هل حقيقةً أنه داخل الكثير منا «داعشي» صغير يظهر عندما يفتقد الشخص الشعور بالقوة والسيطرة والضعف وهوانه على الناس؟، بالتأكيد لا، المعروف أنه إذا عرف السبب بطل العجب.. لكن الأسباب التي يتم نشرها عن دخول النساء تنظيمًا إرهابيًا، يقتل ويذبح على مرأى ومسمع العالم، يدخله النساء المتصفات بالجنس الناعم، ذات القلب الرقيق الضعيف التي وصفت بالقارورة لسهولة جرحها، كيف تتصف بهذا ويأتي يوم بدلًا مَن أن تحمل زجاجة عطر أو «مانكير» تُلطخ الدماء أظافرها وتحمل سلاحًا أثقل من مشتريات سوق الخضار، لكن بالتأكيد ثمة أسباب مادية ومعنوية وراء انضمام النساء ل«تنظيم إرهابي». «الجنة للمهاجرات وزوجات الجهاديين» وإن كان غرض الرجال من الانضمام هو استعراض القوة والسيطرة والشهرة، فللنساء نصيب من ذلك، فضلًا عن زواج ومال ومكانة وعدم تمييز ومتعة وزعْم بأن «داعش» تنظيمٌ يحارب من أجل الإسلام وأن الذي ينضم إليه هو مجاهد في سبيل الله – كما يزعم بعض المنضمين-، حيث روت عدد من النساء المنضمات للتنظيم، أنه رغم أن التنظيم لم يحبذ أبدًا فكرة انضمام النساء يومًا ما ولم تقم به أي من الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وغيره، إلا أن «داعش» رأى في ضم النساء رخصة وفرصة ذهبية لجلب أسر بأكملها وتبني فكر النساء وإثبات أنه يحقق المساواة بين الرجل والمرأة، فضلًا عن تأكده من أن المرأة ذات دور رئيسي في كثير من الحروب ولها دور تاريخي في السلفادور وإريتريا والنيبال وسيريلانكا، وتطوع النساء للقتال في حركات عنيفة، وفي ميليشيات مسلحة، واستطعن في بعض الأحيان الوصول إلى مناصب كبيرة. فضلًا عن الترويج الإعلامي بأنهم يريدون إنشاء دولة الخلافة والتي يترأسها "أبو بكر البغدادي" عن الوهم بأن الجنة في انتظار كل مَن ينضم إليهم، وأن جهاد المرأة سيكون في سبيل الله. «الشعور بالأمان والسيطرة» وترجع الأسباب التي تدفع النساء للانضمام إلى مثل هذه الحركات؛ لمواجهة المخاطر السياسية والدينية التي يتعرضن لها في مجتمعاتهن، والتي استغلها التنظيم في جذب النساء؛ كالمساواة والزواج والعيش الكريم وأيضًا السيطرة والقوة والاستعراض، ويشير عدد من الخبراء إلى الجهد الذي يبذله الجهاديون لاستقطاب النساء، وكيف يحاولون استخدام أساليب الترهيب والترغيب لدفعهن للانضمام إلى صفوفهم، ويبدو أن هذه المساعي بدأت تأتى بثمارها مع تزايد عدد النساء المنخرطات في القتال في صفوف الإرهابية. ويرجع عدد من الخبراء سبب انضمام النساء لصفوف داعش، لاعتقادهن بأن انضمامهن سيجعلهن «محصنات» ضد الاعتداءات والعنف، وأنه سيعطيهنّ موقع قوة على سائر النساء، وسيعزز ثقتهن بأنفسهن، وبأنهن مساويات للرجل، وأيضًا كسب جانب من الحرية والقرب إلى الله. وأكد خبراء نفسيون، أنه إذا أردت السيطرة على عقل املأ فراغاته وشهواته، كي يشبع بقدر ما يستطيع ويبايعك، هذا ما فعله التنظيم من خلال تعيين سيدتين تدعيان «الخنساء» و«أم الريان» «لواءين» ليس في صفوف القتال ولكنهما في الصفوف الأمامية لتجنيد النساء وجذبهن، حيث يتعين عليهما عمل "بروباجاندا" للتنظيم كي يتم من خلالها تجنيد النساء وإغراؤهن بأن تحت مظلة هذه الدولة المزعومة ستجدين الزواج والحرية والعيش الكريم والقوة. «الزواج» ليأتي الزواج وهو نقطة الضعف الأولى لدى النساء، خاصة أن التنظيم يدعي بأنه يقوم بتزويج الفتيات، ويتيح لهن الفرص في فرض مهرهن، ويقوم أيضًا بإمدادهن بالمال والعمل في عدة مجالات بمرتبات مغرية – بحسب تقارير -. يستخدم التنظيم أسهل وأسرع طريقة لاستقطاب الفتيات وهى مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، بإعلانات عن الزواج مثل: "هل تريدين أن تتزوجي مجاهدًا في سوريا؟، هل تريد أن تتزوج زوجة شهيد؟.. الرد مع عمرك، واللغة، الحالة الاجتماعية، ثم الدعاء إلى الرحمن، والله الأكثر سخاءً!"، هذا ما قام بنشره حساب «Jihad Matchmaker» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مخاطبًا كل الفئات والأعمار والجنسيات المختلفة باللغة الإنجليزية، قائلًا إلى كل شخص: «للزواج في سبيل الله وتيسير أمورك وسنرسل لك الشخص المناسب؛ حيث إن (خاطبة الجهاد) –على حد قولهم- موجود لربط أولئك الذين يسعون للزواج في سوريا بطريقة الحلال، وإن شاء الله مساعدة المسلمين هو الهدف لتحرير سوريا». وعلى حد قولهم، تأسس هذا الحساب لتلبية الاحتياجات للمجاهدين من احتياجات «جنسية وغيرها» الذي يقدم خدمات التوفيق، أي يقوم بدور «الخاطبة»، ويحاول من خلال الحساب التأكيد على الفتيات أن الزواج من جهادي سيقودها للجنة. وقام بالفعل استقطاب عدد من النساء الأوروبيات والأجانب من خلاله بزعم أنهن مجاهدات، الأمر الذي على إثره حذرت «دار الإفتاء»، الفتيات في مصر من تلك المواقع وقالت في بيان لها في وقت سابق، إنها رصدت دعوات أطلقها تنظيم «داعش» عبر مواقعهم الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بنشر وجوه لفتيات للزواج من عناصر متطرفة بالتنظيم عن طريق "الفيديو كونفرانس" تمهيدًا لسفرهن إلى مناطق تواجد التنظيم الإرهابي. وأصدرت دار الإفتاء فتوى «لا ينعقد بطريق الفيديو كونفرانس لما يكتنفه الكثير من أوجه العيوب التي يتعيب بها العقد مما يتصل بمبدأ الرضا على وجهه الحقيقي الذي دلت عليه نصوص الشرع، فضلًا عن حضور الشهود ومعاينتهم لكل مقومات العقد». وحذرت «الإفتاء» الفتيات من الاستجابة لتلك الدعوات المخالفة للشريعة، والتي ستجر عليهن الكثير من الويلات، وتدخلهن دائرة التطرف والإرهاب عبر زواج غير شرعي لا يرضاه الله ورسوله. ومن المصريات المنضمات فكريًا –على حد ما يقمن بنشره- والذي يؤكد تأييدهن للتنظيم، الذي يحتضنهن موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وتدعى «زويا فاروقي» الاسم الذي يكون مستعارًا عادة، تقوم بمشاركة نشر ما يقوم به التنظيم. وقد نشرت منذ فترة قريبة تغريدة لها قائلة: «بسمع صليل الصوارم حاجة فخيمة كده، أهي دي الأناشيد ولا بلاش». ومعارضة لمؤيدي السيسي، قالت إن الفعاليات التي يقمن بها لا تسمن وتغني من جوع، قائلة: «لو أعرف طريق داعش فين كنت انضميت ليهم». «العمل والمال» وبحسب ما نشرت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية وقيام التنظيم بتأسيس كتيبتين للنساء، وتشغيل النساء على أنهن ربات بيوت ويستقطبن في بعض الأحيان رجالاً ليس نساء فقط، وتعملن على تفتيش النساء على الحواجز، وشرح تعاليم الإسلام للنساء، وتوعيتهن على كيفية التقيد به. ووضع التنظيم شروطًا للالتحاق بكتائب «داعش النسائية»، ومن ضمنها أن تكون الفتاة عزباء وألا يقل عمرها عن 18 عامًا، ولا يزيد على 25، ويحرص التنظيم الإرهابي على دفع أجور «الداعشيات» المجندات كل شهر بمبلغ لا يتجاوز 200 دولار، فضلًا عن المبالغ التي تقدم للمجاهدين من الرجال على كل زوجة له، حوالي 400 دولار، وعلى الأطفال أيضًا، مما يشجع الرجال على أن يعددوا الزوجات. «هوانم داعش سيتي» ورغم أنه لم يتم الإعلان عن انضمام مصريات للتنظيم الإرهابي إلا أن عددًا كبيرًا من الحسابات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يبرز عددًا من النساء المصريات المنضمات فكريًا إلى التنظيم؛ حيث يعلن تأييدهن بأسمائهن مستعارة، كالاستشهادية المصرية؛ حيث تضع صورًا للعمليات التي يقوم بها التنظيم، ويظهر في حسابها المزعم أن المكان المتواجدة فيه هو "ولاية سيناء" على حد زعمها، واتضح أنه تم غلق حسابها عدة مرات والحالي هو رقم 5، وكتبت المدعية «سجلنى استشهادية جئناكم بذبح يا عباد الصليب الحساب رقم 5 الدعم بارك الله فيكم الدولة الإسلامية باقية». وتدعم المسماة ب"استشهادية مصرية" الحسابات الخاصة بالتابعين لتنظيم داعش، وتقوم بالمشاركة والدعم في العمليات التي يقوم بها التنظيم، خاصة في سورياوالعراق ومصر، ودائمًا تفعل المنضمات فكريًا هاشتاج "متى_تنفر". وعن الشخصيات اللائي اشتهرن على مستوى العالم بانضمامهن، التوأمتان البريطانيتان «سلمى وزهرة»، صوماليتا الأصل، بريطانيتا الجنسية، انتقلتا إلى سوريا العام الماضي، للانضمام لداعش والزواج من رجاله، وأطلقت إحداهما اسم "أم جعفر" على نفسها، تماشيًا مع الفكرة الدينية التي يتبناها التنظيم، كما اعترفتا بأنهما سعيدتان بلقبهما ب«التوأمتين الإرهابيتين»، وأن التوأمتين تعهدتا بعدم عودتهما لبريطانيا، وتتدربان على استخدام القنابل اليدوية، وبنادق كلاشينكوف. أما عن «أم مهاجر» فهي المسئولة عن كتيبة «الخنساء» في الرقة بسوريا، والتي تتكون من 60 امرأة، وتحمل الجنسية التونسية، وانتقلت من العراق إلى سوريا برفقة زوجها، بعد تزويج بناتها لكبار المسئولين بداعش، وتشتهر تلك الكتيبة باللثام الأسود على وجوههن، وحمل الأسلحة الفتاكة دائمًا. «ندى معيض القحطاني» هي أول مقاتلة سعودية تنتمي لداعش، وانضمت مع أخيها أحد المقاتلين في داعش، ولقبت نفسها ب«أخت جليبيب»، وأوضحت سبب انضمامها للتنظيم وترك زوجها وأطفالها، هو تخاذل أكثر الرجال، كما أعلنت نيتها في القيام بعملية انتحارية، لتكون بذلك أول انتحارية في تنظيم «داعش». واتهمت «أخت جليبيب» الجيش الحر السوري باستهداف مقاتلي داعش، والاعتداء عليهم، خلال الاشتباكات مع التنظيم في «تل رفع». وعن «أم ليث» المهاجرة من إنجلترالسوريا، التي تخاطب النساء الغريبات وتحاول استقطابهن وتنصحهن بغض الطرف عما يقوله العالم عن المنضمات للتنظيم، بخصوص «جهاد النكاح»، كما أنها تشجعهن على أن يكن زوجات للشهداء. أما عن «أم حارثة» والتي تعد على حد التعبير الصحيح للمهنة «مسئولة التواصل الاجتماعي»، وتمتلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتكتب بالإنجليزية، كما أنها عضو بكتيبة «الخنساء»، وتحرص «أم حارثة» على نشر صور انتصار داعش واستيلائه على سوريا، منها صور فصل رؤوس الجنود عن أجسامهم في عيد الفطر وعدد من المزعم أنها إنجازات التنظيم.