لا أعرف ما سر حملة الاستهجان التي تحيط بترشح سما المصري لعضوية البرلمان، وكأن السيدة ارتكبت جريمة تستحق العقاب، رغم أن نجاحها من عدمه قرار ورأي أبناء دائرتها فقط... فالقرار للناس في كل الحالات؛ لذا اندهشت من حالة الازدراء للسيدة، وكأنها تمثل سبة في جبين البرلمان القادم، والحق أنها قد تكون إذا ما نجحت من الأشخاص القلائل الذين يدخلون البرلمان علي أسس من الشفافية والصراحة المطلقة. فهي مثلا لم تنكر كونها راقصة واعتزلت من أجل العمل السياسي، والسؤال: ماذا عن راقصي العمل السياسي الذين لا يخجلون من أنفسهم ويصرون علي الرقص في كل الأزمنة والأكل علي كل الموائد لخدمة مصالحهم الشخصية فقط ولا شيء آخر؟ والبرلمان بالنسبة لهم مجرد نافذة تمكنهم من الإطلال والتواصل مع دوائر النفوذ ! سما راقصة ... وماذا عمن يدعون الشرف والفضيلة ويتحدثون في الظاهر عن الأخلاق والمبادئ وهم في الباطن مستعدون لبيع ذويهم من أجل المناصب والكراسي فلا ولاء ولا انتماء إلا للسبوبة؟ هم مباركون في عهد مبارك، وثوار بعد 25 يناير، وإخوان في عهد بن العياط، والآن يعلنون العشق والوله ل 30 يونيه... ودائما يملكون من الأقنعة ما يمكنهم من الانسجام مع كل العصور ليقوموا بدور البهلوانات في بلاط الحاكم ودائرته المقربة، سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين أو كتابا. سما راقصة.. ويدعي البعض أنها أول راقصة يمكن أن تكون عضوة بالبرلمان، وهذا غير حقيقي، وكذب وتدليس علي الشعب؛ لأن سبقها للجلوس تحت القبة الكثير من الراقصين من كومبارس المعارضة الذين تقمصوا أدوارهم أحيانا بإجادة، وأحيانا ببلاهة كمعارضين لمبارك في عهده ...عهده الذي كونوا فيه مئات الملايين، وتحالفوا مع أقطاب الوطني لخدمة مصالحهم، وفي برلمان الإخوان قاموا بالرقص للولاة الجدد؛ أملا في بعض الفتات الذي يمكن أن تسقطه لهم عصابة بديع ! نخب في كافة المجالات... لا حرج لديها في تغيير جلدها ومسخ وجوهها، بحثا عن المكاسب، ولتذهب مصر وأهلها للجحيم.. وكل ما يكتبونه كبرامج لهم في البرلمان لا يستحق الورق الذي كتب عليه، وإذا ما قرر أحد التفرغ لمحاسبتهم علي وعودهم للناس، فلابد أن الأمر سينتهي بهم للسجون بتهمة التلاعب بالشعب والنصب عليه! سما راقصة... وهذا ضد الأخلاق والدين، ألا يخجل من يدعون ذلك وهم من سمحوا لتجار الدين بحكم مصر نتيجة نصائحهم للشعب بعصر الليمون ...ألا يستحون من الله وهم يتحدثون باسم الفضيلة وهم يقبلون بوجود 11 حزبا دينيا علي الساحة، ومعظم هذه الأحزاب لا تعرف إلا التطرف والإرهاب، ولا تعترف من الأساس بفكرة الدولة المصرية وتري أن من يخالفهم في الفكر والرأي والعقيدة كفار، مكانهم جهنم وبئس المصير لقناعتهم بأنهم الفرقة الوحيدة الناجية من النار؟! سما راقصة... وأهل الفن نحبهم، لكن الاحترام ووقار المنصب شىء آخر، كيف ذلك وهناك فنانون كثر مرشحون ومنهم من ساهم مساهمة لا تخفي علي أحد في محاولات تدمير مصر، سواء بأفلامه الإباحية أو مهاجمته لمؤسسات الدولة الحاملة، أو إرهابه الجميع من ثورة الجياع والرعاع الذين حولهم لأبطال في أعماله اللافنية؟ سما راقصة... لكن مكان رقصها معلوم ومعروف علي المسرح، فماذا عن الإعلاميين الذين يخوض بعضهم الانتخابات البرلمانية، وكثير منهم رقصوا بإجادة علي جسد وطننا المنهك الواهن؛ سعيا لمرتبات أعلي ومشروعات استثمارية أكثر يشاركون فيها، وقصور يسكنونها وأراض يصقعوها؟ لست في دائرة السيدة سما، لكن لو كنت في دائرتها لصوّت لها، إذا ما كانت في مواجهة مع أي من تلك النماذج؛ لأنها أوضح وأشرف وأصدق وطنية من الكثيرين منهم ... ولا يعيبها كونها راقصة لأن الغالبية راقصون، لكنهم يرتدون بدلا مختلفة!