قدمت الحكومة الاسرائيلية ممثلة فى إيهود باراك وزير الدفاع اعتذاراً رسمياً " متأخراً " عن مقتل 6 جنود مصريين علي الشريط الحدودي في شهر أغسطس الماضي ، والسؤال الآن : بعيداً عن القيمة الرسمية والدبلوماسية والمعنوية لهذا الإعتذار .. ماذا سيترتب عليه خاصة وأن المسألة تتعلق أيضاً بتعويضات .. وفي تصريح خاص لبوابة الشاب أكد المحامي خالد أبو بكر أن المصطلحات في الحوار الدبلوماسي تتوقف عليها أشياء كثيرة ، فتقديم اعتذار يختلف تماما عن الأسف عن واقعة ما ، والمطالبة بضبط النفس يختلف عن قلق من قضية معينة ، لذلك فإنه يجب في البداية التأكد من أن اسرائيل قد قامت بالفعل بتقديم " اعتذار رسمي " لأنه لا يعتذر شخص غير المخطئ ، واذا أردنا التأكد فان ذلك يكون عن طريق موقع الحكومة الرسمي والترجمة الحرفية الصحيحة للبيان المنشور ، واذا كان بالفعل هناك اعتذار رسمي فان ذلك يعطي الحق لأسر الشهداء والمؤسسة العسكرية بمقاضاة الحكومة الاسرائيلية ، ولكن الشرف العسكري وخاصة أنهم عسكريين سوف يكون حائلاً دون ذلك لأننا اذا قمنا برفع دعاوي قضائية أمام القضاء الاسرائيلي سوف نحصل علي تعويضات ضخمة ، ولكن أراوح الشهداء لا توازيها أي أموال ولذلك فانه من الصعب جدا وغير المتوقع أن نطلب تعويضات مادية من اسرئيل ، وتقديم الحكومة الاسرائيلية الاعتذار من وجهة نظرها هو في اطار صفقة تبادل الأسري ، وما حدث في موقعة السفارة والاعتداء عليها واسقاط العلم يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لمصر في الأوساط الرسمية والدبلوماسية ومن الممكن أن تستخدمه اسرائيل في الأممالمتحدة لاحراج البعثة المصرية ، ولكنها لن تفعل ذلك لأن هناك " موائمات سياسية " وكل بلد تبحث عن مصلحتها بدون النظر الي العواطف ، وهذا ما يجب أن يفهمه الشارع المصري وهي أن للسياسة مصطلحاتها ومفاهيمها تختلف عن تعاملات البشر العاديين ، وهذا أقصي ما يمكن أن نحصل عليه الآن من اسرائيل خاصة بعد أن هدأت المسألة ، ولكن وقتها كان من الممكن أن نستخدمها في الضغط لزيادة أعداد الجيش المصري في سيناء وفي الشريط الحدودي ، وعموما تقديم الاعتذار الرسمي لا يترتب عليه سوي الاعتراف بالخطأ والاحراج علي المستوي الدولي والحق في المطالبة بتعويضات عن القتلي . ومن ناحية أخري ، أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية صحة الأنباء التى أفادت بقيام إسرائيل بتقديم اعتذار رسمى حول حادث استشهاد أفراد الأمن المصريين الستة على الحدود يوم 18 أغسطس الماضى.، وأوضح وزير الخارجية أن مصر تلقت بالفعل كتاباً رسمياً صادراً عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، تعرب فيه إسرائيل عن اعتذارها وعميق أسفها، وكذلك مواساتها لأسر الضحايا الذين سقطوا من جراء النيران الإسرائيلية فى ذلك اليوم ، وقال الوزير إن هذه الخطوة من جانب إسرائيل تمثل استجابة للمطلب المصرى الصادر عن اللجنة الوزارية التى تشكلت لمتابعة الحادث وتداعياته.