(لكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية أن يتبع إماما من أئمة الدين، ويحسن به مع هذا الإتباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته، وأن يتقبل كل إرشاد مصحوب بالدليل متى صح عنده صلاح من أرشده وكفايته، وأن يستكمل نقصه العلمي إن كان من أهل العلم حتى يبلغ درجة النظر). هذه هي إحدي الوصايا العشرون الأساسية التي وضعها الإمام الشهيد حسن البنا والتي أقرت قاعدة الإخوان الشهيرة وهي عدم جواز الخروج علي مرشدهم، واليوم عقد مؤتمر شباب الإخوان الذي دعا إليه عدد من شباب الجماعة لمحاولة توصيل رؤيتهم إلي المرشد العام للجماعة، وبعد أن رفض مكتب الإرشاد هذه الدعوة وأعلن أمس محمد مرسي المتحدث الرسمي باسم الجماعة أنها لم تقبل هذه الدعوة وأن شباب الجماعة طلباتهم لها قنوات شرعية يستطيعون التعبير عنها من خلالها، ولكن اليوم عقد المؤتمر بحضور ما يزيد عن 600 من شباب الأخوان من محافظات مختلفة وقاموا بعرض وجهات نظرهم عن مستقبل الجماعة في الفترة القادمة. وأكد المهندس كمال سمير فرج صاحب الدعوة إلي إقامة المؤتمر أن جلسات اليوم هي بداية لمجموعة من الجلسات التي تقرر عملها من أجل طرح رؤية الشباب حول مستقبل الجماعة الفترة القادمة، وأوضح أنه تم النقاش حول أكثر من موضوع منها الرؤية المستقبلية للجماعة وحول علاقة الحزب بالجماعة، والوضع القانوني لها ومستقبل دور شباب الحزب في الجماعة، وفي عملية التطوير التي تم إسنادها إلي خيرت الشاطر، وأوضح أن المؤتمر لا يوجد موقف بينه وبين مكتب الإرشاد ولا العكس، وأنه سوف يتم عرض توصيات المؤتمر علي مكتب الإرشاد لإصدار قرار بشأنها وإمكانية تطبيقها في المستقبل. وأوضح سامح البرقي من شباب الجماعة أن توصيات المؤتمر تمثلت في ضرورة تسجيل الجماعة كجمعية أهلية حتي يكون لها وضع قانوني ويستطيع شبابها العمل في إطار قانوني واضح ومشهر، وأضاف أنه يجب تأخير الإعلان عن الحزب الخاص بالجماعة بحيث يكتمل الشكل القانوني الخاص بها، ويتضح ملامح هذا الحزب ودروه في الفترة القادمة، وأجمع الشباب من حضور المؤتمر علي ضرورة أن يراجع المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع تصريحاته بعدم السماح لشباب وأفراد الجماعة من الانضمام لأي حزب أخر سوي حزب الحرية والعدالة الذي من المفترض أن يعمل باسم الجماعة، وأضاف أن الفكرة الإسلامية من الممكن أن تتمثل في أحزاب متعددة لأنها ليست حكرا علي الإخوان لذلك علي الإخوان أن يتركوا المجال أمام الشباب للمشاركة في أحزاب مختلفة، وأكدوا علي أن تؤسس الجماعة لدور اجتماعى جديد ونشر القيم وتربية المجتمع وأن ترشد قيم المجتمع وكذلك ترشد أدوار الاحزاب. كما طالب شباب الإخوان بضرورة مراجعة دور المرأة في مكتب الإرشاد وفي الجماعة بصفة عامة، وأكدوا علي ضرورة انتخاب أعضاء المكتب بصفة خاصة للنظر في رؤية الحزب المستقبلية، وأكد الدكتور محمد القصاص أن هذا المؤتمر ليس انشقاقا علي الجماعة وإنما هو مجرد طرح للرؤي المختلفة من جانب شباب الجماعة من أصحاب الأفكار المختلفة وطالب بضرورة إعلان فترة إنتقالية تعلن فيها الجماعة عن بداية جديدة مشهرة وواضحة للجميع. وأكد علاء الحسيني من شباب المؤتمر أنه علي الرغم من رفض مكتب الإرشاد حضور المؤتمر وبعد تراجع الدكتور محمد حبيب عن الحضور أنه سوف يتم إرسال مجموعة التوصيات والطلبات إلي مكتب الارشاد ليتم رؤية وضع ما سيتم عمله في الفترة القادمة وأنه بناء علي هذا الرد سوف يتم تحديد خطوة الشباب القادمة.