر الرئيس موسيفيني، فهذه الزيارة هي بالفعل الأولي لرئيس مصري إلى أوغندا، ولكنها بالتأكيد لن تكون الزيارة الأخيرة، وسيليها زيارات أخري لأوغندا وللدول الافريقية الشقيقة، وذلك في إطار السياسة التي تتبناها مصر منذ خطاب التنصيب بالانفتاح على القارة الافريقية وعودتها إلى أشقائها الافارقة. وأدعو في هذه المناسبة الرئيس موسيفيني لزيارة بلده الثاني مصر في القريب لمتابعة مناقشاتنا حول سبل تعزيز العلاقات الهامة بين بلدينا الشقيقين. وشكراً."صور.. ماذا قال السيسي عن نهر النيل خلال زيارته المفاجئة لأوغندا؟