أنقذونا من الباعة الجائلين والبلطجية والمخدرات.. هذا الشعار رفعه أصحاب المحلات بشارع الشواربي وهم يستغيثون من سيطرة البلطجية علي الشارع.. ولكن في الحقيقة هذا الشعار يرفعه كل من يسير في منطقة وسط البلد.. ليس فقط أصحاب المحلات.. ولكن المارة أيضا . كتب وصور: محمد شعبان- محمد فتحي عصر الفوضى انتهى.. لماذا لا ينتهي في شارع الشواربي... هذا التساؤل يحتاج أصحاب المحلات بشارع الشواربي إلي أحد يرد عليه، فيعلقونه على لافتة من مجموعة لافتات معلقة بعرض الشارع، ومنها (لا نريد وظائف ولا مطالب فئوية.. نريد فقط فتح الشارع)، و(أنقذونا من الباعة الجائلين والبلطجية والمخدرات)، فعند أول هذا الشارع يقابلك مجموعة من الشباب تشعر وكأنهم فتوات يقفون بعرض الشارع، ليتحرك أحدهم ويقابل من يدخل الشارع ليسلم عليه ويبدأ في إقناعه من دخول المحل أو الشراء من (الفرشة)، وعندما تحدثنا مع بعضهم عن اللافتات المعلقة أجابونا بأن أصحاب المحلات هم البلطجية ويريدوا أن يجعلوا الباعة الجائلين يرحلون عن الشارع ويقطعوا عيشهم، وأنهم ولا بيهمهم، لدرجة أنهم يقفوا لهم تحت اللافتات التي يعلقونها في الشارع. أما عن أصل الحكاية فرواها لنا ماهر دهب- صاحب محل ملابس- والذي قال: عبد الرحيم شحاتة المحافظ السابق حكم على شارع الشواربي بالموت، عندما رفض فتح الشارع، فهذا الشارع من 30 سنة كان يأتي إليه نجوم وشخصيات عامة ومسئولين وكانت ميرفت أمين تسكن في العمارة رقم 3 وكان شارع الأفنديات والطبقة الأرستقراطية، ومن كان يشتري من هنا كان يفتخر بذلك، ولكنه الآن أصبح شارع شعبي جدا، وذلك بعد أن سيطر عليه الباعة الجائلين وتجار المخدرات، والذين يبيعون المخدرات في الشارع عيني عينك، وقد انهارت أسعار وإيجار المحلات من نصف مليون جنيه إلي 100 ألف جنيه، وهذا ما حدث معي، فأصبح الشارع عبارة عن سويقة عادية وخسر قيمته، وتقدمنا بشكوى وقع عليها أصحاب أكثر من 90 محل لفتح الشارع حتى يرحل الباعة الجائلين الذين يقفون أمام المحلات في بلطجة وقلة أدب، وأسباب مطلبنا بفتح الشارع هي حالة الكساد والركود التجاري الذي يشهدها الشارع بسبب إغلاقه لأن الباعة الجائلين يفترشون أمام المحلات، وصعوبة نقل البضائع، وأصبح الشارع مأوي للبلطجية لأنه لا أحد يعرف شئ عن هؤلاء الباعة، كما أنه كان هناك حريق في الشارع لم تتمكن المطافئ من الدخول وكادت أن تحدث كارثة، فنريد حلا بدلا من هذه الفوضى التي نعيش فيها، لأننا خسرنا خسائر كبيرة بسبب هذه البلطجة. والباعة الجائلون احتلوا الشارع طولا وعرضا، وعلى الرصيف، فكل بائع يعرض بضاعته على (فرشته)، أو على أي سيارة تقف في الشارع، وباقي البضاعة يتم تعليقها تحت أي شباك في الشارع، ولكن الأغرب هو استغلال أعمدة النور وإشارات المرور لتعليق البضاعة، فالعامود مخصص للتي شيرتات، وإشارة المرور للبنطلونات، كما أن النداء على البضاعة اختلف تماما، ولا يفهم أحد ما يقولوه، ولكن أكثر نداء هو (تعالي وادفع)، والمنافسة بين البائعين تنذر بأنه قد تقوم معركة بينهم في أي وقت، حتى أنهم يحاولون خطف الزبائن من بعضهم ، كما أن طريقة جذب الزبائن أصبحت مختلفة وبها نوع من البلطجة، فأكثر ما يستفزك في هذا الشارع هو وأنت ماشي تجد أي ملابس ترمي علي رأسك أو كتفك، ليجبروك على الشراء أو على الأقل يكفيهم وقفتك على الفرشة ومبررهم(بنجر رجل الزبون)، وعندما تعود لترجع الملابس التي رميت عليك للبائع يبدأ في إقناعك للشراء بأي طريقة، فهذا هو الحال الذي وصل إليه الشارع الذي غابت عنه الرقابة تماما.