- بث مباشر من حواري الكيت كات: مسجد مكان ملهي ليلي ودار سينما ومعهد للموسيقي - الشقة الإيجار ب5 جنيهات والتمليك بمليون .. ولافتة "نعم لمبارك" - الشيخ حسني "الحقيقي" ظل 7 سنوات يوهم صديقه الأعمي بأنه مبصر .. واكتشف أن زوجته كفيفة مثله بعد حريق شقته - داود عبد السيد: ظللت 5 سنوات أبحث عن منتج يقتنع بفكرة الفيلم.. وليس صحيحاً أن عادل إمام رفض بطولته - إبراهيم أصلان كتب "مالك الحزين" مضطراً لكي يستفيد من منحة التفرغ .. وأكد ل "الشباب" قبل وفاته: أكتب عن المهمشين فقط - الشيخ حسني كان يعرف أن قصة حياته أصبحت ضمن أفضل 10 أفلام في تاريخ السينما العربية.. ولكنه ظل مجهولاً حتى وفاته - كل أهل الكيت كات ظهروا في الفيلم عدا الشيخ حسني الذي اضطر لترك الحي بعد فضيحة الميكرفون - "الهرم" تاجر المخدرات حصل علي 20 جنيهاً "حق استغلال اسمه سينمائيا" ثم أصبح مؤذناً في آواخر أيامه - المعلم صبحي تاجر الطيور هدم البيت وبني عمارة كبيرة وسافر لندن.. ثم مات بسبب "ريش" الفراخ - الشيخ حسني باع بيته مرتين في يوم واحد بسبب "المزاج".. وقال للضابط في محضر رسمي: أنا استلفت 35 جنيهاً علشان أشتري الحشيش!
تحقيق يكتبه: وليد فاروق محمد تصوير: محمود شعبان "ونطير ونطير مع نسمة شاردة لأيام زمان" .. بهذه الجملة التى تغني بها محمود عبد العزيز في أحد مشاهد فيلم "الكيت كات" قررنا الانتقال في رحلة عبر الزمن عمرها 40 عاماً .. من أول كلمة كتبها إبراهيم أصلان في رواية "مالك الحزين" ومروراً بالعرض الأول لفيلم "الكيت كات" المأخوذ عن الرواية وانتهاءً بالواقع الحالي للمكان والشخصيات الحقيقية التى تناولتها الرواية والفيلم .. لن نطيل أكبر في المقدمة..فهذا التحقيق نشرناه من قبل على صفحات مجلة الشباب وموقعها الإلكتروني وحقق تفاعلا كبيرا من جانب القراء نظرا لأهمية هذا الفيلم في تراث السينما المصرية والعربية عموما وعبقرية الساحر محمود عبد العزيز في أداء شخصية بجل الفيلم الشيخ حسني.. وبمناسبة وفاة الساحر أمس نرى أنه من المهم أن نعيد نشر هذا التحقيق الذي يسلط الضوء على أهك أفلامه وأكثر شخصياته تأثيرا في الجمهور المصري والعربي حتى الآن.. تعالوا نبدأ المشاهدة بينما نسمع في الخلفية دندنة الشيخ حسني وهو يقول: سيبك من المدبغة.. وصباغة المصبغة وبص بص شوف.. شوف الناس والظروف يمكن تلقى الديابة لابسة فروة خروف يمكن تلقى الغلابة فى أول الصفوف المشهد الأول الزمان هو عام 1981 نشر الراحل إبراهيم أصلان روايته الأشهر "مالك الحزين" التى أصبحت ضمن أفضل مائة رواية فى الأدب العربي.. قبلها بنحو 5 سنوات بدأ في كتابتها.. وفي عام 1991 بدأ عرض فيلم "الكيت كات" المأخوذ عن الرواية، أما المكان فهو حي الكيت كات والذي يعود تاريخه إلي أيام الحملة الفرنسية علي مصر، فبعد موقعة إمبابة وهزيمة المماليك أسس الجنود الفرنسيون منطقة ترفيهية على النيل، وتم بناء ملهى ليلى كبير يستقبل الفرنسين والأثرياء اسمه "كيتى" .. ومن هنا جاء اسم كيت كات، ولكن بعد خروج الفرنسيين من مصر هدم أهالى المنطقة ذلك الملهى ليقام بدلا منه مسجد ضخم وهو المعروف الآن باسم خالد بن الوليد... وما زالت حتى اليوم بقايا مبنى سينما الكيت كات على حالها مهجورة، كما توجد بقايا لمعهد موسيقي قديم .. والتناقضات في الحي كثيرة، فالنافورة الضخمة التى تعتبر من معالم المنطقة السياحية.. يستخدمها الأطفال كحمام سباحة في الشارع طوال الصيف، أما "العوامات" ورغم تاريخها الطويل فإن معظمها اختفي وأصبحت مكانها قاعات أفراح، وحتى اليوم – فبراير 2016 – يوجد إعلان كبير في مواجهة كورنيش الكيت كات وبإمضاء من رئاسة حى شمال الجيزة بعنوان "70 مليون نعم لمبارك" تم رسمه فى أعقاب الانتخابات الرئاسية فى عام 2005، ومن عجائب المنطقة – كما يقول صلاح الشرقاوي أحد سكان الكيت كات – إن الشقة القديمة علي النيل قد لا يتعدي إيجارها الشهري 5 جنيهات بينما بجانبها العمارة الجديدة يصل سعر الشقة التمليك فيها لنحو مليون جنيه! . المشهد الثاني إبراهيم أصلان لم يحصل سوي علي الابتدائية فقط.. ولد عام 1935 ونشأ في حي إمبابة وتحديدًا بمنطقة الكيت كات والتى عاش بها طوال حياته تقريباً، وبدأ الكتابة والنشر منذ عام 1965 وعمل بوسطجياً بهيئة البريد وتوفى عام 2012، والعجيب أنه كتب "مالك الحزين" بالصدفة.. فهو أصلا كان يعشق القصة القصيرة، وقرأ له الأديب الكبير نجيب محفوظ إحدى قصصه وكتب رسالة تُزكيه لكي يحصل على منحة تفرغ من وزارة الثقافة لمدة عام، وبالفعل حصل أصلان على تفرغ لمدة عام قابل للتجديد لكن بشرط أن يكتب رواية.. ولكي يستفيد من منحة التفرغ اضطر لكتابة رائعته "مالك الحزين"، ومنذ 10 سنوات بالضبط كان لقائي الأول والأخير مع إبراهيم أصلان في مكتب جريدة الحياة اللندنية في جاردن سيتي.. وبالعودة للحوار الذي نشر بمجلة "الشباب" في فبراير 2006 قال: إنه يكتب "بمزاجه" ويعرف أن دوره ليس مجرد كتابة "الكلام الحلو" ولكنه تخصص في تشريح آلام المهمشين والتركيز علي المساحات التى يهجرها الجميع، وروي كيف استفاد من عمله كبوسطجي في إتقان فن كتابة البرقية.. ولذلك كان التحدى هو صياغة أعمق المعاني في أقل عدد من الكلمات.. ومن غرائب الأقدار أنه كان يأتي إلي شقة في جاردن سيتي كساعي بريد .. ومرت سنوات وأصبح يعمل رئيساً للقسم الثقافي في جريدة الحياة التى يقع مقرها في الشقة نفسها. المشهد الثالث رواية "مالك الحزين" تدور أحداثها حول 115 شخصية رغم حجمها المتوسط، وبطل الرواية هو "يوسف النجار" وليس الشيخ حسني، وتتكرر معظم الشخصيات في الرواية والفيلم بنفس التفاصيل.. فاطمة الفتاة الفقيرة التى تحب يوسف، المعلم صبحي التاجر الغني الذي يحاول شراء الحارة بمن فيها، المعلم عطية صاحب المقهى، عم مجاهد بائع الفول والذي مات في بداية الرواية - وليس في نهاية الأحداث كما جاء بالفيلم – والهرم بائع المخدرات في المنطقة، والشيخ عبيد صديق الشيخ حسني، ويؤكد أصلان أن كل هذه الشخصيات حقيقية وعايشها بنفسه خلال فترة إقامته الطويلة في حي الكيت كات، وكما أكد أصلان فإن الشيخ حسنى – الحقيقي - كان الأول علي دفعته فى معهد الموسيقى العربية، ويعمل مدرّساً للموسيقى، لكن إدمانه ل "الحشيش" وعدم اهتمامه بمظهره جعل إدارة المدرسة تتخلّى عن خدماته وتطلب منه أن يرسل شخصاً فى أول كل شهر لقبض راتبه، وبعد وفاة زوجته الأولي قامت خالته بتزويجه بابنتها لكي تخدمه.. وبعدما تسببت في حريق شقتهم المتواضعة اكتشف أنها مثله.. كفيفة، وكان لا يعترف بأنه أعمى.. بل الكل هم العميان وهو المبصر الوحيد، وفي ظلام الفقر والتخلف والعشوائية والعجز .. يصبح هو الأعمى الذي يقود المبصرين. المشهد الرابع منذ 30 عاماً لم يشعر المخرج الكبير داود عبد السيد بالوقت يمر وهو يجلس في بيته مستغرقاً في قراءة رواية "مالك الحزين" .. والمصادفة أن بيته في "الزمالك" علي شاطئ النيل المقابل للكيت كات، والآن وبعد 25 عاماً من العرض الأول للفيلم سألته إذا كان وقتها توقع أن يحقق فيلمه هذا النجاح، فأجاب: عندما قرأت "مالك الحزين" استغرقتني شخصية الشيخ حسني.. فقررت أن يكون هو بطلي، وعند انتهائي منها قمت بكتابة معالجة سينمائية للأحداث ثم اتصلت بالأستاذ إبراهيم أصلان والذي أبدي مرونة كبيرة وتفهماً لطبيعة الفارق بين الفيلم والعمل الروائي، وظللت 5 سنوات أبحث عن منتح لأن الكثيرين لم يوافقوا علي بناء حارة متكاملة وكانوا يرغبون أن نصور فى حارة مجهزة بأحد الاستوديوهات، وبالمناسبة.. معظم مشاهد الفيلم تم تصويرها في شوارع الكيت كات، وبخلاف التغيير في مساحة الشخصيات.. لم أضف شيئاً علي الرواية، وكان هدفي تقديم فيلم ممتع ويدعو الناس للتفكير أما النجاح وبقاء الفيلم في أذهان الناس فهو رزق من عند الله. المشهد الخامس أول يوم تصوير.. كانت الحارة التى اختارها داود عبد السيد مختلفة تماماً عن الحارة التى ظهرت من قبله وخاصة في أفلام نجيب محفوظ، فلأول مرة شاهد المصريون علي الشاشة حارة عشوائية ومظلمة وبها كل النماذج البشرية، ورغم طغيان موهبة وأسلوب محمود عبد العزيز.. لكن حفر الآخرون لأنفسهم مكاناً في اللوحة وخاصة شريف منير ونجاح الموجي وأمينة رزق وعلي حسنين وعايدة رياض ، بل ظلت عبارة"هيييه.. الله يرحمك يا عمّ مجاهد" ملاصقة لأشهر أعمال الممثل الراحل أحمد سامي عبد الله، وكان الناقد الفني طارق الشناوي منذ فترة كتب مقالاً أكد فيه أن المخرج داود عبد السيد ذهب بسيناريو فيلم "الكيت كات" أولا إلى عادل إمام في الأستوديو لكي يقوم ببطولته.. لكنه لم يتحمس، فما كان منه إلا أن التقى محمود عبد العزيز فى البلاتوه المقابل فوقّع على بياض، نعود للأستاذ داود عبد السيد لنسأله عن صحة هذه الحكاية، يقول: هذا لم يحدث نهائياً..أنا منذ اللحظة الأولي لكتابة السيناريو كان في ذهني محمود عبد العزيز.. لم أتخيل غيره في دور الشيخ حسني، لكن كما قلت أنا ترددت علي منتجين كثيرين طوال 5 سنوات، وربما أحدهم عرض علي عادل إمام بطولة الفيلم لكي يقوم بإنتاجه.. لكن هذا لم يحدث في وجودي نهائياً. المشهد السادس استمر عرض الفيلم لمدة 20 أسبوعاً في دور العرض..ثم حصل على جوائز كثيرة في مهرجانات محلية وعالمية، وجاء ضمن قائمة أهم 10 أفلام في تاريخ السينما العربية، تفاصيل كثيرة نسجت فانتازيا الكوميديا السوداء "الكيت كات"، فبخلاف أداء الممثلين والقصة هناك أيضاً السيناريو والإخراج لداود عبد السيد والذى انطلق بعد هذا الفيلم ليقدم أعمالاً رائعة مثل "البحث عن سيد مرزوق" و"أرض الأحلام" و"أرض الخوف" و" سارق الفرح " وغيرها، كما أبدع الملحن الكبير سيد مكاوي في أغنيات الفيلم مع كلمات الشاعر الكبير سيد حجاب.. وكذلك إضاءة محسن أحمد والموسيقي التصويرية الشهيرة "بسكاليا" لراجح داود ، وكل ذلك بينما الشيخ حسني الحقيقي غير معروف لأن الراحل إبراهيم أصلان كان يرفض نهائياً الكشف عن هويته حتى لا يسبب له مشاكل. المشهد السابع فبراير 2016.. السؤال: ماذا حدث بعد كلمة "النهاية" ؟ أى ماذا لو كان هناك جزء ثان من فيلم"الكيت كات" يرصد مصير شخصياته؟ بالمصادفة عثرت مؤخراً علي كتاب لإبراهيم أصلان اسمه "شيء من هذا القبيل" كشف في أحد فصوله عما حدث عقب المشهد الذي قام خلاله الشيخ حسني "محمود عبد العزيز" بفضح أهل الحارة في الميكرفون خلال عزاء عم مجاهد بائع الفول، يقول أصلان: " بعد عرض الفيلم علمت أن الأحوال تدهورت بالشيخ حسني واتخذ من بولاق أبو العلاء منطقة للوقوف لانها بعيدة عمن يعرفونه في امبابة وقريبة من تجار الكيف، وبعدما مرض جاء ابنه ليحمله الي المستشفي لكنه طلب أن يخترق التاكسي شارع السوق الطويل في الكيت كات , وبينما هو نائم علي كنبة التاكسي الخلفية وطلب أن ينبهوه عندما يصلون اول الشارع، وعندما فعلوا تحامل علي نفسه واخرج نصفه العلوي من نافذة العربة لعل أحدا من أصدقائه القدامي يلمحه، ثم مات الشيخ حسني ".. أما"الهرم" تاجر المخدرات وبعد عرض الفيلم ذهب إلي شركة الإنتاج وقال لهم: " أنا الهرم وعايز حق استغلال اسمي" فأعطوه مكافأة 20 جنيهاً وانصرف، وفي أثناء جلوسه مع زوجته وضعت رأسها علي كتفه ثم ماتت، فأطلق لحيته ووضع عمامة كبيرة وأمسك بعصا طويلة وصار يغادر البيت قبل صلاة الفجر يجوب حواري امبابة ويدق الأرض بعصاه صائحا: الصلاة خير من النوم، وما إن تبدأ الصلاة يعود الي البيت لا يصلي ولا يدخل الجامع أبداً"، أما المعلم صبحي تاجر الطيور، فقال عنه أصلان"بعدما اشتري المقهى و هدمها و بني مكانها عمارة كبيرة، أصابه المرض العضال في حنجرته، واستأجر مضيفة تجيد الانجليزية رافقته الي لندن حيث ركبوا في رقبته ثقبا معدنيا للتنفس، وعلمت أنه كان يتابع عماله وهم يشتغلون بين أقفاص الطيور حدث أن الزغب المتطاير من ريش الفراخ سد هذه الصفارة فاختنق المعلم وهو جالس علي باب الدكان ..ومات"!. المشهد الثامن منطقة الكيت كات، وبالتحديد في شارع مراد الرئيسي الذى تم تصوير الفيلم في الحواري المتفرعة منه، كان هدفي البحث عن شخص لديه ما يشبه "الفيش والتشبيه" للشخصيات الحقيقية التى جاءت بالرواية والفيلم .. ووجدت ضالتي عند أحمد الشيخ وهو يملك محلاً لبيع أدوات صيد الأسماك، وبمجرد أن سألته عن أصل الشيخ حسني.. أجاب بهدوء: عجيب أن يهتم أحدا بالسؤال عنه بعد وفاته بأكثر من 20 عاماً رغم أنه ظل مجهولاً في حياته، تخيل أن الفيلم ظهر فيه معظم أهل الحي بمن فيهم أنا والمحل الخاص بي والحاج محمد الفسخاني ومحمود الجزار.. إلا بطل القصة، واسمه الحقيقي ليس الشيخ حسني.. ولكنه الشيخ عبد المحسن موسي محمد مدرس أول تربية موسيقية، وعلاقتي به بدأت سنة 1972 بعد وفاة والدي حيث ذهبت إليه لكي يعلمني العزف علي العود لأنه كان قريباً لوالدي، وظللت لنحو 20 عاماً ملاصقاً له بشكل دائم، وقد أنجب 4 أبناء بعضهم توفي.. والبعض الآخر ترك المنطقة ولا نعرف عنهم شيئاً، والشيخ عبد المحسن وبسبب إدمانه للأفيون والحشيش باع بيته مرتين في يوم واحد.. منهما مرة "بصم" علي العقد ب "صباع" قدمه، وهو بالفعل ركب موتوسيكلا ودراجة لعدة مرات.. وكان يعتبر كل الناس عميان وهو الوحيد المبصر، وأولاده تضايقوا من الفيلم لأن والدهم رغم كل عيوبه لم تكن له علاقات نسائية، وهو كان تركيزه علي ابتكار المقالب التى يثبت فيها قدرته وعجز الآخرين، وكنت أحياناً أشك أنه يبصر فعلاً.. مثلاً كان يقطع كلامي أحيانا ليقول لي" عيب تكلمني وأنت حاطط رجل علي رجل" وأكون بالفعل كذلك واجلس بعيداً عنه.. فكيف عرف؟ لا أدري، وأذكر مرة أنني أقرضته 35 جنيهاً وكان ممتنعاً عن السداد.. وفي مرة قال إنه سيكتب وصل أمانة لي بالمبلغ، وبعدها بيومين قررنا علي سبيل الهزار أن اشتكيه في قسم إمبابة الذين يعرفون مقالبه جيداً.. وهناك قال للضابط في محضر رسمي: أنا اشتريت بالفلوس حشيش وشربته.. وأوعدك بأنني أسدد في أقرب فرصة!. المشهد التاسع الشيخ حسني لم يكن الوحيد الذي بحثنا عنه .. بقية الشخصيات بلا استثناء لم تعد موجودة حالياً، يقول أحمد الشيخ: الشيخ عبيد -رحمه الله- شخصيته حقيقية، فقد كان كفيفاً وصديقاً للشيخ حسني ويعيش في درب الحفري بالمنطقة ويعمل مقرئاً للقرآن، وظل الشيخ عبد المحسن يخدعه لنحو 7 سنوات ويوهمه بأنه مبصر.. فكان يأخذ بيده في المشاوير ويذهب به للسينما، وانكشفت خدعته حينما انقلبت بهما المركب عند مرسي الاتوبيس النهري بالكيت كات، وكل ما حدث مع تاجر المخدرات "الهرم" في الفيلم حقيقة، أما "سليمان الصايغ" فكان عنده موتوسيكل يركبه الشيخ عبد المحسن كل فترة ويدمره في حادثة، وكان محترماً جداً ولديه ابن اسمه يوسف.. لكن بالطبع لم تهجره زوجته كما جاء بالفيلم، أما المعلم صبحي فاسمه الأصلي "فوزي" وتوفي منذ سنوات طويلة كما قال إبراهيم اصلان بعد اختناقه بسبب"ريش" الفراخ، وفعلاً كان يوجد رجل كبير السن في المنطقة يبيع الفول"عم مجاهد" وتوفي بنفس الطريقة التى صورها الفيلم . المشهد العاشر حارة في الكيت كات - نهار خارجي .. حوار بين البطل وصديق والده العجوز حول البيت الذي يرمز إلي "الوطن".. يقول: بعد ما ماتت أم يوسف، ماكانش عندي حتى بني آدم أكلمه.. أنا بكلم الناس حوالين الجوزة.. بفضفض .. باضحك.. وأغني في قعدة حلوة.. لغاية ما أموت .. الحكاية مش حكاية البيت يا عم مجاهد.. المشكلة مشكلة الناس اللي عايشة ولازم تعيش.. ما تظلمنيش يا عم مجاهد.. سلامو عليكو! . ملاحظة أخيرة: المشهد السابق كان حواراً بين الشيخ حسني "الأعمى".. وعم مجاهد "الميت".