إستطاع بفنه كنحات و رسام ان ينقش إسمه بالذهب في أذهان الإيطاليين والبلغاريين، واليونانيين، كما سافر أيضاً لدول الخليج قطر و السعودية و العراق و عندما قرر الرجوع إلي وطنه "مصر" بعد عدة سنوات يجد نفسه مجرد بائع للميداليات الرملية علي إحدي الأرصفة في شارع المعز لدين الله الفاطمي.. فحاولنا الإقتراب منه و معرفة تفاصيل الرجل الذي أدهش العالم و لم يجد سوي "البهدلة" في وطنه. يبدأ حديثه قائلاً : اسمي عادل محمد، في العقد السابع من عمري، ولدت في مدينة مرسي مطروح، و تركت التعليم عند إنتهائي من الصف السادس الإبتدائي لأعمل مع خالي في مهنة النحت منذ كان عمري 12 عاماً ، لم أتزوج حتي الآن و ذلك بسبب مشاغل الحياة و الجيش و عملي الذي كنت أهتم به دائما و يأخذ كل وقتي ، و أيضا من مصابي حرب 73 ، ولن أنكر ان سبب بدايات سفري إلي أوروبا هو خالي الذي كنا نسافر سوياً عدة بلاد من أجل فن النحت.. اما عن الرسم بالرمل فتعلمته في أثناء وجودي بمدينة أسوان التي ذهبت إليها كزيارة لصديق مقرب لي لأشاهد فناناً محترفاً يجيد التعامل مع الرمل و الرسم به بأسلوب رائع ويجعلك تذهل من روعة ادائه ، فقررت خوض هذة التجربة و التعلم و ساعدني علي ذلك صديقي أيضاً. ويتابع حديثه قائلاً : أذكر ان رحلتي الأولي كانت إلي اليونان، ثم بلغاريا.. ليعيد القدر نفسه و أبدأ رحلات عملي بمفردي بهم حيث ذهبت إلي بلغاريا التي مكثت بها قرابة العام .. أذكر جيدا انه تم العرض علي تزوير شهادة إقامة بسبب ان المدة المسموح بها هي ثلاثة أشهر و يمكن التجديد مثلهم ، و لكنني رفضت ذلك تماماً . ويضيف : محطتي التالية هي اليونان التي مكثت بها قرابة العام و نصف ذهبت إليها وذلك بسبب يقيني إنهم يهتمون بفن النحت كثيرا و أيضاً من أجل عملي فتعلمت الكثير منهم و أيضاً اعطتهم الكثير من خبراتي.. و بعد ذلك العام الذي قضيته في اليونان ذهبت إلي العراق التي نحت بها الكثير من التماثيل التي كانت توضع في الميادين ، كما إنني اذكر إنه كان يوجد تمثال قديم لشاعر كبير عندهم ، وقد تحطم و لم يستطيع أحد إصلاحه أو نحت شبيه بنفس الجودة التي كان عليها التمثال القديم.. فأستدعوني لنحت تمثال شبيه و بحمد الله كان نسخة طبق الأصل من التمثال المحطم. و يستمر في الحديث قائلاً : اذكر ذات يوم عند عودتي إلي مصر بعد رحلة العراق رسالة عبر الإنترنت تأتي من أمير سعودي يريدني أن أذهب الي السعودية لنحت رسومات فرعونية علي مدخل القصر خاصته ، وبالفعل ذهبت وانتهيت بعد 9 أشهر ، وعند إنتهائي إنبهر الأمير بأعمالي ، ثم كانت محطتي الأخيرة هي إيطاليا تحديدا في ميلانو التي قد قمت بنحت 20 تمثالاً علي هيئة أبو الهول و برفقتي بعض النحاتين الذي قد تم تقسيم العمل بيننا و إنهائه علي أكمل وجه.. و لن أنكر إننا إستفدنا من بعض كثيرا و تبادلنا الخبرات .. كما انني قمت بنحت تماثيل في متحف إلييز و في نفس الوقت عملت أيضا في مهنة الرسم بالرمال .. و كانت مدتي في إيطاليا 6 أشهر . و يستكمل حديثه قائلا : وجدت مهنة الرسم بالرمل في الخارج قد تكون معدومة و انها غير منتشرة بالمرة و نادرا ما يعمل احد بهذة المهنة ..علي عكس هذة المهنة في مصر التي اصبحت منتشرة في الوقت الحالي ، وذلك يرجع إلي سببين أولهم.. هو الربح السريع، و الثاني هو ان من يقوم بتلك المهنة يعمل علي رسومات خفيفة و سهلة.. و يضيف إنه طلب التحدي من فتاة صينية تعمل في نفس المهنة بالرسم داخل الزجاجات بالرمل و قد فازت بمسابقة عالمية لا اتذكر إسمها، و لكنها تحججت و قالت له إنها ترسم بالرمل علي المراية فقط. و يختتم حديثه قائلاً :لم اندم يوما علي الرجوع إلي وطني رغم الحياة الصعبة التى أعيشها ، ولو تم إستدعائي لنحت أكبر تمثال في مصر مجانا فلن أتردد لحظة .