الإمام حسن البنا حدد غاية الإخوان كما ذكر ذلك في رسالة المؤتمر الخامس بقوله : لكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية أن يتبع إماماً من أئمة الدين، ويحسن به مع هذا الإتباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته ، وان يتقبل كل إرشاد مصحوب بالدليل متى صح عنده صلاح من أرشده وكفايته، وأن يستكمل نقصه العلمي إن كان من أهل العلم حتى يبلغ درجة النظر.. وبهذه الوصية التي وضعها الامام حسن البنا اتبع الأخوان قاعدة شهيرة وهي عدم جواز الخروج علي مرشدهم ، ولكن بعد ثورة 25 يناير وتغير الخريطة السياسية في مصر ظهرت مبادرة جديدة قدمها مجموعة من شباب الأخوان دعوة منهم الى إعمال فريضة التفكر والمشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل العمل الدعوي من خلال 3 مراحل أولها هي طرح مجموعة من الافكار حول تطوير الجماعة ، وثانيها بدء حوار جماعي مع كل اصحاب الرؤى والاطروحات للتطوير ، وثالثها صياغة مجموعة اسس حاكمة وطرحها في مؤتمر عام يوم 17 مارس الجاري ، وهذا هو ما كتبه أصحاب المبادرة علي صفحتهم الخاصة علي الفيس بوك والتي أسموها " ثورة تطوير الأخوان المسلمون " ويتحدث عنها المهندس كمال سمير فرج 38 سنة والذي أوضح أنه ينتمي الي جماعة الأخوان المسلمين منذ 20 عاماً ومقتنع بكل مبادئها اقتناعاً كاملاً ، ولكن بعد ثورة 25 يناير اختلف الوضع تماما ، وبعد دور شباب الأخوان في الثورة والدفاع عن ميدان التحرير وبعد رفع لقب المحظورة عن الجماعة والاتجاه الي تكوين حزب سياسي كان لابد من وجود طريقة جديدة للحوار ، ويضيف : نحن لدينا مبادرة جديدة قدمناها إلي مكتب ارشاد الجماعة وأولها تغيير أشياء هي نتيجة النظام السابق وتراكمت لعشرات السنين نتيجة الأنظمة السابقة ، ولكن الوضع الآن تغير ويجب عمل انتخابات جديدة لمجلس شوري الجماعة .. ونحن دعينا الي مؤتمر عام الي شباب الأخوان يوم 17 مارس ليكون لنا تمثيل واضح داخل مكتب الأرشاد ، ونحن عددنا 3000 شاب من شباب الأخوان لا نريد سوي مصلحة الجماعة ، ويجب أن يتضح في الفترة القادمة التوجه السياسي للحزب وهل هو جناح من أجنحة الجماعة أم أنه بوجوده يلغي دور الجماعة ، وهل سيسمح للأقباط بالانضمام الي الحزب ...هذه كلها نقاط معلقة يجب التفاهم فيها ووجود سياسة واضحة من مكتب الارشاد تجاهها، ويجب أن يتم إعادة هيكلة للجماعة بما يتناسب مع النظام الجديد ، وحتي الآن لم تأت للمبادرة رد فعل من مكتب الارشاد ، ونحن حريصون أن يكون موقفنا واضح للجميع نحن لا نريد أن يكون هناك مصريين وجماعتين وحزبين للأخوان .. نحن نريد أن نسير علي تعاليم الامام حسن البناوالذي أكد أن لكل فترة متطلباتها ويجب علي الجماعة التكيف معاا . ومن جانبة أكد صبحي صالح العضو البارز في جماعة الأخوان المسلمين أن الأخوان لا ترفض الحوار كما يعتقد الكثيرون ، ولكن هناك طرق شرعية للحوار والنقاش والتغيير داخل الجماعة له أسس واضحة وصريحة ، وأضاف : الجماعة ليست الحزب الوطني وليس لدينا أمن دولة .. المسألة كلها أن لدينا طرقاً شرعية للحوار تؤتي ثمارها ، ومن يفعلون ذلك يخرجون علي أصول الأخوان ولا مكان لهم فيها علي حد تعبيره . بينما لقت هذه الدعوة بعض الاعترضات من شباب الأخوان والذين اتهموا أصحاب الصفحة أنهم " مندسون " من أمن الدولة ويرغبون في احداث انشقاق في صفوف الجماعة ، وأوضحوا أن الإخوان شعارهم هو " الشوري " ولا يخالفون هذا المبدأ ، ولكن يبق هنا السؤال : هل تتوسع دائرة الاحتجاجا داخل الجماعة وتصل الي الانقلاب علي المرشد ؟!