" زواج القاصرات قبل السن الذي حدده القانون بمثابة جريمة متكاملة الأركان واعتداء على الحق في الحياة".. هذا ما صرحت به غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي بعد انتشار صورة من إحدى حفلات خطوبة طفل 12 عاما وطفلة 10 أعوام.. فزواج القاصرات ينتشر بشكل كبير في الكثير من المحافظات وخصوصا في الدلتا.. كثير من محافظات الوجه البحري تشهد حالات زواج القاصرات الذي وصلت نسبته في مصر إلى 15%، ويلجأ الأهالي في العديد من القرى إلى بعض الحيل من أجل إتمام الزواج.. ويحدث ذلك في العديد من القرى.. تحدثنا مع طارق عمارة- مأذون شرعي بالغربية- فقال: كثيرا ما يأتيني البعض من أجل إتمام الزواج ولكن العروس لم تبلغ السن القانوني، وأقول لهم أن الحل أن يتموا الزواج عرفيا حتى تبلغ الفتاة 18 عاما، وهذا زواج صحيح لأنه بحضور الأهل، ولكن في هذه الحالة يوقع العريس وأهله على إيصالات أمانة توضع عند أهل الثقة، بجانب قائمة المنقولات من أجل ضمان حقوق الفتاة الشرعية حتى يتم الزواج الرسمي وكتب الكتاب، وأحيانا تحدث مشاكل عديدة بسبب ذلك، فالعريس بعد أن يتزوج الفتاة عرفيا يهرب وتحدث كوارث، فهناك عدد من الأهالي تقدموا بدعاوى قضائية أمام محاكم الأسرة من أجل إثبات الزواج، وأحيانا يتم رفض تلك الدعاوى بسبب عدم جواز توثيق عقد الزواج لمن لم يبلغ من الجنسين 18 سنة، ولذلك فإيصال الأمانة يضمن ألا يحدث ذلك، ونقوم بالإشهار وإعلان الزواج، وكل ذلك يتم بموافقة الطرفين. ويضيف قائلا: إذا لم يتقبل الأهل هذا الاقتراح اقترح عليهم أن يذهبوا إلى أي مأذون يقوم بإتمام الزواج الشرعي للقاصرات، وأعرف مأذونين كثيرين يفعلون ذلك، وقد تم حبس كثير من المأذونين بالغربية بسبب ذلك، فهناك قرى ونجوع لا يفرق مع الأهالي فيها السن وتكثر فيها حالات زواج القاصرات، ويصل الأمر إلى إتجار بالبشر، وأعرف أنه وفقا لبيانات رسمية فقد وصلت حالات زواج القاصرات في طنطا إلى أكثر من 800 حالة في سنة من السنين، وهذا بجانب ما لا يعلن عنه، والغريب أن حيلة الزواج العرفي يرحب بها والد الفتاة ويسعى إليها حتى يتم زواج ابنته، ولكن أنصحهم بالاهتمام بإيصالات الأمانة، فهي التي ستحكم العريس ويكتب الكتاب بعد ذلك. وبجانب ذلك هناك الكثير من الضحايا لهذا الزواج، فقد كشف لنا أحد المأذونين- رفض ذكر اسمه- أن هناك بعض الفتيات يهربن من أهلهن بسبب هذا الزواج، ويؤكد أن هناك إحدى الفتيات تم تزويجها أكثر من مرة، وأصبحت مطلقة في سن 15 سنة وقضى أهلها على طفولتها لدرجة تفكيرها في الانتحار، ويؤكد أن بعض القرى تعرض فتياتها للزواج العرفي من عرب أو أي رجل كبير في السن والمهم المقابل المادي، وهناك من يلجأ لتزوير شهادة تسنين لابنته من أجل إتمام الزواج