دعوات للزواج من مكاتب وهمية وأفكار شاذة ومتطرفة تلعب على وتر المشاعر وإثارة العواطف وأحلام وردية تبشر بالجنة المنتظرة في الآخرة .. هذه هي ملامح خطة تنظيم داعش الإرهابي لتجنيد النساء والفتيات وإقناعهن بالانضمام لما يسمى ب "المجاهدات"
- مقاهى الإنترنت ودعوات الزواج.. أول طريق السقوط فى قبضة التنظيم الإرهابي
- دار الإفتاء تحذر الفتيات المصريات من الانسياق وراء دعوات الزواج من سوريين عبر الفيديو كونفراس
- ناشطة فى قضايا المرأة: بعض الفتيات المتطرفات يتجهن للجهاد الإلكترونى عبر مواقع التواصل
تقارير دولية كثيرة تفيد بأن غالبية المنتميات لداعش ينتمين لجنسيات أوروبية وهناك فتيات أخريات من بعض الدول العربية، ورغم عدم وجود حصر دقيق لهوية "الداعشيات" إلا أن المعلومات المتناثرة تكشف عن خطة التنظيم في استدراج الفتيات واصطيادهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبداية من الشات. وهو ما دفع الكثير من حركات الدفاع عن المرأة في مصر لتحذير الفتيات من الوقوع تحت تأثير هذه الأفكار المتطرفة.. فكيف تسقط الفتيات إذن في شباك داعش؟ كانت الانتحارية "أيات بولحسن" التي فجرت نفسها على خلفية هجمات باريس الأخيرة قد أثارت فضول المواقع ووكالات الأنباء العالمية لاختراق مملكة الجنس اللطيف بتنظيم داعش الإرهابى، فقد نشرت صحيفة "ميرور" البريطانية تقريرا طريفا يفيد بأن "مجاهدات داعش" الأوروبيات يشتكين من سوء نوعية القهوة وجودة الشامبو ومستحضرات التجميل والكوافيرات بالمناطق التي يسيطر عليها التنظيم فى سورياوالعراق، كما يشتكين من درجات الحرارة المرتفعة والمضايقات التي يتعرضن لها، والمصير المأساوي الذي ينتهين إليه خاصة أن التنظيم يختار النساء الجميلات لأمرائه وقياداته وهو من أهل الحظوة والحماية، أما غير الجميلات فيتزوجن من المقاتلين العاديين في صفوف التنظيم وغالبا ما يصبحن أرامل في غضون وقت قصير، ومصدر هذه المعلومات التغريدات التي ينشرها المنتميات للتنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإنجليزية وتثير اهتمام وفضول من المتابعين بشدة وتثير أيضا تعليقات عارمة. فقد نشرت فتاة أوروبية منتمية للتنظيم صورة لشامبو في سوريا، قائلة إنه ليس جيداً. وقالت فتاة داعشية أخرى: "يوجد لدينا صالونات، ولكن أنصحكم بعدم التردد عليها لعدم مواءمتها الموضة"! ونشرت أخرى صورة لسطح منزل متواضع تضطر للبقاء عليه فترة حتى تستطيع إجراء مكالمات هاتفية بأسرتها في أوروبا". وتشير المعلومات إلى أن خطة التجنيد تبدأ من مقاهي الانترنت الموجودة في المناطق التي تخضع لداعش، حيث يديرها المنتميات للتنظيم لإقناع الفتيات العربيات والأوروبيات للسفر لسوريا من خلال الأراضي التركية، ويتم اختيار نوعية معينة من النساء حيث يشترط أن تكون الفتاة عزباء وألا يقل عمرها عن 18 عاماً، ولا يزيد على 25 سنة. ويبدأ الحوار في غرف الدردشة لإقناع الفتيات بالانضمام وإيهامهن بأن الزواج من المجاهد في دولة الخلافة يعنى دخول الجنة وأن "الفارس الملتحي" هو النموذج الأفضل للنساء. ثم يبدأ اللعب على وتر المشاعر كعرض صور لأطفال سوريين ومشاهد الدمار والخراب في سوريا. ومن جانب آخر يروج المنتميات للتنظيم لإعلانات زواج من المقاتلين فى صفوف التنظيم فعلى حساب Jihad Matchmakerعلى موقع توتير تنتشر الكثير من هذه الإعلانات مثل "هل تريدين أن تتزوجي مجاهدًا في سوريا؟.. الرد مع عمركِ، واللغة، والحالة الاجتماعية. وابتدع التنظيم خدمة جديدة أيضا تحت مسمى خاطبة الجهاد، فقد أشار هذا الحساب إلى أن "خاطبة الجهاد موجود لربط أولئك الذين يسعون للزواج في سوريا بطريقة الحلال، لمساعدة المسلمين لتحرير سوريا". وبالنسبة لمصر لا يوجد دليل على وجود فتيات مصريات ضمن صفوف التنظيم على أرض الواقع لكن هذا لا يعنى أن هناك من يحملن أفكارا متطرفة، حيث تقول الدكتورة رضوى عبد الستار، الناشطة في مجال المرأة وعضو بعدد من الجمعيات النسائية: إن المجتمع المصري يتسم بأنه محافظ والمرأة لها وضعية خاصة ومن الصعب أن تنتقل بمفردها من مكان لمكان لممارسة نشاط متطرف، ونفس الكلام ينطبق على الكثير من الدول العربية التى توصف بأنها مجتمعات منغلقة على ذاتها، ولذلك فإن أغلب المنتميات للتنظيمات الإرهابية أوروبيات من منطلق أن المجتمعات الأوروبية منفتحة بشكل كبير والمرأة تتمتع بحرية حركة وتستطيع أن تتنقل وتسافر بمفردها لأى مكان بالعالم، ومن السهل استدراجهن للانتماء لهذه التنظيمات المحظورة بعد أن يتم خداعهن بأفكار مثالية عن الجهاد ونصرة الاسلام وحقوق الانسان، وبعضهن أيضا يتحركن لدوافع غرائزية، وثبت أن عددا كبيرا من المنتميات للتنظيم سافرن بغرض الزواج أو البحث عن المتعة، وهو ما كشفت عنه الفتاة الفرنسية "مايفا" التى ألقى القبض عليها فى باريس عقب عودتها مباشرة من سوريا وأكدت أنها كانت تدير وكالة لتزويج الفتيات الأوروبيات من عناصر داعش تمهيدا لضمهن للتنظيم. وتضيف الدكتورة رضوى: أن هناك ظاهرة خطيرة مرتبطة بهذه المسألة وهى أن هناك حسابات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي تعكس انتماء بعض الفتيات لأفكار داعش مثل حساب يحمل اسم فتاة تطلق على نفسها "استشهادية مصرية"، وغيرها وهؤلاء يرفعن شعار الجهاد الإلكترونى بمعنى تأييد أفكار التنظيمات الإرهابية والترويج لها داخليا وخارجيا. وانتشرت أيضا دعوات للزواج من سوريين ودواعش عبر الفيديو كونفرانس، وهو ما دفع دار الإفتاء المصرية لتحذير الفتيات في مصر من تلك المواقع وقالت فى بيان: إنها رصدت دعوات أطلقها تنظيم داعش عبر مواقعهم الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بنشر وجوه لفتيات للزواج من عناصر متطرفة بالتنظيم عن طريق "الفيديو كونفرانس" تمهيدًا لسفرهن إلى مناطق تواجد التنظيم الإرهابي، وجاء فى نص الفتوى "أن الزواج لا ينعقد بطريق الفيديو كونفرانس لما يكتنفه الكثير من أوجه العيوب التي يتعيب بها العقد مما يتصل بمبدأ الرضا على وجهه الحقيقي الذي دلت عليه نصوص الشرع، فضلًا عن حضور الشهود ومعاينتهم لكل مقومات العقد". ومن الناحية الأمنية فبعد أن تبين أن تركيا هى البوابة السحرية للعبور إلى داعش فقد أصدرت السلطات المصرية قرارا يقضى بحظر السفر إليها دون الحصول على تصريح أمنى من إدارة الاتصال بالجوازات، وينطبق القرار بطبيعة الحال على الفتيات والسيدات فى الفئة العمرية من 18 -40 سنة. جدير بالذكر أن أشهر النساء فى صفوف داعش بينهن توأمان صوماليتا الأصل بريطانيتا الجنسية وهما "سلمى وزهرة"، وتزوجتا من رجاله، وأطلقت إحداهما على نفسها اسم "أم جعفر"، وأطلق الإعلام الغربى عليهما اسم "التوأمان الإرهابيتان"، أما "أم مهاجر" فهي المسئولة عن كتيبة "الخنساء" بسوريا والتي تتكون من 60 امرأة ، وتحمل "أم مهاجر" الجنسية التونسية وانتقلت من العراق إلى سوريا برفقة زوجها بعد تزويج بناتها لكبار المسئولين بداعش. ووفقا للمركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة فإن المجاهدات فى صفوف الدولة الإسلامية داعش يأتين من عدة دول فى العالم، ولا يقتصرن على دولة بعينها، بالإضافة إلى السورياتوالعراقيات، تُوجد القادمات من دول شمال إفريقيا، وعلى رأسها تونس، بالإضافة إلى مصر والسعودية، كما يأتى "الداعشيات" أيضًا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن دول أوروبا الغربية، خاصةً من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وهؤلاء غالبًا من أبناء المهاجرين الذين يحملون الجنسيات الأوروبية.